المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤيـــة حــول الحجاج بن يوسف الثقفي (منقــول)



ROMEO
29-11-2003, 06:40 PM
//


بعد عرض مسلسل الحجاج
الذي يحكي به عن تلك الفتره التي عاش بها الحجاج وما كان بها
من الفتن التي لاحقت المسلمين آنذاك ..!!!

شغلت تفكيري تلك الشخصيه التي لا يكاد كتابا في التاريخ او الادب
يخلو من سيرة الحجاج سواء بالذمّ او المدح ..!!
فقمت بعمل بحث طويل .. للوصول الى حقيقة الحجاج بن يوسف الثقفي .. واستنباط حقيقة تلك الشخصية دون تحريف في التاريخ ..!!
خاصه انني سمعت عن سيئاته اكثر من حسناته وهذا هو المعروف عنه ..!
وكذلك بعد ان سمعت أناسا كثر ..يذكرون هذه المقوله
( لم يحكم العراق حاكما سيطر عليها الا اثنان .. الحجاج بن يوسف وصدام حسين ) ..!
بالتأكيد هي هوّه زمنية كبيره بين الاثنين وكذلك هوّه بعدد المحاسن لكلاهما التي تحسب للحجاج دون صدام حسين ! وان تشابهوا ببعض السيئات ...
وكذلك تشابهوا بإحكام القبضه على ذلك البلد العريق / العراق ..!!

بالاضافه الى ان تلك الفتره التي عاش بها الحجاج كانت كثيرة الفتن ويؤخذ عليها ايضا كثرة التحريف بالتاريخ فنجد كتبا وكتّابا كثر على مر الأزمنه هاجموا الحجاج ونسبوا اليه أشياء لم تكن به ..او لم تكن واضحه ..!!!

ومن تلك الاشياء المفتراه على الحجاج :-

أنه ولد مشوها لا دبر له .وأنه هدم الكعبة المشرفة.و أنه قطع رأس عبدالله بن الزبير بيده .و انه مات في سجنه ثلاث وثلاثون ألفاً .و أنه قتل مائة ألف .و أنه غير في مصحف عثمان بن عفان أحد عشر حرفاً......

//

ولكن ان أمعنّا النظر سنجد ان أغلب من أساء الى الحجاج هم من الشيعه او الرافضه ..الذي يعتبر الحجاج عدوهم
حيث انه من ولاة بني أميّة ..!!!
عدوتهم الحقيقيه ..حيث أنهم يعتقدون ان يزيدا هو من قتل الحسين ..!!
والحجاج تابعا لهم ..!!!

وكذلك من الشعوبيه التي دخلت الى الاسلام وبدأت في الكتابه عنه دون
اهتمام لمصداقية تلك الكتابات ..!
قد يظن البعض انني أريد ان أعدد محاسن الحجاج الذي
لا يستحق ذلك عند البعض ..!
ولكن كل ما اريده هي وقفة صدق وانصاف لهذا الرجل !

/
\

//////

المولد والنشأة

في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 هـ = 661م)،
ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم
دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.
حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه
أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"،
وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.



بروز الحجاج على الساحه :-

// بعد وفاة يزيد بن معاويه وضع عبدالله بن الزبير نفسه خليفه للمسلمين
خارجا بذلك عن حكم بني أميّة التي كانت لهم الخلافة آنذاك ...!
كان عبدالله ابن الزبير شيخا وقورا ورعا كثير التعبّد ولكنه
كان يرى نفسه أحق بالخلافة ..!!
وهنا يعتبر ابن الزبير مخطئا ..وذلك لانه خرج عن حكم بني أميّه
التي هي اصلا تحكم الدولة الاسلاميه في ذلك الوقت ..!
وكذلك كان ابن الزبير يخطب في أيام منى وعرفة وينال من عبد الملك ويذكر مثالب بني أمية, ويذكر أن جد عبد الملك, وهو الحكم بن العاص,
كان طريد رسول الله صلى
الله عليه وسلم , فمال اكثر أهل الحجاز لابن الزبير ..!
وهو بذلك يحرّض المسلمين للخروج عن أمر الخليفه

/
وفي وقتها ..ظهر الحجاج بن يوسف فأعجب به عبدالملك بن مروان لما رآى به من شدة وحزم وكفاءة ..فكلّف له الأمر لحسم النزاع القائم بينه وبين عبدالله بن الزبير حيث كان هذا الامر يشغله خاصه ان عبدالله بن الزبير كانت بعض الأمصار بايعته على الخلافه وتحوّلت عن الاموين ..

