محمد المحيا
25-09-2003, 01:25 PM
http://www.asharqalawsat.com/2003/09/25/images/daynight.194560.jpg
تميزت الفتاة الشرقية بحيائها وانوثتها الخاصة على مدار سنوات طويلة جعلت منها دائما ذات رونق خاص بالنسبة لأي رجل شرقي. وحتى عندما يخوض الرجل الشرقي تجربة الزواج من اجنبية، فإن الفتاة العربية تظل ذات وضع خاص يقترن بجماليات كثيرا ما تفقدها الفتاة الغربية، الا أن ما يشهده المجتمع العربي الآن من تغيرات انعكس على معتقدات الفتاة العربية وطموحها ومنافستها الشرسة في عالم الرجال لتصبح رأسا برأس معه في معظم المجالات مما افقدها الكثير من انوثتها ورقتها المعهودة بها. فهل فقدت الفتاة الشرقية بالفعل انوثتها ورقتها بسبب زمن المتناقضات التي تعيشه؟! وهل أصبح خروجها للعمل بجانب الرجل سببا حقيقيا لأن تتقمص دوره في الخشونة لحد الاسترجال؟! الشباب يؤكدون ان مبدأ المساواة الذي تتشدق به الفتاة العربية أفقدها الكثير من انوثتها ورقتها التي يجب ان تكون عليها حتى أوصلها لدرجة مجاراة الرجل في اشياء غير متوقعة كالرياضات العنيفة وتدخين الشيشة ايضا! أما البنات فيؤكدن أن الرجل هو الذي يعاني الازدواجية وهو السبب الأول والأخير لهذه المعاناة! فيقول محمد أحمد «مهندس»: ان فتاة اليوم لم تعد مثل جدتي أو حتى أمي، فهي متحررة ثائرة بدون اسباب وتتخيل انها بتمردها هذا ستحوذ اعجاب الرجل، لكن هذا ليس صحيحا بالمرة فأي رجل في العالم مهما كان تحرره أو ثقافته لا يبحث عن المرأة العنيفة ذات القوة المبالغ بها وهذا ما تحاول فتاة اليوم أن تفعله ولكنه للأسف ينم عن نقص في الشخصية والأنوثة ستظل مطلب الرجل الأول مهما تغيرت مفاهيمه وانفتح على العالم الخارجي.
أما شريف حسن «طالب» فيقول: للأسف الشديد ما أراه في الجامعة من تصرفات بعض الفتيات شيء يدعو للدهشة فالفتاة اليوم أصبحت ذات قدرة على المواجهة بشكل قد يصل لحد «البلطجة»! فلا تندهش مثلا اذا وجدت فتاة تتشابك مع فتى بالألفاظ وربما بالأيدي لاحقا! وهذا شيء خطير فعلا فزمن الفتاة الخجولة الحمراء الوجنتين حياء لم تعد موجودة والسبب التلفزيون والفضائيات والانترنت، بل أصبح الرجل الآن أكثر خجلا من الفتاة في بعض المواقف! ويؤكد هشام عبد الله (طبيب): ان البنت اليوم تريد أن تضع رأسها برأسنا في كل شيء حتي في صفات الرجولة! فهي تلعب الآن كرة القدم ورفع الاثقال وتدخن الشيشة، وقد تهرج بيدها مع زملائها وتضحك بصوت عال أيضا. بصراحة اشعر أن الفتاة اليوم تريد أن تجري عملية إحلال كاملة، فلم يكفها انها أصبحت منافسا خطيرا لنا في سوق العمل، بل حتى في التصرفات والملابس والشعر ايضا. لقد أصبحت البنت مثل الولد وأريد أن أقول لهن انه ليست هذه هي المساواة ابدا. فالرجل سيظل رجلا والبنت ستظل بنتا بحيائها ورقتها وعاطفتها.
