عاصفة غضب في مصر بسبب منح جائزة الدولة لأعداء الإسلام

[الكاتب المصري سيد القمني]
الكاتب المصري سيد القمني

القاهرة: فجر منح جائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية للدكتور سيد القمني، غضبا عارما في أوساط الإسلاميين الذين يتهموه بإهانة الدين الإسلامي ورموزه، حيث طالبوا بإقالة وزير الثقافة فاروق حسني واتهموه بتعمد استفزاز مشاعر المصريين لمنحه جائزة الدولة لـ"أعداء الإسلام"، على قولهم.

ولم تتوقف الحملة عند حد التصريحات أو التراشق عبر الفضائيات، بل تعدتها إلى ساحات القضاء حيث أقام الشيخ يوسف البدرى دعوى قضائية ضد وزير الثقافة وشيخ الأزهر مطالبا بنزع الجائزة من القمني الذي لا هم له إلا الطعن فى الإسلام وأحكامه وشعائره ورموزه وإهانة العقيدة الإسلامية.

وكان برنامج "48 ساعة" الذي بثته فضائية "المحور" المصرية الجمعة، قد شهد سجالا حادا بين عدد من علماء الدين ونواب الإخوان داخل مجلس الشعب من ناحية، والقمني من ناحية اخرى.

حيث هاجم حمدى حسن عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين فوز القمنى بالجائزة، معبرا عن دهشته من المعايير التي علي أساسها يتم اختيار الفائزين بجوائز الدولة.

وقال حسن: "فاز بالجائزة من قبل شاعر أساء الى الذات الإلهية والى الإسلام، والمحكمة حكمت بان هذا ليس فى الإبداع من شئ ودى قلة ادب، وجوائز الدولة تعطى لمن يسب الدين ومن أموال الشعب، لما يقول ان الشريعة الإسلامية دى شريعة مزورة وان الهاشميين جابوا هذا الدين علشان سيطرة قريش، فهل هذا كلام أعطى عنه جائزة الدولة وامنحه جائزة بـ200 الف جنيه ".

وأكد حسن "إن القمنى فاز بجائزة لا يستحقها فى العلوم الاجتماعية، ونحن نتساءل أين انتاجه فى هذا المجال؟ نحن كأعضاء فى مجلس الشعب المصرى مهمتنا مراقبة اموال الدولة، والجائزة التى حصل عليها القمنى وهو يمتهن الإسلام تعتبر اهدارا للمال العام."

ورغم امتناع القمني عن حضور الحلقة لمناظرة رئيس جبهة علماء الأزهر الدكتور محمد عبد المنعم البري بداعي مرضه، إلا أنه تحدث هاتفيا للبرنامج، ساخرا من البري ورافضا لما جاء في بيان جبهة علماء الأزهر الشريف ومطالبا بإقصائه من الاستوديو، وواصفا علماء الأزهر بالمرتزقة، كما قال إن أحكام الشريعة الإسلامية "وضعية"!.

ورد البري بأن القمني حصل على جائزة لا يستحقها، لأنه دأب على المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري ووصف أعضاء اللجنة المانحة للجائزة بأنهم يدينون دينا غير الإسلام.

كما أيد البرى فى كلامه للبرنامج رأي حسن وهاجم القمني قائلا "انت معروف منهجك ومشربك وانت من معاول الهدم الثابتة في مصر الأزهر وكشفك مسئوليتنا ولا يصح ان نسكت عنها والله سبحانه وتعالى يوصينا فى كتابه ألا نسكت".

وتداخل المحامي ممدوح إسماعيل معتبرا منح القمني جائزة الدولة التقديرية بأنه يمثل مشروعا منظما لعودة الشيوعية إلى مصر.
[حمدى حسن]
حمدى حسن

وكانت "جبهة علماء الأزهر" أصدرت بيانا بعنوان "إلى الأمة صاحبة الشأن في جريمة وزارة الثقافة" أكدت فيه أن السيد القمني خرج على كل معالم الشرف والدين، حين قال في أحد كتبه التي أعطاه الوزير عليها جائزة الدولة التقديرية "إن محمدا صلى الله عليه وسلم على رغم أنفه وأنف من معه قد وفَّر لنفسه الأمان المالي بزواجه من الأرملة خديجة" رضي الله عنها.. على رغم أنفه كذلك وأنف من رضي به مثقفا.. بعد أن خدع والدها وغيَّبه عن الوعي بأن سقاه الخمر.

