المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( المجلــــــــــــس البلـــــــــــدي ))



alkatb
02-10-2003, 03:18 AM
تقوقع القلب في الأشقاد و الكمــــد هــواء حبيب
يســمى المجلس البلدي
ما شرد النوم عن جفني الق ريح سواء طيف خيال
خيـال المجلس البدي .
إذا الرغيف أتى فالنصــــف ألكله والنصف الأخر
أتركـــه للمجلس البلدي
أمشى وألثم أنفاسي مخـــافة أن يعدها
عــاملا للمجلــــس البـــــــلدي
أخشى الزواج فإن يوم الزواج أتى تبقى عروسي
صــديق المجلس البلدي
وربما .. وربما وهب الرحمـــن لي في بطنها ولدا
يدعيه المجلس البلدي
وما كسوت عيالي في الشتاء ولا في الصيف
إلا كسوة المجلس البلدي
كأن أمي أبل الله تربتها أوصت فقالت
أخوك المجــــلس الـــــبلدي
يا بائع الفجل بالمـــليم واحــــدة كم للعيال
وكم للمجلس البلدي
( بـــــــــيرم التونســـــــــي )

أمير الحرف
02-10-2003, 05:06 PM
هلا وغلا
alkatb
للهِ درك
لربما حبسوك
فأكتب على زنازينهم مغرم
المجلس البلدي

اشكرك علي كلماتك الرقيقه
وهمسك الرائع
كعطر الورد
وروح الجور


اخوك
أميـــــــــ الحرف
ـــــــــــــــــــــــــــــر

عابده لله
02-10-2003, 06:23 PM
:SMIL:


يسعد أوقاتك بكل الخير


الإحساس


والذواق


للإبداع



http://www.scclab.com/~rtv/BayramTounsi/Bairam.jpg

ولد "محمود بيرم التونسي" في حي الأنفوشي بالإسكندرية بشارع البوريني بالسيالة في 3 مارس 1893، ولكن والده سجّله ضمن مواليد حي الأزاريطة في جهة الرمل.

كان لبيرم أخت واحدة من والده وكانت تكبره بحوالي عشرين عامًا، وكان والده يمتلك مع أبناء عمومته دكانًا لبيع الحرير، فكان مثل باقي التجار يريد تعليم ابنه، فما لبث أن أرسله وهو في الرابعة من عمره إلى كُتّاب الشيخ جاد الله، وأوصى الشيخ بقوله: " افعل ما تريد" فكأن الشيخ ينتظر سماع هذه الجملة حتى ينهال على الصغير بالضرب؛ حيث كان بيرم لا يجيد الحساب فلا يفرق بين السبعة والثمانية في الكتابة!

ويئس الوالد من تعليم ابنه، فسلّم بذلك وأخرجه من الكتاب وأرسله ليعمل في دكان الحرير مع أبناء عمومته، حتى ليقول بيرم عن هذه الفترة: إنه لم يستفد من هذا الشيخ إلا إلمامه بمبادئ القراءة والكتابة فقط، أما حبه وشغفه بالقراءة والمعرفة فلم يكن ليتعلمها أبدًا بهذا الأسلوب العنيف في التربية!

ويحاول والده ثانية، فيرسله إلى مسجد "المرسي أبو العباس" وكان به معهد ديني، وهناك شغف بيرم بمراقبة الطلبة الأكبر منه سنًا حيث كانوا يقرءون وهم يروحون ويجيئون في أرجاء المعهد، وبالفعل أخذ الصغير يقلدهم ويشتري الكتب ويحاول قراءتها بنفس الطريقة فما كان منهم إلا أن سخروا منه!
رحلة الحياة

ولم يكد بيرم يبلغ من العمر ما يمكّنه من فهم ما يدور حوله حتى يسمع بزواج والده من امرأة ثالثة، بل ولا ترحم أمّه طفولته فتحكي له عن زيجات والده، وأيضًا سبب تسميتهم بالتوانسة، وهي أن السلطان التركي كان قد أهدى إلى جدّ والد بيرم جارية فولدت له ولدًا إلا أن الرجل مات قبل أن يثبت نسب هذا الطفل له، ولما كبر الطفل (جد بيرم) رفضت أسرة أبيه الاعتراف به ومنعته من إرثه فهاجر إلى مصر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد، كان من بينهم والد بيرم.