واذا كان الرجال يفتحون النار على البنات والمجتمع فالفتيات يفعلن ذلك ايضا، اذا فتقول هبة حسين (محامية) مدافعة عن نفسها: ماذا يريدني رجل القرن الحادي والعشرين ان اكون؟! خانعة أمشي في ركابه؟! هذا بدلا من أن يشجعني لكي ارتاد الفضاء! ان الرجل يعاني من الازدواجية فهو يريد الفتاة الوديعة كاملة الانوثة والرقة وفي نفس الوقت ليست عالة عليه وتصرف على نفسها ولا مانع ان تصرف عليه أيضا! عليها ان تتعلم وتكافح وتشقى ثم تجلس عند نهاية قدميه لتقدم فروض الطاعة والولاء! يجب أن يعلم الرجل ان عصر الجواري انتهى وان رقة المرأة وانوثتها ليست بالدلال والدلع والرأس الفارغ من الطموح والافكار والثقافة، فقمة انوثة المرأة في قدرتها على العطاء، والمرأة لن تعطي اذا لم يساعدها الرجل حتى تستطيع ان تتوازن نفسيا في عصر المتناقضات! اما شيرين الحفناوي (طالبة) فتقول: انا في مدرسة مشتركة وزملائي يتعاملون معي كأني صديق شخصي لهم يحكون لي اسرارهم وعلاقاتهم العاطفية وأنا سعيدة جدا بهذا الوضع، لأن البنت الرقيقة دائما ما تكون صيدا سهلا ينصب لها الفخاخ للايقاع بها لأن الرجال يعتبرونها ساذجة تعيش في عالم الاحلام بعيدا عن الواقع.
أما هالة سلطان (مهندسة) فتقول: الحياة أصبح بها اشياء أكبر وأكثر من مجرد ان تكون الفتاة ناعمة أو خشنة. ومن يريد أن يرى الدلال والدلع فعليه بمذيعات الفضائيات العربية. أما الفتاة التي تخرج لسوق العمل فعليها أن تتسلح بالقوة والقدرة على المواجهة والتحكم في اعصابها أيضا وليس عليها أن تتسلح بالرقة والانوثة والا ستكون غنيمة سهلة في عالم الرجال، فالاسترجال والخشونة سيجعلان الرجل يقف عند حده في الوقت المناسب وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه. إذن الموضوع ليس مجرد مظهر، بل هو دفاع عن النفس واسلوب حياة فرضته علينا الظروف والمجتمع الذي ما زال ينظر للمرأة نظرة دونية تعتمد على جمال الجسد ورقة الطباع! صافيناز شوقي (موظفة في العلاقات العامة) تقول: لا أنكر أن الانوثة والدلال والرقة كانت الأسباب الرئيسية للحصول على هذه الوظيفة وبهذا المرتب الخيالي، وقد تخطيت شبابا أكثر خبرة مني وبناتا أكثر تفوقا مني أيضا لكنني كنت أكثرهن جمالا ورقة في الطباع. ان الانوثة في زمننا سلاح ذو حدين فالبنت الجميلة سيؤهلها جمالها ودلالها لشيئين، إما الزواج بسرعة أو الحصول على وظيفة محترمة. أما الفتاة العملية ذات الطموح العالي والشخصية القوية فستكون ناجحة في عملها لكنها لن تصعد بسرعة وقد لا تتزوج بسهولة لأن الرجل في النهاية يبحث فيمن يتزوجها عن الاشياء التي يفتقدها في شخصه وكذلك ان تكون نسخة مشابهة لوالدته الصبورة الوديعة التي كانت تتحمل والده في السراء والضراء وتسهر على راحته طوال الليل والنهار ولا هم لها سواه حتى لو على حساب اطفالها! هل كان الانفتاح على العالم الخارجي نقمة على الفتاة العربية؟! وهل كانت فريسة سهلة للتأثر المباشر بتقاليد الغرب ومعتقداتهم، بعيدا عما عرفت وتميزت به عمن سواها من فتيات؟
ويقول الدكتور فكري عبد العزيز (استشاري الطب النفسي): نعم للأسف كان التطور والانفتاح على العالم الخارجي ذا تأثير سلبي على الفتاة الشرقية في بعض النواحي، فالفتاة الشرقية في صراع دائم من أجل اثبات الذات، وعندما انفتحت على العالم الخارجي وايمانها بدعاوى التحرر تأثرت المرأة العربية بشكل غير سوي خاصة عندما تعمل ويكون لها استقلالها المادي والمعنوي بعيدا عن الاسرة. هنا سنجدها تحاول بأي شكل من الاشكال الخروج من عباءة الرجل والتحرر من الاعتماد عليه. وقد ينعكس هذا ايضا على سلوكها ومظهرها الخارجي وتعاملاتها مع الآخرين. بل للأسف نجد في بعض الأحيان ان الرجل هو من يقوم بعمل المرأة بعد أن أصبحت هي سيدة الموقف! فقد يجلس في المنزل ليراعي الأولاد، وهذا يحدث بالفعل اذا ما خرج على المعاش وهي التي تعمل وتصرف على البيت! ومع ذلك، أقول ان المرأة بصفة عامة هي في الأساس وجدان ومشاعر وعطاء. وأي تصرف يخالف طبيعتها فهو ضد الطبيعة والتكوين النفسي لها والمرأة لا تقل بأي حال من الأحوال عن الرجل بل هي مساوية له في القدرات العقلية والذهنية، لكنها تتفوق عليه ايضا في عطائها الانساني بحكم تكوينها، لذلك فأي محاولة منها للخروج عن طبيعتها ستكون منبوذة ولن تستطيع التكيف مع مجتمع شرقي ما زال يغلف المرأة بهالة من الاحترام والاهتمام تصل لحد القدسية للأم مثلا.
