ذات لحظة .. ذات مساء
..
في ذاك المكان
حيث ترددي .. لأشاهد بناء موطن جديد..
وأشهد مولد الملائكة..
التي تخرج من حوض العمر.. بكل معاني البياض..
وعلى أعتاب قلوب الأطفال الندية..
تولد بكل أنسام الحنان..
..
كنت مع همهمتي وتعثري بفتات تفكيري..
أحاول الإمساك بي..
لكي أرسم لنفسي خارطة جديدة..
تحمل في طياتها..
خيالات وأحلام.. باسمة..
تخلع عنها معاطف الحزن والكآبة..
..
وكالعادة..
كان فكري منشغلا..
بترقب سماع تلك الخطوات..
التي كانت تكفيني..
فقط.. لأعرف أنني موجود..
حينما دنت الخطوات في داخلي..
وبدأت أسمعها..
عرفت أنه قد جاءني..
لكن..
شعرت برزم غريب ..
في التمشي..
..
أتـذكر..
ذات مساء
حيث جاءني يحمل بين كفيه..
تلك البذرة.. وذاك الكم الهائل..
من صفحات المستقبل البيضاء..
..
ضمني إليه..
أدخل أنامله إلى ظهري..
وغرس ما جاء به..
وغمغم إليّ ..
بكلمات لم أفهم منها.. سوى..
" أعتني بنفسك "
واختفى كالسراب..
..
ذات لحظة
بينما كنت أسير فيما أعطاني من صفحات..
ألطخ ما ألطخ.. وأمزق ما أمزق..
استوقفتني علامة غريبة..
كانت في هامش أحد الأوراق..
مكتوب عليها..
" بكل معاني الجروح.. أنا آسف.. "
..
وقتها
بدأت أشعر بشيء في داخلي يتمزق..
كأنه تجسد لمولد الملاك من جديد..
..
كلحظة تفتح زهرة..
غرست بداخلي..
سقيت بدمي..
ترتعرعت في غفلتي..
الآن
بدأت في نثر روحها..
..
لتعيد شهقة الروح..
نبض الوجدان..
حرقة الأحاسيس..
دفء الحنين..
ذات لحظة.. ذات مساء
~~~~
القلب الحزين