//
حاصر الحجاج مكه ومنع عنها الامدادات ..وضيّق الخناق على مكه واهلها ..
فنصب المنجنيق ورمى مكه بها حتى هدمت اجزاء من الكعبه ..
ف انتهى القتال باستشهاد ابن الزبير وتولّي الحجاج الحجاز ..بقيَ واليا عليها مدة عامين الى ان بعث اليه عبدالملك بن مروان يطلب منه التوجّه الى العراق ليكون واليا عليها بعد موت اخيه بشر بن مروان ..وحيث ان الامور كانت بالغة الفوضى في العراق وتحتاج الى حزم وشدة ليعيد الامن اليها ..خاصة بعد ازدياد خطر الخوارج وتقاعس الناس عن الخروج الى الجهاد مع المهلب ابن ابي صفره ..ومعارضتهم للدولة وحكم بني أميّه ..
فخرج الحجاج الى الكوفه وعند وصوله خطب في المسجد خطبة عاصفه انذر وتوعد الخارجين عن أمر الخليفه والمعارضين له والمتقاعسين
عن الخروج للجهاد وهذه الخطبة مشهوره جدا في كتب التاريخ ..

وممّا أتى فيها :-

("… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".)

فهبّوا الناس للخروج الى القتال ..ولم يكن الحجاج ذا قول بلا فعل ..بل ضرب عنق واحد منهم رفض الخروج للجهاد ...
فلما اطمأن على الاوضاع في الكوفه وان الجميع خرج
لمقاتلة الخوارج مع المهلب
اتّجه الى البصره تسبقه شهرته في الحزم وماعمله في الكوفه ..
فأخذ الناس بشدة وخطب هناك خطبة حازمه مما قال فيها:-

(إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".)

وخرج هو ايضا مع الجيش لمحاربة الخوارج ..حتى قضوا على فتنتهم ...
اعاد الحجاج بعد ذلك بناء الكعبه !!
ولم يقتل ابن الزبير بيده بل أمر بقتله
لانه اعتبر خارجا عن حكم خليفة المسلمين ..!!!
والرسول صلى الله عليه وسلم قال :
(من طلب الحكم والحاكم موجود اقتلوه) ( او كما قال عليه السلام)

/

//الفتوحات الاسلاميه ..

تطلّع الى الفتوحات الاسلاميه بعد ان توقفت بسبب المشكلات الداخليه التي كانت تعاني منها الدولة الاسلاميه وبعد ان انتهت واستقرّ الوضع باشر الحجاج بالفتوحات فأرسل الجيوش والقواد ومنهم
قتيبة بن مسلم الباهلي ومحمد بن القاسم الثقفي الذي على ايديهم فتحت كثير من البلاد

/

//مناقب الحجاج ..

قام الحجاج بكثير من الاصلاحات التي تخدم الاسلام ومنها:-

*أمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة،

*منع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها،

*عندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها،

*أنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل.

*كان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.

*ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83هـ = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.

*كان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.

*يذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.

*ومن أجل الاعمال التي قام بها اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.

/


//اختلف المؤرخون في تحديد شخصية الحجاج بين ذم او مدح, وتأييد ورفض لسياسته ..


