المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في البحث عن خطأ



رقية كنعان
31-07-2003, 12:49 PM
لا حظ عندي في الحياة ، أو فلنقل ببساطة أني أركله بنفسي من حيث أشترط أن يرتبط بخياراتي التي كثيرا ما عرفت مسبقا أنها خاسرة آملة أن أخلق معجزة تليق بي ، ولا ينقصني الغرور لأدعي أني قادرة على صنع المعجزات رغم فشلي الذريع في تحقيق أي نجاح يتناسب مع مواهبي التي يتحدثون عنها بإعجاب ظاهر أو مستتر لا يخلو من حسد دون أن أراها !


لا أنكر أن عنادي ذاك كان يغذي حياتي الباهتة ويمنحني لذة العشق والعطاء متعتي الوحيدة في هذه الحياة ، حيث نلت بعضا من النجاح في كل شأن آخر فصرت عازفة عن التمتع بكل جديد وصار النجاح مجرد خطوة أخرى لإثبات الذات أو الندية خالية من كل روح وفرح ، الندية ذلك المرض الخبيث الذي أصبت به منذ الصغر فساهم في تمييزي كما يزعمون ، وتبا له من تمييز !


وحده العشق يا هناء كان لعبة غير مضمونة ،ولهذا وحده صار التحدي والمحور للسباحة ضد مدارات الذات ، ومهما نجحنا لا طعم للنجاح ما لم نهديه مع قبلة لمن نحب .. وحده العشق من لا يكون دون "آخر" أو "جحيم" .

ولقد عشقت ..

آه أنت تعرفين القصة فلماذا أشغلك بهذه التفاصيل التافهة سأقفز خطوة إلى أمام فتابعيني أو اتبعيني كما فعلت دائما .


ها هو يهين أنوثتي ويصفعني بالإهمال، يطلب مني الزواج بوقاحة كدت فيها أن ألطمه على وجهه !

لقد طلب مني القبول بأن أكون زوجة ثانية بعد أن يتزوج ابنة عمه حسب ما ارتأت تعليمات عشيرته !

لا تدهشي مني يا هناء إذ أصفه بالوقاحة ولا تظني أني أناقض نفسي ، أنا لا أقيد الحب بأوراق وحبر، بل إني أظن أنه لو حدث و عشقت رجلا متزوجا فما كنت لأتراجع أو أتردد وسأتفهم ظروفه لمساعدته على خداع تلك الأخرى ما دام الحب يسيرني ويهديني متعة الحياة .. لا تحدثيني عن الأخلاق والواجب هنا ، فالأنانية بنت الحب ووحده الحب من يغير المسلم والثابت فينا .. ووحده لا يكفي رغم أنه كل شيء !


لقد أدرت له كتفي ومضيت وهو يحاول إقناعي بأنه مضطر للزواج منها ليتمكن من الزواج بي لاحقا ، أتدرين ، شعرت وكأنه تزوج علي فعلا ، فموقفي هو موقف الزوجة الأولى تماما حتى وإن كنت الثانية تسلسلا على الورق .


كبريائي لا يحتمل هذا ، فإن تطعن أنوثتي فكل فاتنات العالم تعرضن لهذا الموقف وإن أخفين ذلك حفاظا على "برستيج الأنوثة" ما لم تفضحه حوادث أخرى كحادثة زليخة وهي تهب نفسها لمن رفضها بتعفف رباني .
الأمر ليس مرتبطا بالكبرياء وحده ولطالما تحملت حماقاته وتحمل نزقي فما عاد للكبرياء بيننا من هيبة ، ولكن الطعنة هنا في تصميمي على خلق المعجزة ، في ذاتي . يحبني ؟! عليه أن يصرخ " لا " في وجه والده ومجتمعه .. عليه أن يكون نفسه ولو أظهر بعض العقوق !!


العقوق ، تماما هذه هي الكلمة !


وإن لم يكن فعليه أن ينسحب دون أن يجرني إلى تلك الإرادة الغبية ولو باسم العشق ، فلن أرضخ تحت عباءة من الغباء لأن العشق والغباء لا يجتمعان يا هناء ، لا يجتمعان !


