..
..
اغفروا لي غيابي..
واقبلوني هنــــا :
تصوّرت أن تكون نهايتنا بهذا الشكل الرتيب ..
تصوّرت أننا سنبلغ الطريق المسدود على مهل .. وسنفقُدنا إثر
انسحاب غير مخطّط له .. لكنه سيكون أنيقاً للغاية !
فلم أستعجل البيْن !
انتظرتُ قدَراً ينزع احدنا من الآخر .. ويمنح كلينا أحلاماً أُخر .. وأزماناً
أُخر .. وقلوباً أُخر .. لايهم ماتكون ! .. الأهم ألاّتشبه أحدنا !!
تصوّرت قبلها أنك ستصرخ في وجهي .. تشتمني .. تسخر من صمتي ..
تقذفني برصاصات من لغة تخترق مسامعي لتستقرّ في أعمق الروح العليلة
دون ان اتجنبها بدرعٍ أو دعوات ..
عندها لن أغضبك .. لن أمارس عليك كيدي لترتدع .. لن أبكي .. فقط
ستتسع عينيّ ألماَ ودهشة .............. وسأبتسم !
وسأحتفل -أخيراً- بقدرتنا المتأخرة على كسر كؤوس الروتين والرتابة .. وأن أحدنا
استطاع تخليص مشاعره من شرنقة الصمت التي غصنا بأنفسنا داخلها متجاهلين
صوت الآخر ونبضه .
أخيراً .. سأسمع صوتاً يقرأ على مسامعي معنى الحياة .. ستُشهر سيفاً من كلمات..
سترشقني بحمم بركانية نبتت في مشاعرك ذات إنفجار .. وستجعلني أدور وأدور
ألف مرّة في مكاني وانت تطلق على وجهي عواصفك الكلاميّة .......... وسأبتسم !
لأنك متورّط بي لدرجة أنك تجهل كيف "تنفكّ" دون ان تُلحق جرحاً بروح لم
تبدر منها قدرخطيئة .. ولأن "بي" من الأنانيّة مايجعلني أسموعن
اصطناع "العيوب" كي أمنحك طريقاً للخروج !
تصوّرت ، ورسمت ،
لكننا ومع تدارك الوقت واستنزافنا لأحلامٍ متعبه لازلنا نمضي متشابكيّ الأيدي ..
وحدها أعيننا تتطلّع إلى اتجاهات معاكسة .. معاكسة تماماً !
هنا ..
أيقنت ان نهايتنا المرتقبه لن تكون أقل هدوءاً من بدايةٍ (كانت) جمعتنا !
ستُزفّ النهاية .. لكن كيف .. ومتى .. وأين ؟!
ونحن نتجنب اللقاءات .. نقطع أسلاك الهاتف ونتهمها بأنها تسلب أصواتنا
(الباردة) حميميتها ..
وأصبحنا لانلتقي إلا "صدفة" .. لأن تفاصيلنا ومشاغلنا الحياتيّة "أسخن"
من أن نستبدلها بلقاءات عابرة .. باردة .. وهادئه !
ولأن (صدفة خير من ألف ميعاد) إلتقينا .. وبكل معنى "للرقيّ" و "الحضارة"
تعلمناه في اجواء هذه المدينة وطبقناه بحذافيره جلسنا الى طاولة (ما) في
ركن (ما) .. وكالعادة كان ثالثنا "الملل" .. وشئ يشبه الإستعجال ..
تحدّث فيما كان يدخّن سيجارته عن الطقس ، الأخبار ، عن الكرة ، عن أمه ،
وعن اصحابه
ثم اشار في الختام و ضمن احاديثه (العابرة) إلى عدم جدوى اللقاءات بيننا!
هكذا ..
كان يؤِمن بأن الصدف "غبيّة" جداً بحيث تجمعنا حيث لانخطّط ..
وكان يشير الى انها -الصدف-ان لم تكن تملك عينان لترى ، فنحن " نرى !
وابتسمت !
لأنني ببساطة تصوّرت هذه النهاية !
مالم أتصوّره .. ان يهمس قبل أن ينهض بصوته الواثق :
"ورب الكعبة .. أحبّك" !!!!
أذكر أنه كان في وجهي عينان صافيتان ، وفم (كان) يبتسم !
في تلك اللحظه .. رأيته يتحوّل إلى أبخرة .. تتصاعد لـ تختفي !