المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه هي القصة ,,



أبو محمد
22-11-2003, 11:55 PM
أتعلمون إن أخوف أية في القرآن هي قوله تعالى:

{وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [23 الفرقان]



إنها حقا من أكثر آيات القرآن تخويفا للمؤمنين وتتحدث عن

فئة من المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة من حج وصدقات

وقراءة قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام

وغيرها من الأعمال .

وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال فيكون صاحبها من

المفلسين وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص تلك الأعمال

فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع ولا

خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص ولا

قبول للعمل إلا بالإخلاص .

كان معروف الكرخي نصرانيا ثم أسلم وتزهد وكان يكثر من

القول لنفسه معاتبا: "يا نفس كم تبكين أخلصي وتخلصي".

نسأل الله تعالى أن يجعل جميع أعمالنا وأقوالنا

وعباداتنا صائبة خالصة لوجه الله سبحانه.





---------------------------------











وإليكم القصة ,,









لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا إليه راجعون ..




كان هذا آخر ما سمعته .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من


أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور


والحياة ..

صوت الخطوات تبتعد ... الى أين ؟؟؟

أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟؟

نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى ؟؟؟

أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟

ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه

ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..

فينعكس على الأشياء والأشخاص ..

أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها

مغمضة العينين تماما ..

تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة

في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم

يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟


لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..


حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل

رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة ؟؟


قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟

فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ..

التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..

صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء

القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..

تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ...

فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..




- من ربك ؟؟
- هاه ..
- من ربك ؟؟
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك ؟؟
- ديني الاسلام ..
- من نبيك ؟؟
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده

على لسانها دائما ؟؟ ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس

مرات يوميا ؟؟

بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :

- من نبيك ؟؟
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..

ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو

رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه

في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :

- نبيي محمد ... محمد ...

ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..

لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..

فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير :

أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ..


( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )



سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها

لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... ياربي متى تنتهي

هذه اللحظات القاسية ..

بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .. وتنامين عنها ؟؟


اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ...

لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي

فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب

طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...


شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..

فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...

في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام

تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها

الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..




دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان

عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره ..

وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه

.. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر

على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ...

صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..

وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط

الصخرة عليه ...

هنا .. قيل لها :

- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..

- ماذا ؟؟

- هيا ..

دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا

فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..


استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت

أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند

الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في

دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط ..

تشفع لها ..


نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده

بصخرة عاتية يقول لها :

- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن

فرضك ...

ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث

الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح

بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...

فقال له :

- ما جاء بك ؟؟

- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك ؟؟

- أهذا أمر من الله عز وجل ؟؟

- نعم ..

لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي

الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم ؟؟

مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :

- من أنت ؟؟

- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت

وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة

وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..

أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :


انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..



روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ,,

( إذا مات ابن أدم إنقطع عمله إلا من ثلاث ,,

وذكر ,, وولد صالح يدعوا له )



----------------------------------------------------




لا إله إلا الله ,, سبحانك من إله ,,



فوالله إن العيون لتدمع ,, وإن القلوب لترتجف ,, وإن الأطراف لترتعد ..

