***

**

*

جئت أطرق في قلبك الأبواب

لا تتجاهل النداء

أعطني المفتاح

حرر صدرك من الأقفال

صدودك سيغدو أغلال تخنق فيك الأنفاس

لا تدع أضواء المهرجان

تسرقك

تغربك

وتعمي فيك الابصار

لا تغرك الزعاريد والألحان

ويطغى على روحك

سحر الغناء

ابتعد قليلاً عن ضجة المهرجان

راقب من بعيد

كيف يكون موت الأرواح

**

هناك

في وسط الاحتفال

إنسان .. يود لو تمطر سماءه بالبكاء

ويصرخ .. ليخلص روحه

من ذاك الشقاء

وآخر

يضحك .. حتى عانقت قهقرته

سحب السماء

وذاك .. مسكين .. تائه

غائب

لا يفقه سر تحول الأشياء

أتود التوغل فيهم!!

سيلبسوك ثوب مهرج

يرقص على أنغام المهرجان

ويقتلوا فيك الروح

لتصبح أسيراً

مقيداً

لا تملك أفراحك

أو حتى دموعك

أنت لست حر

أنت أسير .. مقيد

تقيدك .. أضواء المهرجان

ضاع في داخلك معنى الكلمات

ذابت فيك معاني الحب والوفاء

وأصبح الثابت عندك متحولا

والطيبة في قلبك .. ضرب من الغباء

الأخوة!!

أغرقتها مستنقعات المهرجان

وستجاهد لتصعد

جسر السماء .. لتلامس نقاء الأرواح!!

أتراك ستصل!!

لن تصل

ستسقط!!

وبأجمل الألوان سيُنقش على لحدك

مسكين .. لقي حتفه

بثوب البهلوان

لن يبكيك من كنت تظنه صديق

وستبقى روحك عطشى لمطر عيون الحبيب

لن يبكيك

وسيرمق زهورك الذبلى .. من بعيد

وستحترق أنفاسك

تلهث .. تنتظر

دعوة تأتيك من قريب أو بعيد

**

لا تحزن .. إنها سنة المهرجان

لا تبكي .. ستمتزج في وجهك الألوان

لا تغضب .. أنت من عاند الزمان

لكن .. خذ مني هديتي

"مرآتي "

لترى الأشعة الباهتة التي يعكسها وجهك

وكل ظنك .. أنك سعيد

آهٍ يا صديق

أولم أخبرك بحزني العميق

حزن كبلني

قتلني

وفي النهاية أحرقتني أضواء المهرجان

حياتنا .. منصة مهرجان

وما أصعب الحياة وهي تلبسنا ثوب مزركش

وتصبغنا بألوان ممزوجة بالغموض

لتأمرنا بالرقص والغناء

علنا نُضحك الجمهور

أجسادنا

دمى خشبية

هياكل فارغة

دون نبض

أو حنين

ما نحن إلا لعبة

تحاول إسعاد الآخرين

ونحن!!!

من يسعدنا !!

من يضحكنا!!

من يرد لنا أرواحنا !!

ألن نجد مِنَ المتفرجين من يبكيه حالنا!!

أنينا الأخرس

دموعنا العاصية

ضحكاتنا الزائفة

ويرد لنا أرواحنا المهاجرة !!

نحن في قمة عجزنا وألمنا

كم هو قاسٍ المهرجان

لا يأبه بسر الوجدان

لا يبكيه موت الخفقان

وبسطوة الألوان

يغوص خنجره في الشريان

لتقطر دماؤنا كأنها أمطار جاد بها الزمان

ونصرخ بصوت .. فقد لغة الكلام

أيا حياة مهلاً

ما نحن إلا بقايا إنسان

رفقاً .. بحالنا

لا ترقصينا على أرض تشتعل في جوفها النيران

لا تؤرجحينا على منصتكِ فنغدو كضباب يسبح

بين الأرض والسحبان

دعينا نضحك .. دون خوف من السجان

على شفاهنا بسمة خائفة

إن ارتسمت .. قتلوها بتهمة العصيان

في أعيننا دمعة .. تحلم على وجنتنا بالسيلان

تهاب المطر .. تخشى الأنين

لئلا ينعتوها بالهذيان

**

آهٍ يا صدري العليل

بين حناياك اختبأت صرخة .. تشكو ألم السنين

وفي محراب قلبي شُيد لحد ليضم الحنين

ذنبك .... أنك ذات مساء

حلمت برعشة الخفقان


**

وبعد

أعطوني أقلامكم

ألوانكم

كلماتكم

أحلامكم

لأرسم معاناتكم على الجدران

ليقرأها .. ويبكيها زوار المهرجان

مهرجان .. نعم مهرجان

ما الحياة إلا مهرجان

شفاه تضحك

عيون تبكي

وقلوب تحلم بالأمان

وعلى خشبة مسرحها يرقص البهلوان

فتحركها أنامل خفية

كأنها لعب خشبية

وتصفق لها

ضجة المهرجان

آهٍ يا غابة

آه يا مهرجان

آهٍ يا ملحمة على مصقلتها يُقتل حلم الإنسان

تعذبينا .. تغربينا .. تقتلينا

وفي حفرة تتركينا

لا جدران لها تحمينا

ولا تراب لأرضها ينهينا

ولا سماء تمطر فتحيي الإنسان فينا

ضاع أماننا

ماتت أحلامنا

ذبلت ورودنا

لا الدمع يطفيء حريقنا

ولا الشكوى تنجينا

إنه مصيرنا

ومصير كل من ركض كفراشة عمياء

خلف سراب أضواء المهرجان

ومهرجان


تحياتي