المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تمنع نفسك من الوقوع في المعاصي



الـدانــة
12-11-2003, 12:12 PM
أن نتحدَّث عن الموانع التي تحول دون وقوع المسلم في المعصية، لابدَّ أن نؤكِّد أنَّ العبرة ليست بالخطأ، مادام الإنسان من طبيعته الخطأ، ولكنَّ العبرة في التوبة والرجوع في حال الخطأ لله تعالى، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلُّ بنى آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون"رواه أحمد والترمذيُّ وابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيح.

oooooooooooooooooooooooo

فالإنسان يعترضه في كلِّ يومٍ مواقف وأهواء ونفسٌ وشيطان، كلُّها تجرُّه للمعصية والخطأ، وهذا هو طريق الخسران والعياذ بالله، فالمعصية والتمادي فيها مُهلِكةٌ ومُدمِّرةٌ للإنسان، ومن آثارها:
- أنَّ الإنسان يُحرَم من الرزق، وفى الحديث: "وإنَّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"رواه أحمد وابن ماجه والحاكم بسندٍ صحيح.
- وكذلك المعصية تحرم المسلم من العلم، فالعلم نورٌ من الله يقذفه في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور، وأحد الصالحين يقول: "إنِّي لأعصي الله فأرى ذلك في تعثُّر دابَّتي".
- والمعصية تورث الذلّ، وفى الدعاء: "اللهمَّ أعزَّني بطاعتك، ولا تذلَّني بمعصيتك".
- والمعصية تترك ظلمةً في القلب، وسواداً في الوجه، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إنَّ للسيئة اسوداداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق"، وإذا أكثر العبد من المعاصي طُبِع على قلبه، فأصبح لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون".
- والمعاصي تمحق البركة من كلِّ شيء، في المال والبدن والأولاد، وتبعد الملائكة وتقرِّب الشياطين.

oooooooooooooooooooooooo

أمَّا الحواجز والموانع التي تمنع من الوقوع في المعاصي فهي:
1- قوَّة الإيمان، كلَّما تمكَّن الإيمان من قلب المسلم، كان ذلك حائط صدٍّ ضدَّ المعاصي والذنوب والخطايا، والإيمان لا يقوى إلا بالطاعات والأعمال الصالحات من ذكرٍ وصيامٍ وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإكثار من فعل الخيرات، وصيام النوافل، وغير ذلك من الأعمال الطيِّبة التي تقوِّي الإيمان وتنمِّيه.

ooooooooooooooooooo

2- تقوى الله عزَّ وجلّ، والتقوى كما عرَّفها الإمام علي رضي الله عنه هي: "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"، كلُّ هذه المعاني إذا تجمَّعت في المسلم، فإنَّه حتماً سوف يكون تقيّا، بعيداً عن المعاصي والذنوب.

ooooooooooooooooooo

3- الابتعاد عن البيئات الموبوءة والفاسدة، فمَن يريد أن يحفظ نفسه من الوقوع في الزنا، عليه أن يبتعد عن مناظر التعرِّي والمشاهد المثيرة، والدافعة إلى الوقوع في الخطايا.

ooooooooooooooooooo

4- الصحبة الصالحة: يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم بسندٍ صحيح.
فلأنَّ الإنسان مدنيٌّ بطبعه -كما قال ابن خلدون-، فلابدَّ له من صاحبٍ أو صديق، هذا الصديق ينبغي أن يكون صالحا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ"رواه أبو داود والترمذيُّ والحاكم بسندٍ صحيح.

ooooooooooooooooooo

5- التسلُّح بالعلم، فإنَّ العلم نور، والجهل ظلمات، وبعض الناس تقع في الذنوب، وما يترتَّب عليها بسبب الجهل، وابن عباس يقول: " فقيهٌ واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد".