خوفاً من أن لا يتقبلنا الله قبولاً حسن ,,






فيا إخوتي ,, ألا توبة قبل الموت ,,


فيا إخوتي هلا عودة إلا الله ,,


فيا إخوتي ,, لتشعروا بلذة الإيمان ,,


إتركوا المعاصي ولو لأيام بسيطة ,, ولاحظوا الفرق ,,


فوالذي نفسي بيده ,, أنك ستشعر بسعادة غريبة ,, ليست كسعادة


مرت بك من قبل ,, كلا ,, ولكن سعادة لم تذقها في حياتك قط ,,


ستجد أن كل شيء فتح في وجهك ,, ستجد أن أبواب الرزق فتحت لك ,,


ستجد أنك تقبل على الحياة ,, وتحب الخير ,, وستشعر بلذة غريبة ,,


نعم ستشعر بلذة ,, حافظ على صلواتك الخمس في وقتها ,,


وإذا صليت ,, فصل صلاة المودع ,, لعل الله أن يتقبلها ,,

نعم وسترى الفرق ,, من الأن أفعل ,, إذا كنت مشغلاً تلك الأشرطه التي والله

إنها لا تفيد ,, بل إنها تأخذ منك حسنات جمعتها طوال يومك لتضيعها في نصف ساعة

إستمعت فيها لهذه الأغنية ,,














نعم هذه هي الحياة ,, وهذا هو حالنا بعد الموت ,,

فهل هناك من يعتبر ,,

هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ,,

وثبتنا يوم السؤال ,, وثبتنا يوم تزل الأقدام ,,

إنه ولي ذلك والقادر عليه ,,

وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ,,













القصة منقولة ,,

أبو محمد
24-11-2003, 10:11 PM
صلِّ قبل أن يُصلّى عليك

كنت تاركاً للصلاة .. كلهم نصحوني .. أبي أخوتي .. لا أعبأ بأحد .. رنّ هاتفي يوماً فإذا شيخ كبير يبكي

ويقول : أحمد ؟ .. نعم ! .. أحسن الله عزاءك في خالد وجدنا ميتاً على فراشه .. صرخت : خالد ؟! كان

معي البارحة .. بكى وقال : سنصلي عليه في الجامع الكبير .. أغلقت الهاتف .. وبكيت : خالد ! كيف

يموت وهو شاب ! أحسست أن الموت يسخر من سؤالي دخلت المسجد باكياً .. لأول مرة أصلي على

ميت .. بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة .. أمام الصفوف لا يتحرك .. صرخت لما رأيته .. أخذ الناس

يتلفتون .. غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي .. حاولت أن أتجلد .. جرّني أبي إلى جانبه .. وهمس في

أذني : صلِّ قبل أن يُصلى عليك !! فكأنما أطلق ناراً لا كلاماً .. أخذت أنتفض .. وأنظر إلى خالد .. لو قام

من الموت .. ترى ماذا سيتمنى ! سيجارة ؟ صديقة ؟ سفر ؟ أغنية !! تخيلت نفسي مكانه .. وتذكرت ( يوم

يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) .. انصرفنا للمقبرة .. أنزلناه في قبره .. أخذت أفكر :

إذا سئل عن عمله ؟ ماذا سيقول : عشرون أغنية ! وستون فلماً ! وآلاف السجائر ! بكيت كثيراً .. لا

صلاة تشفع .. ولا عمل ينفع .. لم أستطع أن أتحرك .. انتظرني أبي كثيراً .. فتركت خالداً في قبره ومضيت

أمشي وهو يسمع قرع نعالي ..
















كان يظن أن السعادة في



تتبع الفتيات .. وفي كل يوم له فريسة .. يكثر السفر للخارج ولم يكن موظفاً فكان يسرق ويستلف وينفق في

لهوه وطربه .. كان حالي شبيهاً بحاله لكني - والله يشهد - أقل منه فجوراً .. هاتفني يوماً وطلب إيصاله

للمطار .. ركب سيارتي وكان مبتهجاً يلوّح بتذاكره .. تعجبت من لباسه وقصة شعره فسألته : إلى أين ..

قال : ... قلت : أعوذ بالله !! قال : لو جربتها ما صبرت عنها .. قلت : تسافر وحدك ! قال : نعم لأفعل

ما أشاء .. قلت : والمصاريف ؟ قال : دبّرتها .. سكتنا .. كان بالمسجل شريط " عن التوبة " فشغلته ..

فصاح بي لإطفائه فقلت : انتهت ( سواليفنا ) خلنا نسمع ثم سافر وافعل ما شئت .. فسكت .. تحدّث الشيخ

عن التوبة وقصص التائبين .. فهدأ صاحبي وبدأ يردد : أستغفر الله .. ثم زادت الموعظة فبكى ومزّق

تذاكره وقال : أرجعني للبيت .. وصلنا بيته بتأثر شديد .. نزل قائلاً : السلام عليكم .. بعدما كان يقول :

بآآآآي .. ثم سافر لمكة وعاد بعدها وهو من الصالحين لم أره إلا مصلياً أو ذاكراً وينصحني دائماً بالتوبة

والاستقامة .. مرض أخوه بمدينة أخرى فسافر إليه .. وبعد أيام كانت المفاجأة ! اتصل بي أخوه وقال :

أحسن الله عزاءك في فلان .. صلّى المغرب البارحة ثم اتكأ على سارية في المسجد يذكر الله .. فلما جئنا

لصلاة العشاء وجدناه ميتاً ..












