المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلما انتحرنا.... قاسم حداد



Sweetgirl_4ever
06-03-2003, 06:10 PM
كلما انتحرنا
بوهم الباب لكي نصدق أنهموصد مثل جدار نعود فنتذكر بأن ثمة أشياء جميلة تغري بمغامرة آخرى كان عليناأن ننجزها قبل ذلك فينتابنا بعض الندم ونحاول أن نتراجع متداركين آمراً يكاد يكون تداركه مستحيلاً وحالما نعود عن انتحارنا ويحدث هذا مرات كثيرة في الحياة لكي نكتشف أن أحداً غيرنا قد بادرفي توليذلك نا عندها لا يعود لوجودنا مثل انتحارنا معنى ..

كلما انتحرنا
لكي نؤكد للآخرين أنهم بالغوا في العبث بنا اكتشف الآخرون أن ثمة حمقى يتوجب تلقينهم درساً في اللياقة لئلا يبالغوا في الإستهانة بالقناديل وهي ترسم الخرائط ويخالجنا شعور بضغينة غامضة تجاه هؤلاء من لا يرون في انتحارنا غير العبث بالحياة ونود ساعتها أن نعود لكي نشرح لهم بسرد أكثر ضراوة من النص لئلا يكون سوء الفهم هو آخر ذكرياتهم عنا وعندما نتمكن من العودة ويحدث هذا بمعدل تسع مرات في حياة واحدة ونجلس إلى هؤلاء في محاولة لتفسير ذهابنا بهذا الشكل أو ذاك لا نرى أمامنا غير أحداق زجاجية تحملق في فراغ هائل وفيما نتوغل في الشرح يكون هؤلاء شبه غائبين كما لو أننا نتحدث إلى كائنات غير موجودة ونكاد نشعر أنها غير حية أيضاً وقتها ينتابنا الشك ما إذا كنا قد عدنا من هناك أم لا..

كلما انتحرنا
وأغلقنا النافذة الأخيرة خلفنا سمعنا باباًلا يزال موصداً هناك يصدر صريراً مثل مغادرة الغائب وندرك أن ثمة أشخاصاً ساهموا في مغادرتنا باكراً بشكل مباغت وحالما ندير أعناقنا نشاهد الاشخاص ذاتهم يضعون خدودهم المجرحة بالدموع على عتبة الباب في محاولة لاستعادتنا ثانيةً لأجل الاعتذار فنتبادل النظرات عن كثب مثل سجناء يرقبون سرداباً حفروه مجتنبين لحظة مناسبة للهرب فنقف كسيري القلوب ويكون قرار العودة قد تم انجازه في أذهاننا فثمة أمل في بعض التفاهم مع أولئك الذين يزعمون ترك الباب موارباً فيما يحكمون اغلاقه بصلافة السجان وما ان نضع أنفسنا تحت أمرتهم مجدداً في محاولة لتفادي الانتحار ويحدث هذا كثيراً في الحياة التي لا يمكن تفاديها غالباً) يكون الأشخاص قد جففوا دموعهم سريعاً واستعادوا هيئة القضاة وطبيعة الضباع النشيطة ليبو الخطأ ليس في الانتحار لكن في العودة عنه ..

كلما انتحرنا
في محاولة لإقناع امرأة بأن الحب هو أيضاً سبب للموت نكتشف أن تللك المرأة يمكن أن تجد مجداً في اقتران اسمها بشخص غائب أكثر من اقترانها به موجوداً مما يجعل شعورنا بفداحة الخسارة مضاعفاًخصوصاً إذاكنا نرى إليها من هناك وهي تستدير بكعب الفولاذ يكز على عضمة القلب نحو أول شخص لتبدأ في التغرير به وإقناعه بالانتحار لأجل إقناعها بأن الحب هو أيضاً سبب جدير بالموت فنكف عن المبالغة في الانتحار ونستدير عائدين ويحدث ذلك على الارجح في حياة لا تحتمل لكي نحذر شخصاً من مصير وشيك غير أننا نكون قد تأخرنا عن ذلك حيث يصادفنا شخص في منتصف المصير على شفير النهايات ..

كلما انتحرنا
لكي نختبر قدرة الكتابة على تأجيلنا نجد أن كتباً كثيرة موجودة لنا موجودة فينا ويتحتم علينا لكي نتأكد من قدرتنا على الغياب أن نعيد كتابتها مرات آخرى من أجل تفادي أخطاء اللغة والمطبعة والقراءة أخطاء عادة ما تكون السبب المباشر لسوء التفاهم الذي يحدث بيننا وبين الآخرين ولا نجد وسيلة لتوضيح ذلك إلا بالعودة عن الانتحار لبعض الوقت لتلقين الناس طريقة جديدة في قراءة الكتب فنؤجل توغلنا في الانتحار ويحدث هذا على الارجح مرة كل يوم في حياة ضيقة لكي نرقب الكتب وهي تستعيدحياتها في سديم النسيان فالكتب ليست الوسيلة الناجحة لتأجيل الموت ولا هي قادرة على استحضار الموتى ولا فائدة من الحبر والورق في سياق ينقض النص والشخص في آن .

