المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوارق



نصوح
03-09-2003, 10:00 PM
الفوارق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه – أما بعد :
ففي هذه الوقفة ، نستعرض معاً فارقاً من الفوارق التي بيننا وبين جيل الصحابة ، وسنذكر في ذلك أمثلة واقعية ، تزيدنا حماسة وتشجعنا على الإقدام على الخير ، وهذا الفارق هو : الحرص على الجنة . قال الله تعالى : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ))
ولكم يا إخوتاه في بيعة العقبة الثانية مَثَل ، قد سطع في سماء المُثُل ، حين التقى الأنصار برسول الله – صلى الله عليه وسلم – سراً ، فقالوا : يا رسول الله نبايعك ، فعدد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لهم أركان البيعة وقال : وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم
والعرب أغلى شيء لديهم العرض ، يستميتون من أجله ، ويقاتلون لحمايته
فأخذ أسعد بن زرارة بيد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال : رويداً يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وأن إخراجه – باستقدامه للمدينة - اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله
فنظروا إلى رسول – صلى الله عليه وسلم - وسألوه ماذا لهم إن بايعوه ووفوا البيعة ؟ فقال : لكم الجنة .
فلما سمعوا هذه الكلمة قالوا : أمط عنا يا أسعد ، فوالله لا ندع هذه البيعة ولا نسلمها ... فانظروا وتأملوا حرصهم الشديد على الجنة .
وفي غزوة بدر الكبرى ، لما دنا المشركون قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه : (( قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض )) فلما سمع عمير بن الحمام الأنصاري ذلك قال : يا رسول الله ، جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال : نعم ، قال : بخٍ بخٍ . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها . فأخرج تمرات كانت معه فجعل يأكل منها ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة . فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتلهم حتى قتل .
ونختم بقصة عجيبة ، قصة أعرابي أسلم بعد أن كان قاطعَ طريق ، ثم شهد غزوة خيبر ، وغزوة خيبر عدة جولات ومعارك ، في الجولة الأولى جعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرس آخر الجيش ، يحرس المؤن والإبل ، فانتصر المسلمون في الجولة الأولى ، وأخذوا الدفعة الأولى من الغنيمة ، فقسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لذلك الأعرابي قَسمه ، فلما حضر أعطوه نصيبه فجاء به إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : ما على هذا اتبعتك ، ولكني اتبعتك على أن أُرمى هاهنا – وأشار إلى نحره – بسهم ، فأدخل الجنة . قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : إن تصدق الله يصدقك . فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو فأُتِي به يُحمل قد أصابه سهم حيث أشار ، فكفنه النبي – صلى الله عليه وسلم – بجُبِّته وصلى عليه ودعا له ، فكان مما قال : ( اللهم هذا عبدك ، خرج مهاجراً في سبيلك ، فقتل شهيداً ، وأنا عليه شهيد )
هذا ، واعلم أن في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

أرسطوالعرب
04-09-2003, 09:50 AM
جزاك الله كُل خير أخي (نصوح)

أتمنى أن تستر في كتابة هذه الدرر بإستمرار

فسأكون من المتابعين لك شخصياً أخي الكريم

نصوح
10-09-2003, 02:13 PM
الله يبارك فيك يا ثامر
وما يصير خاطرك إلا طيب إن شاء الله