أما زوجها فقد جاوز الأربعين


مدمن خمر يسكر فيضربها هي وبناتها ويطردهم .. جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم .. يسهر

ليله سكراً .. وتسهر هي بكاءً ودعاء .. كان سيء الطباع .. سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا

السكير فخرج إليه يترنّح فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً فصاح به : ماذا تريد ؟ قال : جئتك زائراً !

فصرخ : لعنة الله عليك يا كلب .. هذا وقت زيارة ! وبصق في وجهه .. مسح صاحبنا البصاق وقال :

عفواً آتيك في وقت آخر .. مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد .. ثم جاءه زائراً .. فكانت النتيجة كسابقتها ..


حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً وقال : ألم أطردك .. لماذا تصر على المجيء ؟ فقال : أحبك وأريد

الجلوس معك .. فخجل وقال : أنا سكران .. قال : لا بأس اجلس معك وأنت سكران .. دخل الشاب وتكلم


عن عظمة الله والجنة والنار .. بشّره بأن الله يحب التوابين .. كان الرجل يدافع عبراته .. ثم ودعه الشاب


ومضى .. ثم جاء فوجده سكراناً فحدثه أيضاً بالجنة والشوق إليها .. وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر

ومضى .. حاول أن يراه في المسجد فلم يأت .. فعاد إليه فوجده في سكر شديد .. فحدثه فأخذ الرجل يبكي

ويقول : لن يغفر الله لي أبداً .. أنا حيوان .. سكّير لن يقبلني الله .. أطرد بناتي وأهين زوجتي وأفضح

نفسي .. وجعل ينتحب .. فانتهز الشاب الفرصة وقال : أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ ، فرافقنا .. فقال : وأنا

مدمن !! قال : لا عليك .. هم يحبونك مثلي .. ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته وقال : اغتسل

والبس إحرامك .. فأخذها ودخل يغتسل .. والشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه .. خرج يحمل حقيبته ولم

ينس أن يدسّ فيها خمراً .. انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين .. تحدثوا عن التوبة ..

والرجل لا يحفظ الفاتحة .. فعلموه .. اقتربوا من مكة ليلاً .. فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر .. فتوقفوا

ليناموا .. فقال السكير : أنا أقود السيارة وأنتم ناموا !! فردّوه بلطف .. ونزلوا وأعدوا فراشه .. وهو ينظر

إليهم حتى نام .. فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون .. أخذ يتساءل : يقومون ويبكون وأنا نائم سكران .. أُذّن للفجر

فأيقظوه وصلّوا ثم أحضروا الإفطار .. وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم .. ثم انطلقوا .. بدأ قلبه يرقّ واشتاق

للبيت الحرام .. دخلوا الحرم فبدأ ينتفض .. سارع الخطى .. أقبل إلى الكعبة ووقف يبكي : يا رب

ارحمني .. إن طردتني فلمن التجأ ! لا تردني خائباً .. خافوا عليه .. الأرض تهتز من بكائه .. مضت خمس

أيام بصلاة ودعاء .. وفي طريق عودتهم .. فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي .. وصل بيته .. بكت زوجته

وبناته .. رجل في الأربعين وُلِد من جديد .. استقام على الصلاة .. لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً ..

ومع القراءة بين الآذان والإقامة حفظ القرآن ..








قال د. عبدالله : دُعيت لمؤتمر طبي بأمريكا ..

فخطر لي أن أحضره بملابسي العادية ثوب وغترة .. وصلت إلى هناك .. دخلت الصالة فرأيت طبيباً عربياً

فجلست بجانبه .. فقال : بدّل هذه الملابس ( لا تفشلنا أما الأجانب ) .. فسكتُّ .. بدأ المؤتمر .. مضت

ساعتان .. دخلت صلاة الظهر فاستأذنت وقمت وصليت .. كان مظهري ملفتاً للنظر ثم دخلت صلاة العصر

فقمت أصلي فشعرت بشخص يصلي بجانبي ويبكي فلما انتهيت فإذا صاحبي الذي انتقد لباسي يمسح دموعه

ويقول : هذه أول صلاة منذ أربعين سنة !! فدهشت ! فقال : جئت أمريكا منذ أربعين سنة وأحمل الجنسية

الأمريكية ولكني لم أركع لله ركعة ولما رأيتك تصلي الظهر تذكرت الإسلام الذي نسيته وقلت : إذا قام هذا