وقبل أن يعي الصغير كل هذا، وجه له القدر ثاني ضرباته، وكان موت والده، ولم يكن بيرم قد تخطى الرابعة عشرة من عمره، كأنما القدر -رحمة به- يصعد به إلى قمة الألم درجة.. درجة!

وأصبح بيرم هو المسئول عن أمّه ماليًا؛ إذ إن الأب لم يترك لهم شيئًا، بل ويؤكد له أبناء عمومته أن والده قد باع لهم الدكان قبل وفاته، فيضطر أن يعمل كصبي في محل بقالة.

وذات يوم يترك بيرم عمله ويذهب لسماع المواويل في المولد، فيطرده صاحب العمل.

وفي تلك الأثناء يتعرف بيرم مصادفة على أحد البنّاءين الذي كان يحكي له بعض الأدوار والطقاطيق القديمة؛ وهو ما يدفع بيرم بعد ذلك إلى محاولة معرفة المزيد، فلا يجد سبيلاً إلى ذلك غير شراء كتب الأساطير الشعبية مثل "ألف ليلة وليلة"، "أبو زيد الهلالي"، وكانت هذه الكتب تحتوي على أبيات من الشعر، وصادفت ميلاً عند الصبي. ووقعت في يده مصادفة مجموعة أشعار لابن الرومي، التي اعتبرها بيرم من أمتع ما قرأ.

وفي السابعة عشرة من عمره تزوجت أمه، ثم ماتت بعدها بوقت قصير، ويشترك مع أحد الصيادين في دكان للبقالة، ولم يلبث بيرم أن أخذ يقرأ كل ما يقع تحت يديه من قصاصات الورق والكتب، التي كان من المفترض أن يبيع فيها الجبن؛ وهو ما يدفعه نحو العلم فيذهب لشراء الكتب ومخالطة طلبة العلم؛ فلم يكن يعجبه -وهو قليل العلم- ما يلاقيه منهم، من عدم اهتمام بالثقافة العامة، واقتصارهم على المقررات العلمية!

وبعد فترة يتزوج بيرم ثم يفلّس مشروعه، بسبب عدم اهتمامه به وبسبب إنفاقه كل ما يأتيه منه على شراء الكتب! فيبيع منزل والدته، ويفكر في مشروع آخر، فيحاول أن يبيع السمن، وكان البلد في هذه الفترة يعيش مرحلة متوترة بشدة، حيث أعلنت إنجلترا أن حكمها يقوم على رعاية مصالح الأجانب وحمايتهم، وكان الإنجليز يتعاملون على أنهم أصحاب البلاد؛ وبالتالي كانوا يفرضون الضرائب الباهظة ويتحكمون في البلاد وفي المواطنين بمنتهى الصلف والاحتقار.

فما كان من المجلس البلدي -وكان جميع موظفيه من الأجانب- إلا أن طالب بيرم بضرائب مبالغ فيها، بل ويحجز على بيته، وهنا تنطلق موهبة بيرم وتعلن عن نفسها لأول مرة.


رحلة الحياة


قام بيرم بكتابة قصيدة، يعبر فيها عن سخريته من موقف المجلس البلدي فيقول:

قد أوقع القلبَ في الأشجانِ والكمدِ

هوى حبيبٍ يُسمّى المجلس البلدي

ما شرّد النومَ عن جفني سوى

طيف الخيال، خيال المجلس البلدي

***

.. حتى يقول

كأنّ أمي أبلّ الله تربتها

أوصت فقالت: أخوك المجلس البلدي

أخشى الزواج، فإنْ يومُ الزواج أتى

يبقى عروس صديقي المجلس البلدي

وربما وهب الرحمن لي ولدًا

في بطنها يدّعيه المجلس البلدي

يا بائع الفجل بالمليم واحدةً

كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدي؟

***

وتحدث هذه القصيدة صدى هائلاً في جميع الأوساط، حتى الشعبية منها، بل لقد طلب المجلس البلدي ترجمة القصيدة. وبعد أن وقفت قدم بيرم التونسي على أرض صلبة – بالنظر إلى موهبته- اتجه بيرم إلى نوع آخر، وهو القصائد الزجلية أي أنه اختار الكتابة بلغة الشعب؛ وذلك بهدف أن تصل قصائده إلى كل فئات الشعب. ويتعرّف بيرم بـ"سيد درويش" ويكتب له أول قصيدة وطنية فيقول:

