المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حشيش



mjnon
20-06-2003, 01:19 PM
حـــــــشـــــــــيـــــــش




في هذه الأيام الحارة من شهر أغسطس ، كان الكل قابعا في منزله لا يلوي على شيء ، سوى الجلوس أمام أجهزة التكيف ، و الانتعاش بالفريون المنبعث من جوفها ،كنت حينها امارس أحد عاداتي السيئة في عدم الثبات على محطة تلفزيونية واحدة ، بعد لحظات آتى صديقي متأخرا و معه بعض الحشيش و الورق ما زالت الشمس تلوح في الأفق ، و الهواء الساخن يقتل أي فكرة للخروج الآن ، ولو فعلنا لأصبحنا إصبعين من الكباب ، ضللنا في الصالون زهاء ساعتين _ نتابع فيلم هو اقرب لم يمارس على المضاجع منه لقصة أدبية _ حتى ودعت الشمس الرياض ، و انتهت الصلاة ونحن لم يخطر لنا أن نصلي ، و مع نهاية الفيلم ، خرجنا من المنزل ، أخذت اسخن موتور السيارة لبضع دقائق ، قبل أن انطلق أنا و صديقي لنمارس الرذيلة بعض الوقت في شوارع الرياض ، كان المذياع يصدح بأغنية صارخة جنسية مليئة بالسباب ، لم نفهم كلمة واحدة غير عبارات الشتم القذرة ، كان قد فرط سيجارته على ورق كرتوني و أخذ يقوم بالعملية ، وما هي إلا دقائق معدودة إلا و لفافتان حشيش جاهزة لأفجر أحدها في صدري و معها خلايا مخي المسكين ، أخذنا نلهو قليلا باللفافة حتى ما عدت أشعر بشيء سوى الدوار المجنون و إنني غير مثبت على الأرض جيدا، هنا دعاني كيس الطحين بالمرور على صديقه ، فسألته أين يعيش فقال أنه يعيش في شرق الرياض ، اتجهت لصديقه و قد بدأت آثار نبات القنب في الزوال من خلايا دماغي و بدأت أشعر بالأرض من تحتي تستوي ، و صلنا و قد تجاوزت الساعة العاشرة ، و أمام بيت صديقه المجهول ، بدأت التذمر و قد تأخر صديقه في الخروج و رحت أزفر دلاله على غضبي ، أخيرا خرج كان وسيما جدا ، يتمتع بكاريزما عجيبة ، وكان جماله هادئا لا تستطيع أن ترفع عيناك عنه ، حيانا من نافذة السيارة ، فدعاه صديقي للركوب معنا ، أستأذن مني ، فلم أمانع إن لم ارحب ،ركب وقد بدأ هذا الفتى في احتلال تفكيري للساعات القادمة ، وحين تحدث أثار هذا الفتى مخيلتي ، وكم كان قليل الكلام ، ولكنه كان كلاما فارغا من روح هادئة مطمئنة ، لا يهمها إن تحدثت و إن لم تفعل ، ولا تلقى للمستمع بالا ،كان يبدو طاهرا ، مرتاح البال ، لم يعارك الحياة ، إن لم يصافحها ، ولم تظهر الأيام في قسماته الجميلة ، كان يبدو طفلا في العشرين ، اخرج لفافة حشيش فارتسم الذهول على وجهي و سقط فكي ، فارتعد الفتى ، و سألني عن ما يدهشني ، ثم سألني إن كان لدي مانع في أن يدخن ، فانتفضت من ذهولي و أجبته بالنفي ، و قد عجبت من آمره ، كيف لهذا الفتى أن يدخن الحشيش ؟!
استغربت ذلك منه كأنني أعرفه منذ زمن ، فقد بدا طاهرا محترما هادئ الروح ، كان كملاءة بيضاء ،
فكيف لم أستطع أن أرى هذا السواد الذي يلطخ نظافته سوى الآن؟! شرعت في التجول في أنحاء الرياض ، و أنا شارد الذهن أفكر بهذا الفتى الذي سلبني عقلي ، بعد قليل طلب مني العودة لبيته ، وحين
غادرنا مودعا ، لم أنتظر لحظة واحدة فألقيت سيل من الأسئلة التي لا تنتهي على رأس صديقي السمين ، رد عليها بخبث و قال :
_(إن الطهارة تكفي من الشخص أن يدنسها بالرذيلة مرة واحدة فلا تراها فيه أبدا فما بالك من كان الرذيلة نفسها فأين استطعت أن ترى كل هذا الطهر و الشافية...)
توقف قليلا ليرى تأثير كلماته في عيناي و تدويره حاجباي ثم أستطرد قائلا :
-(لا تخدعك المظاهر ، لقد أودع الله قبح هذا الفتى نفسه فلم يظهر هذا على محيط وجهه و بدنه ، أباركك
ونفسي قبح مظهرنا و روحنا..)
و انطلقت بعدها انهب شوارع الرياض ، لا الوي على شيء، سوى أن أدخن لفافة أخرى...

