Sami96SA
28-03-2002, 03:57 PM
الفصل الأول ....
كان ينظر لتلك الأمواج الهائجه وهي تداعب رواد ذلك الشاطئ الذي كان يفتقر للكثير من كماليات الشطآن السياحيه .. هذا الشاطئ هو أحد انعكاسات جنون المحيط الأطلسي والذي اعتبرته تلك المدينه أحد عناصر مقومات اجتذاب السواح لها في الصيف بالإضافه إلى بعض الآثار التاريخيه وما خلفه الإحتلال الفرنسي لتلك البلاد العربيه من المغرب العربي.
جلس هو في إحدى المقاهي التي كان يكتظ بها شارع طويل بامتداد الشاطئ واختار له مكانا كان يمني نفسه أن يكون أكثرها هدوئا .. كانت هذه أول مره يسافر إلى هذه البلاد وهو الذي تعود أن يكون مصطافا في منتجع أوروبي مختلف في كل عام.
أحب العزله وأدمنها وكره الفضول والتطفل ليس من البشر وحسب بل حتى من عصفور بريئ كان يرواغ للوقوف على طاولته .. في هذه المره لم يضايقه هذا الزائر الصغير الذي كان يحاول جاهدا أن يجد له مكانا محايدا على أركان طاولة هذا السائح وصار ينظر إليه بتمعن شديد وباستغراب وتمنى لو يستطيع هذا الطائر أن يجيب على تساؤلاته:
- ترى لماذا اخترت طاولتي أنا تحديدا؟
- هل لأنك أعلنت تحديا على الهدوء والخصوصيه لبني البشر؟
- ماذا تريد حيث لا يوجد لدي ما أعطيك من طعام وشراب أم أنك تنتظر طلباتي من المقهى؟
نظر حوله ولم يجد غير هذا العصفور وقد اختاره من بين جميع الزبائن ليقف على طاولته وقد بدى عليه التفاخر وكأنه انتصر على هذا التحدي الكبير.
عندها ابتسم وتذكر أنه هنا في هذه البلد بسبب تحد من نوع آخر .. تحد غريب بينه وبين حسناء قد تعرف عليها في التشات قبل ثمانية شهور .. يعلم جيدا أن ما وصل إليه من مكانة مرموقة في عمله كان نتاج تفانيه وثقته في نفسه زائدا حرصه الشديد على تطوير قدراته العمليه والإداريه مما فتح له أبوابا واسعة لينتزع كرسيا هاما في دائرة البحوث العلميه.
اختار أن يعمل ويستمتع بما يقوم به في عمله ويعيش بعيدا عن المجتمع منطويا مع آماله وأحلامه كي يكون يوما مسؤولا كبيرا ورئيسا على مركز البحوث العلميه ليتيح له فرصة التركيز على تطوير برنامج الإبتكارات الوطنيه وتبنيها.
في السادسه والعشرين من عمره .. شابا وسيما حد الجاذبيه لكل من وقع نظرها عليه .. عذب الحديث هادئ الرأي وصائب الفكره .. مثقفا يبهر المستمع له في كمية المعلومات والأحداث التاريخيه التي ينثر بها أحاديثه ويقوي آرائه وأفكاره .. لا يقبل بالرأي الآخر إذا كان مفتقرا للدلائل والبحوث .. بالرغم من عزلته وبحثه الدائم للسكون إلا أنه كان متابعا جيدا للأحداث العالميه ولا يبخل في مبادلة الأطروحات مع زملائه في العمل وقد كانوا يجدون فيه رمزا للقائد المميز ويتوقعون له مستقبلا كبيرا في حياته.
عندما يتحدث الشباب عن مغامراتهم العاطفيه في سن المراهقة كان يبدي دهشته في ضياع وقتهم الثمين في سخافات لا طائل منها سوى السخرية من الذات وحماقة الشهوه .. لم يكم مراهقا يوما ما بل كان في سن المراهقه, كان يقضي جل وقته في القرائه أو التذاكر .. كان يملك طاقة كبيره في تجويف المعلومات من خلال اطلاعه اللامحدود بين طيات الكتب والصحف .. هوى البحوث والبحوث هوته وتورطت به .. كان يؤمن بأن الجهل قدر كل المتقاعسين والمتخاذلين مع ركب الحياة وتطورها الذين قبلوا بتفاهات شهواتهم وسخافات تقوقعهم الزمني والمكاني.
