الجبل
05-03-2003, 06:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
---
أخذ يتألم ويفرك يديه من شدة لسعة مقود السيارة ، فقد حولت أشعة الشمس الملتهبة السيارة فرنا ساخنا ، بدأ بفتح جميع نوافذ السيارة وفتح مكيف الهواء على أقصى درجات التبريد ولكن دون جدوى، قال : ( يقولون درجة الحرارة أربعين..!! أحلف بالله أنها فوق السبعين)
زاد من حدة انزعاجه توقفه عند إشارة المرور ، أخذ يتأمل من حوله لفت انتباهه بائـع الطمام على الرصيف المقابل ، كان شعلة من النشاط وكأنما أشعة الشمس توقد نشاطه ، ابتسامته لا تغادر محياه ..صهيله بأعلى صوته (ألحق صندق الطماطم بسبعة ريالات ..يا بلاش.. ألحق) .
حين أعطته الإشارة الضوء الأخضر انطلق بسيارته ليقف بجانب بائع الطماطم.
قال : بكم صندوق الطماطم؟
البائع : بسبعة ريالات ...وإذا تريد اثنين فباثني عشر ريالاً.
رد عليه: لا...بعشرة ريالات .
البائع وهو يبتسم : بعشرة ..بعشرة وصدقني هذه أحلى عشرة في حياتي.
دفعه فضوله ، وإعجابه ببائع الطماطم أن يسأله : ممكن أعرف لماذا هذه أحلى عشرة في حياتك؟!
البائع وهو يبتسم ابتسامة على ابتساماته السابقة: بهذه العشرة تكمل قيمة الساعة..سأشتريها هدية لأغلى إنسان عندي
قاطعه: هدية لحبيبة القلب ..ها شكلك خاطب .
بائع الطماطم مبتسماًً : لالا ..سأشتري ساعة لأبي فقد رأيت أبي يقف أمام محل لبيع الساعات وينظر بإعجاب شديد إلى ساعة معينة وسأل عن قيمتها فأعادها بشيء من الحسرة لأنه لا يملك قيمتها من ذلك الحين وأنا أعمل لأجمع قيمة الساعة.
هذا المعنى الجميل أنسى الرجل حرارة الجو ، وعاد إلى منزله السرور يرتسم على محياه ، طرق الباب ، فتحت له زوجته كان سروره لافت لنظرها سألته: خير ..ما سبب هذا السرور - أدامه الله عليك-؟!
أجابها : سببه بائع الطماطم..وأخذ يسرد عليها تفاصيل ما حدث معه.
وبعد يومين والجو مازال ساخناَ يمر الرجل من نفس الطريق ويقف عند الإشارة ويروعه منظر بائع الطماطم إنه يجلس بعيداً عن صناديقه جلسة القرفصاء تحت ظل شجرة منفية من بلادها إلى بلاد الشمس لا ظل إلا لسيقانها الجرداء. كان بائع الطماطم صامتاً وبدون أي معاناة ستقرأ الحزن على وجهه. أوقف سيارته وسأل بائع الطماطم : بكم صندوق الطماطم؟
البائع بقرف شديد ودون أن يرفع نظره إليه : بتسعة.
أحب أن يلاطفه وقال: والذي يريد أن يشتري صندوقين ؟
أجابه ببرود: صندوقين ثلاثة السعر واحد.
لم يحتمل وقال دون شعور : لا..لالا أنت لست الذي رأيته قبل يومين .
بائع الطماطم : ليييه؟!!
أتذكرني عندما اشتريت منك صندوقين بعشرة ريالات وقلت أنها أحلى عشرة في حياتك..وأنك ستشتري ساعة هدية لوالدك ..هل اشتريت الساعة وأهديتها لأبيك.
رفع بائع الطماطم نظره وقال: نعم اشتريتها لأبي ووضعتها بنفسي في يده ، وكانت جميلة لأنها على ساعد أبي وكنت في غاية السرور ، كان منظرها وهي في يد أبي يشعرني بثمرة مجهودي ..يشعرني بأني عملت شيئاً رائعاً ..ولكن.
يقاطعه : ولكن ماذا؟
يكمل بائع الطماطم : البارحة حين عدت إلى البيت كنت أنتظر العودة بفارغ الصبر لأشاهد الساعة وهي تلتف كاللؤلؤة حول معصم أبي ..ولكني ما رأيتها. أبي ..أبي أين ساعتك؟
كانت الإجابة قاسية قال لي أبي: الساعة.. لقد بعتها على زميل لي في العمل بربح خمسين ريالاً ..وسأشتري ساعة أرخص منها ونستفيد من باقي ثمنها.
يااالله باع أبي هديتي!!..بااع أبي هديتي.. استنكف أن يرى الرجل دمعته وصااااااح : صندوق الطماطم بتسعة .... ترك الرجل.
عاد الرجل إلى بيته حزيناً طرق باب منزله ، وفتحت له زوجته التي باشرته بسؤال: ما سبب هذا الحزن المرتسم على وجهك.
أجابها وهو يدلف إلى منزله : سببه بائع الطماطم.