ابوالبشائر
20-06-2003, 01:48 PM
السلام عليكم

اخي الكريم

اشكرك علي هذا القصه المعبره

واتمن من الاخوان عدم الانخداع بالمظاهر والشكل الجميل


اشكرك مره اخري بارك الله فيك


ابو البشائر

BackShadow
20-06-2003, 03:37 PM
يسعدلي مساك مجنون


ذكرتني بالمقوله الشهيره لابو حنفيه عندما قال :
" آن لابو حنيفة ان يمد قدمه "


اخاف كثيراً من قليل الكلام ...
فالشخص عندما يتحدث فانت تستطيع ان تعرفه جيداً


مع تحياتي

mjnon
22-06-2003, 11:27 AM
معليش مكرر

mjnon
22-06-2003, 11:36 AM
سلام


حياك الله اخوي ابو البشائر


أشكرك بدوري دخولك هذا الموضوع

القصة فلاش على منهاج حياة بعش الشباب السعودي اليوم

يتخللها بعض العبر


و المظاهر أو الانطباعات الأولى ما هي دائما صحيحة

و تخدعنا الفراسة احيانا فنظن أننا نستطيع تقييم الناس


تحياتي لك من جديد





حياك الله أخوي الظل



ما أكذب عليك

لم افهم المغزى من مقولة ابو حنيفة

لا يفضح الكلام الكثير صاحبة دائما

فقد يكون حديثه مبهما لا تستطيع أن تستنبط منه شيئا
فان استطعت فلن تقدر تفسيره
فأن اسطعت فلن تقدر أن تبرهن من حديثه حرفا واحدا


الناس كالمياه

بعضهم عذب فرات تستطيع اتن ترى فيعانهم بسهولة

و بعضهم موحل مكدر لا تستطيع غبر أسواره و ان حاولت



تحياتي لك

ابوفهد
23-06-2003, 09:36 AM
أخي العزيز مجنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …

قصة مؤلمة جداً توضح حال بعض شباب الأمة للأسف الشديد الذي انحدر في براثن المخدرات المدمرة .

وما ذلك للأسف الشديد إلا بسبب البعد عن الله عز وجل وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية وانعدام التربية السليمة والمراقبة الشديدة من أولياء أمورهم كما ان من ما يعرض في القنوات الفضائية المدمرة من أفلام سيئة تعلم الفساد وسوء الخلق والأخلاق هي السبب الأكبر .

وأن أنسى فلا أنسى الفراغ الكبير الذي يعيشه الشباب بسبب انعدام الوظائف ومصادر الرزق الحلال وأماكن اللهو البري مثل المنتزهات الخاصة بهم والأندية التربوية .

نسأل الله لنا ولهم الصلاح والتوبة .

لك خالص تحياتي