وأضاف البيان أن القمني "تأكدت ردته بزعمه المنشور له في كتابه "الحزب الهاشمي" الذي اعتبره وزيره عملا يستحق عليه جائزة الدولة التقديرية أيضا " إنَّ دين محمد – صلى الله عليه وسلم- هو مشروع طائفي اخترعه عبد المطلب الذي أسس الجناح الديني للحزب الهاشمي على وفق النموذج اليهودي الإسرائيلي لتسود به بنو هاشم غيرها من القبائل.

فكان بذلك وبغيره مما ذكرناه له وعنه من قبل، قد أتى بالكفر البواح الذي لا يحتمل تأويلا، ولم يَدَع لمُحِبٍّ له مساغا ولا مهربا من رذيلة الرذائل التي لزمته، بل إنه تمادى في عُتُّوِّه بعد أن حذرت الجبهة بقلم أمينها العام منذ عقد من الزمان من قبائحه، فيما نشر له عنه في مقدمة لكتاب من كتب الدكتور عمر كامل، ونشرته دار التراث الإسلامي، مما حَمل القمني على الفرار بخزيته إلى إحدى المجلات المصرية التي أدانها القضاء بحمايتها له ودفاعها عنه.

كما شنت الجبهة هجوماً شرساً على وزير الثقافة، فقال البيان "إننا نقول لمن لايزال لحرمة الوزارة وحرمة نفسه منتهكا، ولأمانة المسؤولية مسترخصا مضيِّعا: ماذا بقي لك من حق الحياة وشرف المسؤولية بعد أن خلعت جهارا ربقة الإسلام من عنقك وغرَّك من الله طول حلمه عليك على كثرة ما عرف عنك، وسجّل بعضه النائب المحترم السابق جلال غريب في استجوابه الشهير الذي قدمه عنك وعن طباخك "سُكّر" الذي أخذ طريقه إلى حيث ذهب سابقوه ولاحقوه.

ووصف البيان فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى بالكفر؛ لأنه على حد قول البيان "المُعِينَ على الغدر شريك الغادر، وإن المعين على الكفر شريك الكافر".

مقاضاة شيخ الأزهر ووزير الثقافة
[الشيخ يوسف البدري]
الشيخ يوسف البدري

في نفس السياق، أقام الشيخ يوسف البدرى دعوى قضائية أمام نائب مجلس الدولة ورئيس محكمة القضاء الإدارى تحمل رقم 48575/63ق ضد كل من وزير الثقافة وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أبو شادى وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى.

وجاء فى عريضة الدعوى التى أقامها البدرى، إن وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة تتعمدان استفزاز مشاعر المصريين الدينية، حيث منحا جوائز الدولة التقديرية هذا العام لكل من سيد القمنى وحسن حنفى بقيمة مالية قدرها 200 ألف جنيه لكل منهما،

رغم أنهما لا هم لهم إلا الطعن فى الإسلام وأحكامه وشعائره ورموزه وإهانة العقيدة الإسلامية، رغم أن هذه الجوائز تمنح قيمتها المادية من أموال دافعى الضرائب بما يعد إهداراً للمال العام حسب مواد الدستور.

وقال البدري في دعوته إن سيد القمني سبق ان أصدر مجمع البحوث الإسلامية قراراً بمنع إصدار كتبه وهي "الحزب الهاشمي والأسطورة والتراث" من النشر لإهانته الإسلام والرسول ونفي النبوة والوحي ولهذا أعرب الكثير من الكتاب ورجال الدين عن استيائهم من منح من تطاول علي دين الدولة الرسمي هذه الجائزة.

أضاف البدري أنه بالنسبة للدكتور حسن حنفي فهو الذي قام بمهاجمة الدين الإسلامي في كل ثوابته فيرفض فكرة الله ويرفض كل الغيبيات "الرسل والملائكة والكتب واليوم الآخر" وهذا ظهر من خلال كتاباته في العديد من الصحف.

وطالب البدرى بوقف تنفيذ قرار منح جائزة الدولة التقديرية بشقيها المادى والمعنوى لكل من حسن حنفى وسيد القمنى لحين الفصل فى الدعوى.

كما جاء فى الدعوى التى تتكون من 21 صفحة، أن الغرض من اختصام شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى هو طلب إلزامه بصفته رئيس مجمع البحوث الإسلامية الجهة العلمية الوحيدة المختصة والمتخصصة فى بيان الرأى الشرعى بطلب إلزام تقارير كانت قد صدرت من المجلس بشأن كتب سيد القمنى وحسن حنفى أوصت بمنع كتبهما من التداول، وكذلك إعادة عرض مالم ينظر فيه المجمع من أقوال وآراء وأفكار دونها المطعون على منحه الجائزة سيد القمنى فى مقالاته وأحاديثه، وإبداء الرأى الشرعى فيها.