--
تمت
***
وكتبه/ الجبل
---
أخذ يتألم ويفرك يديه من شدة لسعة مقود السيارة ، فقد حولت أشعة الشمس الملتهبة السيارة فرنا ساخنا ، بدأ بفتح جميع نوافذ السيارة وفتح مكيف الهواء على أقصى درجات التبريد ولكن دون جدوى، قال : ( يقولون درجة الحرارة أربعين..!! أحلف بالله أنها فوق السبعين)
زاد من حدة انزعاجه توقفه عند إشارة المرور ، أخذ يتأمل من حوله لفت انتباهه بائـع الطمام على الرصيف المقابل ، كان شعلة من النشاط وكأنما أشعة الشمس توقد نشاطه ، ابتسامته لا تغادر محياه ..صهيله بأعلى صوته (ألحق صندق الطماطم بسبعة ريالات ..يا بلاش.. ألحق) .
حين أعطته الإشارة الضوء الأخضر انطلق بسيارته ليقف بجانب بائع الطماطم.
قال : بكم صندوق الطماطم؟
البائع : بسبعة ريالات ...وإذا تريد اثنين فباثني عشر ريالاً.
رد عليه: لا...بعشرة ريالات .
البائع وهو يبتسم : بعشرة ..بعشرة وصدقني هذه أحلى عشرة في حياتي.
دفعه فضوله ، وإعجابه ببائع الطماطم أن يسأله : ممكن أعرف لماذا هذه أحلى عشرة في حياتك؟!
البائع وهو يبتسم ابتسامة على ابتساماته السابقة: بهذه العشرة تكمل قيمة الساعة..سأشتريها هدية لأغلى إنسان عندي
قاطعه: هدية لحبيبة القلب ..ها شكلك خاطب .
بائع الطماطم مبتسماًً : لالا ..سأشتري ساعة لأبي فقد رأيت أبي يقف أمام محل لبيع الساعات وينظر بإعجاب شديد إلى ساعة معينة وسأل عن قيمتها فأعادها بشيء من الحسرة لأنه لا يملك قيمتها من ذلك الحين وأنا أعمل لأجمع قيمة الساعة.
هذا المعنى الجميل أنسى الرجل حرارة الجو ، وعاد إلى منزله السرور يرتسم على محياه ، طرق الباب ، فتحت له زوجته كان سروره لافت لنظرها سألته: خير ..ما سبب هذا السرور - أدامه الله عليك-؟!
أجابها : سببه بائع الطماطم..وأخذ يسرد عليها تفاصيل ما حدث معه.
وبعد يومين والجو مازال ساخناَ يمر الرجل من نفس الطريق ويقف عند الإشارة ويروعه منظر بائع الطماطم إنه يجلس بعيداً عن صناديقه جلسة القرفصاء تحت ظل شجرة منفية من بلادها إلى بلاد الشمس لا ظل إلا لسيقانها الجرداء. كان بائع الطماطم صامتاً وبدون أي معاناة ستقرأ الحزن على وجهه. أوقف سيارته وسأل بائع الطماطم : بكم صندوق الطماطم؟
البائع بقرف شديد ودون أن يرفع نظره إليه : بتسعة.
أحب أن يلاطفه وقال: والذي يريد أن يشتري صندوقين ؟
أجابه ببرود: صندوقين ثلاثة السعر واحد.
لم يحتمل وقال دون شعور : لا..لالا أنت لست الذي رأيته قبل يومين .
بائع الطماطم : ليييه؟!!
أتذكرني عندما اشتريت منك صندوقين بعشرة ريالات وقلت أنها أحلى عشرة في حياتك..وأنك ستشتري ساعة هدية لوالدك ..هل اشتريت الساعة وأهديتها لأبيك.
رفع بائع الطماطم نظره وقال: نعم اشتريتها لأبي ووضعتها بنفسي في يده ، وكانت جميلة لأنها على ساعد أبي وكنت في غاية السرور ، كان منظرها وهي في يد أبي يشعرني بثمرة مجهودي ..يشعرني بأني عملت شيئاً رائعاً ..ولكن.
يقاطعه : ولكن ماذا؟
يكمل بائع الطماطم : البارحة حين عدت إلى البيت كنت أنتظر العودة بفارغ الصبر لأشاهد الساعة وهي تلتف كاللؤلؤة حول معصم أبي ..ولكني ما رأيتها. أبي ..أبي أين ساعتك؟
كانت الإجابة قاسية قال لي أبي: الساعة.. لقد بعتها على زميل لي في العمل بربح خمسين ريالاً ..وسأشتري ساعة أرخص منها ونستفيد من باقي ثمنها.
يااالله باع أبي هديتي!!..بااع أبي هديتي.. استنكف أن يرى الرجل دمعته وصااااااح : صندوق الطماطم بتسعة .... ترك الرجل.
عاد الرجل إلى بيته حزيناً طرق باب منزله ، وفتحت له زوجته التي باشرته بسؤال: ما سبب هذا الحزن المرتسم على وجهك.
أجابها وهو يدلف إلى منزله : سببه بائع الطماطم.
--
تمت
***
وكتبه/ الجبل