الأمــل
28-06-2003, 12:23 AM
هـــــــي
كان قدراً أن أكون في تلك الليلة...في ذلك المكان، الذي لا يتمنى إنسانٌ أن يكون فيه...
لقد كان دوري في المبيت مع إحدى قريباتي في أحد المستشفيات، بعد أن أُصيبت بكسر في كاحلها، احتاجت بعده لجراحة عاجلة لوضع (براغي) فيه ليجبر الكسر بشكله الصحيح...
لم تكن قريبتي في الغرفة وحدها... إنما كانت هناك مريضة أخرى (من جنسية عربية ) ترقد على سرير بجانبها لا يفصل بينهما إلا ستارة.
تعلمون أن المبيت في غير المكان المعتاد ... يعني أرق ..وتقلّب لا ينتهي... حتى الصباح..
حاولت التغلب على فكرة تغيير المرقد... وأخلد للنوم... فكان يزورني تارة ويفارقني أخرى... حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل... عندها فارق النوم عينيّ بلا عودة... بعد أن سمعتْ نحيب تلك المرأة الراقدة بجانبنا...
كانت تتحدث في الهاتف ... تبكي ... تنتحب بحرقة ... بالعامية ( حالتها تصعب عالكافر).لقد كانت تكلم زوجها... وتكرر هذه الجملة ( بلهجتها ) بحس حالي ولا شي بهالدنيا ولا شي... كان زوجها ينهرها على موقفٍ ما ...لا أعرف تفاصيله، ولكن ما فهمته أنه موقفٌ لا يحتاج لكل هذا التأنيب والزجر...
انتهت المكالمة بينه وبينها... وبدأت أخرى مع إحدى أقاربها...تشكو لها الحال .. وما أصابها من هم.. بكت ... وبكت ... حتى ظننتُ أنه لم يبقَ للدموع ماءٌ في العين يسيل...
كنتُ أسمعها... وقلبي يعتصر حزناً عليها ... وكان بودّي أن أواسيها.. إلا أن خوفي من التدخل في شئون الآخرين مَنَعَني...
مسكينة هي ... باتت ليلتها ... والدموع تملأ مآقيها ... والألم يعصر قلبها ... وألم الجرح ينهش جسدها النحيل ... بكت .. انتحبت... إلى أن اختفى الصوت قُبيل الفجر بعد أن غلبها سلطان النوم...
أصبح الصباح بميلاد يومٍ جديد ...
في أثناء تناولنا أنا وقريبتي طعام الإفطار ، أخذنا الحديث لتفاصيل حياة تلك المرأة ...
قريبتي: تعلمين.. جارتنا .. مسكينة لم تنم البارحة من البكاء..
أنا : نعم.. لقد سمعتها، ورقّ قلبي لحالها.... أتعلمين ما بها ؟
قريبتي: زوجها كان السبب في وجودها هنا ... لقد ضربها ... ودفعها بشدة حتى وقعت على شيء، فجُرحت وكُسرت رجلها... من الفخذ حتى أسفل الرجل، وأجريت لها عملية جراحية لوضع سيم (حديدة) في عظم فخذها ...
أنا: ( بكل استنكار) معقولة... زوجها يفعل هذا بها؟؟؟؟
قريبتي: نعم، ولقد منعته الشرطة من زيارتها .
أنا : لا حول ولا قوة إلا بالله.
اتضح أنها عروس لم يمضِ على زواجها إلا اشهرٌ تُعد على أصابع اليد الواحدة ... بعد فترة خطوبة زادت مدتها عن الأربع سنوات – كان من الممكن أن ترتبط بغيره أحسن منه في كل شيء – ولكنها انتظرته خلالها ....
وكلها أمل بمستقبل سعيد، وحياة مليئة بالمودة والرحمة ... ولكن للأسف ..
كان سرير المستشفى فراشها...
ودموع العين ساكنة في محاجرها...
وحزن الدنيا في قلبها...
وأمل المستقبل تلاشى أمام وحشية الإنسان...
لقد كان لهذا الموقف عظيم الأثر في نفسي ... وحمدت الله أنني لم أكن أنا هــــي
-
-
-
هذا الموقف ولّد لدي بعض التساؤلات :
· أين الرحمة من قلب هذا الرجل ... الذي ينهر زوجته المريضة في المستشفى... ولم يراعي حالتها الصحية والنفسية ... والذي هو كان مصدر مأساتها... وكان الأجدر به أن يتأسف لها ، ويواسيها.. ويقف بجانبها .. خاصة في غربتها...
· إلى متى يستمر مسلسل ( عنف الأزواج )؟
· مهما كان خطأ هذه المرأة .. لا أعتقد أن من حق الزوج ..أن يضرها .. لدرجة أنها كان من الممكن أن يسبب لها عاهة أو تفقد حياتها ؟!!!
· أين حياتنا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي تدعو إلى الرفق بالمرأة .. أوصيكم بالنساء خيراً... رفقاً بالقوارير...؟؟؟
· رحماك ربي بألطف خلقك.
-
-
-
مجرد فضفضة عن معاناة هـــي .