الشاب ليصلي ثانية فسأصلي معه .. فجزاك الله خيراً .. ومضت ثلاثة أيام .. والمؤتمر بحوث لأطباء تمنيت


أن أحدثهم عن الإسلام لكنهم مشغولون .. وفي الحفل الختامي سألوني لِمَ لَمْ تلبس لباس الأطباء ؟ فشكرت


اهتمامهم وقلت : هذه ملابسنا ولست في مستشفى ، ثم أردت أن انتهز الفرصة لدعوتهم فأشار المدير أن وقتي


انتهى فخطر لي أن أضع علامة استفهام وأجلس .. فقلت : مؤتمر يكلف الملايين لبحث ما بداخل الجسم فهذا


الجسم لماذا خُلق أصلاً ؟!! ثم ابتسمت ونزلت فلاحظ المدير دهشتهم فأشار أن استمر .. فتحدثت عن الإسلام


وحقيقة الحياة والغاية من الخلق ونهاية الدنيا فلما انتهيت قامت أربع طبيبات وأعلنّ رغبتهن في الدخول في


الإسلام ..










قال لي : سافرت إلى هناك للعلاج


وكانت سارة ممرضة المختبر في المستشفى .. كلهم يعرفونها يرَون تبرجها ويشمون عطرها .. رأتني فتناولت

ملفي وتبسّمت .. خفضت رأسي ، قالت : أهلين فلان سلامات ؟ سكتّ .. أنهيت التحليل وخرجت متأسفاً

لتبرجها وجرأتها أدركت أنها خطوة من خطوات الشيطان .. قال لي الشيطان : أعطها رقمك فإذا اتصلت بك

انصحها !! ما أروع أفكارك يا إبليس ! أنصحها دقائق ثم أهوي معها في حفرة الشيطان .. قرّرت أن أهديها

كتاباً مؤثراً .. فكتبت بمقدمته : " أختي !! حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من نساء كاسيات عاريات لا

يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .. نساء يلبسن لباس إغراء ويضعن غطاء فاتناً والمرأة المتعطرة التي تعرض

ريحها شبيهة بالزانية التي تعرض جسدها فهل تخسرين الجنة بسبب زينة يستمتع بها غيرك ؟! الأمر خطير لا

يمرّ بهذه السهولة " .. ذهبت للمستشفى .. دخلت المختبر لم أجدها .. لحظات وأقبلت إليّ : أهلين كيف

حالك .. قلت : الحمد لله .. تفضلي وناولتها الكتاب .. هزت رأسها شاكرة فاستأذنت ومضيت .. سمعت بعض

من رآني يردّد : جزاك الله خيراً .. بعدها جئت لإكمال التحاليل فاستلقيت على سرير المختبر جاءني

ممرّض ! تعجبت أين سارة !! وبجانبنا ستار ويفصلنا عن قسم النساء .. أول ما ذكرت اسمي سمعتها تقول

من وراء الستار : جزاك الله خيراً ، ثم مرّت بنا فإذا الحجاب يغطي زينتها لا تبرّج ولا عطور ، وعمل مع

النساء فقط ..












وأخيراً .. هل طرقت الباب !!


نحن في زمن كثرت فيه فتن الأبصار والأسماع والفاحشة والمال الحرام .. حتى كأننا في الزمان الذي قال فيه

صلى الله عليه وسلم : (( فإن وراءكم أيام الصبر ، الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر

خمسين منكم )) .. فيعظم أجر للمؤمن آخر الزمان لأنه غريب بين العصاة يأكلون الربا ولا يأكل ويسمعون

الغناء ولا يسمع وينظرون إلى المحرّمات ولا ينظر ويشربون الخمر ولا يشرب .. وقد قال صلى الله عليه

وسلم : (( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )) .. وقال : (( لا يأتي عليكم زمان

إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله : " وعزتي لا أجمع

على عبدي خوفين ولا أجمع له أمَنين إذا أمِنَني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا أمّنته يوم

القيامة " )) فمن كان خائفاً في الدنيا معظّماً لجلال الله أمِنَ يوم القيامة وفرح بلقاء الله .. أما من عصى

وهمّه شهوة بطنه وفرجه فهو في خوف وفزع في الآخرة .. فتوكل على الله وتوكلي .. قبل أن يغلق الباب

ويحضر الحساب .. ولا تغتر بكثرة المتساقطين .. ولا ندرة الثابتين .. فإنك على الحق المبين ..
















http://sound.sahwah.net/sou/badaa_abo_ryan.rm



وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ,,