المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][ ....ذات صباح! ][



طلال
14-11-2003, 02:42 PM
تأخر ما كتبت كثيراً, كثيراً عن موعده, ولكن أمد يدي إليكم, ربما التمس جرحكم, أو أدنى ما ذلك التماس جروحي, فتقبلوا مني تواضع ما كتبت...


عالمنا الذي نعيش, لا يكف عن التغيير, ولكن قد يحدث ذات صباح, أن نستيقظ ونحن مبللين بحقيقتنا المرة, مخضبين بواقعنا المؤلم...

***

استيقظت ذات الصباح, وأنا مدرك بأن شيئاً في هذا العالم قد تغير...

***

استيقظت ذات الصباح بحقيقة مميزة, بقدر ما هي متناقضة, بقدر ما خالط سواد شعري شيبه, وبقدر ما جاورت العاهرات الراهبات...

***

محزن أن تتوقف عن مشاهدة انعكاسك بالمرايا, فتجد نفسك حينما تراها, وقد شبت ثمانية عشر ربيعاً, بين ليلة وضحاها, أشبه ما تكون بـ"دوريان غراي"...

***

محزن أن تستيقظ ذات صباح, فتجد أن ما مضى, قدر ما سيمضي, وأنت حتى لم تعرف بعد, من تكون...

***

كم هو مؤلم أن تزعم بأنك لا تزال "شاباً", وأنت تعلم جيداً بأن ما تبقى من مشوار "شبابك" لا يكفي للوصول إلى نصف حلم...

***

مؤسف أن تقضِ ثمانية عشر ربيعاً دون أن تحقق جزءاً مما تصبو إليه, من المؤلم أن تعي, بأن كل السنوات القادمة لن تضاف إلا إلى رصيد خسارتك...

***

أستيقظت ذات صباح, ألملم ما تبقى من شظايا الذات, أرمم ما تبقى من غرف الحزن, متدثراً بأطلال الموت...

***

ها أنذا, لم أجنِ من ما مضى شيئاً, بل لم أفعل ما يستحق الجنيّ, وها أنذا منذ عرفت الحب, ومنذ احترفت الجنون, وأنا أهيم في التيار ذاته, ولا أزال أتقلب, في زوبعة الذات...

***

تمل الدنيا من صفعي, وأنا حتى لم استيقظ بعد من وهم الأماني؛ ثمة أماني ندرك أنها لن تنال, ولكننا نركض خلفها كالمجانين...

***

في هذه الدنيا صنفين من الرجال, والنساء, أحدهما اختار حكمة العقل, وآخر اختار جنون العظمة...!

***

من المؤسف أن نعيش كل هذه السنين, ونعمل كل هذه السنين, ثم ننتهي كأي شخصٍ همشه التاريخ...

***

من الغريب أن نكدح بلا ملل ولا كلل, وقد يحدث أن يمر من أمامنا عابث, فيسرق منا تعب كل السنين...

***

منذ أن أحببت وأنا أقنع نفسي, بأن الحب سرمدي, رغم أني أدرك في أعماق ذاتي, بأنه لا خالد على وجه هذا الأرض, لا عشقاً ولا عشيقة, ولا باقٍ إلا وجه الله...

***

مؤسف أن تستيقظ ذات صباح, فتجد نفسك طاعناً في الكبر قدر ما أنت هائماً في الصغر, وأن خلف ملامح الشباب, يستقر شيخٌ بلغ من العمر ما بلغ...

***

أتحسس وجهي, أتحسس بشرتي, وأدرك أن الحواس لا تمنحني أي حقيقة, أتحسس استواء بشرتي وأنا أدرك بأنها في الواقع, ليست سوى أخاديد حفرها الزمن...

***

قررت ذات الصباح أن أسجل انجازاتي "الخالدة", أخذت أكتب وأكتب, ثم لم تبق سوى ورقة نضحت بالسواد معلنةً:"لا شيء..!"

***

أخيراً, تدفعني غريزتي إلى مواصلة السير, متقاضياً عن حقيقة كوني, أسير في دوائر الحياة المغلقة...!

***

استيقظت ذات صباح, أبلغ من العمر ثمانية عشر ربيعاً...
استيقظت, محموماً باليأس, مؤججاً بالأمل...
استيقظت ذات السابع من تشرين الثاني... فكان لي شرف الموت وعار الحياة....

******

كعادتي بانتظار تعليقاتكم, وانتقاداتكم,
لكم مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

رحاب
14-11-2003, 10:41 PM
طلال أيها الرائع

لا أدري أحتوتني حروفك أم أنا التي أحتوتها!!

