مرحباً بكم أحبتي الدرريون






بالأمس كنا نستقبل شهر رمضان بشوق ولهفه، عازمين فيه على الطاعةِ والاستقامة، واليوم مضى نصف الشهر، ولم نقدم فيه كبير عمل، فمتى ندرك ما فاتنا ؟

ومتى يغفر لنا إن الشهر فاتنا ؟

فلنجتهد رحمنا الله فيما بقي فإن الأعمال بالخواتيم


تنصف الشـهر والهفاه وانصرمــا ... واختص بالفوز بالجناتِ من خدما

مـن فاته الزرع في وقت البذار فمـا ... تراه يحصـدُ إلا الهم والندمـا






أخوتي لنشد الهمة فيما تبقى لنا من هذا الشهر فـ رمضان فرصة لا تعوض

فلنستغل أوقاتها ونعمرها بما سيزيد في حسناتنا




أحبتي أخترت هذا الموضوع:
اقتراحات مفيدة لاستغلال الأوقات في رمضان
لنعين بعضنا بعضا فأضيفوا ما تجود به نفوسكم






أحبتي/



يقول رسولنا صلوات الله عليه وسلامه : "من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه

ويقول : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه


قال الخطابي: " قوله: إيمانا واحتسابا، أي: نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق والرغبة في ثوابه، طيبة به نفسه، غير كاره له، ولا مستثقلٍ لصيامه، ولا مستطيلٍ لأيامه، لكن يغتنم طول أيامه لعظم ثوابه ".

وقال محمد صالح العثيمين: ومعنى قوله: ( إيمانا ): أي إيمانا بالله وبما اعده الله من الثواب للقائمين. ومعنى قوله: ( احتسابا ): أي طلبا لثواب الله لم يحمله على ذلك رياءً ولا سمعة.




في هذين الحديثين فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قيام الليل، وهو عبادة ليلية، وبين صيام رمضان، وهو عبادة نهارية. وكأنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يلفت انتباهنا إلى ضرورة اغتنام ليل رمضان ونهاره. فما هي أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يغتنمها في شهر رمضان، حتى يخرج منه بأكبر قدر ممكن من الحسنات؟!

ولـ نتعرف على أهم تلك الأعمال، ونقسّمها إلى أعمال ليلية وأعمال نهارية. ولنحاول ألا نقوم بعمل طاعة إلا بعد أن نتعرف على فضله، حتى نستشعر ذلك عند أدائه، فنؤديه بقلوبنا فلا يكون مجرد حركات ببغائية لا نستفيد منها بشيء.


فـ أولاً قبل كل شي /


اصطحب نيتك الصالحة هذه معك طوال أيام الشهر الكريم، فضعها نصب عينيك دائما، وذكِّر نفسك بها في كل عمل تقوم به .


ثم




استغلال أفضل الأوقات

كـ أثمن ثلاث ساعات في رمضان





الساعة الأولى :

(أول ساعة من النهار _ بعد صلاة الفجر)

قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار

(اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح ).

وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (
من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )رواه الترمذي وقال حديث حسن .


وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .

ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وفي الحديث(اللهم بارك لأمتي في بكورها ).
لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي النوم فيها بل احيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .



الساعة الثانية :

(آخر ساعة من النهار _قبل الغروب)


هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيؤ له وهذا لا ينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية .. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى _ فهي من أوقات الاستجابة .
كما جاء في الحديث قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم
-: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم..".


وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله .



الساعة الثالثة :

( وقت السحر)


السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر


واعلم أن دقائق الأسحار غالية، فلا تضيعها بالغفلة والانشغال، بل احرص على أن تشغلها بالطاعات. فاحرص على تنويع العبادات خلال هذا الوقت المبارك، ما بين صلاة قيام مع إطالة القراءة فيها بأجزاء كثيرة من القرآن كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون ذلك من حفظك، أو بالقراءة من المصحف إن لم تكن حافظا. والاستغفار لقوله تعالى: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِاْلأَسْحَارِ[ آل عمران: 17 ]، والتوبة من جميع الذنوب. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. والإلحاح في الدعاء، وسؤال الله تعالى من فضله.

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ " وفي لفظ آخر فيقول : " هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من تائب فيتاب عليه حتى يطلع الفجر"

فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ، وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى.



قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح واتهليل :

( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى).
وقال تعالى : (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ).


قال الحسن البصري رحمه الله : ( الدنيا ثلاثة أيام أما أمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلك لا تدركه ، وأما اليوم فلك فاعمل فيه ).





ولا تنسى

اصحب من تتوسم فيه أن يشد أزرك طوال شهر رمضان، وحاول أن تقتدي به. مع مراجعة سير الصالحين من الصحابة والتابعين، بقراءة أحوالهم مع قيام الليل.






ويا أحبتي ... في هذا الشهر تتحين الفرص !

فالرابح من اقتنص الفرص .. فإن الفرص فوائت قد لا تعود ..!




تقبل الله صيامنا وقيامنا

ودمتم في أمن وأما وسلامة وإسلام











رياح