[align=center]





مقهى ..

دخان ٌ ملأ المكان ..

صخب ٌ دوى في أنحائـِه ..

عقول ٌ التحفت النـبـيـذ ..

وفي ركن المكان ..

حالمة ..

تنظر إلى أحدهم ..

بين شفتيه (سيجارة) ..

و ينفث دخانها ..

على شكل دوائر ..

يطول قطرها كلّ ما ابتعدت عن شفاهه ..

هكذا حياتها ..!

تبتعد عنها كل يوم ..

تشيبُ صباحا ً ..

و تهرمُ مساءا ً ..

حتى فقدت مركزها ..

وتنتظر التلاشي ..!





في الركن الآخر ..

صوت ٌ حزينٌ مبك ٍ ..

فـبكـت ..!

كان عازف َ الناي ..

يستنشق ُ الناي ُ زفراتـَه ..

وكأنه خـُلـقَ في يده..

وله ..!

كم بكت وناحت ..

كم أرهقها حنينـُها..

كم آلمتها سلطويـّة ُ الحزن ..

كم أوجعتها لطمات ُ أمواج ِ الزمن ..

و عينيها تصب الزّبـَد ُ ..!




في المنتصف ..

نوتة ٌ عجيبة..!

و اهتزاز ُ أوتار ٍ ( شاعري ّ ) ..

من تلك القيثارة ..

عازف ٌ يلعب ُ على أوتارها ..

صعودا ..

و نزولا ..

ويضم ّ تلك القيثارة إلى صدره ..

وكأنه يهم ّ بتـقـبـيلها ..!

كم تمنـّت أن يضمـّها حبـيـبها..

كم أجهض َ الزمن ُ كلّ لحظة ِ لقاء ..!

ودّت لو سـَكنـَت يوما ً أضلـُعه ..

كما القيثارة ..

و تـنـتـظر ُ القـُبلة ..!




فتحت عيناها ..

رأت ِ المكان َ من جديد ..!

بدأ الصخبُ يؤرّق سكرتها ..

فقد رأت عالما ً آخر ..

وقرأت مشاعرَ عدّة ..

في نفس ِ المكان ..

و في نفس ِ الزمان ..

و بلا فنجان ..!



جف البحر ( سـُكرٌ به حياة ..! )


[/align]