المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل بقى بالجسد موضعاً لطعنة؟



طلال
07-08-2003, 11:52 PM
قد يكون العنوان عاطفياً بشدة, رومانسياً إن شئتم, أو حتى عنوان لملحمة أوبرا!
إلا أنه بالنسبة لواقعنا, شديد الواقعية!
أنا لست بصدد التحدث عن جرح ما بحد ذاته,لأن جسد أمتنا يحمل من الجراح في كل موضع... لدرجة إننا نتساءل, هل بات هناك موضعاً لطعنة أخرى؟
ربما هو موضوع لطرح أسئلة, أسئلة قد تراود هذا أو ذاك, أسئلة قد لا نجد لها إجابة, وقد لا تزيد الجروح سوى عمقاً, تلك التي غارت حتى مست الذات... حتى لم نعد نشعر بها!
الآن بوسعنا أن نشاهد بيتاً بغزة يهدم, أو طفلاً بالخليل يعتقل, أو شاباً ببيت لحم يقتل, أو قائداً برام الله يحبس, كأننا نشاهد فيلماً سينمائياً, وتعودناها, كالجرائد التي نطالعها كل صباح, والقهوة التي نحتسيها حين تحتسينا الشمس.
تعودنا الجرح, لدرجة إننا, لا نطمع في شفاءها إنما, ألا تصيبنا المزيد من الخناجر, بل لم نقف عند هذا الحد فقط, بل حتى كرامتنا التي كنا نفاخر بها, والمقاومة والثورة التي نمجدها, أصبحت ضرباً من الجنون التي نعتذر عن إيماننا بها, و"نستغفر" عن حتى كلمة حق نتفوه بها. بل بلغ الخزي بنا وبلغ العار, لدرجة إننا ما عدنا نتوجه إلى الكعبة في صلاتنا فقط, بل أصبحنا نناجي البيت الأبيض, وأضحينا نركع عند عتباته!

لكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟
هل نزيد من نبرات بكائنا, أم نكثر من قطرات دموعنا؟
ألا نزال نبكي؟ أما ما يربض في صدرنا تحجر؟
هل نقاطع المنتجات الأميركية؟ من منا لا يزال على عهده؟

وها هو العراق, منه أتتنا أنشودة المطر, أما اليوم فالأمطار تنهمر بكثرة
"مطر....
مطر....
مطر..."
لكن من دم, حتى الفرات لم يعد فراتاً, إنما لوثته أنهار الدماء... وآه على دجلة!
كم كنا نضحك على كل من قال:"سيلاقي الأمريكان مصير المغول"
فكنا نقول, ما لهم وما المغول, هؤلاء أتوا ليحررونا من حكم الطاغية!
وها هم مغول العصر, المهلكة المتحدة والويلات المتحدة, دمروا أرث العراق الغني, اغتالوا شبابه ونساءه وشيوخه وأحلامه... أما حريته فمثلوا بها يعدما اغتصبوها أبشع إغتصاب!
بل لم يكفيهك ذلك, بل أرادوا توطيداً رسمياً من الأمم المتحدة على جرائمهم, وكان لهم ذلك...

ألا نزال متمسكين بأممنا المتحدة؟
ألا تتعدى كونها رقعة يتحكم فيها "نادي الكبار" بما يتواجد عليها من "صغار"؟؟؟
ألا تتعدى كونها سوق "نخاسة"؟؟
ونحن, ألا نتعدى كوننا خرافاً, يخاف علينا لو خرجنا إلى العالم ضعنا, فالراعي يخاف علينا من الضياع!

سيدي الراعي, لا نريد منك أن تستورد لنا الديموقراطية, ولسنا بحاجة إلى استيراد دورات تدريب في الحرية واحترام الرأي, نحن لا نريد منك أن تضع يدك بيدنا, نحن لا نتمنى من عصاك أن تضيع, ولكنا نتمنى منها أن تضربنا حين نستحق ذلك, ولا نتمنى منك سوى أن تحمينا وتحمي سائر أخواننا "الخراف", فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته!

هل بات بجسدنا موضعاً لضربة, لقضمة, لجرح أو لطعنة؟
هل تتالت علينا الضربات, حتى جننا, ولا عدنا نميز سمائنا عن أرضنا, ولا صديقنا عن عدونا؟

عذراً,
ربما نفثت على جرحنا قليلاً,
ربما آلمتكم كثيراً,
لكن خيراً لنا أن نتألم كأخواننا, من أن نموت في ملذاتنا,
وخيراً لنا من أن نسى جسدت أمتنا الذي لم يعد به موضعاً لطعنة!

الشهد
09-08-2003, 02:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

.
.


يا رعاك الله .. عن الجراح تتحدث!!

هل تذكر نظرية الإلغاء بالتعود !!

يبدو أن الألم ألغي من قاموس جراحنا بعد أن تعودناها ..

فكثرت الطعنات وفقدنا الإحساس .. بل الحقيقية تعمقنا في الألم لدرجة التلذذ به وطلب الاستزادة ...

..وأصبح الفرح يبكينا ...

بل نهرب منه لأنا أدمنا ألم الطعن والجرح ..




.
.


بارك الله فيك ..

قلم جديد وصادق .. حفظك الله



دمت بخير وطاعة