[ALIGN=CENTER]
ِِِها أنت يارمضان تأتي ..
ومثلك لا يتأخر ..
مثلك لا يخلف موعده ..
مثلك لا يرهقني بانتظاره ..
مثلك لا يخذل لحظاتي أبداً ..!!
هاأنت يارمضان تأتي ..
وألثمك كما ألثم طفلي ..!
وأرتمي بين أحضانك ..
كما أرتمي في حضن أمي ..
وأقبل جبهتك ..
كما لو كنت أبي ..!!
وأتشبث بعنقك كثيراً ..
فكم تجرعت الحنين إلى رؤيتك .!
ذات رمضان ..
كان أبي يشاطرني مائـدتي ..
كان يكثر من التسبيح والدعاء ..
ويدعوني لأهدم كل حصون الهجر ..!
يبتسم ..
ويصافح ..
ويسامح ..
ليعطيني درساً بليغاً في معنى " رمضان " ..!!
وعند المساء ..
تزورنا عمتي ..
نستقبلها بفرح الطفولة ..
تهنئنا بقدوم الكريم ..
نتجمع حولها ..
ورائحة الرحمة تعبق المكان ..
وماء التواصل يغسل القلوب ..
وتتسع الأنفاس ..
لكل شيء ..!
اليوم ..
هاأنت تأتي ياكريم ..
وأبحث على مائدتي عن وجوه ..
كانت ذات رمضان " هنا " ..!
أعيش حالة من الإفتقاد ..
أين أبي .. وعمتي .. ؟
أين الوجوه .. التي كانت تغمسني بالفرح
حينما تزورنا رمضان ..؟
رياح الحنين تعصف بمائدتي ..
وأشتاقهم ..
وأبكيهم ..
وأتذكرهم ..
وعند الآذان ..
بخشوع ..
أدعو لهم ..!
هاأنت تأتي رمضان ..
وفي كل ساعة من سويعاتك..
ذكرى ..
وفي كل ركن من أركانك..
ذكرى ..
وفي كل نفحة من عطرك..
ذكرى ..
وفي كل ليلة ..من لياليك..
ذكرى ..!
نجني بك الخير ..
ونتمسك بكل أيامك ..
نتمنى لو تدوم ..!
تأتي من جديد ..
وصمت الأمة يخيم على المكان ..
ويرقص الجميع رقصة الإنكسار ..
ويختنق العرب ..
بلعق سم الهزيمة ..
تصيح بغداد ..
وتنوح فلسطين ..
وبكل الفرح ..
يستقبل الفقــــراء والجوعى رمضان ..!!
لا شيء في الحياة يستحق ..
أن يأتي رمضان ..
وأنت غارق في الخصام مع قريب أو صديق .
ولا شيء في الحياة يستحق ..
أن يمــر رمضان ..
وأنت كما أنت ..
لم تتقدم خطوة نحو السمو بذاتك ..!!
رغــد[/ALIGN]