المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جولة سياحية معاصرة .....



tofi
01-04-2003, 03:25 AM
اقترب مني ....

أمسك بيدي ....

اتبعني لأريك شيئا .....

انتبه هناك منعطف ....

هيا لننزل درجات السلم ....

(يرتفع صوت غضب الدرجات القديمة لينكسر إحداها)

احذر !!! فقد كدت أن تقع .... أعلم أنه سرداب مظلم .... لا تخف سينجلي عما قليل فلا تتعجل ...

( وفي آخر الردهة تظهر غرفة مضيئة ، بابها موارب )

لا تخجل ادفع الباب بيدك وادخل ... فهي لن تشعر بك .... انظر إليها

( يشير بيده إلى زاوية سكنها جسد فتاة تشرع في كتابة رسالة وعلامات السرور تلون وجهها بألوان الربيع وبهجته)

أعلم أنك تقول في نفسك ... ما أسعدها ،،، لا بد أنها تكتب رسالة لحبيبها العاشق الولهان لتخبره بتحينها لساعة لقائه ... لكنك لا تعلم أنها لا تكتب سوى رسالة انتحار !!!!!

لا تتعجب ....
قد تكون البسمات المرسومة على وجوهنا ماهي إلا زفرات لأنين ميت ،،، لا تقوى إلا على الابتسام ..

لنخرج من هذه الغرفة فرائحة الموت عبقة وشجية وأخشى أن تذيبني معها ....
ما بالك تتلكأ القدوم ؟؟؟؟ أتريد إنقاذها ؟؟؟؟ دعك من تمثيل هذا الدور ، أنقذ نفسك أولا ، هيا بنا ...

(وخرجا وأوصدا الباب ورائهما بقوة أخفت صرخة الفتاة التي انتحرت ، فلم يتنبها لها أو أنهما أصمّا سمعهما عنها) ..

أقفل أنفك ... حتى لا ترى شيء عفنا ...... لأننا سندخل غرفة من نوع خاص ...

(وكانت هذه الغرفة لا تبعد إلا فراسخ معدودة عن غرفة الفتاة ... بابها زجاجي شفاف... وأثاثها فاخر ..... وفي صدر الغرفة يجثم كرسي ضخم مرصع بالجواهر .... يجلس عليه هيكل إنسان ... متيبس ... نتن ... مات وهو يشير بكفه وكأنه يقول قبل موته ... كفى ، لا مزيد .)

تسألني عن خبره ؟؟؟
سأقول لك ... إنه غبي قصدي غني من الأغنياء .... بالغوا في تملقه ومدحه وإسبال ثياب الشرف عليه ، وكان الأمر والنهي له ... فمرة تشاجر المحبين المفلسين لينشد كل واحد منهم قصيدته لينهي مع آخر بيت فيها افلاسه .... فصرخ : كفى ،،اخرجوا ...
فخرجت آخر كلمة من فمه وروحه متعلقة بأذيالها ...فمات .... وامتثالا لأوامره .....خرجوا ولكن قبل ذلك...قال أحدهم وهو يجذب رفيقه : لقد مات .... رد عليه الآخر : فماذا نفعل ؟؟؟ قال : ألا ندفنه ؟؟؟ قال رفيقه : لا ... فهو لم يذكر قط أن ندفنه إذا مات ...فهز رأسه الآخر بالإيجاب : هذا صحيح ... فقد كان ناسيا !!! ... ومضوا راحلين ...

هل تريد مساعدة هذا أيضا ؟؟؟؟
(يقولها بسخرية )

هيا يا صديقي ... دعنا نخرج ... انتبه للباب ... فهو حربائي مخادع ،،،، ونحن أغبياء ضعاف .....هل نسيت انك ارتطمت به عند دخولك؟؟؟ .... نحن ننسى بسرعة تجاربنا وأخطائنا لنقع فيها مرة أخرى ...

( وفجأة .........طااااااااخ !! )

آآآآآآه لقد ارتطمت به أنا هذه المرة ...

(وخرجا وهم يضحكان).


اقفز هذه العتبة القديمة ... كبيرة أليس كذلك ؟؟؟ لقد وضعتها العجوز التي تسكن في الغرفة المقابلة لها ... لأنها تؤمن بخرافة تقول : بأن من أقام أما بابه حاجزا وسدا منيعا ...فإن سنين العمر ستُمنع الهرب ... لأن العمر قصير لا يستطيع القفز ......فعلا شيء مضحك ... العمر قصير وتضع له حاجزا !!! يا لسخرية الأقدار ..

قف ... لا تذهب فنحن لن نزورها .... فهي لا ترحب بالمرايا ....

(يهمس في أذن رفيقه قائلا: ) إنها تخشى الحقيقة !!!