آه ما أغبى كتابنا وكاتباتنا وهم يتحدثون عن رضوخ المرأة للرجل في مجتمعاتنا ويغضون النظر عن رضوخ الرجل لأبيه ، هل كان الكوني من قال : نحن نحب الأمهات ولكننا نعبد الآباء !
إنه لكاتب رائع ، اقرئيه يا هناء ودعك من الركض وراء مترجمات أهل النوبل و النابالم .

أنا لا أستهين بما نتعرض له كنساء من حصرنا في زاوية الجسد والجغرافيا، فأنت تعرفين بأنه لو كانت تنورتي أقصر مع فتحة بلوز أوسع لكنت نلت وظيفة مرموقة لأقدم صورة حضارية عن البلد , وآه يا بلد !
ساعديني على التركيز يا هناء وقولي أنك تفهمينني تماما لأختصر من هذري وثرثرتي عن كل شيء ، تبا لك من صامتة سعيدة !


أتدرين ، فكرت في عقاب مناسب ولكني استسخفت نفسي فلم يفعل شيئا يعاقب عليه، كل ما هنالك أنه لا يفعل شيئا وهذه بعرف العدالة والقانون لا توجب العقاب ، ثم إني للحظات فكرت أن أخون، ولكن الفكرة بدت أحقر من تناولها، فأنا امرأة الخيار الواحد !


آه كم نخطئ عندما نعمل عكس ما نريد إرضاء أو انتقاما لأحد ، هنا فقط تتحول حياتنا وتتخذ منحى مأساويا باهت الألوان .. نشتري وهما جميلا بقليل من التنازلات ، ولقد وقعت في هذا الخطأ ، عندما كنت مستعدة لإرضاء نزواته كلها حتى دون متعة مني أو اقتناع لأكون جزءا من عالمه، عشقت ما يعشق يا هناء، وقرأت حتى ما يقرأ : من سارتر إلى جاك برفير إلى أمين صالح وفاروق جودة وغيرهم وغيرهم ، وتمثلت نفسي في أحضانه كعاشقة مهووسة دائمة الاستثارة ضد البلادة والرتابة ، تعلمت مبادئ الإغراء على يديه ورقصت يا هناء كأغنية ساحرة بين شفتيه وهو يرزح تحت قيد القبيلة ، لأكتشف بأني أكثر تحررا منه ؟!

أتعلمين ذلك ؟

وإن كان لا يعترف لي بهذا ويحيل الحوار إلى غمزات جنسية في التحرر المشترك كعادتهم أجمعين يسكتون المرأة بقبلة على الشفتين فيصيبون عصفورين بحجر كما قال لي ممازحا بعد عبور عاصفة من حوار ، أعرف أنه يحبني و يشتهيني بشدة ولن يتخلى عن ملكيته لي ، أعرف هذا والله إني حتى هذه اللحظة لا أرى غيره رجلا لأنه بدوره "رجلي".


ولكني سأقصيه يا هناء ، الليلة سأرتكب خطأ يليق بمثاليتي ، وحدها من يجب أن يطعن لأتخلص منه ، سأواعد زوجك المراهق وسأغريه حتى يتشقق من اللهفة ويظن أني وقعت ثم سأصفعه وأدير له ظهري ، سأمتطيه لغايتي وأترك له أحلام امتطاء الريح ، ولا تغضبي يا صديقتي ، أنا أعالج نفسي من جنوني ، وأقسم بأني على عهدي ، لست من ربات المجون .


بالتأكيد لن أرتكب حماقة أن أرسل لك هذه الرسالة لئلا أنتزعك من سعادتك الجميلة ، وأعرف بأنك ستبكين معي غدا على انتهاء علاقتي بحبيبي وستواسيني ونقرأ من جديد عن حب يكتبنا معجزات ولا يأتي !

