في ليلة من ليالي الخريف ..

تساقطت فيها أوراق الحنين ..

وذاب فيها جليد الشوق .. والإنتـظار ..

وذبلت شجرة الكبرياء والإيثـار ..

وقَفَت ترتقب ماذا يخبئ لها القدر هـذا المساء ..

فقد اعتراها إحساس نحب منه قلبها الجريح ..

دموع ساخنة ..

دموع ساخنة أنسابت في جداول جراح الخدود .. جراح الزمن ..

أبت ألا أن تشارك حواسها ثورتها العارمة في هدوء الليل ..

وقفَت وتأملت كثيراً ..

وعندها أدركت !! ..

لقد شعرت ماذا يخبئ لها قدرها هذا المساء ..

لقد شعرت بقدومه ..

قدوم الغائب منذ سنين ..

ولكن !! ..

كيف سيكون الرجوع .. ولما هذا الرجوع .. وماهي مبررات الغياب ؟؟

وكيف ستقبل بعد ذلك عودته ؟؟ ..

رحل وتركها دهراً طويلاً وحيدة في عالم الضياع ..

رحل وترك وراءه قلباً ضامئاً .. ونبض تعطّش كثيراً للقاءه ..

رحل وترك لها مشاعر وئدها الغياب ..

وعلّق اشلائها لتسحقها نظرات الذئاب ..

رحل وترك لها نظرات الشفقة في عيون الكــون ..


ماذا سيقول له قلب أدماه الفراق ؟؟ .. ودمّره الحنين ..

ماذا ستقول له عيون بكت حتى تحجّرت في ضعف ووهن ..

ماذا ستقول له بعد هذا الغياب ..

ولماذا يعود !! لماذا ؟؟

وكيف ستسقبله ؟ ..

كيف !! ........ كيف !!! ..

هي ..

لا تدري كيف !


----------------------------------------------------------------------------
سأعود متى ما استطعت أن أقول لكم كيف ستستقبل قاتلها ..
----------------------------------------------------------------------------

[l]
مساء الأحـد 3/1/1423هـ الساعة 9.03 مساءاً ..
[/l]