[ALIGN=CENTER]إخواني وأخواتي الدرريين الكرام [/ALIGN]
هذا موضوع مهمٌ جداً لكلّ متذوّقٍ للأدب ومحبٍّ له
[ALIGN=CENTER](( كيف تحول خاطرتك إلى قصيدةٍ )) [/ALIGN]
الحقيقة أنني لن أزعم أنني أعلمكم بقدر ما أقول أنني سأتعلم منكم
قال أبو نواسٍ ــ وهو من هو في الشعراء ــ : ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأةٍ بخلاف الرجال .
انظروا لأبي نواس وهو يسن دستوراً للشعراء
أولاً إقرأ الشعر حتى إذا تدربت أذناك وامتلكتا الحاسيّة الموسيقيّة فقل الشعر
إن الإيقاع والنغم في القصيدة هو مايجعلها قصيدة
فإذا خلت منهما فهي مجرّد خاطرةٍ
ثم اجعل همّك الثاني المعاني والأفكار النابعة من موقف أو من إحساسٍ صادقٍ
ومن المبادئ الأساسيّة التي لايختلف عليها اثنان أن مايخرج من القلب فهو يصل إلى القلب مباشرةً
وما يكون متكلفاً أو مايخرج من اللسان فلا يصل إلاّ للأذن فقط .
وهذا لا يعني أن الخواطر لاتصل للقلب
فما قرأت خاطرةً قط أجمل ولا أرقّ ولا أقرب إلى قلبي من خاطرة المتميزة رغد
][$][.. كل عام .. وقلبي بخير .. ][$][
فكل عام وأنتِ وقلبكِ بخير أيتها الراغدة الرافلة في حلل الإحساس
ولكن ......
لو افترضنا أن ماكتبته رغد قد صِيغَ بلمسةٍ إيقاعيةٍ إذاً لتحول النص إلى مشهدٍ شعريٍ خرافيٍ
وأعتقد جازماً أنها ستكون من روائع القصائد وسترقى إلى مثيلاتها من كتابات نزار قباني وأحمد مطر .
(( صار عمري خمس عشره ))
فاعلاتن فاعلات
آه كم صليت كي أصبح أطول
فاعلن مستفعلن متفاعلن
إن هذا النغم المميّز والإيقاع الراقي هو ماجعل من نزار قبّاني الشاعر المعروف لدى الجميع
ثم تأتي مسألة صياغته للأفكار وتفرده ببعض المعاني الجميلة
(( أنا أتكلم هنا عن شعر نزار وليس عن فكره ))
وسأورد لكم مقطعين هنا أولهما لما يسمى بالخواطر وسأبتكره ابتكاراً علّ الرسالة تصل والثاني لأحد شعراء النثر أو القصيدة النثريّة
النص الأوّل :
عند الغروب
وعندما يكتب الرمل نهاية أحلامٍ ورديةٍ
عندها تسمع وقع حفيف النمل على مسامع قصة حبٍ
فينسدل حفيف الرياح
معلناً استسلامه .
وانظروا إلى النص الثاني :
يادامي العينينِ والكفينِ
إن الجرحَ زائلْ
نيرون مات ولم تزل روما بعينيها تقاتلْ
شدّوا وثاقي وامنعوا عني الدفاترْ
فالشعر ملح الخبزِ
ماء العينِ
يُكتب بالمحاجرِ والحناجرِ والأضافرْ
مليون عصفورٍ على أغصانِ قلبي
تخلق اللحن المقاتلْ
ياكبرياء الجرحِ ..
لو متنا ....
لحاربتِ المقابرْ
(( مصطفى درويش ))
هاهو الفرق أيها السادة والسيدات واضحاً جلياً لكلّ ذي لبٍّ
النصّ الأول هو عبارةٌ عن مجرّد كلماتٍ متراصة ليس فيها إيقاع ولا موسيقى ولا يمكن لأحدٍ أن يفهم منها شيئاً .
أما النص الثاني فهو عبارةٌ عن ترجمةٍ لإحساس جيل فلسطينيٍّ عاني من القهر تحت وطأة الإحتلال .
وأريدكم أن تلاحظوا أمراً مهماً جداً أيضاً
وهو كيف أن الرمزيّة عند مصطفى درويش قد أدّت دورها على الوجه الأكمل
وليس كبعض الكتابات التي لا يفهم منها القارئ ماهي فكرة الشاعر
وعلى هذا الأساس اصبح الجميع يقول (( المعنى في بطن الشاعر ))
حتى أصبحت بطن الشاعر كالجبل من كثرة ماتحويه من معانٍ لايفهمها أحد سوى الشاعر نفسه
ولعلّي أفرد للرمزيّة والرمزيين موضوعاً مستقلاً فيما بعد
على العموم أرجوا أن لا أكون قد أطلت عليكم
وماهي إلا رغبةٌ صادقةٌ مني ببذل شيئٍ من الجهد للنهوض بهذا المنتدى الجميل والإفادة والإستفادة
أحمد