عبدالله البقالي
31-07-2003, 01:33 PM
شئ مفرح جدا ان تتواجد بين ظهرانينا قاصة من حجم رقية كنعان . وكونها هنا فذلك يعنين ان التحليق نحو الافضل سيشتد . وان المناظير التي تحاول التقاط الاشياء وهي في كنهها الخالص ستصير اكثر دقة وان الصورة ستصير اكثر ضخامة لتجلي كل لبس .
مرحبا برقية واهلا وسهلا بك في رحاب الابداع وفي موقع الدرر .

ابوفهد
31-07-2003, 02:30 PM
يسعد الله ايامك بالخيرات اختي العزيزة رقية

كم اسعدني تواجدك وتشريفك منتديات الدرر بالتسجيل بها

من الاعماق ارجو الله ان يسعدك كما اسعدنا تواجدك معنا

فقط احببت الترحيب بك هنا وقد يكون لي عودة للرد على القصة

لانني مشرف عام متجول حاليا :D

وان كنت لست مؤهلا للرد على من هى كاتبة كبيرة مثلك

انما اعجبتني القصة

خاصة وان بها زواج من اخرى :D

ارق تحية ابعثها اليك

عابده لله
31-07-2003, 03:34 PM
.


.


نعم الغباء....... وكما ذكرت

العشق والغباء لا يجتمعان سيدتي...

ومن منا ترضى بإسم الحب أن تعيش الغباء ..

إن كانت من ذويهم .. فأجدى بها أن تنزوي

في ركن بعيد .. هناك قرب مزهريةٍ صماء

لا تملك من أمرها شيئا..........

وإمتثالنا لرغباتهم عزيزتي ( بإسم الحب والوفاء)

ما هو الإ جزء من هذا الغباء........

وأعتقد بأنك أدركت ... وأنا أدركت ....

بأنه لا علاقة للحب بهؤلاء......


لا أملك من أمري شيئأ سوى إعجابي

الشديد ...... وتطوع نفسي لفهمك ومساندتك

وربما مساعدتك على الثرثرة قليلا .... لتخطي

ازمة إنتهاء علاقتك بحبيبك ........ لأننا وبكل

بساطة ...... نجتمع على طريق ٍ واحد.. قتقبليني

سيدتي ..... ولن تندمي .

ودمت بألف خير..


**********

رقية كنعان
01-08-2003, 02:06 PM
البقالي
شكرا لطيب ترحيبك الذي أخجلني ، دمت أستاذا و "درة" أفخر بها

ابوفهد
أهلا بك شكرا لطيب ترحيبك ، تقبل مني تحية خالصة مع مزيج من التقدير

عابده لله
راق لي تعاطفك التام مع الشخصية في القصة ، هي نوع من الثورة الصغيرة على ارتباكات العصر ومحاولة لفهم العلاقة بالآخر


دمتم بخير

أرسطوالعرب
02-08-2003, 09:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تحية وترحيب للفاضلة رقية كنعان

ولا أزيد في الترحيب عما قاله لك أبي البقالي......وأرجو أن تتقبلي شرف وجودي في عملك هذا...

وحقاً أريد أن أسألك....

طريقة السرد من جانب وجهة نظر واحدة _ وهي التي لك _
وأيضاً خلو النص من أي حوار أو شخصيات متحاورة أيتم اعتبار هذا النص قصة كما ذكرت في تعقيبك على عابدة الله بقولك ((راق لي تعاطفك التام مع الشخصية في القصة ))
أم يُعتبر عملك هذا ( حكاية )....(رسالة)...

بانتظارك سيدتي الفاضلة

---------
إن التعامل مع معطيات الذات بغض النظر عن المحيط هو قمة السيادة على الذات
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628

رقية كنعان
02-08-2003, 10:58 AM
ثامر الحربي


وعليكم السلام

شكرا لترحيبك ،،، نعم هي قصة ، كما أن وجهة النظر تأتي على لسان الشخصية/الراوي وليس على لساني !!

الحدث والشخصيات بل والحوار موجود لقارئ متمعن وإن ضمن ذلك في رسالة وبما أننا هنا في منتدى النقد ، فهي فرصة للنقاد بأن يدلوا بآرائهم فيها بدل أن تنتظر الجواب مني !!