واقول ..
ان عصره كان مشحونا بالفتن ولجوء خصوم الدولة الى السيف في التعبير عن معارضتهم ..!
فمن يحكم على الحجاج دون النظر لتلك الفتره فقد يخرج بـ نتيجة غير موضوعيه وغير منصفه عن الحجاج ...!
لا يخفى ابدا اسلوبه الحازم واسرافه في قتل الخارجين عن الدولة ..
ولكن لو نظرنا الى هذا الامر بطريقة اخرى لوجدنا انها هي السبب باستقرار امن وسلام الدولة الاسلاميه واخماد الفتن والقلاقل ..
ولولا تلك الشدة لما استقر الوضع بالبلاد الاسلاميه ..
ولأصبح الخطر يداهم البلاد من كل صوب ..!
فكان ظهور الحجاج وما يتحلّى به من حزم ضروريا في تلك الفتره !!

هناك من انصفه من المؤرخين وعلى رأسهم ابن كثير ..فيقول:

("إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم").

توفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95هـ = 9 من يونيو 714م).

/
\

فهل يحتاج منّا هذا الرجل وقفة لانصافه ؟!!
وابعاد ما ابتلي به وما افترى عليه من كتب تحكي التاريخ زورا وبهتانا ..!!

//

بقلم
بشاير العبدالله ,,

.
.

ROMEO
29-11-2003, 06:44 PM
نشرت قبل عشر سنين مقالاً عن الحجاج في مجلة الحرس الوطني الغراء ، ولا بأس من اعادة نشر فكرة المقال مختصراً ومضيفاً رأيي في تلك المسلسلة التي تبث عن الحجاج ، والقنوات العربية قد اعادت تلك الحقبة الى الاذهان من خلال مسلسل الحجاج . والذي لم يتناول سيرة الحجاج ، بقدر ما تناول تلك الفترة الزمنية التي شهدت الفتن والقلاقل والحروب.


لقد كتب المؤرخون ما كتبوا عن الحجاج وهم ما بين ساخط وناقم ، مما جعل سيرته سيئة للغاية ، ولم يسلم من الاذى حتى أبناء جلدته الذين لا ناقة لهم ولا جمل في أمر الحجاج ، ( أتذكر كيف عيرني أستاذي بالحجاج ولما دافعت عنه طردني شر طردة ، لكن كنت مصمماً على رأيي في الحجاج ) .


فالحجاج قد ذهب للقاء ربه ، فلندعه وشأنه لرب العالمين ، فهو الاعرف بحاله ، ومن خاض في الحجاج او في شأن قبيلته ، فهو انما يحمل عنهم شيئاً من ذنوبهم ، ولقد رأيت في ذلك المسلسل كيف تكلموا في أمر قبيلة ثقيف متناسين دورها الريادي في نصرة المسلمين وفي تجييش الجيوش ، وأنا هنا لا أبرئ الحجاج من بطش وتجاوز الحد في القتل والشدة التي عرف بها ، لكن الحجاج انطلق من مبدأ من شق عصا الطاعة فاقتلوه ، ومن هنا كان لا يأبه بالمعارضة ونشأ في زمن الخوارج وكثرة الفتن ، وحكم اقليم العراق الذي عرف بتمرده على الخلافة الاموية ، وكان لابد من اخضاعه ، فوجد فيه بنو امية ضالتهم ، وكان سهمهم النافذ فما رموا به أحداً إلا أصابه في مقتل .


غير ان الذي لا يعرفه متابعو ذلك المسلسل هو مناقب الحجاج ، وقد يقول قائل : وهل لمثل ذلك المبير من منقبة واحدة ! وانا اقول نعم ، فله مناقب شتى تعدل كل ما قيل في حقه وما صور عنه من مظالم، والمنصفون من المؤرخين - من غير كما اسلفت - قالوا عن الحجاج ما يجعلنا نجعله من البانين والمؤسسين لكثير من انظمة الادارة التي نراها اليوم ، فهو باني مدينة واسط العظيمة ، وأول من سك نقوداً بأمر من الخليفة ، ونصر امرأة استغاثت به ، وسير الجيوش بقيادة محمد بن القاسم الثقفي لفتح السند والهند ، فأدخل في حوزة الدولة الاسلامية مساحة شاسعة من شبه القارة الهندية وما يعرف بباكستان اليوم وكذلك السند ، وهو البليغ الفصيح الذي لا يخطئ قط في اللغة ، وكان فوق هذا لا يأخذ أحداً بجريرة ابداً ، ولكن بعد ان يستوثق منه فإن خان العهد والميثاق حكم فيه بشريعة الله.


