المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علماء أزهريون: لا يجوز شرعاً استبدال المؤذنين بالأذان المسجل على كاسيت



محمد المحيا
08-10-2003, 12:28 PM
اقتراح مثير للجدل: تسجيل الأذان بأصوات جميلة على كسيت لإذاعته بالمساجد تجنبا لأصحاب الأصوات النشاز.

رفض علماء أزهريون اقتراحا بتسجيل الأذان بأصوات جميلة على شرائط كاسيت وتوزيعها على المساجد لاذاعتها وقت الصلاة تجنباً للمؤذنين أصحاب الأصوات النشاز والذين يمثلون عدواناً صارخاً على الناس في الشوارع.
وأكد العلماء أن هذه بدعة خطيرة الهدف منها القضاء على سنة من سنن الاسلام. وأشاروا إلى أنه من السنة أن يكون المؤذن شخصاً من المصلين. وأضافوا: يشترط في المؤذن أن يكون ذا صوت عال يسمع الجماعة المراد اعلامهم بدخول وقت الصلاة وأن يلتزم بالصيغة الشرعية للأذان.
وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق ان من مندوبات الأذان وسننه أن يكون المؤذن واحدا من المصلين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن يكون المؤذن واحداً من المصلين في قوله: اذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم .
وفيما روى عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحويرث: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عم لي فقال لنا: اذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ، واضاف الدكتور واصل ان هذه الاحاديث توضح بما لا يدع مجالا للشك ان الأذان مشروع ومنكره كافر لإنكاره أمرا معلوما من الدين بالضرورة ولأن من السنة ان المؤذن لا بد أن يكون شخصا من المصلين، كما أن من مندوبات الأذان ان يستقبل المؤذن القبلة وذلك لأن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستقبلون القبلة وان يلتفت المؤذن جهة اليمين وجهة اليسار عند قوله حي على الصلاة وحي على الفلاح.
ويشير الدكتور واصل الى أن اذاعة الأذان عن طريق التسجيل لا تأثير له ذاتيا في المصلين والمؤذن له تأثيره في الناس لأنه يعد قدوة في أقواله وأفعاله فإذا كان عاملا بالكتاب والسنة كان قدوة حسنة لغيره.
ويؤكد ان هذا الاقتراح اذا أمكن تنفيذه من الناحية النظرية فهو عسير من الناحية العملية اذ قد ينقطع التيار الكهربائي عن منطقة باكملها عند دخول وقت الصلاة وعندها يضيع الأذان ويفوت الغرض منه وعلى الجهات المعنية بأمور الدعوة والمساجد ان تختار من المؤذنين أصحاب الأصوات التي تحبب الناس في الأذان ولا تنفرهم منه عند تعيينهم لاداء هذه المهمة.
ويؤكد الدكتور اسامة السيد عبدالسميع استاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: اننا في زمن كثرت فيه البدع وأن الدعوة الى تسجيل الأذان على شرائط كاسيت واذاعته أثناء حلول أوقات الصلاة بدعة خطيرة يراد من ورائها القضاء على سنة من سنن الاسلام فالأذان سنة والرسول صلى الله عليه وسلم اتخذ بلالا الحبشي مؤذنا ليس لحلاوة صوته ولكن لأنه صاحب صوت جهوري فعندما أراد أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ان يتقدم للأذان بدلا من بلال الحبشي، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: انه اندى منك صوتا أي انه ذو صوت عال، وأضاف ان العبرة في المؤذن ان يكون ذا صوت عال يسمع الجماعة المراد تبليغهم بدخول وقت الصلاة، وان يلتزم بالصيغة الشرعية للأذان، ويؤكد ان الناس قد تعارفوا جيلا بعد جيل كون المؤذن شخصا من وسط المصلين بالمسجد فلا داعي لهذه البدع التي تهدم الدين. أما الداعية الاسلامي الشيخ محمد السيد هنداوي من علماء الأزهر فيؤكد على أن الاسلام يتعرض حاليا لهجمة شرسة فتارة يصفونه بأنه دين التطرف والارهاب وتارة أخرى يشنون ضده حملات التشكيك ليصرفوا المسلمين عن دينهم فبدعة استبدال المؤذنين بشرائط كاسيت مسجلة عليها أصوات جميلة لاذاعتها وقت الصلاة تأتي في اطار المفاهيم الضالة والبدع المنكرة التي يريدون ادخالها الى الاسلام بحجة خلق اسلام عصري، وقال ان الأذان سنة من سنن الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في شأن المؤذنين انهم أطول الناس أعناقا يوم القيامة.

http://www.asharqalawsat.com/view/religion/religion.html#2003,10,08,19663 8