وعموما لن أشغل نفسي وأشغلك بالتصنيف ، هذا يأتي على هامش أولوياتي ، المهم أن تصلك القصة وتتفاعل معها كقارئ !

دمت بخير

رقية كنعان
02-08-2003, 11:06 AM
بقي أن أشير إلى هذه

بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

في الحقيقة لم أعجب من اللبس الذي يحصل بين الكاتب والشخصية واللبس بين القصة والخاطرة الذي يحدث دائما لدى بعض القراء ولكني عندما قرأت تلك العبارة ونظرت إلى مسماك ومن ضمنه مشرف النقد ، حق لي التساؤل ،،، ما معنى وجود هذه الآية هنا ؟

أنا من تنتظرك هذه المرة لأرى ما لديك ؟!

ملاحظة وتعديل :

عذرا للأخ ثامر على بعض الحماس ، إذ لم أكن قد قرأت له بما يكفي لأعرف أنه يصدر ردوده بهذه العبارة

أرسطوالعرب
02-08-2003, 12:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الفاضلة.....رقية كنعان....

أعتذر عن الصورة التي جعلتك تتصوريني بهذا الشكل....

فأنا معك...ومن ضمن عملك....ولست مضاد لك...

وحاشا أن أكون صاحب غمز ولمز فأنا طالب علم ولا أملك الجرأة في أن أكون مضاد لك أو لكبار الكتاب.....مدارسي...

وما كان سؤالي إلا لأتعلم منك فربما حدود معرفتي الجهل في مضمون السؤال....؟ <=== ألم تلمحي ذلك في سؤالي؟

أكرر إعتذاري سيدتي الفاضلة....فكُنت أطمع لبعض الإسترسال ولكن الإسترسال على هامش أولوياتك....:SMIL:

أما سؤالك عن الآية...

فقد اعتدت الإستفتاح بها....فخير ما أبدأ به قولي تلك الآية
وخير ما أختم به قولي الشعر المُذيل في توقيعي

وما من كاتب إلا سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبـت يـداه
فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه


فأكون بذلك حددت الإطار المسموح به لنزف قلمي....
وصدقاً لم أستطع تطويع قلمي إلا بإستعانتي بالله عز وجل ثم هذه الآية وذاك الشعر

هذا كُل شيء.........فهل هُناك ملاحظة حول ذلك تفيديني بها سيدتي؟

ملاحظة.....
الآية والديباجة التي تلبسها ردودي ومواضيعي عامة ولم أخصصها لنصك لغرض ما
بل إنها عامة....عامة..

أشكرك....وأتمنى أن تشملني شخصيتك.....لأخصص لنفسي مقعداً كطالب علمٍ وليس أحمق....كما تخيلتني سيدتي:SMIL:

أرسطوالعرب........مشرف درة الصالون الأدبي ومشرف درة النقد الأدبي

الشمس
02-08-2003, 01:34 PM
أهلا بكِ معنا ':
...
القصة هي في أصلها حكاية محبوكة السرد\العرض .

في قصة رقية لم يكن السرد المباشر هو الأسلوب المستخدم، بل إن الكاتبة قدمت لنا النص بطريقة الرسائل .. وهذه الطريقة:
" تتيح للكاتب التعبير عن أحاسيس الشخصيات بحرية وانطلاق، كما أنها تساعد على الإرهاص والتنبؤ بالمصائب قبل وقوعها، وبالنتائج قبل تكشفها" د.محمد نجم..

في هذا النص نجد:
جواباً على ماذا حدث؟
وآخر عن من فعل هذا؟
وثالث عن كيف حدث هذا؟
وأيضاً وجدنا لحظة التنوير وهو قرار الشخصية في نهاية النص .
بقي الزمان والمكان وغالباً ما يتحرر الكاتب من أحد هذه العناصر أو أكثر ولا يؤثر في بنية النص القصصي.

