المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المذيعات يشتكين من الاتصالات غير اللبقة!!



محمد المحيا
23-07-2003, 05:09 PM
تستقبل المكالمة في برنامج مباشر في بعض الأحيان تبدأ بضحكات مكتومة يعقبها حديث متردد يتخلله ضحكات متفلته قسراً ويبدأ بعد ذلك التهكم وتوجيه كلمات غير مؤدبة إلى المذيع او الضيف.
في احيان اخرى، يكون المتصل في منتهى الذرابة والهدوء إلا انه بعد ثوان قليلة تنقلب نبرة صوته إلى نبرة حادة شرسة تكيل شتائم لم يكن احد يتوقعها قبل لحظات قليلة.
وفي مرات، لاتبدأ المكالمة بأي تحية، شتيمة مطلقة بسرعة حتى لا يمكن لأحد ان يحجبها ويصدها ويقطع الاتصال.
احدى المتصلات من السعودية وجهت لإحدى الفنانات على قناة البحرين الفضائية كلمات في منتهى القسوة.
متصل طلب من مذيع لبناني ان يقترب من الكاميرا وعندما الصق وجهه على عدسة الكاميرا بصق في الهاتف.
ومتصلة من السعودية قالت لأحدى المذيعات اللبنانيات "الخصلة التي على جبهتك مطلعتك صخلة حلوة".
وآخر سعودي ايضاً طلب من احدى المذيعات ان تقوم بشرح احد اشكال الديكور خلفها وعندما استدارت اغلق الهاتف!! هل كل الاتصالات غير اللبقة من السعودية؟
الإجابة بالتأكيد: لا ولكن
- وهذا ما يؤسف- إن نسبة ساحقة من هذه الاتصالات تصدر من مجتمعنا ومما يزيد الأمر تدهوراً اننا ننفرد بهذه الظاهرة عن المجتمعات الخليجية الأخرى التي نشترك معها في الكثير من القواسم وهذا ينفي التبرير الذي يقول: إن الوضع المادي الجيد نوعا ما مقارنة بالدول العربية هو الذي يظهرنا بهذا الشكل.
تبدو القضية في ظاهرها ظريفة وهي قد تبدو كذلك لغيرنا الذين يغمسون ايديهم بالماء البارد اما لنا نحن فهي محزنة ولابد ان تجعلنا نفكر بالأسلوب التربوي وطرق تشكيل الوعي لدينا والخلفيات الثقافية التي يشترك فيها الكثير من افرادنا في هذا التحقيق نحاول ان نسمع ما يقول الطرف الآخر (المذيع، المذيعة) وهو اكثر المتضررين من هذه الحالة.
من وجهة نظره بها؟ ماهي اسباب تولدها؟ آثارها؟ إمكانية تجاوزها؟
هنا اخترنا مذيعات للحديث ربما لأنهن الأكثر تعرضاً لهذه المواقف ولأن مسببات هذه الاتصالات تزيد فحاولنا ملامسة هذه القضية من اوسع جوانبها.
رنا القاسم المذيعة السعودية في MBC-FM قالت انها تجهل الأسباب الحقيقية والكامنة وراء هذه الإتصالات إلا ان غياب الحوار في مجتمعاتنا وخصوصاً إذا كان الطرف الآخر امرأة ربما يكون السبب "الناس" لم يتعودوا على النقاش والحوار ويصبح الموضوع اكثر صعوبة عندما تكون امرأة في الطرف الآخر في الحوار فينصب عليها هجوم غير مبرر".
وأوضحت رنا انها ترفض الصمت حيال هذه النوعية من الاتصالات مفضلة الرد عليها بقسوة من دون سب او شتم مبررة ذلك بأن الصمت سيجعل المتصل يعيد مكالماته غير المسؤولة اما الرد بحزم وقسوة فإنها ستجعله يفكر بالاتصال خشية ان يتعرض للحرج على الهواء.
ومثلت ذلك بقولها:" عندما يتصل شخص ويقول اني سخيفة وتافهة ارد بأني لم آخذ رأيك وان البرنامج غير مخصص لسماع الآراء فيني".
ولم تخفي ان هذه الاتصالات تؤثر في نفسيتها ومزاجها وتضيف:-" وفي مرة يرسل احدهم فاكساً يقول اقيلوا رنا فلابد ان اتأثر واتعب إلا انني اسمع واقرأ الكثير من الثناء فتحفف عني".
وبصراحة متناهية قالت رنا "ان المتصلين من الرجال (ما ينعطون وجه) بمجرد ان تضحك معهم يعتقدون انك (تتميلح) لذلك اكلمهم بشكل رسمي وافضل ان اخاطبهم بلقب (أخوي) قبل اسمائهم لكي لايتمادوا).
وأبدت استغرابها وتساؤلها حول هذه الظاهرة موضحة انه يجب ان نفهم المجتمعات الأخرى ونحترمهم وتضيف:" ربما المسألة بحاجة إلى وقت هناك ففي مجتمعنا فئات واعية وراقية وهناك فئات بحاجة إلى وقت ووقت طويل لتفهم".
المذيعة اللبنانية كارلا قالت ان طبيعة برنامجها يتوجب ان تتلقى الاتصالات المباشرة وهو ما عرضها لعدد من المكالمات الجارحة.
