المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبنـــاؤنـــــا يحملـــــون أخطـــــاؤنــــا



ابوفهد
18-08-2003, 12:36 AM
مع خالص التحية والتقدير

مقال رائع جداا ومهم اعجبني واحببت ان تعم فائدة كتابته

فاحضرته اليكم احبتي الدررين لعل يكون في عرضه خيراً للجميع ....

كثيراً ما نقع في أخطاء خطيرة ، نعتبرها بسيطة ونغض الأبصار عن نتائجها ، وما يزيد خطورة هذه الأخطاء ، أنها تحدث على مسرح الحياة اليومية ، وجمهور هذا العرض الكبير أبناؤنا .. فلذات أكبادنا .. لنرى تقييم أخطائنا في سلوكيات أطفالنا ، فتضيق بنا الدنيا ، لنثور ونشعل الحرائق الدائمة في بيوتنا ، ونخسر كل الآمال والأحلام بتحقيق أسرة مترابطة متعاونة ملتحمة ، يؤدي كل فرد منها دوره بإتقان في الحياة .

يستمتع الأب باللحظات التي يتجرع بها دخان السيجارة ، ليعرض مسرحية التدخين على ابنه الصغير ، ويعيد التاريخ نفسه ليكن بطل المسرحية الابن الذي يأخذ دور والده ، ويتجرع أخطاء أبيه ، فيبدأ صراع الأب والابن عن مضار التدخين .

تخرج متبرجة مع ابنتها ، تتناثر خصلات شعرها على جبينها ، وألوان الطيف على وجهها تنافس بها عارضات الأزياء ، ويعيد التاريخ نفسه ، لترى تمرد ابنتها على الحجاب ولباس الستر ، وتدخل معها صراع لا نهاية له .

يسابق الريح ، عندما يقود الأب سيارته وابنه معه ، فما زال طيش الشباب بأعماقه ، ويعيد التاريخ نفسه ، ليرى ابنه مصاب بجروح وكسور من جراء حادث تعرض له بسبب سرعته الجنونية .

تشكو زوجها لصديقتها أمام ابنتها ، وتفشي أسرار بيتها ، وتعرض مساوئ الأب القدوة لأبنائه ، تظهر عيوبه وسلبياته ، ويعيد التاريخ نفسه ، لتشهد طلاق ابنتها بعد عدة شهور من زواجها بسبب إفشاء أسرار زوجها على الملأ .

يتعارك مع الآخرين ، وهو بصحبة ابنه ، يتلفظ بألفاظ بذيئة لا تليق بأب ومربي أجيال ، ويعيد التاريخ نفسه ، وتأتيه شكوى من مدرسة ابنه ، بأنه اعتدى لفظياً على زملائه بكلمات تصعق الأب ليلقي اللوم على المحيطين به من خارج البيت .

تخيط فساتينها عند أمهر المصممين ، يتداين زوجها من أجل فستان سهرة ، وتزيد ديونه بزيادة عدد بناته ، مبالغ كبرى تصرف في عمليات التزيين ، والحياة المرفهة الوهمية التي تعيشها مع بناتها ، ويعيد التاريخ نفسه لتصبح تلك الفتاة مسرفة غير مبالية بالأموال الطائلة التي تهدر في أشياء لا معنى لها .

يتفاعل مع مسلسل تلفازي ، يتابعه مع ابنه ، ومنادي الصلاة يجهر بصوته ، ليصم أذنه ، فيضع سدادات محكمة في أذنيه كي لا يستمع لنداء عبادة الله إلى أن ينتهي من مشاهدة المسلسل ، ويعيد التاريخ نفسه ، ويصرخ على ابنه الذي يرفض الصلاة وبشدة ، ليقيم الابن تماريناً رياضية سريعة يدّعي بأنها عبادة ، ليطير بعدها فوراً إلى الكمبيوتر والإنترنت .

تقطع علاقتها بأهل زوجها ، لخلاف بينها وبينهم ، تذمهم ، وتحرّض بناتها عليهم ، ليصلوا إلى حد الكره ، ويعيد التاريخ نفسه ، وتتزوج الابنة لتقطع علاقتها بوالديها ، ولا حتى تكلف نفسها برفع سماعة الهاتف للسؤال عنهما .

يتصل به صديقه هاتفياً ، ليجيب ابنه ، فيُعلم والده ، ليهمس في أذن ابنه " قل له بأني غير موجود " وما على الابن إلا التنفيذ والطاعة ، ويعيد التاريخ نفسه ، ليجد ابنه معلماً في فنون الكذب والخداع ، يوزّع افتراءات وادعاءات واهية .

وغيرها الكثير من المواقف المروعة التي نتغاضى عنها ، لتتحول إلى كارثة نفتقد لمفتاح حلها وإزاحتها عن طريق حياتنا ، مع أن المفتاح معقود في أعناقنا ، ولكن تغافلت أعيننا عن رؤيته ، وتثاقلت الأيدي عن فك عقدته .

والحمدلله رب العالمين ..
بقلم / هدى الجناحي


جزاك الله كل خير اختي هدى على هذا الطرح الرائع وجعله في موازين حسناتك .

الشهد
19-08-2003, 01:22 AM
جزاك الله خيرا لتميز هذا النقل ..

هو الواقع فعلا ...

.
.

دمت بخير وطاعة