كانت الوجه الاخر من عمري
أجدت الابداع وصنعت تحفة من الحروف الماسية
تستحق بها الدخول عامك الثامن عشر
ونستحق أن نفتخر بتواجد قلمك الذهبي بيننا..

كل عام وأنت مبدع ':

عابده لله
14-11-2003, 11:44 PM
أيها القمر...
تعال لأحدثك بما فعل البشر
إنهم يكذبون وينافقون
يحسدون ويكرهون
وكل هذا خفاء
والظاهر...يقدمون الولاء!!

أيها القمر...
تعال لأحدثك بما فعل البشر
بقلوب قست كالحجر
بظلم على مرأى البصر
من الفجر حتى وقت السحر

أيها القمر...
تعال لأحدثك بما فعل البشر
ونفس تموت من القهر
ضايقها وأزعجها طول الكدر
من نفس ما زالت في صبر
والعيون دمعها يهطل كالمطر
والحزن ملئ الصدر
وهاج كهيجان البحر

أيها القمر...
أترى البحر؟!
إن الناس أصبحوا يشبهون البحر
في المد والجزر

أيها القمر...
أجبني،،،
ما العمل مع....
صديق غدر؟؟؟
وقريب مكر؟؟؟
وأنيس هجر؟؟؟
وحبيب منتظر؟؟؟

أيها القمر...
لماذا لا تصفو نفس الإنسان؟؟؟
لماذا لا ننس الحقد ونعيش في سلام؟؟؟
تشملنا رحمة رحيم رحمان


.

.

لماذا كل هذا الوجع ؟


صوت أنينك أيقظ مضجعي طلال

ما كل هذا التشاءم ؟ لماذا أخي ! فالدنيا مليئة بالخير

أمعقول ثمانية عشر عاماً وهكذا حالك ؟

.

.

رغم كل هذا وذاك

أبعت بما نثرته هنا

كن بألف خير أخي

رغــد
15-11-2003, 12:34 PM
تأخرت ..!!
وكنت أعلم .. أن ماتكتبه حكاية ألم ..
وها أنا أقرأ الحكاية ...
بصوتك أنت ..
وقلمك أنت ..
وأرفع حاجبي ..
ماظننت أنك تضغط على خصر القلم ..
حتى يسيل الدم ..!!

طلال ..
الآن عرفتك ..
رجل ..
ممزق بطعنات أزمنة عدوانية ..!
راكض في دهاليز البكاء السرية ..!

نعم عرفتك ..
لكنك لن تقنعني ..
بأن صباح الثمانية عشر ربيعاً ..
هو الموت ..!
مازالت العصافير تغرد فوق الشجر ..
ومازالت الفتيات .. يغرسن الياسمين ..
في أطراف الضفائر ..!!
ومازال طلال .. مبدعاً كعادته ..!!

وكل عام وأنت بخير

..

رغــد

رنيم الريح
16-11-2003, 03:26 AM
رفقاً بعمرك طلال ..
مالذي أبقيته لآتــي أيامك..؟!
.
لا أدري لِما ..
أعيادنا غدت تثير شجوننـــــــا .. بدل أن تفرحنـــــا وتُطربنا ..
أنا عن نفسي ..
أدرك أنها تثير شهية الحزن عليّ ..
ليطبق على أنفاسي لحد الاختناق ..
يلتهم تفاؤلي وابتساماتي لآخر نفس ..
.
طلال ..
كل شجرة طعنتها بهذه الصفحة ..
تسلقتُها وتأملت ثمارها .. عن كثب
إنها نضرة طلال ..
نضرة ..
هناك اشجار تُثمر رغم رداءة التربــــــــة
وصعوبة الأجواء ..
هي اشجارك ..
أيها الفتى الرائــــــــــــــــع ..
.
.
.
دُمت كما أعرفك
.. رنيم ..

طلال
17-11-2003, 12:54 PM
أختي الكريمة صدى, إنما احتواني كرمك وتفضلك بقراءة المشاركة المتواضعة...

أسعدني تواجدك الدائم عسى ربي ألا يحرمني منه...!