ولقد تنبه الى طريقة الكتابة بالتنقيط التي يقال ان اباً الاسود الدؤلي قد فعلها بأمر من الحجاج. وحين هدم الكعبة يوم حارب ابن الزبير اعاد بناءها عن ملة ابينا ابراهيم فجعلها بباب واحد ، وقد كانت ببابين . وهو شاعر مقل ، فقد جمع الدكتور عيضة السواط من كلية المعلمين في مكة المكرمة شعر الحجاج في رسالة جامعية . وقلما يوجد كتاب في النحو او في البلاغة ولا يستشهد بخطب الحجاج الذي بز معاصريه فصاحة وبياناً.


وبعد: كنت اعتقد ان تلك المسلسلة البائسة التي نشاهدها الآن عن الحجاج ستنصف الحجاج ، وستقول الصدق وسيبحث كاتبها عن الحقيقة ، لكنه لجأ الى المؤلفين المناوئين ، وظهرت كتابات كاتب نهج البلاغة واضحة وجلية في تصورات ذلك الكاتب البائس الذي اورد بعض المقاطع في السيناريو لم اجدها في كتاب ، ووضح تأثره بالفكر المعارض فيما كتب ، واستغرب كيف لا تناقش المادة التاريخية قبل النشر من قبل متخصصين ، حتى لا نفاجأ بتفاصيل سيشاهدها ملايين الناس عارية من الحقيقة ، وقبل هذا ، ما هي الفائدة من بعث تلك الفترة الزمنية السوداء من عمر الدولة الاسلامية في هذا الوقت بالذات والموضوع متعلق بالعراق، العراق المغلوب على امره من قبل المحتلين ، الذين اخذوه بكل شدة وعنف ، فهل يريد هؤلاء ان يذكرونا بواقع العراق وبأنه لا يستقر إلا تحت اسنة الرماح !! منذ الحجاج الديكتاتور الى عصر صدام حسين ومن جاء بعده ، ألا ترون معي معاشر القراء ، ان هذا ليس وقت نشر مسلسل الحجاج لاضفاء مزيد من القناعة حول العراق ( بلد الشقاق والنفاق ) كما صورته لنا كتب التاريخ من ذلك الزمن الغابر حتى الآن ؟

بل المفروض ان نرى مسلسلاً آخر يتحدث عن شخصية مسلمة قيادية مثل صلاح الدين الايوبي، توقظ الهمم، وتعيد ثقة الامة في نفسها لا ان نصور للمشاهدين من خلال مسلسل بائس بأن حال العراق والامة العربية والاسلامية هو ما نراه في ذلك المسلسل وان كانت الحقائق قد لويت اعناقها لأغراض الله وحده يعلم من تخدم، ولم قامت في هذا الوقت بالذات.









كان الحجاج بن يوسف الثقفي رجلا قصيرا اعورا دميما , تراه الأعين فتزدريه وكان معلما للصبيان في الطائف وهي المهنة التي ورثها عن أبيه يوسف .هكذا ترد ترجمته في الكتب التي لايختلف أحد عليها .

أما الشجاعة والإقدام فكان منها بريئا ، وليس أصدق من حاله فيها إلا قول تلك الخارجية الفارسة التي تحدته وهي إمرأة فجبن عنها أمام الملأ ولم يعذره التاريخ كونها إمرأة فالموت من سيفها رآه الحجاج جليا وجبن عن لقاءها فقالت ذلك البيت من الشعر والذي أخذت تردده الركبان وحفظته الكتب وهي تشير فيه بأنه أسد بالقول وليس بالفعل :

أسد علي وفي الحروب نعامة
خرقاء تجفل من نعيق الصافر


أما المسلسل فصوره شجاعا وداهية الدهاة
فالدهاء لاينكر عليه كما لاينكر عليه الخبث والدناءة ذلك الحجاج الذي قتل الإمام الجليل والخليفة الذي إختارته الأمة ليقودهاخيارا وهو من هو في نسكه وتعبده وإقباله على الآخرة وبعده عن الدنيا إبن الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر وأول مولود بعد الهجرة لم يكتفي الطاغية اللعين بقتله بل وصلبه فعليه من الله مايستحق .


