بعد 37 عاما... "زينب"ما زالت تبحث عن ابنها الضائع قصة واقعية حدثت في قريتي



الوسط - فاطمة الحجري
"أن يموت طفلك وتدفنه بيدك، أهون ألف مرة من أن تفتقده بلا أسباب ويبقى مصيره مجهولا ويعذبك طوال الوقت".



هذا ملخص ما حملته الأم "زينب علي مهدي" التي فقدت ابنها منذ 37 سنة ولا تعرف مصيره، إلى "الوسط" لتقص حكاية حملها الثقيل الذي ينغص عليها عيشها ويفزع له المنام.
"زينب" أم لتسعة أبناء الآن، لكنها لا تستطيع أن تنسى وليدها البكر الذي أنجبته وهي ابنة 16 عاما، ومن هنا تبدأ الحكاية. تقول زينب: "زوجوني وعمري تسع سنوات، وأنجبت "محمد" بعد سبع سنوات من زواجي، وفي يومه الخامس مرض مرضا شديدا، ما اضطرني إلى نقله إلى مستشفى السلمانية، وهناك رفضوا أن أبقى معه، وطلبوا أن أزوره مرة في اليوم لأرضعه وباقي الرضعات ستكون اصطناعية. انصعت لما قالوا، وفي اليوم السادس "وعمره 11 يوما" ذهبت كعادتي وإذا بالممرضات يقلن إن إحدى قريباتي جاءت وأخذته بعدما انتهى من العلاج!".
تسكت "زينب" لتعود بالذكريات: "بحثت عنه في القرية، وظللت أسأل الممرضات أياما وشهورا، ولكن طفلي الرضيع اختفى ولم يبق له أثر. دارت السنوات والعقود، لكنني لم أنسه، عوضني ربي بذرية كثيرة، لكن يبقى قلبي يريد أن يراه قبل أن يأخذ أمانته".
والمفارقة التي تجعل "زينب" تبحث عن ابنها بعد مضي كل هذه السنوات، أن بعضا من أهالي القرية أخبروها بأن بحرينيا يعيش في المغرب يبحث عن أهله، بعد أن أخبرته والدته قبل موتها بأنه ليس ابنها وأنها أخذته من أحد المستشفيات في البحرين.
وبسؤالها عن الذي تريد قوله إذا جمعتهما المصادفة يوما، تقول: "أريد فقط أن أراه، وأعتذر له عما حدث، فأنا امرأة أمية ولم أعرف حينها سبل البحث عنه، الغريق يتعلق بقشة. ربما هو متزوج الآن ولديه أطفال، وآخر أمنياتي أن أراه قبل ألقى ربي".
"الوسط" نقلت حكاية "زينب" إلى مدير الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية يوسف أحمد، الذي وعد بإجراء الاتصالات اللازمة بالمملكة المغربية أو أي بلد آخر، يحتمل أن يكون فيه "محمد"، طالبا المزيد من المعلومات "لنخدمها بكل ما نستطيع".