المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت المجهر (1): ذات صباح



طلال
21-11-2003, 11:55 PM
أعزائي رواد هذا المنتدى, راودتني فيما مضى فكرة أن أنشر بعض من "خربشاتي" في منتدى النقد الأدبي حتى أستطيع معرفة أين الخلل من وجهة نظر أخرى على الأقل, ما دامت دعواتي لإبداء الانطباعات والانتقادات دائماً ما ترد بقوافل من المجاملة والمداهنة...!
عندما نشرت الأخت شمس مشكورةً ملاحظتها البسيطة على مشاركة "وحده جرحي دليل تفوقي" وجدت من ذلك تشجيعاً للبدا بتنفيذ الفكرة, وها أنا بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم وتحليلاتكم, على أحر من الجمر...

****

عالمنا الذي نعيش, لا يكف عن التغيير, ولكن قد يحدث ذات صباح, أن نستيقظ ونحن مبللين بحقيقتنا المرة, مخضبين بواقعنا المؤلم...

***

استيقظت ذات الصباح, وأنا مدرك بأن شيئاً في هذا العالم قد تغير...

***

استيقظت ذات الصباح بحقيقة مميزة, بقدر ما هي متناقضة, بقدر ما خالط سواد شعري شيبه, وبقدر ما جاورت العاهرات الراهبات...

***

محزن أن تتوقف عن مشاهدة انعكاسك بالمرايا, فتجد نفسك حينما تراها, وقد شبت ثمانية عشر ربيعاً, بين ليلة وضحاها, أشبه ما تكون بـ"دوريان غراي"...

***

محزن أن تستيقظ ذات صباح, فتجد أن ما مضى, قدر ما سيمضي, وأنت حتى لم تعرف بعد, من تكون...

***

كم هو مؤلم أن تزعم بأنك لا تزال "شاباً", وأنت تعلم جيداً بأن ما تبقى من مشوار "شبابك" لا يكفي للوصول إلى نصف حلم...

***

مؤسف أن تقضِ ثمانية عشر ربيعاً دون أن تحقق جزءاً مما تصبو إليه, من المؤلم أن تعي, بأن كل السنوات القادمة لن تضاف إلا إلى رصيد خسارتك...

***

أستيقظت ذات صباح, ألملم ما تبقى من شظايا الذات, أرمم ما تبقى من غرف الحزن, متدثراً بأطلال الموت...

***

ها أنذا, لم أجنِ من ما مضى شيئاً, بل لم أفعل ما يستحق الجنيّ, وها أنذا منذ عرفت الحب, ومنذ احترفت الجنون, وأنا أهيم في التيار ذاته, ولا أزال أتقلب, في زوبعة الذات...

***

تمل الدنيا من صفعي, وأنا حتى لم استيقظ بعد من وهم الأماني؛ ثمة أماني ندرك أنها لن تنال, ولكننا نركض خلفها كالمجانين...

***

في هذه الدنيا صنفين من الرجال, والنساء, أحدهما اختار حكمة العقل, وآخر اختار جنون العظمة...!

***

من المؤسف أن نعيش كل هذه السنين, ونعمل كل هذه السنين, ثم ننتهي كأي شخصٍ همشه التاريخ...

***

من الغريب أن نكدح بلا ملل ولا كلل, وقد يحدث أن يمر من أمامنا عابث, فيسرق منا تعب كل السنين...

***

منذ أن أحببت وأنا أقنع نفسي, بأن الحب سرمدي, رغم أني أدرك في أعماق ذاتي, بأنه لا خالد على وجه هذا الأرض, لا عشقاً ولا عشيقة, ولا باقٍ إلا وجه الله...

***

مؤسف أن تستيقظ ذات صباح, فتجد نفسك طاعناً في الكبر قدر ما أنت هائماً في الصغر, وأن خلف ملامح الشباب, يستقر شيخٌ بلغ من العمر ما بلغ...

***

أتحسس وجهي, أتحسس بشرتي, وأدرك أن الحواس لا تمنحني أي حقيقة, أتحسس استواء بشرتي وأنا أدرك بأنها في الواقع, ليست سوى أخاديد حفرها الزمن...

***

قررت ذات الصباح أن أسجل انجازاتي "الخالدة", أخذت أكتب وأكتب, ثم لم تبق سوى ورقة نضحت بالسواد معلنةً:"لا شيء..!"

***

أخيراً, تدفعني غريزتي إلى مواصلة السير, متقاضياً عن حقيقة كوني, أسير في دوائر الحياة المغلقة...!

***

استيقظت ذات صباح, أبلغ من العمر ثمانية عشر ربيعاً...
استيقظت, محموماً باليأس, مؤججاً بالأمل...
استيقظت ذات السابع من تشرين الثاني... فكان لي شرف الموت وعار الحياة....


****

لكم مني جزيل الشكر,
وأزكى تحية,,,

عبدالله البقالي
28-11-2003, 10:25 PM
الاخ طلال .


لم اشا ان اضع انطباعا عابرا قد لا يكون قريبا من الموضوعية . خصوصا و أنك تنشد تقييما حقيقيا .


لن أبطا كثيرا .

طلال
16-12-2003, 03:56 PM
شكراً على ردك وتفاعلك,
لا أزال بانتظارك, وإن طال الانتظار....!


لك مني جزيل الشكر, وازكى تحية,,,