أما الدكتور سيد عادل استاذ علم الاجتماع فيؤكد ان التربية السليمة هي الأساس في تكوين شخصية متوازنة لبنت القرن الـ21، لأنها تعيش عصراً مملوءاً بالمتناقضات، فهي محاصرة ما بين مورثاتها الشرقية وطموحها وانفتاحها على العالم الغربي، وفي الوقت الذي نطالبها فيه بالتفوق والانجاز والنجاح فنحن نؤكد ايضا انه لا يجب عليها أن تنزع رداء الأنوثة عنها، لذلك يجب ان نلتمس لها بعض العذر في هذا التحول السلبي.
ويضيف أن الفتاة الشرقية ما زالت بخير حتى وان تمردت لأن قيمها وتقاليدها وتعاليم دينها ما زالت تقف حائلا أمام أي انحراف ممكن ان تقع فيه طالما تمت تربيتها تربية سليمة، أما عن ابتعادها عن رقتها وانوثتها المتوقعة منها فهذا عامل مؤقت حتى نصل لسن النضج الكافي الذي سيمكنها حينها من أن توازن ما بين طبيعتها كفتاة شرقية، ومتناقضات عصر فرض عليها أن تتعامل بأسلوب مختلف حتى تستطيع ان تنجح وتجد لها مكانا في المجتمع بعيدا عن كونها أنثى فقط.
http://www.asharqalawsat.com/view/daynight/daynight.html#2003,09,25,19456 0
تميزت الفتاة الشرقية بحيائها وانوثتها الخاصة على مدار سنوات طويلة جعلت منها دائما ذات رونق خاص بالنسبة لأي رجل شرقي. وحتى عندما يخوض الرجل الشرقي تجربة الزواج من اجنبية، فإن الفتاة العربية تظل ذات وضع خاص يقترن بجماليات كثيرا ما تفقدها الفتاة الغربية، الا أن ما يشهده المجتمع العربي الآن من تغيرات انعكس على معتقدات الفتاة العربية وطموحها ومنافستها الشرسة في عالم الرجال لتصبح رأسا برأس معه في معظم المجالات مما افقدها الكثير من انوثتها ورقتها المعهودة بها. فهل فقدت الفتاة الشرقية بالفعل انوثتها ورقتها بسبب زمن المتناقضات التي تعيشه؟! وهل أصبح خروجها للعمل بجانب الرجل سببا حقيقيا لأن تتقمص دوره في الخشونة لحد الاسترجال؟! الشباب يؤكدون ان مبدأ المساواة الذي تتشدق به الفتاة العربية أفقدها الكثير من انوثتها ورقتها التي يجب ان تكون عليها حتى أوصلها لدرجة مجاراة الرجل في اشياء غير متوقعة كالرياضات العنيفة وتدخين الشيشة ايضا! أما البنات فيؤكدن أن الرجل هو الذي يعاني الازدواجية وهو السبب الأول والأخير لهذه المعاناة! فيقول محمد أحمد «مهندس»: ان فتاة اليوم لم تعد مثل جدتي أو حتى أمي، فهي متحررة ثائرة بدون اسباب وتتخيل انها بتمردها هذا ستحوذ اعجاب الرجل، لكن هذا ليس صحيحا بالمرة فأي رجل في العالم مهما كان تحرره أو ثقافته لا يبحث عن المرأة العنيفة ذات القوة المبالغ بها وهذا ما تحاول فتاة اليوم أن تفعله ولكنه للأسف ينم عن نقص في الشخصية والأنوثة ستظل مطلب الرجل الأول مهما تغيرت مفاهيمه وانفتح على العالم الخارجي.
