المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرعون يا فرعون



المجاهد
13-04-2014, 05:55 PM
فرعونُ، عقلك لم يزل مخدوعا *** وزِمام حكمك لم يزل مقطوعا
ما زِلتَ يا فرعون غُرًا تابعًا *** وتظن نفسك قائدًا متبوعا
فرعون، أنتَ الرَّمْزُ سُمُّكَ لم يزل *** يجري بأفئدة الطغاةِ نقيعا
خضِّب يمينك بالدماءِ، وقلْ لنا: *** إني أُنفِّذ أمريَ المشروعا
قطِّعْ رؤوس المصلحين فإنهم *** يبغون منك إلى الإله رجوعا
واملأْ سجونك، ثم قُلْ: إني هنا *** لأحارب الإرهابَ والتقطيعا

المجاهد
13-04-2014, 06:18 PM
طاردْ بجندك كلَّ صاحب مبدإٍ *** يأبى لقانون الضلال خضوعا
واركض وراءَ شبابِ "مصرَ" لأنهم *** رفعوا الجباهَ وحاربوا التطبيعا
هم يصعدون إلى السماءِ وأنتَ في *** أوحال وهمِك ما تزال وَضيعا
هم يلجؤون إلى الإله وأنت لا *** يُرضِيك إلاَّ أن تسوق قطيعا
هم ينظرون بأَعيُنٍ مجلوَّةٍ *** فيرون فِعلك في العباد شنيعا
عرفوا حقيقةَ سحرِ مَنْ جمَّعْتَهم *** ورأوا عصا موسى تُخيف جموعا
ورأوا جباه الساحرين تعفَّرتْ *** سجدوا لربّ العالمين خشوعا
ورأوك تستبقي النساء رهائنًا *** وتُدير قتلًا في الرجال فظيعا
ورأوك في غيِّ التطاول سادِرًا *** فتبرؤوا مما جنيتَ جميعا
نظروا إليك فأنكروكَ لأنَّهم *** عرفوكَ في طرق الخِداع ضليعا
لكَ كلَّ يومٍ قَوْلةٌ تُلغي بها *** ما قلتَ أمسِ، وتُحسِن الترقيعا
ما مصرُ يا فرعونُ إلاَّ حرَّةٌ *** تأبى إلى غير العَفافِ نزوعا
لكنّها سُلِبَتْ عباءةَ طُهرِها *** وخلعْتَ أنتَ حجابها لتضيعا
وأكلْتَ أصناف الطعام، ومصرُ في *** ضَنْكٍ شديد لا تنال ضريعا
عجبًا! متى تبني لنفسكَ منزِلًا *** في الحقِّ، تملأ مُقلتيك دموعا؟!
أتظنُّ هامان الذي استنجدتَه *** ما زال يُوقِد للولاءِ شموعا؟!
أتظنّه ما زال يبني صرحَه *** حتى تُطيق إلى السماءِ طلوعا؟!
أنسيتَ قارونَ الذي زرع الهوى *** في قلبه حتى استطال فروعا؟!
خُسِفَتْ به الأرضُ التي أبدى لها *** خُيَلاَءَه، وغدا بها مخدوعا
ضاعت مفاتيح الخزائن واختفى *** قارونُ، لم يرَ في العباد شفيعا
سلْ عنه أرضك حين لم تترك له *** أثرًا، ولا للصوت منه سميعا
أنسيتَ يا فرعون أنك غارِقٌ *** في اليَمِّ تعصر قلبكَ المفجوعا
أنسيت رَهْوَ البحر حين ولجْتَه *** فرأيتَ نفسك في الخِضَمِّ صريعا
شرِّق وغرّبْ كيف شِئْتَ فإننا *** لا نجهل التطبيل والتلميعا
أبشرْ فإن الفجر سوف يُريق من *** كأسِ الظلامِ شرابَك المنقوعا
ولسوف تفتح مصرُ صَفْحة عزِّها *** ولسوف يغدو رأسها مرفوعا




فرعونُ! لا يخدعْك وهمْك إنني *** أبصرتُ طفلًا في حِماكَ رضيعا

المجاهد
14-04-2014, 12:00 AM
صوتُ الظلمِ فِي بلادِي طَغَى ومُجرّد الصوت يُؤلمُنِي
فَشَمتتْ النفوسُ المظلمةُ وبالظلمِ تَبَاهَتْ !!
فصارتْ جُلّ أوقاتِي وَاجمةً وَشَجَنٌ يلازمُنِي
وَحُزْنــًا على خُطَى النّصرِ التي عنها أقدامُنا تَاهَتْ

ومَنْ طالبَ بالحقِّ المَغْصُوبِ فرصاصةٌ تُنْهِي
شُلَّتْ تلك الأيَادي الآثمة وقُبِّحَتْ تلك الوجوه و شَاهتْ
تَخَضَّبَتْ بل قُلْ تَشَبَّعتْ الأرضُ بالدَّمِ الأحمرِ القَانِي
فتجدُ رائحةَ العفنِ مِنْ أفواهِ الفّجَارِ فَاحَتْ
واغتَالُوا آمَالِيَ الورديةِ الحالمةِ ولأعماقِ السوادِ ألقَانِي
كلَّ قِوَى الظلمِ لبعضِها نِدٌّ لكنْ ضدَ الإسلامِ تَآخَتْ
ليسرقوا هُويَتِي ودِينِي ونَفْسِي فلا أَجِدُنِي ولا أَلْقَانِي !
وجَرى القدرُ وسقطتْ الأقنعةُ وظهرتْ النفوسُ التي شَاخَتْ
وبيدِ الغَدَرَةِ قَتَلوا بكثرةٍ بلا تفريقٍ ألفـًا وآلَفَيْن
حَكَمُونَا قرودٌ فأخرّونا عقودًا فكلّ كلماتِ الحسرةِ فقدتْ مَعْنَاهَا وبَاخَتْ

ومع هذا الأَسَى هُناك أملٌ ما نُسي أنْ فِي أمتى رجالًا !

عاشق البيت
15-04-2014, 06:28 AM
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ
----

القصيدة للشاعر عبد الرحمن العشماوى
عبد الرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية..

تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم حصل على الماجستير
ثم شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
بارك الله فى رجل مسلم غيور على دينه وامته

المجاهد
16-04-2014, 11:46 PM
إنه مصيرٌ محتومٌ، قادمٌ لا محالة، سيصيبُ الذين ظلموا شاؤوا أم أبوا، في حياتهم أو بعد مماتهم، وسيصيبهم أكثر مما يتوقعون، وأسوأ مما فعلته أيديهم، وابتدعته نفوسهم المريضة، وعقولهم الخبيثة، ومفاهيمهم السقيمة، فلا يستعجلن أحدهم الخاتمة، ولا يستبطئن العاقبة، فإنها لا محالة آتية، وما على غيرهم، ممن تسلم مهامهم، وتقلد مناصبهم، وجلس في مكاتبهم، إلا أن يتعظ ويتخذ منهم عبرةً ودرساً، فلا يظلم ولا يطغى، ولا يبطش ولا يبغى، بل يتقي الله وينصف، ويخاف الله ويعدل.


بارك الله فيك أخي الكريم عاشق البيت الحقيقه ما كنت اعرف المؤلف جزاكم الله خير ا ونسأله الله ان يحفظه وان يرفع الغمه عن بلاد المسلمين