وجهة النظر يا أرسطو هي الطريقة التي تروى بها القصة، أي وسيلة إدراك المتلقي للقصة، والكاتبة هنا كتبت القصة بضمير المخاطب، وهنا الراوي لا يستطيع أن يحدثنا بما في أذهان الآخرين، وليس أمامه إلا التخمين والتوقع لما يشعرون به، لذلك لا يمكن الجزم بما يقول..

كما أنه لا يجوز الخلط بين الراوي والكاتب فهما شخصيتان منفصلتان.

ويبقى الحوار أسلوب قد يستخدم وقد لا يستخدم.

....


أتعرفين يا رقية، انتابني الارتباك هنا :
"ولكني سأقصيه يا هناء ، الليلة سأرتكب خطأ يليق بمثاليتي ، وحدها من يجب أن يطعن لأتخلص منه ، سأواعد زوجك المراهق وسأغريه حتى يتشقق من اللهفة ويظن أني وقعت ثم سأصفعه وأدير له ظهري "

من هو زوجها المراهق، هل كانت تحب زوج صديقتها"ابنة عمه"؟

أم أنها أرادت أن تنتقم من زوج صديقتها باسم الرجال جميعاً!

..

كانت تداعيات البوح جميلة، إلا أني لاحظت بعض الإسهاب في مواضع قد تصيب بالملل أم أنني لست في مزاج جيد للقراءة ..