أما شريف حسن «طالب» فيقول: للأسف الشديد ما أراه في الجامعة من تصرفات بعض الفتيات شيء يدعو للدهشة فالفتاة اليوم أصبحت ذات قدرة على المواجهة بشكل قد يصل لحد «البلطجة»! فلا تندهش مثلا اذا وجدت فتاة تتشابك مع فتى بالألفاظ وربما بالأيدي لاحقا! وهذا شيء خطير فعلا فزمن الفتاة الخجولة الحمراء الوجنتين حياء لم تعد موجودة والسبب التلفزيون والفضائيات والانترنت، بل أصبح الرجل الآن أكثر خجلا من الفتاة في بعض المواقف! ويؤكد هشام عبد الله (طبيب): ان البنت اليوم تريد أن تضع رأسها برأسنا في كل شيء حتي في صفات الرجولة! فهي تلعب الآن كرة القدم ورفع الاثقال وتدخن الشيشة، وقد تهرج بيدها مع زملائها وتضحك بصوت عال أيضا. بصراحة اشعر أن الفتاة اليوم تريد أن تجري عملية إحلال كاملة، فلم يكفها انها أصبحت منافسا خطيرا لنا في سوق العمل، بل حتى في التصرفات والملابس والشعر ايضا. لقد أصبحت البنت مثل الولد وأريد أن أقول لهن انه ليست هذه هي المساواة ابدا. فالرجل سيظل رجلا والبنت ستظل بنتا بحيائها ورقتها وعاطفتها.
واذا كان الرجال يفتحون النار على البنات والمجتمع فالفتيات يفعلن ذلك ايضا، اذا فتقول هبة حسين (محامية) مدافعة عن نفسها: ماذا يريدني رجل القرن الحادي والعشرين ان اكون؟! خانعة أمشي في ركابه؟! هذا بدلا من أن يشجعني لكي ارتاد الفضاء! ان الرجل يعاني من الازدواجية فهو يريد الفتاة الوديعة كاملة الانوثة والرقة وفي نفس الوقت ليست عالة عليه وتصرف على نفسها ولا مانع ان تصرف عليه أيضا! عليها ان تتعلم وتكافح وتشقى ثم تجلس عند نهاية قدميه لتقدم فروض الطاعة والولاء! يجب أن يعلم الرجل ان عصر الجواري انتهى وان رقة المرأة وانوثتها ليست بالدلال والدلع والرأس الفارغ من الطموح والافكار والثقافة، فقمة انوثة المرأة في قدرتها على العطاء، والمرأة لن تعطي اذا لم يساعدها الرجل حتى تستطيع ان تتوازن نفسيا في عصر المتناقضات! اما شيرين الحفناوي (طالبة) فتقول: انا في مدرسة مشتركة وزملائي يتعاملون معي كأني صديق شخصي لهم يحكون لي اسرارهم وعلاقاتهم العاطفية وأنا سعيدة جدا بهذا الوضع، لأن البنت الرقيقة دائما ما تكون صيدا سهلا ينصب لها الفخاخ للايقاع بها لأن الرجال يعتبرونها ساذجة تعيش في عالم الاحلام بعيدا عن الواقع.