تجاوزها لنذهب للغرفة التي تليها .....
عفوا ... أريد منك أن تتمدد على الأرض ... ففتحة الباب مقلوبة جانبيا ... ولكي ندخل ... لابد لنا من التمدد و اللف والدوران حول أنفسنا قبل غيرنا !!!

(دخلا .... ثم وقفا ..... رأوا احتفالا عظيما .... وعندما هما بالانخراط فيه ... إذا برجل عظيم البنية يستوقفهما ... قائلا : ) اخلعا ....

( التفت لصديقه وهو يبتسم) ... اخلع ، لا تستغرب ... فهم يريدون منك أن تخلع مروءتك وإلا فلن تدخل ... فما رأيك ؟؟؟

مهلا ... مهلا .... لا تغضب مني .... انتظرني لا ترحل وتتركني هنا .... فأنا قد أخلعها إن دُفع لي ببعض أقذار هذه الدنيا ...


( تتسارع أنفاسه تعبا جراء الركض خلف صديقه )

أعتذر منك ... لن أساومك مرة أخرى ، فأنا لم أكن أعلم أنك شريف ....

( يكملان المسير )

ما بالك تلتفت خلفك ؟؟؟ تقصد من ؟؟؟ هذا الرجل الذي يتبعنا ؟؟؟؟ دعك منه فهو إمعة .... لا تهتم لأمره فما هي إلا قلائل لحظات حتى يتبع غيرنا .... فالثبات ليس من شيمه ...

انتظر .... هناك غرفة خاصة بالألعاب الإلكترونية ... هل تريد تجربتها ؟؟؟؟ إذن هيا بنا يا عزيزي ... ( يقول بينه وبين نفسه .. متى صار عزيزا علي ؟؟؟ لا يهم ) ( دخلا فوجدا غرف متراصة وعلى كل غرفة لوحة كبيرة معلقة ... تشرح نوع اللعبة ومستوياتها والثمن الذي تدفعه ** وآه من الثمن الذي تدفعه **
... لعبة البورصة ،،،، لعبة الاحتكار ،،،، لعبة السعودة ،،،، لعبة الخصخصة ،،،، لعبة البترول ،،،،، لعبة ادفع واكسب واسطة ).... انظر يا صديقي( أصبح الآن صديقي !!! ما بالي ؟؟!! بعد ذلك ماذا سيكون حبيبي !!! يا للهول )

كأن هناك لعبة كانت موجودة وألغيت ... يا ترى ما هي ؟؟؟ تعال معي لنستطلع الأمر ...( فاقتربا من حجيرة ... وأخذا يتلصصان من فتحة الباب ،،،، فوجدا أشباه رجال يلعبون لعبة اسمها المصائر )
هيا ... هيا ...
لنذهب .... لا شأن لنا بهم ... ما بالي أرتجف ؟؟؟ ألا تعلم ؟؟؟ من الخوف أيها الذكي .... فنحن عرب !!!

دعنا نتابع جولتنا .... ما رأيك بهذه الغرفة المزدانة بأكاليل الزهور ،،،، هل تود أن ندخلها ؟؟؟ .... علمت ذلك .. فأنا أعلم أنك رومانسي ... وغير منطقي ....

(باب خشبي يفتح بانسيابية ساحرة .... لتشع أمام ناظريهما حديقة لا توصف إبداعا..... جمعت من صور جمال الكون كلها وضمتها في ألبومها ....)

(فأخذا يتنزهان ، ويتحدثان واصفين للجمال الخلاب الذي بين أيديهما .... فلمحا خيالا ... فتتبعا صاحبه .... وإذا به رجل حسن الثياب والمظهر) .... عمت مساء سيدي ... (فالتفت ليرد عليهما التحية ... وهنا وقعت الصاعقة .... فوجهه بلا عينان !!!!)

(ففرا هاربين) .....

(وخلال الهرب) ....لا تسألني عنه .... فأنا لا أعرفه .... ما ذا تقول ؟؟؟ نعود فنسأله ؟؟؟؟ أتمزح ؟؟؟ إني لأرى أن عقوبة ساخطة نزلت به فحرمته الجمال حوله بالرغم من انه على بعد شعرتين ...


(خرجا من السرداب ...... يأخذان نفسا عميقا )

الحمد لله .... سرداب غريب .... بالرغم من أني المرشد السياحي له .... لكني في كل مرة .... أجد أمرا جديدا يزلزل الأرض تحتي..... هكذا حالها دوما ... فأفر هاربا ورفقائي معي ..


(يناوله المال المتفق عليه )

شكرا ... أتمنى أن تكون استمتعت ..... لا تكررها هههههههههههه ....

ذهب الرجل وهو بالكاد يسمع صوت المرشد وهو يقول بصوت عال: لم أقل لك ما مساحة هذا السرداب ألا تريد أن تعرف ؟؟؟ إنها معلومة بالمجان ....

