" لمـــــاذا بغـــــــداد "
صديقتي ..
ياسيدة المدن الجميلة ..
يامدينة الحلم اللذيذ ..
يالؤلؤة الحضارات الدامعه ..
ويارائحة المآذن المتطاوله ..!
خبريني ..
مالذي تفعله الأيام بك ِ ..؟
ماذا جنيتِ ياعاصمة الرشيد ..
ماذافعلتِ ياحبيبة المأمون ..
ياموطن دار الحكمة .. مالذي اقترفتِ
حتى لا يكاد يمر قرن من الزمان
إلا وتتعرضين للظلم .. للخراب .. للمهانة ..؟
لمــــاذا بغداد ..!
لماذا .. كلما أزهرت حقول دجلة ..
كلما أينعت بساتين الفرات ..
يُقدّر لها أن تلتحف الدمار مرة أخرى .؟
لماذا بغداد ..!
هل هي غيرة المدن الحديثة .. منك ياعروس المدن ..
يأبون إلا مطاردة العروس .
أنتِ ..
أنتِ التي علمتنا كيف نحب ..
كيف نقرأ الشعر ..
كيف نتسامر في الليالي المقمرة
نراقب خطوات العشاق الحيارى ..
حين يروحون ويجيئون .. على شاطئ دجلة الشهي ..!
لم تكوني ياسيدتي
عاصمة العلم والحضارة ..
بل كنت تفاحة القلب ..
ونبتة الروح ..
كنت ملهمة الشعراء ..
وجنــــة الأدباء ..
وواحة المبدعين العظماء ..!
أعذرينا يا بهــاء المدن ..
حين نداوي أوجاعك بالبكاء ..
حين ندفن رؤوسنا خجلاً وحسرة مما آل اليه حالنا ..
أعذرينا ..
لأننا أمـة ..
من كلام ..
من بكاء ...
من ألم .. ودم ..!
رغـــــــــــــد
الأخــت الـعـزيــزة / رغــد
سـطـرت بـنـبـض حـروفـك .. وشـفـافـيـة روحـك وجـعـا أزلـيـا يـعـشش في نـفـوسـنـا
وسـجـلـت بـكل صـدق دهـشـة لـخـطى الـدمـار الـي تـلاحـق الـجـمـال أيـنـمـا كان
تـسـائـلـين عـروس الـمـدائـن عـن سـر مـطـاردتـهـا
وتـسـجـلـين بـعـض آيـات تـفـردهـا في دنـيـا الـسـحـر والـجـمـال ..
مـمـا جـرّ عـلـيـهـا تـلك الـمـلاحـقـة .. وجـعـلــها هـدفـا لـلـجـراد في كل عـصـر .
يـحـطـون عـلى أخـضـرهـا .. ولا يـتركـونـه إلا يـبـابـا وخـرابـا
أنتِ ..
أنتِ التي علمتنا كيف نحب ..
كيف نقرأ الشعر ..
كيف نتسامر في الليالي المقمرة
نراقب خطوات العشاق الحيارى ..
حين يروحون ويجيئون .. على شاطئ دجلة الشهي ..!
وأنـا بـدوري .. أســـألـك
هـل زرت بـغـداد ؟!!
هـل صـحـبت خـطـاك شـواطيء دجـلـة أو الـفـرات ؟!!
هـل تـنـسـمـت هـواءهـا الـصـافي الـمـشـبـع بـأريـج الـعـزة والـشـمـوخ ؟!!
لـو كانـت إجـابـتـك بـنـعـم
فـمـن الـمـؤكـد أنـك سـتـعـلـمـيـن (( لـمـاذا بـغـداد ))
وإن كانـت إجـابـتـك بـلا
فـمـن حـقـك أن تـتـسـاءلي .. وأن تـنـدهـشي ..
وأن تـنـدمي عـلى أنـك لـم تـري بـغـداد
تـلك الـمـديـنـة الـسـاحـرة الـمـبـهـرة
الـتي لا تـبـالي بـخـطى الـجـراد .. مـهـمـا عـاث فـيـهـا فـسـادا
ولا تـلـبـث أن تـهـب واقـفـة شـامـخـة مـتـلألـئـة
وكأن مـا كان لـم يـكـن سـوى ذبـابـة حـطـت عـلى صـفـحـة خـد فـتـاة رائـعـة الـجـمـال
فـهـشـتـهـا خـصـلات ضـفـائـرهـا الـذهـبـيـة وهي تـتـأرجـح مـع نـسـمـات الـهـواء
لك كل الـود
وأطـيب الأمـاني