المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اهداء للرجل اللطيف الاستاذ ابو معتصم (الكاتب )



الوجيه
21-11-2003, 03:28 AM
اخيي العزيز الاستاذ الغالي ابو معتصم الكاتب

اهداء لك

بمناسبة اجازتي الطويلة ..الطويله !

من شعر نزار غير الروما نسي

فنحن في آخر رمضان !

-----------
لا
ليس هذا وطني الكبير

لا

لا ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج

والقابع مثل نمله في أسفل الخريطة..

هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا

بأنه موطنا الكبير.

لا

ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتونأ

ومن عشرين دكانا..

ومن عشرين صرافا..

وحلاقا..

وشرطيا..

وطبالا.. وراقصة..

يسمى وطني الكبير..

لا...

ليس هذا الوطن المحكوم من عشرين مجنونا

ومن عشرين سلطانا...

ومن عشرين قرصانا

ومن عشرين سجانا
يسمى وطني الكبير …

لا...

ليس هذا الوطن السادي.. والفاشي

والشحاذ.. والنفطي

والفنان .. والأمي

والثوري.. والرجعي

والصوفي.. والجنسي

والشيطان.. والنبي

والفقيه ، والحكيم، والامام

هو الذي كان لنا في سالف الايام

حديقة الأحلام..

لا...

ليس هذا الكائن المحكوم بالإعدام..

والمصاب بالفصام،

والجالس مثل الكلب تحت جزمة النظام،

والممنوع من حرية التعبير

لا...

ليس هذا الجسد المصلوب

فوق حائط الأحزان كالمسيح

لا...

ليس هذا الوطن الممسوخ كالصرصار،

والضيق كالضريح..

لا..

ليس هذا وطني الكبير.



لا...

ليس هذا الأبله المعاق.. والمرقع الثياب،

والمجذوب، والمغلوب..

والمشغول في النحو وفي الصرف..

وفي قراءة الفنجان والتبصير..

لا..

ليس هذا وطني الكبير..

لا...

ليس هذا الوطن المنكس الاعلام..

والغارق في في مستنقع الكلام،

والحافي على سطح من الكبريت والقصدبر

لا...

ليس هذا الرجل المنقول في سيارة الإسعاف،

والمحفوظ في ثلاجة الأموات،

والمعطل الإحساس والضمير

لا...

ليس هذا وطني الكبير.

لا..

ليس هذا الرجل المقهور..

والمكسور ..

والمذعور كالفأرة..

والباحث في زجاجة الكحول عن مصير

لا...

ليس هذا وطني الكبير..

يا وطني:

يا أيها الضائع في الزمان، والمكان،

والباحث في منازل العربان..

عن سقف وعن سرير

لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبة التزوير

فالوطن المن أجله مات صلاح الدين

يأكله الجائع في سهولة

كعلبة السردين..

والوطن المن أجله قد غنت الخيول في حطين

يبلعه الانسان في سهوله..

كقرص أسبرين!!..

------


تحياتي واشواقي لك

alkatb
23-11-2003, 09:10 PM
1 -
أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..
2 -
أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر...
3 -
إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..
4 -
إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
5 -
أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..
6 -
أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
7 -
أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
8 -
أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر - حين يشيخ -
لا يستل سكينا .. وينتحر؟