هل يعلم أخانا الثقفي كيف أستجيبت دعوة إبن جبير بأن لايسلطه على أحد من بعده ؟

أي خير في هذا اللعين والذي ينتسب إلى أبي رغال ذلك الخائن الكافرالذي دل أبرهةالأشرم على مكة ليهدم الكعبة فكان سبة على ثقيف بين العرب .
ثقيف ظهر منها ذلك الفاتح العظيم الذي فاء الله عليه ببلاد السند وهو ذلك الشاب التقي

أما حفيد أبي رغال فقد فاته الخير كله .
وفي نهاية القول أتمنى من كاتبنا الرجوع إلى الحق


رد






الحجاج شخصية عامة لعبت دورا محوريا في بناء وتثبيت الدولة الاموية المروانية فإرثه التاريخي ليس ملكا لثقيف ، ولا حتى للعرب هو للمسلمين قاطبة

. قائد ابلى واخلص لسيده ، وسيبقى بهذه الصفة محل بحث ودراسة.يا استاذ "مجلة المجلة" على ما اذكر قبل عشرين عاما كتبت سلسلة عن طغاة العالم وكان الحجاج واحد ممن تناولتهم هذه السلسلة بامكانك الرجوع الى ارشيف المجلة . وأثار هذا المقال ردود فعل متابينة.

واخيرا القبائل العربية كلها دون استثاء قاومت الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ودعوته . وكلهم فيما بعد أصبحوا من القادة الفاتحين سواء من قريش امثال "عكرمة ابن ابي جهل" او من ثقيف.

بعد فتح مكة عادت اللحمة بين ابناء الجزيرة العربية.يؤسفني ان تعالج موضوع الحجاج بهذه الصورة الشخصية . الحجاج ملك لكل العرب ولكل المسلمين.شخصيا اعتقد ان المسلسل جاء في وقته وليس هناك انسب من هذا الوقت.


رد




إن من يتابع مسلسل الحجاج ويرى المواقف الغير إنسانية التي مارسه الحجاج واستهانته بالدماء والأعراض لا يستطيع إلا أن يعلن إستياءه من تلك الحقبة التاريخية السوداء من عصر أمتنا ، وممن مارسوا البطش بكل أشكاله مع مخالفيهم.

والدعوة إلى البحث عن بعض مناقب الرجل ليس لها ما يبررها ، فهذا الرجل الدموي لم يتلبس بأية مسحة أخلاقية تتقارب مع توجيهات الإسلام وسماحته . فلذا يجب أن لا نبحث عن تبريرات لهذه الأعمال التي أساءت إلى الإسلام والمسلمين وأبرزت حكامهم كطلاب سلطة ولو على رقاب الناس.


رد


الحق لله .. الحجاج خدم الأمة الاسلامية ووطد أركانها
وليس ادل على ذلك ويكفيه انه اختار القائدين البطلين محمد بن القاسم الذي فتح باكستان ، و قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ماوراء النهرين والذي وصل الى حدود الصين وضرب الجزية عليها .



رد


لماذا نهوى تسطيح الأمور وجعل الشخصيات التاريخية إما خيرا مطلقا أو شرا مطلقا.

يا جماعة الخير .. الحجاج هوجميع ماذكر أعلاه. أماكونه سياسيا بارعا وقائدا داهية فيكفي للدلالة على ذلك شهادة الخليفة المأمون الذي عرف عنه اعتداده العظيم بقوله ورأيه ونفسه حين قال في معرض الفخر بنفسه : "معاوية بعمره وعبد الملك بحجاجه وانا بنفسي ".