سفراته الصيفيه كانت عبارة عن رحلات عبر التاريخ لتهيج فيه دائما حب المعرفه والإستفاده من حضارات المتحضرين .. كم كان يدهش لتلك النظم الدقيقه التي وجدها في دول لا تملك نفس قيم بلاده في الأخلاق والسلوك .. قد غض الطرف عن الحالات الشاذه من الإنحرافات الي سمع عنها في تلك الدول وأمعن التركيز في ذلك التقدم المذهل في مختلف المجالات .. وهو يتجول بين دولة وأخرى كان يسأل نفسه: كيف يمكن لنا أن نصل إلى هذا النوع من البرمجه الإنسانيه لإدارة حياة دقيقه بهذه الصوره؟ وكيف يمكن لشباب بلادي أن يعي أن في العلم والبحث والإبتكار ما يكفل لهم حياة راقية محترمه .. بدلا من قضاء ساعاتهم الغاليه ركضا وراء نزوات شيطانيه ونساء سخيفات.
وما أتى به إلى هنا؟
ومنذ متى وقد استهواه تحديا من حواء وهو لم يعطها يوما حتى فرصة الوصول إليه بتبادل نظراته معها؟
وهل صورة قد بعثتها له شيماء بعثرت كل مبادؤه وتحفظاته تجاهها كي يطير لها آلاف الأميال ويعد لها من أسلحة المواجهة المرتقبه بعد ساعات في بهو الفندق االذي يقطنه؟
تعرف على شيماء صدفة عندما تواجد في غرفة حوار جمعته مع زملاء له من بلاد عربيه مختلفه وكانت هي معزومة من أخيها كي تبدي رأيا وتتبادل نقاشا حول أهمية تبادل الخبرات العربيه في البحوث العلميه .. وقد أعجب بتفكيرها وسداد رأيها وتكررت حواراتهما انفرادا حتى أصبح لا يمر يوما دون أن يحادثها .. ومرت الثمانية شهور وهما على تواصل .. كان شيئا ما يجذبهما للآخر غير تلك الأمور المشتركه .. أحب روحها المتجلاة في "روحها".
كانت البداية حوارات عمليه وعلميه إلى أن تحولت إلى نقاشات ثقافيه وأدبيه أوجدت بينهما احتراما متبادلا وإعجابا لشخصية كل للآخر .. تطورت علاقتهما لتصبح صداقه متينه وقويه تشاركا في معرفة تفاصيل حياتهما وعلاقاتهما.
كانت تصغره سنه واحده فقط لكنها مثله كانت تحمل على عاتقها أيضا آمال وأحلام جيلها الشباب .. ومثله لم تعط لقلبها فرصة الوقوف حول نزوات الجسد .. كانت تتحدى هذا المسمى بالحب حتى لو جرفها قلبها إليه .. كانت تخبره دائما أن من يستحقها لا بد وأن يمتلك قوة غير تلك التي عند أميز الشباب وسامة وأناقة .. أدرك أنها كانت تعلن عن تحد له شخصيا .. راودته فكرة إرسال صورته لها عسى أن تعيد النظر في ما قالته لكنه فضل أن لا يفعل فهو الذي دائما أراد دائما أن يمتلك الأرواح قبل القلوب والعقول.
ذات يوم وصلته رسالة بريديه منها وكانت تحمل معها صورة لها مع جمع من زميلاتها في الجامعه .. وقد أخبرته في الرساله أن عليه أن يحدد أي هي من بين الفتيات كمحاولة اختباره في دمج الروح الذي عرفها مع جسد صاحبتها .. تمعن في الصورة جيدا وكانت عيناه تجذبه إلى فتاة واحدة فقط حتى عندما نقل نظره للأخريات.
كان أكثر شيئ يشده لتلك الفتاة في الصوره كبريائها الممزوج بنظرتها إلى الأفق وليس للمصور .. وفي الصوره أيضا كانت هي الـحسنـــــاء.
بعد ساعات قليله سوف يصافحها ويراها لأول مره .. أعلن التحدي عليها من دون أن تعلم .. كذب عليها أنه قادم لمهمة ما بينما هو آت ليراهن على قلبها وحبها .. أبدت ترددا في البداية على إمكانية مقابلته لانشغالها بأمور هامه .. أم هو تردد الحسناوات المتشوقات!!!
إلى لقاء مع الفصل الثاني ..........
