المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان من العلماء(جديد):جواب ونصيحة لما حدث بشأن المرأة



الطبيبةالداعية
29-03-2002, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب ونصيحة لما حدث بشأن المرأة

فقد كثرت علينا أسئلة الآباء والأمهات وأولياء الأمور والغيورين عن مسألة ضم مدارس بناتهم إلى وزارة المعارف فكثرت أسئلتهم حول هذا وحول بطاقة المرأة وغير ذلك مما يتعلق بالمرأة , ونظرا لتشكّيهم لعدم وجود من بَيّن في هذه المسألة ونظرا لأنها تخص كل مسلم في هذا البلد ونظرا لأهمية الموضوع وتعين الإيضاح والنصيحة فنقول مستعينين بالله قد أخذ الله الميثاق على أهل العلم بالبيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وقال عن يهود ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) ( لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ) وعن ابن مسعود رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عن الخلوف ( إنهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ) رواه مسلم . وعن أبي سعيد رضى الله عنه مرفوعا ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ) رواه مسلم . وعليه فإننا نستغرب ما يحصل هذه الأيام ، والأيام الماضية فيما يتعلق بشأن المرأة مما هو يخالف الشريعة من : 1 ـ إخراج بطاقة للمرأة فيها صورتها ، وهذا محرم فيه خطر عظيم يؤدي إلى الفساد في المجتمع من التبرج و السفور والضياع وغيره , وقد ظهرت بداياته في هذه الأيام . 2 ـ عقد مباريات للنساء في الرياضة من إقامة دوري في كرة السلة وغيرها . 3 ـ خروج بعض الفتيات متبرجات وسافرات على رؤوس الأشهاد وعبر وسائل الإعلام ، وهذا محرم شرعا . 4 ـ وما تنادي به وسائل الإعلام ، وينادي به المفتونون من الدعوة لقيادة المرأة للسيارة. 5 ـ الدعوة إلى اختلاطها بالرجال في العمل أو المناسبات العامة أو في المستشفيات أو المطارات أو في الأسواق أو المجمعات التجارية أو المقاهي أوالمطاعم العائلية أو الملاهي وحفلات الرقص والغناء ومشاركتها في الجنادرية وغير ذلك . 6 ـ اشتراك بعض النساء في المؤتمرات الخارجية . ونقول إن هذه بدايات دفع المرأة إلى الضياع والتبرج والسفور الذي يتبعه ضياع المجتمع ، وهذه هي وسائل أعداء المرأة المتظاهرين بالدفاع عنها ، فعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء ) , وعن أسامة بن زيد رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) رواهما مسلم في صحيحه , وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) رواه مسلم . ولمّا أحدث نساء بني إسرائيل بدايات التبرج والسفور منعن من الخروج ، فعن عائشة رضى الله عنها قالت لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل . ولا يخفى أن من أصول الشريعة وقواعدها سد أبواب الشر والمنع منه ، ولا زال العلماء والصالحون يحذرون من ذرائع الشر وطرقه الموصلة له لا سيما مع كثرة الشر وقلة الرقيب وغلبة الفساد . وإن من أسباب بداية هذه الشرور وفساد النساء والمجتمع تدريس المرأة وتعليمها على غير الطريقة الشرعية ، وإنما على الطريقة الغربية التي تهيئ المرأة لمخالطة الرجال ومزاحمتهم وترك الأعمال الأساسية لها من الأمومة ورعاية البيت والزوجية مما هو من خصائص المرأة المسلمة لحديث ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) وكان هو أول خرق في السفينة ، ثم تتابعت الخروق وقد وصلنا إلى مرحلة خطيرة في ذلك تنذر بالشر المستطير حيث تم في هذه الأيام ضم مدارس البنات إلى وزارة المعارف . وإن كنا لم نفاجأ بهذه الخطوة ، وإن كنا نعرف أن الأمور تصل إلى هذا لما يعرفه العقلاء والناس من طبائع الأمور . فإن النار من مستصغر الشرر . قال صاحب كتاب ( قادة الغرب يقولون : دمروا الإسلام أبيدوا أهله ) : يقول المبشر تكلي : ( يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني , لأن كثيرا من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية وتعلموا اللغات الأجنبية ) . ويقول القس زويمر : ( ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية , ونسهل التحاقهم بها , هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب ) . ويقول المستشرق جب : ( لقد فقد الإسلام سيطرته على