اليوم يومك يا جنود

متجعليش للروح تمن

يوم المدافع والبارود

مالكيش غيره في الزمن

هيا اظهري عزم الأسود

في وجه أعداء الوطن

عارٌ على الجندي الجمود

إلا إذا لفّه الكفن


http://amal22s.jeeran.com/Rose%202.gif



***

ويفقد بيرم زوجته في هذه الفترة وقد تركت له ولدين (محمد ونعيمة) فلا يستطيع أن يعتني بهما فيتزوج بعد وفاة زوجته بـ 17 يومًا.

وتشب في تلك الفترة ثورة 1919 فيجنّد بيرم قلمه لمساندة الثورة ويصدر جريدة "المسلّة" ويقول: إن سبب هذه التسمية، أن لفظ المسلة يعود إلى الفراعنة حيث كانوا يُطلون مسلاتهم باللون الذهبي والفضي حتى تعكس أشعة الشمس للمصلين داخل المعابد. إلى جانب أن هذه المسلة ذات أطراف مدببة جارحة، وبالإمكان أن نجعلها كالمنار تبدد الظلام والجهل من حياة المصريين، ويكون لأطرافها المدببة –مثل كلمات بيرم القاسية– أقوى أثر على حياتهم وفكرهم.

وقال في إحدى قصائده:

ما تمدغيش للعيال الأكل باسنانك

والنفخ في الأكل، سن، في عرض أيمانك

إخّيه عليكي، بقيتي خصلتك سوده

ما تسمعيش الكلام تنشكّي في لسانك

***

ويوجه النقد لنصف المجتمع المهمَل والمهمِل -المرأة- فيخاطب المرأة بأسلوبها ويقول:

وبطّلي قُولة العفريت والغوله

لَيطلع الواد عبيط والبِتّ مخبوله

متعرفيش الكلام ده يتلف الأولاد

ويفرّجوكي المرار وتعيشي مخبوله

***

ويستقبل الجمهور العدد الأول من جريدته -الذي وزعه بيرم بنفسه- بترحاب شديد. وليكون بيرم في قلب الأحداث؛ ينتقل إلى القاهرة ويؤجر حجرة بها، ويؤلف في هذه الفترة أوبريت جديد بالاتفاق مع "سيد درويش" ويقررا أن يكون مضمونه سياسيًا لكي يبثوا في دماء الشعب الحماسة.. ويكتب بيرم في الأوبريت:

أنا المصري كريم العُنصرين

بنيت المجد بين الأهرمين

جدودي أنشئوا العلم العجيب

ومجرى النيل في الوادي الخصيب

***

ويواصل بيرم نشاطه في صحيفته فيصدر في العدد 13 قصيدة بعنوان "البامية الملوكي.. والقرع السلطاني" وفيها ما يفيد أن وريث العرش الجديد –وهو الملك فاروق- وُلد بعد أربعة أشهر فقط من الزواج!

وعلى إثر هذه القصيدة أمر السلطان بإغلاق الصحيفة فورًا، فأصدر بيرم جريدة أخرى سماها "الخازوق"، وواصل هجومه فيها على الأسرة المالكة، لدرجة أن السلطان اتصل بالقنصلية الفرنسية -التي كانت تتدخل في شئون مصر بزعم حمايتها للأجانب، وبما أن أصل بيرم (أبو الجد) غير مصري؛ يكون بيرم تحت الحماية الفرنسية- لترحله فورًا إلى بلده تونس.

وفعلاً يتم طرد بيرم في 25 أغسطس 1920 ولا يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها سبعة وعشرين عامًا!.



عند وصول بيرم إلى تونس أول ما بحث عنه هو السبب الذي من أجله تم طرده من مصر، ثم البحث عن أصوله التونسية، وبالفعل استطاع الوصول إليهم، وفوجئ بهم يذكرون أول ما يذكرون أصله، وأنه "ولد الجارية" التي أهداها السلطان التركي لجدهم، فيتركهم بيرم وهو يشعر بأنه منفي إلى بلد غريب عنه.