وأوضحت كارلا التي تقدم برنامج كارلا على الهواء على محطة الLBC الفضائية انه بعد حلقة الفنانة لورا خليل وبعد ورود اتصال تناول الفنانة بكلمات نابية ركب في البرنامج آلة مخصصة لهذه النوعية من الاتصالات تأخر صوت المتصل عن الظهور على الهواء لمدة عشر ثوان يتمكن خلالها المسؤول عن الاتصال قطع المكالمة فيما لو تضمنت بعض الكلمات غير المؤدبة.
وبينت كارلا ان هذه الاتصالات تؤثر في نفسيتها وتسبب لها ندوباً عميقة كما تؤثر على عائلتها واصدقائها الذين يتابعون جميع حلقات برنامجها ويسجلونها بالفيديو.
ورداً على سؤال إذا ما كانت هذه الاتصالات هي عبارة عن ردة فعل عن بعض الملابس المغرية والحركات ،،، والقبلات الحارة التي تقوم بها بعض المذيعة قالت كارلاً "انا (بعتل) هم اهلي قبل ان اخرج على الشاشة، لذلك اظهر بلبس واسلوب محترم، والكثير من الاتصالات وردت على المحلات التي اشترى منها ملابسي من داخل وخارج لبنان تقوم بحجز نفس الموديل، وهذا دليل على ان ازيائي كانت جميلة، وانا اتحدث هنا عن نفسي".
وارجعت كارلا سبب هذه الاتصالات إلى طبيعة الشخص المتصل ومدى تربيته وحسن نيته واضافت".
ماذا تريدني ان اعمل؟ انا اقدر الاتصالات التي ترد برنامجي لأنه من دون جوائز، اما الاتصالات الخارجة عن الذوق والأدب فلا استطيع ان اعمل حيالها شيئاً، بالتأكيد لن اقوم بتربيتهم من جديد".
ونفت كارلا ان تكون جميع الاتصالات من اشخاص سعوديين مشيرة إلا ان هناك الكثير من الاتصالات من السعودية تتميز باللباقة والذوق ومضيفة "قد يجعلك تشعر بمثل هذا الأمر ان هناك الكثير من الاتصالات من السعودية وهي بأعداد كبيرة وذلك نظراً للعدد الكبير للسكان فيها".
المذيعة سمية الشيباني مذيعة الMBC-FM قالت بخصوص الموضوع" في احد المرات اتصل شاب وقال لي على الهواء ان برنامجك (بايخ) مثل وجهك.. واتصل بعد مرة واعتذر لي وكاد ان يبكي واكد لي انهم اعطوه فكرة مغلوطة عني " ثم تضيف متسائلة" ولكن لم اعلم مايكونون هم ولم اود ان احرجه بالسؤال".
وتعتبر سمية ان الاتصالات غير اللبقة تنشأ بسبب عدم الوعي والجهل وعدم ممارسة الحوار والجدال بعقلانية وأدب في داخل البيت والمجتمع.
وتقول انه ربما يتصل بدافع الغيرة والحسد او يحرض من اشخاص آخرين إلا اننا قللت من اسباب حدوث هذا الأمر. وعبرت عن قبولها للنقد اللاذع والذي يهدف الى الإصلاح والتطوير اما التجريح الذي يمس نواحي خاصة وشخصية فإنها غير مقبولة مشيرة الى مدى الآثار النفسية السيئة التي تتركها في داخلها إلا انها لاتتجاوز اسبوعاً على حد قولها.
ووافقت سمية على الرأي الذي يقول ان هناك بعض المذيعين والمذيعات سيستفزون المتصلين ويحرضونهم على توجيه كلام غير لائق لهم وأضافت في هذا الإطار "هناك من تلبس لبس غير محتشم". او من تضحك ضحكة غير لائقة ومذيع يستفز المستمعين او المشاهدين بحديث لا عقلاني او يتعامل معهم بخشونة وهذا ربما يدفع احداً ليتصل وليوجه شتائم".
وتردف موجهة حديثها للمتلقين "هناك اعلاميون لايستحقون حتى الشتائم لأنهم لايملكون شيئاً".
وذكرت ان كثرة هذه الاتصالات او حتى الفاكسات التي تحمل كلاماً غير جيد قد تهدد بنسبة معينة مستقبل المذيع او المذيعة الوظيفي. وطلبت من كل من يريد ان يتصل ليوجه شتائم ويصب لعنات" ان يعد إلى عشرة قبل ان يتصل "بالتأكيد سيعرف بأنه مخطئ".
أما المذيعة يمنى شري فقالت في البداية "اشكر الله كثير اني لم اتعرض لمثل هذه المكالمات المحرجة، زميلاتي في تلفزيون المستقبل تلقوا في برامجهم مثل هذه الاتصالات، اما انا فلا".
ورفضت يمني التعليق على الموضوع متعللة بأنها لم تمر فيه لذلك من الصعب الحديث عنه إلا انها اوضحت انه ظاهرة سلبية وسيئة.
المذيعة اللبنانية رولا مذيعة قناة المستقبل تعرضت اكثر من غيرها لمكالمات تهكمت عليها ووجهت شتائم مقذعة لها وجهنا لها السؤال فرفضت الإجابة واعتذرت بأنها لاتريد فتح الموضوع من جديد وأنه سبق لها ان تحدثت بهذا الموضوع للصحافة.

http://www.alriyadh.com.sa/Contents/22-07-2003/Mainpage/Thkafa_7073.php