المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم سلمة تتميز بالعقل والحجة والحكمة



ابوفهد
11-11-2003, 04:11 PM
هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومي، وكانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهما من السابقين على الإسلام، ومن السابقين الى الهجرة، وقد هاجرا أولا إلى الحبشة ثم رجعا إلى مكة، ثم هاجروا الى المدينة، .. وقد تزوج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب إستشهاد زوجها إثر جرح أصيب به في غزوة أحد .. وقد تأثر النبي صلي الله عليه وسلم لموته تأثرا عميقا ..

يقول عنها الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بجامعة الأزهر:
وكانت أم سلمة رضي الله عنها تتميز بالعقل والحجة، والحكمة، وحسن التصرف ومما يروي عنها في ذلك: سبقها إلى الإسلام، ومسارعتها إلى الهجرة، مرة إلى الحبشة، وأخري الي المدينة، بل كان لحسن رأيها أثر في وقائع تاريخية مهمة، من ذلك:

أنه في عمرة الحديبية عندما خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمسلمين لأداء العمرة، تنفيذا لرؤيا رآها ثم منعتهم قريش، وانتهي الأمر بأن عقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلحا سمي في التاريخ بصلح الحديبية، وقد أبدي فيه النبي صلى الله عليه وسلم رفقا عظيما ولكن المسلمين ضج كثير منهم لذلك، إذ لم يدركوا ما كان بين الرسول وربه من فتح عظيم بسبب هذا الصلح ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقيب إعلان الصلح أمر المسلمين أن يتحللوا من عمرتهم، وأن يذبحوا هديهم، ولكنهم توقفوا، وتمنعوا، وكان ذلك منهم رجاء أن ينسخ ذلك الأمر، وأن يؤمر بقتال قريش، غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب، ودخل على زوجه أم سلمة رضي الله عنها، فرأت الغضب في وجهه، فسألته فقص عليها الأمر، وتشاور معها، فقالت: يارسول الله إن المسلمين لايخرجون عن أمر تراه، فاخرج أنت إليهم فاذبح هديك واحلق رأسك، والناس يتبعونك إن شاء الله، فخرج إليهم، وفعل، فتسابق المسلمون يفعلون ذلك .. وانتهت بتلك المشورة الذكية مشكلة كان يمكن أن تولد أزمة دقيقة .

يذكر لأم سلمة أنها قالت:
حدثني أبو سلمة أنه سمع رسول الله يقول: مامن عبد يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمره الله به من قول:
{إنا لله وإنا إليه راجعون} اللهم أجرني في مصيبتي وعوضني خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته وكان حقا أن يعوضه الله خيرا منها ..

فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون وقد عوضني الله خيرا من أبي سلمة ..

وتمتعت أم سلمة بالحياة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وعاشت معه وهو يكرمها ولا يملها، تقول أم سلمة:
كنت نائمة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في اللحاف فحضت فقال لي أنفست؟ قلت نعم فقال:
قومي فأصلحي حالك ثم عودي فألقيت عني ثيابي وارتديت غيرها ثم عدت إليه وكانت أم سلمة تتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم أحكام الإسلام .

تأدبت أم سلمة بأدب النبوة وعنها رضي الله أنها قالت شكوت إلى رسول الله فقال:
طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي الي جنب البيت ويقرأ بالطور وكتاب مسطور .
وفي رواية أخرى من كتاب الأمهات المسلمات:
أن رسول الله قال لها وهي بمكة، وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:
إذا أقيمت الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك ولم تصل حتى خرجت ..
استمرت أم سلمة رضي الله عنها على الهدى والتقى إلى أن انتقلت الى رحمة من
ربها ورضوان سنة ستين من الهجرة .

المصدر صحيفة الرياض
ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة

وللجميع خالص تحياتي