إنها تبلغ من مساحة الزمن عشية أو ضحاها .... أليس السرداب بصغير !!!؟؟؟؟


تحياتي وتقديري


توفي

رؤيــا
02-04-2003, 12:24 PM
نعم هو كذلك فعلا
سرداب صغير اختي العزيزة توفي
ونحن نعيشه بالمجان
وكل شي فيه مباح بلا حدود


وما زلت اتجول في هذه الدرر الرائعة
وأعاتب نفسي لأني لم أكن ظمن هذا الركب المبدع

بجد ودون تملق .. أبدعتي أختاه

وكل الكلام لا معنى له في وجود كاتبة رائعة مثلك


وسامحيني على القصور


أختك رؤيــا

همسة
02-04-2003, 06:48 PM
مساء الخير




جولة سياحية رائعة!

كانت تلزمني منذ زمن

لأعيد توزيع الوجوه التي عرفتها على الأبواب

اظنها تلزمنا بين الفينة و الأخرى !

لكنه سؤال وليد لحظة ..هل لنا ان نختار لنا بابا أم ندع الآخرين ليختاروا لنا ؟؟

هل لنا الحق في ان نضيف للغرف غرفة أخرى لنسكنها .. أم هم الذين يقررون ؟؟


كل تحية

tofi
04-04-2003, 08:30 AM
أختي العزيزة .......... رؤيا


أتفق معك في شيء وأختلف في آخر ...

أتفق معك أن في الدرر من الروائع مالا يوصف ...

وأختلف معك بأنك مقصرة ...

فقد كانت زيارتك لي ... سعادة وسرور ...

ودمتي ..

أختك : توفي

tofi
04-04-2003, 08:36 AM
غاليتي .............. همسة

مساء النور والسرور ..


أسعدتني كلماتك ، وأسعدني تفاعلك مع ما كتبت ...

وردا على سؤالك ...

سأقول لك ... أنتِ من يبني وأنتِ من يسكن وأنتِ من يعيش ...

واحذري أن تجعل لغيرك الفرصة في أن يضع لكِ الباب لأنه بكل تأكيد سأخذ نسخة من المفتاح وعندها لن تعيشي بآمان أبدا ...


تحياتي وتقديري

أختك : توفي

أرسطوالعرب
10-04-2003, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

أختي توفي.......ويالها من جولة سياحية.....عصرية على أحدث طراز ساخر...!

إن كان مساركم على محيط الدائرة.......فماذا إن كان لولب على مستوى دائري الحدود؟؟؟

هل سنتحدث عن التقمص المتقن لدور الخيانة في الدماء العربية ؟؟

أم نتحدث عن إهتمامات تافهة لا طائل منها ؟؟

أم سنتحدث عن سياسة محشر العقول في مساحة اللاوجود ولا أهمية ........؟

أم نتحدث عن قمع المبدأ أسفل وسادة المصالح.......

عن ماذا نتحدث يا سيدتي.......عن ماذا ....؟


..................لنكتفي بما جاد به قلمك

والشكر الوافر.........لك.........

نسيت أن أسألك......


لماذا كان السائح مذكراً.....رغم أنه أنثى...؟




:star:وميض الإنفلات:star:
الألم.... عنوان لايعلم موقعه.....ولايعلم مدى الدمار الذي يحمله!!

---------
مالفرق بين السائح والمرشد في هذه الجولة..............همسة بتصرف
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628

tofi
11-04-2003, 08:31 AM
صباح يعبق بالزهور شذى والورود أريجا ...


أخي الفاضل ....... أرسطو ..


جعلت السائح ذكرا لأجعل للموضوع محدودية ...

فتخيل معي لو كانت أنثى ؟؟!! لاتسع السرداب وتفرعت الدهاليز ...

والفرق ـ يا سيدي - بين المرشد والسائح في الشارة والبطاقة التي صنعها سكان السرداب للمرشد ليس إلا ...


أجمل تحية لك ...

أحمد النجار
01-05-2003, 03:33 AM
في الحقيقة إن الانبطاحية والتوغل المداري في سفسطائية اللاواقع تتمازجان لتكون المحصلة النهائية هي إنفتاحا في مدارك اللاوعي عند ارسطو أما عند أرشميدس فهي عبارة عن إنبثاق التدخلات اللامفهومةفي المنظومة الانسانية بحيث تترك عنده حالة من إنعدام الوزن الفكري والثقافي تؤدي الى خلخلة مفاهيم الانحصار في بوتقة العولمة اما عند محمد علي ( صاحب المطبق والمعصوب في حارتنا ) فهي عبارة عن كسر البيض وخلطه بالكراث ومزجهما جميعاً باللحمة المفرومة ليكون المحصلة النهائية تقوقعا في أعماق الذات الإنفتاحية على ثقافات المجتمعات الأورو آسيوية