أغلى الأماني
الأمــل[/SIZE]
كان قدراً أن أكون في تلك الليلة...في ذلك المكان، الذي لا يتمنى إنسانٌ أن يكون فيه...
لقد كان دوري في المبيت مع إحدى قريباتي في أحد المستشفيات، بعد أن أُصيبت بكسر في كاحلها، احتاجت بعده لجراحة عاجلة لوضع (براغي) فيه ليجبر الكسر بشكله الصحيح...
لم تكن قريبتي في الغرفة وحدها... إنما كانت هناك مريضة أخرى (من جنسية عربية ) ترقد على سرير بجانبها لا يفصل بينهما إلا ستارة.
تعلمون أن المبيت في غير المكان المعتاد ... يعني أرق ..وتقلّب لا ينتهي... حتى الصباح..
حاولت التغلب على فكرة تغيير المرقد... وأخلد للنوم... فكان يزورني تارة ويفارقني أخرى... حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل... عندها فارق النوم عينيّ بلا عودة... بعد أن سمعتْ نحيب تلك المرأة الراقدة بجانبنا...
كانت تتحدث في الهاتف ... تبكي ... تنتحب بحرقة ... بالعامية ( حالتها تصعب عالكافر).لقد كانت تكلم زوجها... وتكرر هذه الجملة ( بلهجتها ) بحس حالي ولا شي بهالدنيا ولا شي... كان زوجها ينهرها على موقفٍ ما ...لا أعرف تفاصيله، ولكن ما فهمته أنه موقفٌ لا يحتاج لكل هذا التأنيب والزجر...
انتهت المكالمة بينه وبينها... وبدأت أخرى مع إحدى أقاربها...تشكو لها الحال .. وما أصابها من هم.. بكت ... وبكت ... حتى ظننتُ أنه لم يبقَ للدموع ماءٌ في العين يسيل...
كنتُ أسمعها... وقلبي يعتصر حزناً عليها ... وكان بودّي أن أواسيها.. إلا أن خوفي من التدخل في شئون الآخرين مَنَعَني...
مسكينة هي ... باتت ليلتها ... والدموع تملأ مآقيها ... والألم يعصر قلبها ... وألم الجرح ينهش جسدها النحيل ... بكت .. انتحبت... إلى أن اختفى الصوت قُبيل الفجر بعد أن غلبها سلطان النوم...
أصبح الصباح بميلاد يومٍ جديد ...
في أثناء تناولنا أنا وقريبتي طعام الإفطار ، أخذنا الحديث لتفاصيل حياة تلك المرأة ...
قريبتي: تعلمين.. جارتنا .. مسكينة لم تنم البارحة من البكاء..
أنا : نعم.. لقد سمعتها، ورقّ قلبي لحالها.... أتعلمين ما بها ؟
قريبتي: زوجها كان السبب في وجودها هنا ... لقد ضربها ... ودفعها بشدة حتى وقعت على شيء، فجُرحت وكُسرت رجلها... من الفخذ حتى أسفل الرجل، وأجريت لها عملية جراحية لوضع سيم (حديدة) في عظم فخذها ...
أنا: ( بكل استنكار) معقولة... زوجها يفعل هذا بها؟؟؟؟
قريبتي: نعم، ولقد منعته الشرطة من زيارتها .
أنا : لا حول ولا قوة إلا بالله.
اتضح أنها عروس لم يمضِ على زواجها إلا اشهرٌ تُعد على أصابع اليد الواحدة ... بعد فترة خطوبة زادت مدتها عن الأربع سنوات – كان من الممكن أن ترتبط بغيره أحسن منه في كل شيء – ولكنها انتظرته خلالها ....
وكلها أمل بمستقبل سعيد، وحياة مليئة بالمودة والرحمة ... ولكن للأسف ..
كان سرير المستشفى فراشها...
ودموع العين ساكنة في محاجرها...
وحزن الدنيا في قلبها...
وأمل المستقبل تلاشى أمام وحشية الإنسان...
لقد كان لهذا الموقف عظيم الأثر في نفسي ... وحمدت الله أنني لم أكن أنا هــــي
-
-
-
هذا الموقف ولّد لدي بعض التساؤلات :
· أين الرحمة من قلب هذا الرجل ... الذي ينهر زوجته المريضة في المستشفى... ولم يراعي حالتها الصحية والنفسية ... والذي هو كان مصدر مأساتها... وكان الأجدر به أن يتأسف لها ، ويواسيها.. ويقف بجانبها .. خاصة في غربتها...
· إلى متى يستمر مسلسل ( عنف الأزواج )؟
· مهما كان خطأ هذه المرأة .. لا أعتقد أن من حق الزوج ..أن يضرها .. لدرجة أنها كان من الممكن أن يسبب لها عاهة أو تفقد حياتها ؟!!!
· أين حياتنا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي تدعو إلى الرفق بالمرأة .. أوصيكم بالنساء خيراً... رفقاً بالقوارير...؟؟؟
· رحماك ربي بألطف خلقك.
-
-
-
مجرد فضفضة عن معاناة هـــي .
أغلى الأماني
الأمــل[/SIZE]