لكِ مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

طلال
17-11-2003, 01:23 PM
أيها القمر,
ما بك حزين
كأن ما للغد من فجر

أيها القمر,
تناديك صيحات الحيارى
وترجيك كل قطرة
سالت من قلوب الثكالى

أيها القمر,
ما لي أراك صامتاً كالشجر
منتظراً منذ عام, زخات المطر

أيها القمر,
أحسب السواد المحيط حداداً
على امرأة وطفلٍ
وشيخ قد قتل

دموع تنهمر,
لأجل جرح لم يمسه نصل
أيها القمر,
قل لي ما العمل
ما دام الحزن فينا يثور
والأسى في دمائنا يفور


سيدتي,
هذا ليس بالتشاؤم,
ولكن قد يحدث أن يبلغ أحدنا عمراً, يدرك فيه كم هو بسيط, ويقدر نفسه حق قدرها...!

لكم أسعدتني كلماتك وتفاعلك أختي الكريمة عابدة الله وعسى الله ألا يحرمني من تواجدك...
وعذراً على ما كتبت, فهو لا يرقى إلى رقة ما تبعثر من يديكِ...


لكِ مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

طلال
17-11-2003, 01:36 PM
أختي الكريمة "رغد",
نحن لا نضغط حتى نكتب, إنما يضغط علينا فنكتب...!

صحيح أن الشمس لا تزال تقذف في جوف السماء, ولا يزال نسيم يداعب أوراق الشجر, لكن الفرح والحزن, الحياة والموت, لا يعرف ما إذا كنت تبلغ من العمر عاماً أو ألف عام....!

يسعدني حضورك الدائم أختي الكريمة, ويرعبني توقيعك, فهل من توضيح أو تفصيل؟؟؟


لكِ مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

طلال
17-11-2003, 01:42 PM
الحزن لا يطبق علينا,
الألم ليس فخاً وقعنا فيه,
بل نحن نولد مع حزننا وألمنا,
مثلما نولد بعينين نبصر بها وأنف نسمع به..!


دوماً يسعدني حضورك, فلا تحرميني منه...!


لكِ مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

بنت النور
17-11-2003, 11:58 PM
الأخ طلال
ماشاء الله
موهوب جداً
وقد فعلت بك الثمانية عشر ربيعاً الكثيــر
أول مافعلت
أنجبت كاتب رائع
موفق بإذن الله

القلب الابيض
18-11-2003, 01:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اسعدت مساءا اخي طلال..

ليست المرة الاولى التي اقرا لك فيها..

ولن اخرج الا بنفس الطباع عن ما تكتب ..

مبدع

اعطر التحايا..

اخوك القلب الابيض

طلال
20-11-2003, 01:13 PM
أختي الكريمة "بنت النور",
أسعدني حضورك, وتشرفني قراءتك لمشاركتي المتواضعة,
رغم أني أجد الكثير من المبالغة في رأيك, إلا أني أشكرك على مرورك الكريم,
وعسى الله ألا يحرمني منه...


لكِ مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

طلال
20-11-2003, 01:18 PM
أخي الكريم القلب الأبيض,
أسعد الله مساءك بكل خير, كما أسعدتني بخبر متابعتك,
عساك على عهدك, وعسى الله ألا يحرمني من مرورك,


لك مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

مغامر
22-11-2003, 09:29 PM
الأستاذ طلال
تحية أخوية ..

وصلتني رسالة من الدرر تتضمن افتقدناكم ونرغب في تواصلكم ، ويطيب لي في هذا المرور أن أقف على الأطلال لأسجل هذه الكلمات تفاعلا مع النص العاصف .. لذا ربما تأتي الرياح عاتية ..

مع أن الكاتب وصف العالم الذي نعيش فيه بأنه لا يكف عن التغيير ، لكنه سرعان مع عاد ليصف الحياة بالدوائر المغلقة ، ولو كانت كذلك لما تغير العالم ، والذي بدا لي أن مسار بطل النص مغلقا ...

فالعالم فعلا لا يكف عن التغيير ولكن أشك بأنه يريد التغيير ، فالخطاب لا يجاوز البكائية ، وأشك أيضا أنه استيقظ لأن اليقظة انتقال إلى تجدد الروح والوعي والجسد ...

وبدا ذلك الحب السرمدي المزعوم في النص ليس أكثر من عبث حيث فضحته الأحلام التي تراءت حقيقة مميزة ( جاورت العاهرات الراهبات ) فالغارق في جنون العظمة لا يمكن أن يكون عاشقا محبا صادقا لآنه غارق في حب الذات والأنانية ، فيرى العالم ذاته وربما رأى الراهبات عاهرات ...

