المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتتساقط الأقنعة [ 4 ] ~ الماضي الجميل ~



طلال
02-09-2003, 12:48 PM
وتتساقط الأقنعة[ 1 ]~باقة زهر~ (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=7290)

وتتساقط الأقنعة[ 2 ] ~ متجر الزهور ~ (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=7319)

وتتساقط الأقنعة[ 3 ] ~ هل عاد بدر ~ (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=7625)

[HR]
الماضي الجميل

http://images.webshots.com/ProThumbs/78/19878_wallpaper280.jpg

كان جالساً يرتب أوراقه حين باغته وجهها البهيّ, واخترقته كلماتها بنبرتها الدافئة حين قالت"لو سمحت... أتستطيع منحي دقائق من وقتك؟"
أجاب بدر بلباقة لا تخلو من المجاملة:"لكِ وقتي كله... إن شئتِ" ولم يكن يعلم بأنها لم تكن مجرد كلمات.
أخذ الدم يغتلي في وجنتيها. قالت بعدما ابتسمت خجلاً:"لقد كنت الوحيد في الفصل الذي كان يعرف نجيب محفوظ..."
قال:"نعم... أعتقد ذلك..."
قالت:"أيمكنك تحديد أفضل أعماله؟"
قال:"لم أقرأ أياً من رواياته..."
قالت بتعجب:"تقرأ روايات؟!"
قال:"نعم, لم لا؟"
لم تجد سوسن ما تقوله, سوى أنها ابتسمت, فابتسم بدر بدوره ثم أضاف:"لا تقولي بأنك لم تقرئي رواية من قبل؟"
قالت بخجل:"لا..."
قال:"مستحيل! إن قراءة الروايات متعة ما بعدها متعة!"
نظرت سوسن إلى ساعتها ثم قالت:"شكراً على دقائقك الثمينة, لكن عليّ حضور محاضرة الآن"
تنصرف عنه, بينما شيعها بنظراته وحدث نفسه:"متى محاضرة اللغة العربية القادمة؟"

في المحاضرة التالية, بعد يومين من سابقتها, كان الأثنان قد وصلا في الوقت نفسه, فأتيحت لهما تبادل نظرات وابتسامات أقرب ما تكون علامات إعجاب أحدهما بالآخر.
ثم جلس كلاً منهما على كرسيين تفصل بينهما مسافة تحاول عبثاً دفع الشكوك الهائمة حولهما, فتكفي ملامح العشق دليلاً على تورطهم في الحب.
كانت سوسن قد قضت المحاضرة في التفكير:"لا ليس الحب... إذا لم يكن الحب فما سر هذا الانجذاب الشديد؟ إني لا أكاد أرى رجلاً سواه. كيف لي أن أحبه بكل هذه السهولة وبهذه السرعة؟! بل إننا لم نتحدث كثيراً..."
كان الدكتور المحاضر قد خرج من الفصل ولم تكن قد أدركت ذلك, لكن باغتها ذاك الرجل الواقف أمامها. كان هو, بدر. سرعان ما تراجعت إلى الخلف لدرجة أن ظهرها التصق بالكرسي, وكادت عينياها تسقطان لشدة جحوظهما. ابتسم لها فعادت السكينة والطمأنينة إليها.
أخرج كتاب متوسط الحجم من بين ما يحمله من كتب, ووضعه أمامها. رفعت نظرها إلى عينيّه مستغربة, فما كان منه إلا أن قال:"إنها رواية لنجيب محفوظ, لم أقرءها فقد ابتعتها أمس لأجلك. سمعت إنها رواية رائعة بحق..."
شعرت بالغبطة, ليس لحصولها على هذا الكتاب ولكن لاهتمامه بها. قرأت عنوان الرواية بصوت مرتفع:"العائش في الحقيقة..." ثم نظرت مجدداً إلى عينيه ثم أخفضت النظر لشدة ما أربكها جمالهما. استجمعت شجاعتها وقالت له:"لن أعتبرها هدية ولكن سأستعيرها منك..." لم يكن لذلك أي علاقة بالكرامة, إنما حتى تجعلها حجة للارتباط به.

"سوسن, ماذا دهاكِ؟ أنتِ لست على ما يرام اليوم.." قالها حامد بتوتر.
استيقظت سوسن من وهم الذكريات مفزوعة, وكم كانت تستمتع باسترجاع تلك الأيام الجميلة حتى أزعجها بتدخله.
قالت سوسن بصوت منخفض يكاد يكون همساً:"لا شيء... مجرد استعادة لأيامٍ قد ولت..."
قال مازحاً:"أياماً من دوني؟"
"وكم كنت سعيدة من دونك..." حدثت نفسها ثم استدركت الأمر :"يا إلهي, ما بالي أعود إلى عهداً قد مضى بحلوه ومره؟"
انزعج حامد من شرودها, فأطفأ التلفاز وقال لها:"أباقة الزهور التي تزعجك؟"
طأطأت رأسها بحسرة.
لمحت سوسن بارق حزن وذنب في عينيه, فقالت له مبتسمة:"لا تهتم, لو لم تكن مرتبطاً بعملك الذي يلتهم جل وقتك لما تهاونت في تحري أمر هذه الباقة.."
أشرق وجه حامد بابتسامة أعادت إلى ذهن سوسن كم هو وسيماً.
"نعم, قد يكون بدر وسيماً, لكن لا يقل حامد وسامة عنه..." هذا حدثت نفسها, فغمرها الرضا مجدداً.
***


كعادتي بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم...
لكم مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,

ملكة البحار
03-09-2003, 03:46 PM
مساء الورد ....

طلال قرأت الجزء3 & 4 لكني استمتعت في الرابع أكثر
.
.
أنتظر البقية ...

طلال
04-09-2003, 11:53 AM
شكراً أختي الكريم "ملكة البحار" على تكرمك بقراءة الجزئين وقيامك بالرد, ولكم أسعدني حضورك -اشتقت له كثيراً-...

صحيح, الجزء الثالث كان به برود أحداث, وتسليط على الحياة التي تعيشها سوسن أكثر من تسليط القصة على الأحداث وتتابعها...


لكِ مني جزيل الشكر, وازكى تحية,,