تقبلي مني هذا الرأي
وكوني بخير

عبدالله البقالي
02-08-2003, 04:10 PM
ما هو معروف هو ان الخطأ فعل ناتج عن جهل ، وهو يحدث ضدا على رغبة مرتكبه ، وهو يصنف بكونه فعل مذموم، و المجتمع بأنظمته المختلفة هو الذي يحدد ما الذي يمكن اعتباره خطأ و ما الذي يعتبر صوابا . وكل ذلك من أجل استمرار قيم ومثل مختلفة متنوعة هذا الى جانب ما يتعلف بالمعرفة ، و نبذ ومحاصرة اخرى . و هو لذلك سن قوانين و أسس سلوكات من اجل التعامل مع موضوع الخطا و الصواب . فالصواب لا يعني سوى تشرب قيم ومثل المجتمع التي تؤخذ كمسلمات . ولهذا فهو قذ خلق حوافز ودوافع تدفع الاخرين في اتجاه ما يعتبر صوابا ك الاستحسان و الاشادة و التنويه ، في حين سلك اسلوبا اخر مع من يخطئ كالتأنيب و التوبيخ و العقاب و النبذ و حتى الحرمان من الحرية . و النتيجة بطبيعة الحال تختلف حسب نوع الخطا و ابعاده . لكن الخطا هنا في هذا النص مختلف عن ما يعرف به الخطا ، اذ هو فعل لم ينطلق من حهالة او عدم الدراية ن بل يستند الى وعي وقناعة و تبصر .الخطا في هذا النص شأنه شأن مفاهيم كثيرة اسقطها البحث عن الندية وتبعثرت معانيها . فالزواج و العقد و الاحلاق و الحقوق وغيرها من المفهيم كانت كصفحات عكست الوان ضياء او لهيب منبعث من حرق حاول ان يتلف كل الاحداثيات و الخرائط القديمة من اجل وضع اخرى تقرأ بمفاتيح جديدة .و لأن شخصة حدث النص كانت تناضل في جبهة عريضة لوحدها ضد رواسب الدهور ففرص الكسب كانت ضئيلة لدرجة تقترب من الاستحالة . ومن ثم فالحظ كان يجب ان يكون حظا مضاعفا في نفسه ، اي انه حظ اولا ، ثم ان يكون حظا داخل ذاته بأن يتناسب مع جوهر تفكير شخصية الحدث . وهذا يعني كما هو واضح في النص ان التعامل معها لا يتم على اساس انها انثى بل ككيان لا يختلف في شئ عن الجنس الاخر . وهذا ما جعل تلك الشخصية محاصرة داخل زاوية حادة جدا .
العقوق هو شئ اكبر من الخطأ . انه تمرد اخلاقي بالدرجة الاولى وهو مزجه ضد من يدين له الانسان بالوجود . وكون الانسان ان يسلك هذا المسار فهذا يعني ان الاسرة و العائلة و القبيلة و العشيرة ما عاد لها سلطة على هذا الكائن المتمرد وبالتالي صار خارج اعرافها وثقافتها . وهذا ما تطلبه شخصية النص وما يؤهل الاخر للاعتراف بالتساوي في العلاقة . لكن الاخر لا يستطيع البعد عن ثقافة العشيرة وهو مستسلم و رضي بأن يكون نسخة اخرى من نموذج لانسان عاش في نفس الاجواء منذ مئات السنين . وهنا يبدا البجث عن الخطا .
الخطا في النص اسم نكرة ، ومعنى ذلك انه غير محدد المعالم .لكن مجاله محدد . انه يقع حتما فيعملية البحث عن الندية تتحول اذن الى عملية تعرية عميقة و تشريح يظهر ان الاشخاص في هذا النص ل يعبرون الا عن الصورة النهائية لمسار حمولة امتدت عميقا في الزمن حتى وان بدا المظهر الخارجي مخالفا لذلك . ولذلك هي شخصيات موصوفة بالانفصام و الاغتراب عن ذاتها في حين بدت الشخصية الرئيسية منقطعة الصلة مع تلك الجذور ومن هنا اختلفت تعاريفها للمفاهيم . وان كانت هذه الشخصية قد نجحت في منطقة كل شئ الا ان عامل التوتر سيأتبي من الجانب الذي لا يمكن اخضاعه للعقل وهو عاطفتها . وهي النقطة التي شكلت العقدة او المحك داخل عملية مد وجزر .فكون كل واحد من طرفي العلاقة ينتمي لثقافة مختلفة متضادة ومتصارعة صار الامر يقتضي ان يجتاح الواحد الاخر بحثا عن انسجام مفقود . من هنا يأتي ذلك الاصرار على خلق المعجزة زان يتم عبور الطرف الاخر اليها عبر جسر وحيد . وهذا الجسر لم يكن يعني سوى ان يقطع الطرف الاخر صلته بفكر العشيرة و بالتالي كان الجسر هو العقوق .
المنطقة العازلة بين ثقافة العشيرة و خيارات شخصية النص التي تبدو منعزلة . و البحث ينتهي الى خلاصة تعبر ضمنيا عن وجوب تاسيس ما يشبه ثقافة عشيرة جديدة التي ستبدأ بتفجير هناء "هناء" و اخراجها من جو الامتثال و الخنوع و المساكنة .

نص قصصي رائع وعميق . مكتمل الشروط ومستوفي لكل العناصر ]

رقية كنعان
03-08-2003, 09:26 AM
ثامر بن عابد المغذوي

وعليكم السلام

من لا يعرفك يجهلك ، هذه قناعتي ، سبقتك واعتذرت عن حماسي فلم أقرأ لك ما يكفي لأكون صورة ، بل وبكل صدق لم أقرأ لك ..

أنا من النوع الذي لا يحب الدرس ، سواء طالية أو أستاذة فلا أسعى لتعليم أو تعلم ، ولكن نتعلم من بعضنا البعض ونزداد سعة أفق بتبادل الآراء و الحوار والتفاعل الراقي مع بعضنا البعض وهذا ما أطمح له هنا وظني أني سألاقيه .

