المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درري في شهر رمضان 22/9/1424 (الوجيه )



الوجيه
17-11-2003, 01:40 AM
(الطمأنينة )



إن سكون القلب وراحة البال وطمأنينة النفس مطلب ملح وهدف منشود ، وكل من على هذه البسيطة يبتغي هذا الأمر ويسعى وراءه ويبحث عنه . ولكن لا يدرك هذه الأمور ، ولا يجد حلاوتها ، ولا يعلم ثمرتها إلا من آمن بالله وبقضائه وقدره .



وإنك لتجد عند خواص المسلمين من العلماء العاملين ، والعباد القانتين ، من سكون القلب وطمأنينة النفس ، ما لا يخطر على بال . بل إنك لتجد عند عوام المسلمين من برد اليقين وراحة البال ، ما لا تجده عند كبار الكتاب والمفكرين والأطباء من غير المسلمين .



لقد أدهش كثيراً من هؤلاء إيمان المسلمين بالقضاء والقدر ، فكتبوا معبرين عن دهشتهم ،مسجلين شهاداتهم بقوة المسلمين وارتفاع معنوياتهم ، وحسن استقبالهم لصعوبات الحياة



ومن هؤلاء الكتاب الذين كتبوا ، الكاتب المشهور ( ر.ن.س.بودلي) . وهو مؤلف كتاب (رياح على الصحراء) و أربعة عشر كتاباً آخر . يقول بودلي : في عام 1918م وليت ظهري العالم الذي عرفته طيلة حياتي ، ويممت شطر أفريقيا الشمالية الغربية ، حيث عشت بين الأعراب في الصحراء ، وقضيت هناك سبعة أعوام ، هي من أمتع سني حياتي ، وأحفلها بالسلام والاطمئنان ، والرضا بالحياة .



لقد تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق ، فهم بوصفهم مسلمين ، يؤمنون بالقضاء والقدر ، وقد ساعدهم هذا الإيمان على العيش في أمان ، وأخذ الحياة مأخذا سهلاً هيناً ، فهم لا يتعجلون أمرا ، ولا يلقون بأنفسهم بين براثن الهم قلقاً على أمر ، إنهم يؤمنون بأن ما قدر يكون ، وان الفرد منهم لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، وليس معنى هذا أنهم يتواكلون ، أو يقفون في وجه الكارثة مكتوفي الأيدي كلا .



ثم أردف قائلا : ودعني أضرب لك مثلا لما أعنيه :



هبت ذات يوم عاصفة عاتية حملت رمال الصحراء الشديدة الحرارة ، حتى أحسست كأن شعر رأسي يتزعزع من منابته لفرط وطأة الحر ، وأحسست من فرط القيظ كأنني مدفوع الى الجنون ، لكن العرب لم يشكوا إطلاقاً ، فقد هزوا أكتافهم ، وقالوا كلمتهم المأثورة ( قضاء مكتوب ) وما أن مرت العاصفة حتى اندفعوا الى العمل بنشاط كبير فذبحوا صغار الخراف قبل أن يودي القيظ بحياتها ، ثم ساقوا الماشية الى الجنوب نحو الماء . وكل ذلك في هدوء وصمت ، حتى قال رئيس القبيلة : الحمد لله لم نفقد الشيء الكثير ، فقد كنا خليقين بأن نفقد ماشيتنا كلها ، ولكن الحمد لله فإن لدينا نحو أربعين في المائة من ماشيتنا ، وفي استطاعتنا أن نبدأ عملنا من جديد .



يقول بودلي : لقد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها مع الأعراب المسلمين ، أن مرضى النفوس والملتاثين الذين تحفل بهم أمريكا وأوروبا ما هم إلا ضحايا المدنية التي تتخذ السرعة أساسا لها .



إنني لم أعان شيئا من القلق قط وأنا أعيش في الصحراء بل هنالك في جنة الله وجدت السكينة ، والقناعة والرضا . ثم يقول : لقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في تهدئة أعصابي أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير .
--------

والاهم من كل شيء

(الابذكر الله تطمئن القلوب )


ولا تنسونا من صالح دعائكم

واستغفر الله لي ولكم







وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


-----------------------------------------------------------------

الوجيه
17-11-2003, 01:55 AM
2



ما الأمور التي تدفعك

للحرص على احتساب الأجر

في أعمالك كلها؟



1) سرعة مرور الوقت وهذا يعاني منه الجميع فاستغل الدقائق قبل الساعات وقد قيل: (أمسك الذي مضى عن قربه، يعجز أهل الأرض عن رده).

2) موت الفجأة {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:8)

3) تغير الأحوال من صحة إلى مرض... ومن غنى إلى فقر... ومن أمن إلى خوف... ومن فراغ إلى شغل... ومن شباب إلى شيخوخة... ومن حياة إلى موت... !

4) لأنك محتاج إلى أعمال كثيرة تثقل بها ميزانك، فالإنسان سرعان ما يفسد أعماله الصالحة بلسانه من كذب وغيبة ونميمة وسخرية... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، فقد تأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فتجد لسانك قد هدمها عليك... فلا تكون ممن لهم النصيب الأكبر من ويلات اللسان... فما أحوجنا إلى حسنة واحدة يثقل بها الميزان...

5) استشعر التقصير والتفريط في جنب الله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56).

6) الخوف من الله.. {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:51).
إن الخوف من الله دافع قوي للعمل الصالح عموما.





7) الرغبة في حصول الأجر والثواب... قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (العنكبوت:58).

8) أن فرصة العيش في الحياة الدنيا واحدة لا تتكرر لتعويض ما فات... {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الزمر:58). ومع أنها فرصة واحدة إلا أنها تنقضي بسرعة أيضا... !، فعندما تجلسين عند جدتك وتقولين لها: احكي لي قصة حياتك خلال الستين سنة الماضية فستحكيها لكي في ساعة أو ساعتين!...


استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
استغفرالله
استغفرالله
استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
استغفرالله
استغفرالله

ابوفهد
20-11-2003, 02:08 PM
مرحبا بك اخي الغالي الوجيه

جزاكم الله كل خير على هذا اليوم الطيب وجعله في موازين حسناتكم

والسلام عليكم

الـدانــة
20-11-2003, 03:42 PM
بارك الله فيك خوي الوجيه

لقد تعلمت من عرب الصحراء كيف أتغلب على القلق ، فهم بوصفهم مسلمين ، يؤمنون بالقضاء والقدر ، وقد ساعدهم هذا الإيمان على العيش في أمان ، وأخذ الحياة مأخذا سهلاً هيناً ، فهم لا يتعجلون أمرا ، ولا يلقون بأنفسهم بين براثن الهم قلقاً على أمر ، إنهم يؤمنون بأن ما قدر يكون ، وان الفرد منهم لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، وليس معنى هذا أنهم يتواكلون ، أو يقفون في وجه الكارثة مكتوفي الأيدي كلا .

سبحان الله..::] فيهم واحد رشيد..:SMIL:

الوجيه
22-11-2003, 09:26 PM
وبارك فيك اخي ابوفهد

وكتب الله لنا ولكم الاجر والثواب

وشاكر جدا مرورك

الوجيه
22-11-2003, 09:30 PM
الدانه

وشكرا لك

واهل الرشد منهم في نظري كثير فاستفادو من تجارب الناس

واحوالهم وافكارهم فصنعو حضارات وقوة وسيطره

والآخرين !! لا زالو في مرحلة الشتائم !!

والكلام كثير

كا الشكر لك

وتحياتي