ولا يسمح له حاكم تونس بمزاولة أي عمل صحفي؛ فيقرر السفر إلى باريس ومنها إلى ليون، وكان عمله هناك مجرد وسيلة يضمن بها بقاءه على قيد الحياة، فعمل بيرم في مصانع الصلب والغازات الخانقة، وكان لهذا العمل الشاق –بجانب مشقة الغربة- أثر كبير في صقل موهبته، فمع انشغال بيرم الدائم بانتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلده (مصر) –على الرغم من بعده عنها- واصل بيرم عمله الزجلي بشكل آخر، حيث عقد مقارنات بشكل أدبي أيضًا بين مصر وباريس.

وبعد فترة يمرض بيرم بسبب عمله فيفقده؛ وهو ما يجعله يشعر أكثر بمرارة الغربة، وفيما بعد يروي عن تلك الفترة فيقول: "كنت أثناء الجوع أمر بمراحل لا يشعر بها غيري من الشبعانين: كنت في البداية أتصور الأشياء واستعرضها في ذاكرتي، هذا طبق فول مدمّس، هذه منجاية مستوية، ثم انتقل بعد ذلك إلى مرحلة التشهي، أثناءها تتلوى أمعائي ويبدأ المغص، ويطوف الظلام حول عيني، وأتمنى من الله أن ينقلني إلى الآخرة، فهي أفضل من هذا العذاب الأليم.. وأخيرًا تبدأ مرحلة الذهول وخفّة العقل، فأطيل النظر إلى اللحاف الذي يغطيني وتحدثني نفسي أن آكل قطنه أو أبحث بين محتوياته عن بذرة للغذاء تحتوي على زيوت".

وفي تلك الأثناء يستطيع بيرم خداع السلطان والعودة إلى مصر ليفاجأ أن زوجته قد حصلت على الطلاق في غيابه، وأنجبت له طفلة أخرى، وبالفعل يواصل بيرم إنتاجه وينشره بدون توقيع هذه المرة، إلا أن أحد أصدقائه تكلم عن لقائه بيرم أمام أحد رجال السلطة، وهو يعتقد أنه قد تمّ له السماح بدخول البلاد!

وتم ترحيله ثانية إلى ميناء مرسيليا بفرنسا، فيعمل في مصنع للكيماويات ثم مصنع حرير، كل هذا وهو لا يزال مهتما ومتابعا للأحداث التي تقع في وطنه.. يقول بيرم عندما يعلم أن بعض رجال الصوفية يحرّضون الناس على الانفضاض عن "عمر لطفي" ودعوته التعاونية بزعم أنه من أنصار الحركة البلشفية -يقول بيرم تحته عنوان "عالم ومسلم وبتعارض في فعل الخير؟".

لا في الجوامع رأيت مثلك ولا في الدير

عالم ومسلم وبتعارض في فعل الخير

مدام فضيلتك بتاكل "كستيلته وطير"

يبقى الدّريس والدرة والفجل للخرفان

لا.. والتلامة يستشهد لنا بالدين

إنّه أمر يبقى نُص المسلمين جعانين

إن كنت فاهم شريعة العدل عن لينين

انظر شريعة نبينا نازلة في القرآن

.


.
قال: إيه مراد ابن آدم؟

قلت له: طقه

قال: إيه يكفي منامه؟

قلت له: شقّه

قال: إيه يعجّل بموته؟

قلت له: زقه

قال: حـد فيها مخلّد؟

قلت له: لأه

قال لي: ما دام ابن آدم بالصفات دي

نويت أحفظ صفات ابن آدم كل ما اترقى.

***

بهذه الكلمات البسيطة والمعبرة لخص بيرم التونسي فلسفته الخاصة في فهم الحياة التي عاش معظمها مطارَدًا ومنفيًا ومضطهدًا.


http://www.islamonline.net/arabic/famous/2001/06/images/pic4.jpg


.


.


عاجزة عن شكرك لإشباعك موهبتي


وفضولي


:SMIL:


فكم أنت رائع


أرجعتني


للقصائد الجميلة والخميلة


.


.

دمت بودٍ وخير


http://www.flowerdeliveryonline.co.uk/images/pichome.gif

alkatb
02-10-2003, 09:09 PM
لله دركِ ........... عابده لله
والله انتِ من أشبع فكــــــــــري بهذه المعلومات الغزيرة

وأنتظر منكِ المزيد والمزيد... قلا تحرمينا من ابداعاتكِ

شكرا ...... شكرا .......... شكرا .............. عابده