الخليفة المأمون هو الذي أجمعت جمهرة المؤرخين على أنه كان "أفضل رجال بني العباس حزما وعزما وحلما وعلما ورأيا ودهاء وهيبة وشجاعة وسؤددا وسماحة " .أو كما قال أحد المؤرخين عنه : "كان والله أحد ملوك الأرض وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة ".




رد



دفاعك عن الحجاج في غير محله ...

لو لم يكن للحجاج ذنب غير ( قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنه ـ ) ( ورمي الكعبة بالمنجنيق ) لكفاه , ودعك من القشور ( بناء واسط ) و ( سك النقود )وغيرها ,

صحيح لا نحكم عليه فالله أعلم به ,

ولكن لماذا الدفاع عن الطغاة ؟!!!! [/B][

EDrara
30-11-2003, 03:19 AM
شكراً لك هذا النقل الذي غاب عني وقد قرأته في العشر الأولي من رمضان ولكن غاب عني النقل فبارك الله فيك وفي يديك وفي ذويك
المحب لك أخوك

عابده لله
30-11-2003, 06:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلين روميو


إن من أكثر الشخصيات التي لم تنل حقها في البحث والدراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي ..
لقد كان لهذه الشخصية المكان والمرتع الخصب لأصحاب الشهوات و أهل الأهواء للطعن في العصر الأموي بوصفه عصر سفك للدماء و تسلط للأمراء ..

و لقد كان لشخص الحجاج النصيب الأوفر من هذه التهم ..
فالحجاج كان ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً مع روح العصر الذي يكتبون فيه ؛ ونرى أننا كلما بعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والأباطيل ..

و من الإنصاف أن يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما أصاب فيه بمثل ما يسجل عليه ما أخطأ فيه .. واضعاً قول الله تعالى { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى } نصب عينيه .

فإن الحجاج قد شوهت صورته و نسجت حولها الخرافات بشكل يجعلها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة ..

نعم كان الحجاج كما قال عنه الحسن البصري : إن الحجاج عذاب الله ، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانة والتضرع ، فإنه تعالى يقول { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }

فالحجاج كان من الولاة الذين اشتهروا بالظلم والقسوة في المعاملة ، و هي شدة كان للظروف التي تولى فيها هي السبب الرئيسي في أن يكون بهذه الصفة ..

فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها ، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية ..

و مع هذا نقول : ليس كل ما يشاع عن شخص قد ثبت فعلاً .. و ليس كل ما هو مشهور معروف .. فكم سمعنا و قرأنا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تنصح الخارجين بالثورة على عثمان و قتله !! فهل نصدق هذا ، و كم سمعنا أن عثمان رضي الله عنه قد استحدث أموراً خرج بسببها من الإسلام !! فهل نصدق هذه أيضاً .. و كذلك ما اشتهر من أن عمر رضي الله عنه أمر بقتل الستة الذين اختارهم ليكون أحدهم خليفة من بعده إن تخلف أحدهم تضرب عنقه !! و هكذا ..

فليس كل ما هو مشهور صحيح ...

وأقول :

هل ثبت كفر الحجاج حتى نقارن بينه و بين الخبثاء من الأمم السابقة ؟!

و الله تعالى يقول { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } !! و المؤمن خير من ملئ الأرض من الكافر فكيف تكون هناك مقارنة .. وعلى فرض ثبوت صحة ما أشيع حول الحجاج - ولا ننكر بعضها - فهل يعني هذا أنه قد خرج بموجبها من دائرة الإيمان ؟؟!!

لقد ثبتت للحجاج سيئات كثيرة جعلته في نظر الناس من الذين لا يمكن أن يغفر الله لهم .. سبحان الله !! هل جعلنا الله موكلين بتصنيف الناس هذا مغفور له و هذا مغضوب عليه ؟!