----------------------
سامي
كان ينظر لتلك الأمواج الهائجه وهي تداعب رواد ذلك الشاطئ الذي كان يفتقر للكثير من كماليات الشطآن السياحيه .. هذا الشاطئ هو أحد انعكاسات جنون المحيط الأطلسي والذي اعتبرته تلك المدينه أحد عناصر مقومات اجتذاب السواح لها في الصيف بالإضافه إلى بعض الآثار التاريخيه وما خلفه الإحتلال الفرنسي لتلك البلاد العربيه من المغرب العربي.
جلس هو في إحدى المقاهي التي كان يكتظ بها شارع طويل بامتداد الشاطئ واختار له مكانا كان يمني نفسه أن يكون أكثرها هدوئا .. كانت هذه أول مره يسافر إلى هذه البلاد وهو الذي تعود أن يكون مصطافا في منتجع أوروبي مختلف في كل عام.
أحب العزله وأدمنها وكره الفضول والتطفل ليس من البشر وحسب بل حتى من عصفور بريئ كان يرواغ للوقوف على طاولته .. في هذه المره لم يضايقه هذا الزائر الصغير الذي كان يحاول جاهدا أن يجد له مكانا محايدا على أركان طاولة هذا السائح وصار ينظر إليه بتمعن شديد وباستغراب وتمنى لو يستطيع هذا الطائر أن يجيب على تساؤلاته:
- ترى لماذا اخترت طاولتي أنا تحديدا؟
- هل لأنك أعلنت تحديا على الهدوء والخصوصيه لبني البشر؟
- ماذا تريد حيث لا يوجد لدي ما أعطيك من طعام وشراب أم أنك تنتظر طلباتي من المقهى؟
نظر حوله ولم يجد غير هذا العصفور وقد اختاره من بين جميع الزبائن ليقف على طاولته وقد بدى عليه التفاخر وكأنه انتصر على هذا التحدي الكبير.
عندها ابتسم وتذكر أنه هنا في هذه البلد بسبب تحد من نوع آخر .. تحد غريب بينه وبين حسناء قد تعرف عليها في التشات قبل ثمانية شهور .. يعلم جيدا أن ما وصل إليه من مكانة مرموقة في عمله كان نتاج تفانيه وثقته في نفسه زائدا حرصه الشديد على تطوير قدراته العمليه والإداريه مما فتح له أبوابا واسعة لينتزع كرسيا هاما في دائرة البحوث العلميه.
اختار أن يعمل ويستمتع بما يقوم به في عمله ويعيش بعيدا عن المجتمع منطويا مع آماله وأحلامه كي يكون يوما مسؤولا كبيرا ورئيسا على مركز البحوث العلميه ليتيح له فرصة التركيز على تطوير برنامج الإبتكارات الوطنيه وتبنيها.
في السادسه والعشرين من عمره .. شابا وسيما حد الجاذبيه لكل من وقع نظرها عليه .. عذب الحديث هادئ الرأي وصائب الفكره .. مثقفا يبهر المستمع له في كمية المعلومات والأحداث التاريخيه التي ينثر بها أحاديثه ويقوي آرائه وأفكاره .. لا يقبل بالرأي الآخر إذا كان مفتقرا للدلائل والبحوث .. بالرغم من عزلته وبحثه الدائم للسكون إلا أنه كان متابعا جيدا للأحداث العالميه ولا يبخل في مبادلة الأطروحات مع زملائه في العمل وقد كانوا يجدون فيه رمزا للقائد المميز ويتوقعون له مستقبلا كبيرا في حياته.
عندما يتحدث الشباب عن مغامراتهم العاطفيه في سن المراهقة كان يبدي دهشته في ضياع وقتهم الثمين في سخافات لا طائل منها سوى السخرية من الذات وحماقة الشهوه .. لم يكم مراهقا يوما ما بل كان في سن المراهقه, كان يقضي جل وقته في القرائه أو التذاكر .. كان يملك طاقة كبيره في تجويف المعلومات من خلال اطلاعه اللامحدود بين طيات الكتب والصحف .. هوى البحوث والبحوث هوته وتورطت به .. كان يؤمن بأن الجهل قدر كل المتقاعسين والمتخاذلين مع ركب الحياة وتطورها الذين قبلوا بتفاهات شهواتهم وسخافات تقوقعهم الزمني والمكاني.