ooooooooooooooooooo

6- لزوم البديل الشرعيّ، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ما حرَّم شيئاً إلاَّ أباح له بديلا، فالإنسان الذي اعتاد السرقة، ينبغي أن يقلع عنها، ويتَّجه إلى العمل الشريف والتكسُّب من حلال، فإنَّ لذلك طعمٌ ومذاقٌ خاصّ، ومن تُسوِّل له نفسه الزنا عليه أن يتزوَّج، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج في حالة الاستطاعة.

ooooooooooooooooooo

7- حضور مجالس العلم، ومداومة الاستماع إلى الدعاة المؤثِّرين والعلماء الربَّانيِّين، ففي هذه المجالس تتغشَّى الرحمة أصحابها، وتحفُّهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده، وهذه المجالس تفقِّه المرء فيما خفي عليه، وتعينه على معرفة حدود الحلال والحرام.

ooooooooooooooooooo

8- الدعاء، فهو سلاحٌ ينبغي ألا نغفله، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم كان دائم الدعاء، رغم أنَّ الله قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، وكان من دعائه: "اللهمَّ يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك، …."رواه الترمذيُّ والحاكم بسندٍ صحيح.

oooooooooooooooooooooooo

أمَّا الإحسان فهو أحد مراتب الإسلام، وحينما سئل عنه جبريل قال: "أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك"رواه البخاري، والإحسان لا يتأتَّى إلا عبر الإلمام بالعلم الشرعيِّ النافع الذي يعين على الطاعة وكثرة العبادة وترقيق القلب، كما أنَّ التقرُّب إلى الله بالنوافل يجعل المسلم قريباً من الله عزِّ وجلّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه"رواه البخاري.
ويُفهَم من الحديث أنَّه إذا اجتهد المسلم في طاعة الله، وأخلص فيها، فإنَّه ينتقل من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، أي مراقبة الله عزَّ وجلَّ في كلِّ حركةٍ من حركاته، وفى كلِّ فعلٍ من أفعاله.
والإحسان يقتضي أن يقوم المسلم بالأعمال الصالحة في السرّ، وأن يتفوَّق على غيره من المسلمين، في هذه الأعمال.
وقد حدَّد الله تعالى جزاء الإحسان بقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"؟.

اللهم إنا نسألك توبة نصوحة، وتوبة قبل الممات، وراحة عند الممات، ومغفرة بعد الممات..



oooooooooooooooooooooooo

عابده لله
12-11-2003, 01:28 PM
دندونة حبيبتي

ذا كله من العمرة البارح ;)

.

.

والله لقد أثلجتِ صدري , بجد أنا حيل متضايقة ولكني شعرت

بعد كل كلمة كتبتيها بأني مقصرة وكثيراً بجنب الله ..

(( ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .. ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا في القوم الكافرين .. ربنا آتنا في الدنيا حسنه و في الآخرة حسنه و قنا عذاب النار .. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا وأغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .. ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكو نن من الخاسرين .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ))

جزيل الشكر لك دانتي

كوني بخير

الـدانــة
13-11-2003, 02:45 AM
إيه والله يا عابده

ترى العمرة لها آثر كبيره إذا الواحد أدها من القلب

وبخشوع وتجرد عن هذة الدنيا الزائله..:SMIL:

ليتني أسوي عمره كل أسبوع..

صح تعبت شوي بس قلبي أرتاح كثير..:SMIL:

وياسعد من ذكر ربه ومات في مكه..':

تشوفينا قرب مكه ويالله نصعب طلعتها ودخلتها..:MAD2:

لاحول ولاقوة الا بالله..

نسأل الله الهداية..

والشكر لك ياعابدة الله ولمرورك الكريم..:SMIL:

دمتي بخير غاليتي..:SMIL:

رحاب
13-11-2003, 03:10 PM
أختي الدانة

بارك الله فيكِ وأثلج صدرك بسكينة المؤمنين
وجزاكِ الله عنا كل خير وعمرة مقبولة إن شاء الله

دمتِ على طاعة وبلغك الله ليلة القدر

الـدانــة
15-11-2003, 01:45 PM
الله يبارك فيك صدى
وتقبل الله مناو منكم..
والله يجعلها خواتيم مباركه ومغفورة..