فهل نسي هذا الطالب أن فتح بلاد السند و ما وراء النهر قد تم بعد فضل الله تعالى على يد أبطال قد أرسلهم الحجاج من أجل نشر الإسلام في تلك المناطق .. و ما يدريك لعل الله أراد أن يجعل له باباً آخر للأجر و تكون أعمال أولئك القوم الذين دخلوا في الإسلام في ميزان حسنات الحجاج .. إن الله على كل شيء قدير فلا نحجر واسعاً ..

واسمع إلى ما ورد عن الحجاج حول موته .. وكما يستدلون بالصورة السيئة حول شخصه .. فإنه قد ثبتت كذلك صورة حسنة أيضاً ..

أن الحجاج عندما اشتدت عليه العلة عمل على تدبير شؤون العراق من بعده بما يحفظه من الاضطراب والفتن ، و يبقيه جزءً من الدولة الأموية ، حتى إذا اطمأن إلى ذلك كتب وصيته ليبرئ فيها نفسه و ذمته تجاه خالقه وخليفته المسؤول أمامه في الدنيا حتى آخر لحظة من حياته ، فكتب يقول :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إليه إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك ، عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث .. الخ . تهذيب تاريخ دمشق (4/68 ) .

و يروى أنه قيل له قبل وفاته : ألا تتوب ؟ فقال : إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة ، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع . محاضرات الأدباء (4/495 ) .

و قد ورد أيضاً أنه دعا فقال : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل . تاريخ دمشق (4/82) . والبداية والنهاية (9/138) .

ونقول للذين يطعنون في نيات الناس اسمعوا إلى قول الحسن رحمه الله حينما سمع أحد جلاسه يسب الحجاج بعد وفاته ، فأقبل مغضباً و قال : يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه ، و إنك حين تقدم على الله ستجد إن أحقر ذنبٍ ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنبٍ اجترحه الحجاج ، و لكل منكما يومئذٍ شأن يغنيه ، و اعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم ، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد . ذكره أبو نعيم في الحلية (2/271) .

والله أعلم ..

أما عن الدراسات التي كتبت عن الحجاج فقد قدمت عدد من الرسائل الجامعية في دراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي و منجزاته الحضارية و أعماله .. و ذلك من أجل إظهار الصورة الأخرى التي كادت أن تنمحي من الوجود بسبب ما اشتهر عنه من أباطيل ..
فمن الدراسات كتاب بعنوان : ( الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه ) للدكتور : محمود زيادة .
و كذلك كتاب آخر بنفس العنوان تقريباً للدكتور إحسان صدقي العمد ..
و هما من أفضل ما كتب عن الحجاج ...

كثيرا ما أحبت هذا الرجل وكثيرا ما زادت حدة النقاش مع الأهل حول هذه الشخصية القوية
وكنت أطلع بنتيجة أني منحازة اليه ...

ولكن : يعطيك العافية أثلجت صدري بنقلك أخي وصدقت ظنوني بهذا الحجاج

.
.

بجد جزاك الله كل الخير أخي وهي عموماً وجهات نظر والحمد لله

كانت وجهة نظري صحيحة ولم تخطئ .

.

.

مرة أخرى بارك الله فيك روميو

*نجـ سهيل ـم*
30-11-2003, 10:52 AM
أخي الغالي // تركي ..

والله رائع الإسلوب الإبداعي في النقل ..

وصدقني ما قرأت إلا شي بسيط .. وإن شاء الله لي رجعه على رواقة مع كاسة سوبيا ;) وبيرة باربيكان بالتوت|321|

والشغل يحلو

يا حلو

ROMEO
08-12-2003, 05:40 PM
ادرارا


شكرا لحضورك

اخوك

ROMEO
08-12-2003, 05:42 PM
عابده لله

اضافتك أكثر من رائعة

استفدت منها كثيرا

اشكرك على المشاركة...

ROMEO
08-12-2003, 05:44 PM
نجم سهيل

حياك اخوي.. وشكرا على المجاملة دا بس من ذوقك

عموما بانتظارك ....