كلما انتحرنا
لكي نتفرغ وحيدين , للتمتع بحياتنا بمعزل عن الذين ظلوا يفسدونها علينا طوال الوقت نجد أنفسنا محاطين بطقوس تستوجب الإصغاء لأكثر الأحاديث فجاجة من قبل كائنات لا تحسن غير توجيه التأنيب المفرط في بلادته بحجة أن في الحياة ما يوفر لنا المتعة وأن المتعة لا تكتمل بغير الناس لنجد أن الانتحار لم يكن قرار حكيماً فنحن لم ننل غير خيار واحد يتمثل في مواجهة من توهمنا الفرار منهم . فنفر ثانية يحدث هذا لنا بوصفناأكثر المنتحرين سذاجة وأضعفهم فراراً إلى الحياة بهدف تفادي توفير الفرصة لمن يريد أن يستفرد بنا هناك .

كلما انتحرنا
وجدنا أن بشراً أكثر بسالة منا قد سبقونا إلى هناك وهذا ما يجعل انتحارنا ضربا من العبث الفاتن أو هو نوع من الإستعادات المألوفة فهناك بشراً أكثر سفاهة ذهبوا قبلنا لكي ينتظروا حضورنا مما يجعل النتحار نزوة ليست مأمونة العواقب خصوصاً إذا كانت صادرة عن هروب من ثقل الواجب المشحون بتفاصيل تفسد الحياة والأحياء فإذا بها نزهة تفسد الموت على المنتحرين فتتكاتف مثل كتيبة الفيلة مسرعين إلى العودة عن الانتحار ساعتها يكون الوقت فات فالطريق مكتظة بببشر في هيئة الفيلة تتخبط في بحيرة عميقة من الطين فلا تتاح لنا فرصة العودة وهذا يحدث عند التظاهر بالعودة من الحياة والإنتحار معاً

كلما انتحرنا
لكي ننسى أن ثمة تجربة جديرة بالاختبار هي النسيان والجلوس في الشرفة والنظر إلى الحياة وهي تمر عابرة أمامنا مثل شريط من الفيلم الخام لنرى ما يحدث للشخص حين ينتحر.

أرسطوالعرب
07-03-2003, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

المشكلة ليس في العرض.....المشكلة أن العرض خالي من النهاية!!

:star:وميض الإنفلات:star:
Sweetgirl_4ever
(كُلما حيينا......) أعتقد أنها موفقة أيضاً في هذا الموضوع
لأن الحياة والممات ليس على عناد مع الكاتب؟
لكنها مهمة للقارئ


---------
إن التعامل مع معطيات الذات بغض النظر عن المحيط هو قمة السيادة على الذات
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628

الأصيـــــــــل
12-03-2003, 11:14 PM
مساء الليلك والنرجس للجميع
.
.

نستمع إلى دقات الحياة من هناك .. ونرى قيمة اللاجدوى وطعم النهاية

الذي لم نتذوقه إلى لحظة واحده .. قد نبكي وقد نضحك وقد يراودنا

الشعور بالإشمئزاز أو الإنتصار .. ولكننا هناك نشعر بالموجودات ولا

يشعرون .. ثم نعيد التفكير ألف مرة فيما فعلناه ونسأل (هل كان الأمر مجدياً)

ألم يكن من الأفضل أن نكون أحياء كالأموات .. أم أن موتنا بهذه الطريقة

يعطي الإنطباح إلى الغير بأننا متمردون على واقع تقيأنا ألف مرة قبل أن نتقيأه بأيدينا

هل نعطي الإنطباع بأننا كفرنا بالموجدات وفعلنا الشيء الوحيد الذي من حقنا

أن نقوم به .






سيدتي ...

غرقت في بحر من الأفكار .. راودتني ألف مرة مع كل ألف قراءة .. وأجدني أسحب

نفسي لئلا أقع صريع أفكار قد تودي بي إلى هناك ..

أبهرتني كلماتك بالفعل جعلتني أغوص في ذكريات وطموحات ..

ورسمت على شفتي ابتسامة دامعة .. قتلت من حولي

الشكر والتقدير لن يوفي قلمك وعقلك حقّه

فأعذريني على تطفلي

واسمحي لي أن اسحب كرسياً في آخر الصف .. لأترعرع بين جنبات فكرك


لك كل التحية والتقدير،،،،،،