حياة المسلمين الاجتماعية , وأخذت دائرة نفوذه تضيق شيئا فشيئا حتى انحصرت في طقوس محددة , وقد تم معظم هذا التطور تدريجيا عن غير وعي وانتباه , وقد مضى هذا التطور الآن إلى مدى بعيد , ولم يعد من الممكن الرجوع فيه , لكن نجاح هذا التطور يتوقف إلى حد بعيد على القادة والزعماء في العالم الإسلامي , وعلى الشباب منهم خاصة , كل ذلك كان نتيجة النشاط التعليمي والثقافي العلماني ) . وتقول المبشرة آن ميليغان : ( لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشاوات وبكوات , ولا يوجد مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي , وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة ) . ولا شك أن ضياع المرأة المسلمة يؤدي إلى ضياع الجيل الذي تربيه , وتصبح أداة تدمير قوية لجميع قيم المجتمع الإسلامي . ومن المعروف من سنن الشر أنه لا يبدأ دفعة واحدة بل يمر في مراحل ، فإن أول ما وقع الشرك في قوم نوح بدأ بالبدع والمعاصي ثم تطور إلى أن وقع الشرك بالله. وضياع المرأة بدأ منذ أن بدأت مدارس البنات تعليمها على غير الطريقة الشرعية . ولقد اجتهد العلماء وفقهم الله بوضع احتياطات وإجراءات لمنع الانزلاق والوصول إلى هذه المرحلة ومن هذه الإحتياطات ما كان يقوم به فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله حيث كتب في هذا عدة رسائل موجودة في فتاويه مجلد ( 13/220-223) منها : 1ـ فوجه خطابا إلى وزير المعارف ( يذكره فيه بالاتفاق الذي حصل بين الحكومة والمشايخ وأنه مبني على أسس معلومة معروفة مغزاها الحيطة على البنات وأن لا يتسرب إليهن من الفساد وأسبابه ما تسرب إلى البلاد الأخرى , ثم قال : وتعرفون أن هذه المدارس لا تعلق لها بالمعارف إطلاقا ) (في 17/9/1380هـ) . 2ـ ورسالة وجهها إلى الشيخ صالح الخريصي رحمه الله (شرح له فيها أن محاولة الدمج مع المعارف كانت محاولات قديمة منذ أعوام ، ونحن مصممون على المنع ) (في 1375هـ) اهـ . ومع ذلك فكانت الأمور فيما بعد تسير خلاف ذلك فحصل التدرج حتى انتهى الأمر بعد عدة عقود إلى هذا الوضع المزري الذي أثار استياءِ أهل الغيرة والصلاح ، ولسنا في نهاية المطاف وإنما هي حلقات ومراحل يفضي بعضها إلى بعض ، فمن المدارس التي تهيئ إلى الكليات ثم إلى الاختلاط في أماكن معينة ثم يتوسع ذلك إلى أماكن أخرى وهكذا ، إلى الوصول إلى استخراج بطاقة للمرأة فيها صورتها بدلا من البصمة ، ونسمع هنا وهناك الدعوة إلى الاختلاط وقيادة المرأة وإلى خروج النساء متبرجات في الصحف والمجلات ثم التلفاز والفضائيات . وإقامة المباريات الرياضية لهن . علما بأنه صدر قرار من الديوان الملكي في 22/4/1379 هـ فيه الأمر بتشكيل هيئة من كبار العلماء تشرف على مدارس البنات ، بأشراف الشيخ محمد بن ابراهيم لتنظيمها ، ووضع برامج لها ، ومراقبة حسن سيرها ، وتوجيهها . وإننا نوجه نداء ونصيحة إلى الآباء والأبناء والأمهات وأصحاب الغيرة السائلين وغيرهم بأن يتذكروا قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) . وكا جاء في حديث ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعا ( والرجل راعي في أهله وهو مسؤول عن رعيته ) متفق عليه ، وحديث معقل بن يسار رضى الله عنه مرفوعا ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة ) متفق عليه واللفظ للبخاري . فإن إهمال نسائكم وجعلهن يسيرن في ذلك الضياع ، وهذا الاختلاط ، وتلك المناهج الفاسدة وسكوتكم لهو خيانة وغش لهن تسألون عنه يوم القيامة ، وأما من رضي وتابع ففيه حديث أم سلمة مرفوعا ( لما ذكر المنكرات ثم قال ولكن من رضي وتابع ) رواه مسلم . ومن نظر إلى الدول والمجتمعات المحيطة بنا شرقا وغربا ليعتبر بما وصل إليها الحال من ضياع المرأة ضمن مراحل وخطوات عبر عقود من السنين . ونحن إذ نقول ذلك فإننا ندعو المسلمين ممن استرعاه الله الأمانة من العلماء والحكام والمسؤولين ومن طلبة العلم والدعاة والخطباء والآباء وأهل الغيرة إلى القيام بما يجب عليهم وبما تبرئ به الذمة واستفراغ الجهد في ذلك . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . لموقعون :
الشيخ محمد بن فهد العلي الرشودي
الشيخ علي بن خضير الخضير
الشيخ حمد بن ريس الريس
الشيخ حمد بن ابراهيم الحميدي
الشيخ صالح بن عبد الله الشقيق