دمت بخير

رقية كنعان
03-08-2003, 09:36 AM
الشمس

شكرا على مداخلتك الجميلة فعلا

أركان القصة تختلف عن تقنياتها ، و للقاص أن يستخدم أيا من التقنيات التي يريد ويسقط ما لا يوافقه أو ما لا يوافق النص ، مثال الزمان والمكان هنا ، الزمان محصور بوقت كتابة رسالة وبحدث سيقدم عليه الليلة ، فأي إضافة في تحديده بيوم أو سنة مثلا ؟

والمكان لا يفرق كثيرا ،،، بل أن تحديده قد يقيد الدلالة وظني أنها تلامس كل قارئ للعربية

أما عما أرتبكت منه ، فزوج هناء ليس إلا وسيلة للخطأ، تم اختياره لأنه "مراهق" ولا مجال للعاطفة هنا ، هي لا تسعى لانتقام لا من زوج صديقتها ولا حتى من الرجال ، ولكنها تسعى للبحث عن خطأ يبرر لها التخلص من مثالية تمسكها بحبيبها المقيد بألف قيد رغم كل ثقافته

هل كنت أوضح ؟

دمت بخير

رقية كنعان
03-08-2003, 02:32 PM
البقالي

هل تأخرت عليك ؟ أنا فقط أحتفي بقرائتك بطريقتي وسأعود

رقية كنعان
04-08-2003, 09:45 AM
البقالي

بداية ،، أردت العودة لك وأنا أكثر أناقة لأتناسب مع تألقك في قرائتي ، إلا أني أعود لحقيقة واحدة آمنت بها منذ زمن أن البساطة والعفوية هي الأناقة ولهذا أعقب على قرائتك الجميلة بعفويتي التامة

تدهشني يا سيدي الكريم وأنت تنطلق من فلسفة الخطأ في قرائتك بعكس ما حاول البعض عبر ردود الأفعال الكثيرة التي حظي بها النص في أماكن شتى من حصر الموضوع في الأنوثة والذكورة أو حتى مفهوم العشق كمنطلق ، هنا ازددت اقتناعا أن العنوان كان ناجحا بغض النظر عن عدم شاعريته أو قصصيته و الاعتراضات عليه ، مفردات العقوق والندية تحمل روح النص على أجنحتها ولقد حلقت بنصي إلى فضاء آخر بكل ما أوليته من اهتمام وتشكرك شخصية النص أن عاملتها ككيان مستقل ولم تحشرها في إطار الجسد كما يفعل مدراء الأعمال في كل بلادنا المحافظة عندما يتعلق الأمر بتقديم صورة عن البلد للآخر الاجنبي

العشق ربما كان غاية الشخصية ثم في مرحلة لاحقة كان الخطأ وسيلتها في القصة ، إلا أن الأمر معكوس للكاتبة فقد كان العشق وسيلة والخطأ غاية للوصول إلى فضاء جديد !

سأعيد تكرار الفقرة الأخيرة عرفانا وفخرا ، ولكني سأشفق أيضا على هناء "هناء"

الخطا في النص اسم نكرة ، ومعنى ذلك انه غير محدد المعالم لكنه يوجد في المنطقة العازلة بين ثقافة العشيرة و خيارات شخصية النص التي تبدو منعزلة . و البحث ينتهي الى خلاصة تعبر ضمنيا عن وجوب تأسيس ما يشبه ثقافة عشيرة جديدة التي ستبدأ بتفجير هناء "هناء" و اخراجها من جو الامتثال و الخنوع و المساكنة

ممتنة لك وسعيدة بقرائتك الاحترافية التي سأحتفظ بها بين أوراقي رغم تكاسلي حتى عن أرشفة ما كتبت أنا ذاتي ،،، دمت أستاذا

رانيا مامون
04-08-2003, 06:02 PM
الأستاذة رقية

قبل البدء؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
مرحباً بك فى هذا الفضاء .... ومسرورة بتواجدك هنا
دخلت لأرحب وبإذنه تعالى لى عودة .. حتى ذاك ، كونى بخير

غارى
04-08-2003, 08:33 PM
بالطبع هى ليست قصة .. لكنها وبكل المقاييس خاطرة ..

لى عودة للنص بإذن الله


ولك كل الأمنيات الطيبة

رقية كنعان
04-08-2003, 09:51 PM
رانيا مامون

شكرا لترحيبك وسانتظر قرائتك ، مع الود و خالص التحايا


غارى
بل هي قصة حتما ولكن ستسعدني عودتك لإلقاء مزيد من الضوء على وجهة نظرك
دمت بخير