أما هالة سلطان (مهندسة) فتقول: الحياة أصبح بها اشياء أكبر وأكثر من مجرد ان تكون الفتاة ناعمة أو خشنة. ومن يريد أن يرى الدلال والدلع فعليه بمذيعات الفضائيات العربية. أما الفتاة التي تخرج لسوق العمل فعليها أن تتسلح بالقوة والقدرة على المواجهة والتحكم في اعصابها أيضا وليس عليها أن تتسلح بالرقة والانوثة والا ستكون غنيمة سهلة في عالم الرجال، فالاسترجال والخشونة سيجعلان الرجل يقف عند حده في الوقت المناسب وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه. إذن الموضوع ليس مجرد مظهر، بل هو دفاع عن النفس واسلوب حياة فرضته علينا الظروف والمجتمع الذي ما زال ينظر للمرأة نظرة دونية تعتمد على جمال الجسد ورقة الطباع! صافيناز شوقي (موظفة في العلاقات العامة) تقول: لا أنكر أن الانوثة والدلال والرقة كانت الأسباب الرئيسية للحصول على هذه الوظيفة وبهذا المرتب الخيالي، وقد تخطيت شبابا أكثر خبرة مني وبناتا أكثر تفوقا مني أيضا لكنني كنت أكثرهن جمالا ورقة في الطباع. ان الانوثة في زمننا سلاح ذو حدين فالبنت الجميلة سيؤهلها جمالها ودلالها لشيئين، إما الزواج بسرعة أو الحصول على وظيفة محترمة. أما الفتاة العملية ذات الطموح العالي والشخصية القوية فستكون ناجحة في عملها لكنها لن تصعد بسرعة وقد لا تتزوج بسهولة لأن الرجل في النهاية يبحث فيمن يتزوجها عن الاشياء التي يفتقدها في شخصه وكذلك ان تكون نسخة مشابهة لوالدته الصبورة الوديعة التي كانت تتحمل والده في السراء والضراء وتسهر على راحته طوال الليل والنهار ولا هم لها سواه حتى لو على حساب اطفالها! هل كان الانفتاح على العالم الخارجي نقمة على الفتاة العربية؟! وهل كانت فريسة سهلة للتأثر المباشر بتقاليد الغرب ومعتقداتهم، بعيدا عما عرفت وتميزت به عمن سواها من فتيات؟
ويقول الدكتور فكري عبد العزيز (استشاري الطب النفسي): نعم للأسف كان التطور والانفتاح على العالم الخارجي ذا تأثير سلبي على الفتاة الشرقية في بعض النواحي، فالفتاة الشرقية في صراع دائم من أجل اثبات الذات، وعندما انفتحت على العالم الخارجي وايمانها بدعاوى التحرر تأثرت المرأة العربية بشكل غير سوي خاصة عندما تعمل ويكون لها استقلالها المادي والمعنوي بعيدا عن الاسرة. هنا سنجدها تحاول بأي شكل من الاشكال الخروج من عباءة الرجل والتحرر من الاعتماد عليه. وقد ينعكس هذا ايضا على سلوكها ومظهرها الخارجي وتعاملاتها مع الآخرين. بل للأسف نجد في بعض الأحيان ان الرجل هو من يقوم بعمل المرأة بعد أن أصبحت هي سيدة الموقف! فقد يجلس في المنزل ليراعي الأولاد، وهذا يحدث بالفعل اذا ما خرج على المعاش وهي التي تعمل وتصرف على البيت! ومع ذلك، أقول ان المرأة بصفة عامة هي في الأساس وجدان ومشاعر وعطاء. وأي تصرف يخالف طبيعتها فهو ضد الطبيعة والتكوين النفسي لها والمرأة لا تقل بأي حال من الأحوال عن الرجل بل هي مساوية له في القدرات العقلية والذهنية، لكنها تتفوق عليه ايضا في عطائها الانساني بحكم تكوينها، لذلك فأي محاولة منها للخروج عن طبيعتها ستكون منبوذة ولن تستطيع التكيف مع مجتمع شرقي ما زال يغلف المرأة بهالة من الاحترام والاهتمام تصل لحد القدسية للأم مثلا.
أما الدكتور سيد عادل استاذ علم الاجتماع فيؤكد ان التربية السليمة هي الأساس في تكوين شخصية متوازنة لبنت القرن الـ21، لأنها تعيش عصراً مملوءاً بالمتناقضات، فهي محاصرة ما بين مورثاتها الشرقية وطموحها وانفتاحها على العالم الغربي، وفي الوقت الذي نطالبها فيه بالتفوق والانجاز والنجاح فنحن نؤكد ايضا انه لا يجب عليها أن تنزع رداء الأنوثة عنها، لذلك يجب ان نلتمس لها بعض العذر في هذا التحول السلبي.
ويضيف أن الفتاة الشرقية ما زالت بخير حتى وان تمردت لأن قيمها وتقاليدها وتعاليم دينها ما زالت تقف حائلا أمام أي انحراف ممكن ان تقع فيه طالما تمت تربيتها تربية سليمة، أما عن ابتعادها عن رقتها وانوثتها المتوقعة منها فهذا عامل مؤقت حتى نصل لسن النضج الكافي الذي سيمكنها حينها من أن توازن ما بين طبيعتها كفتاة شرقية، ومتناقضات عصر فرض عليها أن تتعامل بأسلوب مختلف حتى تستطيع ان تنجح وتجد لها مكانا في المجتمع بعيدا عن كونها أنثى فقط.
http://www.asharqalawsat.com/view/daynight/daynight.html#2003,09,25,19456 0