كما بدا بطل النص من صنف الرجال الذين اختاروا جنون العظمة لكنه في الخاتمة عاد باحثا عن الحكمة ( فكان لي شرف الموت وعار الحياة ) ولكنه لم يصبها فأنى للحكمة أن تؤتى لذي الثامنة عشر ربيعا الذي بدا له الشيب شبحا مخيفا ؟

ولست أدري حين ندب السنين الثمانية عشر فهل رمز بها للمراهقة أم للشباب ؟
وربما كانت الانجازات الخالدة التي لم تسجل ذات فكرة الخلود التي أسرت الفراعنة لذا احتفظوا بأجسادهم وشيدوا المقابر .. الأهرامات .. ضمن سراب جنون العظمة ..
فكما جاورت العاهرات الراهبات تجاور في الخطاب شرف الموت وعار الحياة ، والغريب من يبحث عن الانجازات الخالدة كيف يعتبر الحياة عارا ؟
والمفاجأة حين أعلن عن نهج الشهادة ( شرف الموت ) حيث جاورت الحكمة .. الجنون ..

تحياتي
مغامر

الأصيـــــــــل
26-11-2003, 10:35 AM
تحية بعطر الكــــــادي للجميع

.

.


طلال الحكيـــــم

وقصة من الإبداع تتكرر مع كل فجر جديد

لطرح جديد .. لك

طلال ...

استميح قلبك الراقي وقلمك الصادق .. وروعتك الأدبية عذراً

فأنا من خسر بتأخري عليك لا أنت ..

ولكني هنا الآن .. بين أحضان روعتك ...

فلله درّك على جمال ما كتبت ..



لك كل التقدير أخي .. وكل الود ،،،،،

طلال
29-11-2003, 02:07 PM
أهلاً وسهلاً بك أخي المغامر يا مطول الغيبات, حضورك أسعدني, وحضور كلماتك بفكرها المستنير أسعدني أكثرك...

قبل أن أشرع بالرد, أتمنى لو تعاهدني, وتعاهد الأعضاء على معاودة المنتدى, وعلى تشريفي بتسجيل حضورك, وتكريمي بإلقاء كلماتك, بما تحمله من فائدة لكاتب النص شخصياً..

إلى حد ما قد أتفق مع أغلب ما ذكرت, ولكني أختلف معك في نقطتين رئيسيتين:

الأولى: لقد ذكرت أن: "الكاتب وصف العالم الذي نعيش فيه بأنه لا يكف عن التغيير ، لكنه سرعان مع عاد ليصف الحياة بالدوائر المغلقة ، ولو كانت كذلك لما تغير العالم ، والذي بدا لي أن مسار بطل النص مغلقا ..."

في الواقع, ومن وجهة نظري المتواضعة, سير العالم في دوائر مغلقة لا يعني أن العالم ثابت على ما هو عليه, مستقر الحال, لا يتغير...!
فمثلاً, لو قلنا أن العالم ليس يسير في دوائر مغلقة إنما دائرة واحدة وذلك للتبسيط, ثم نبسط الحركة بفرض السير في مثلث, بحيث يتم الانتقال على رؤوسه الثلاث " أ , ب , ج".
لو فرضنا أن العالم سار من "أ - ب" إذا هو تغير من الحالة "أ" إلى الحالة "ب", ثم حين سار من "ب - ج" تغير من الحالة "ب" إلى "ج" وهلم جرا.
تخيل الآن هذا المثال على دائرة واحدة مغلقة, تحتوي عدداً يكاد أن يكون لا متناهياً من النقاط, ثم لنعقد المسألة أكثر وصولاً لما تم ذكره, تخيل هذه الدائرة المقعدة المغلقة متصلة بدوائر أخرى؟؟؟؟


الثانية: لقد ذكرت في ردك أن: "فالغارق في جنون العظمة لا يمكن أن يكون عاشقا محبا صادقا لآنه غارق في حب الذات والأنانية "

هنا, وإذا سمحت لي, فقد وجدت وقد وقعت في مغالطة كبيرة.
صحيح أن جنون العظمة يعني حب الذات ربما لدرجة التقديس, ولكن هذا لا ينفي حبه للآخرين.
فمثلاً لو أحب هذا الشخص امرأة, فهو قد يكون معها صادق, ولها عاشق, وإن كان يحب نفسه أكثر منها, فالمسألة لها علاقة بدرجات الحب, من في العتبة الأولى, ومن يليها, وهكذا...



لك مني جزيل الشكر, ,ازكى تحية,,,
بانتظار ردك على أحر من الجمر,,,

طلال
29-11-2003, 02:23 PM
تحية بعطر الخزامى للأصيل الأصيل...!

أسعدني حضورك, وعسى ربي ألا يحرمني منه, إنما هي خسارة لي أن تتأخر بتشريفك هذا....


لك مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,