سفراته الصيفيه كانت عبارة عن رحلات عبر التاريخ لتهيج فيه دائما حب المعرفه والإستفاده من حضارات المتحضرين .. كم كان يدهش لتلك النظم الدقيقه التي وجدها في دول لا تملك نفس قيم بلاده في الأخلاق والسلوك .. قد غض الطرف عن الحالات الشاذه من الإنحرافات الي سمع عنها في تلك الدول وأمعن التركيز في ذلك التقدم المذهل في مختلف المجالات .. وهو يتجول بين دولة وأخرى كان يسأل نفسه: كيف يمكن لنا أن نصل إلى هذا النوع من البرمجه الإنسانيه لإدارة حياة دقيقه بهذه الصوره؟ وكيف يمكن لشباب بلادي أن يعي أن في العلم والبحث والإبتكار ما يكفل لهم حياة راقية محترمه .. بدلا من قضاء ساعاتهم الغاليه ركضا وراء نزوات شيطانيه ونساء سخيفات.
وما أتى به إلى هنا؟
ومنذ متى وقد استهواه تحديا من حواء وهو لم يعطها يوما حتى فرصة الوصول إليه بتبادل نظراته معها؟
وهل صورة قد بعثتها له شيماء بعثرت كل مبادؤه وتحفظاته تجاهها كي يطير لها آلاف الأميال ويعد لها من أسلحة المواجهة المرتقبه بعد ساعات في بهو الفندق االذي يقطنه؟
تعرف على شيماء صدفة عندما تواجد في غرفة حوار جمعته مع زملاء له من بلاد عربيه مختلفه وكانت هي معزومة من أخيها كي تبدي رأيا وتتبادل نقاشا حول أهمية تبادل الخبرات العربيه في البحوث العلميه .. وقد أعجب بتفكيرها وسداد رأيها وتكررت حواراتهما انفرادا حتى أصبح لا يمر يوما دون أن يحادثها .. ومرت الثمانية شهور وهما على تواصل .. كان شيئا ما يجذبهما للآخر غير تلك الأمور المشتركه .. أحب روحها المتجلاة في "روحها".
كانت البداية حوارات عمليه وعلميه إلى أن تحولت إلى نقاشات ثقافيه وأدبيه أوجدت بينهما احتراما متبادلا وإعجابا لشخصية كل للآخر .. تطورت علاقتهما لتصبح صداقه متينه وقويه تشاركا في معرفة تفاصيل حياتهما وعلاقاتهما.
كانت تصغره سنه واحده فقط لكنها مثله كانت تحمل على عاتقها أيضا آمال وأحلام جيلها الشباب .. ومثله لم تعط لقلبها فرصة الوقوف حول نزوات الجسد .. كانت تتحدى هذا المسمى بالحب حتى لو جرفها قلبها إليه .. كانت تخبره دائما أن من يستحقها لا بد وأن يمتلك قوة غير تلك التي عند أميز الشباب وسامة وأناقة .. أدرك أنها كانت تعلن عن تحد له شخصيا .. راودته فكرة إرسال صورته لها عسى أن تعيد النظر في ما قالته لكنه فضل أن لا يفعل فهو الذي دائما أراد دائما أن يمتلك الأرواح قبل القلوب والعقول.
ذات يوم وصلته رسالة بريديه منها وكانت تحمل معها صورة لها مع جمع من زميلاتها في الجامعه .. وقد أخبرته في الرساله أن عليه أن يحدد أي هي من بين الفتيات كمحاولة اختباره في دمج الروح الذي عرفها مع جسد صاحبتها .. تمعن في الصورة جيدا وكانت عيناه تجذبه إلى فتاة واحدة فقط حتى عندما نقل نظره للأخريات.
كان أكثر شيئ يشده لتلك الفتاة في الصوره كبريائها الممزوج بنظرتها إلى الأفق وليس للمصور .. وفي الصوره أيضا كانت هي الـحسنـــــاء.
بعد ساعات قليله سوف يصافحها ويراها لأول مره .. أعلن التحدي عليها من دون أن تعلم .. كذب عليها أنه قادم لمهمة ما بينما هو آت ليراهن على قلبها وحبها .. أبدت ترددا في البداية على إمكانية مقابلته لانشغالها بأمور هامه .. أم هو تردد الحسناوات المتشوقات!!!
إلى لقاء مع الفصل الثاني ..........
----------------------
سامي