ابوفهد
25-02-2011, 01:16 AM
كم مرة في اليوم تسمع هذه العبارة؟
http://s.alriyadh.com/2011/02/18/img/964487567185.jpg
رجل ينهي طلبات أسرته وهو «جاي للبيت»
تحقيق - «الريـــاض»
كم مرة في اليوم تسمع مثل هذه العبارة؟، وكم مرة باغتك هذا الأمر الذي يتلبس السكينة واللطف والمجانية، وهو يخفي في داخله روح الفرمان؟.. لتنحرف بسيارتك إلى مكان تجاوزته بعصبية مكتومة ل"تجيب معك" هذا الشيء أو ذاك..
"وانت جاي"، وكم مرة تسلمت قائمة الطلبات، وسألت: ماذا بعد؟، وحين جاءك الجواب: لا شيء على الإطلاق، توكلت على الله لتصطادك عبارة "جب معك وانت جاي" في منتصف الطريق، وأنت في عز القرف من حركة المرور.. أو عبثية بعض السائقين من الشباب والعمالة. لتفرض عليك طلبات ما وراء القائمة؟.
رجاءً.. احتفظ بإجابتك لنفسك، لكن لا تدّعي بأنك خارج بث سياسة "جب معك وانت جاي" هذه.. وإلاّ لن تكون سعودياً.. لأنها فيما نعلم ماركة مسجلة للأسر السعودية، وكيفية إدارتها لاقتصاديات المنزل. ما جعل الكثيرين منا أعجز من أن يستطيعوا أن يضعوا موازنات شهرية لمصاريفهم المنزلية.
«أم العيال أكلف ما عليها ترفع السماعة وتطلب.. وإذا أنت ولد أبوك قل لا»!!!!
من أين جاءت هذه الشيفرة السحرية؟
أحد الظرفاء يقول إنه يستطيع أن يخمن ما هو الإعلان التجاري الذي يُبث على التليفزيون وهو في عمله أو في سيارته؛ لحظة ورود اتصال إليه من أحد أفراد أسرته ليقول له هذه العبارة!، بمعنى أن المحرك الأساسي لطلبات ما وراء الفاتورة هو إعلانات التليفزيون؛ لأن ثقافة الاستهلاك أصبحت أكبر وأقوى من احتمالات حصر القوائم اليومية.. ولأنها طارئة.. فإنها تختفي خلف هذه الشيفرة التي تظهر الاستكانة وهي تتمسح بالعواطف كقطة شيرازية.. فيما هي تملي رغباتها بصرامة الأمر، وكأنها تلعب دور السنّارة، التي يقوم بدور "الطُعم" فيها.. عبارة "وأنت جاي".. هذه العبارة الأليفة والوديعة حدّ الذوبان كقطعة آيسكريم في كف طفل على ساحل البحر في صيف جدة!.
نحن من جانبنا ألفناها حتى لم نعد نفكر فيها وفي دلالاتها.. ألفناها على أنها جملة تودد وكأن كل ما فيها من ألغام الطلبات لا يعدو كونه شيئاً من فعل القدوم "مادام أنت جاي جيب معاك كذا"، على غرار ذلك المثل الشعبي الذي يقول بذات اللغة: (على وجهك شيل خشبه)!.
لماذا "وانت جاي"؟
لو فتشت عن أي سرّ دفين لهذه العبارة.. لما انتهيت لما هو أكثر من انتهاء دورك كمقرر.. أو كولي أمر كما يُقال في الصيغ الرسمية.. فأنت في نهاية الأمر مجرد "مرسال" شأنك شأن السائق أو أي أحد آخر.. لا بد أن يمتثل للأمر.. ولكي يبدو الأمر خارج نطاق مناقشة الميزانية التي يفترض أنك صاحب القرار فيها أو على الأقل أحد طرفيها بحكم أن "المدام المصون" هي صاحبة اليد الطولى، وإذا أنت "ابن أبوك" قل غير هذا الكلام.. فطالما أنك "جاي" ولا بد أنك "جاي" رغماً عن أنفك.. هذه حقيقة لا جدال حولها.. ترنم بأغنية: (بابوري رايح.. رايح.. بابوري جاي.. بابوري محمل سكر وشاي)، و(جب مع) المطلوب، وفك عمرك!.
إذن هي عبارة تستخدم دون براءة غالباً.. للتخلص من تبعات المناقشة في الميزانية، أو هي على الأقل مخرج للالتفاف على بنود الميزانية المنزلية.. هذا إذا كان هنالك ميزانية منزلية.
ماذا نقرأ من خلالها؟
ما يمكن قراءته بسهولة من وراء هذه العبارة الماكرة.. التي وفرت خدمات شبكات الهاتف الجوال حضورها، حتى ولو كنتم في بروج مشيدة.. أو في دورة المياه "أعزكم الله".. أنها استطاعت أن تعرّي أسلوب إدارة اقتصاديات المنزل بالنسبة للكثير من السعوديين.. الذين قلّ أن تجد من بينهم من لا يرفع عقيرته -حلوة عقيرته هذي التي لا أريد أن أضيع وقتي في البحث في القاموس عن معناها الذي لن يقدم ولن يؤخر- بأن الراتب صار أكثر شبهاً بمادة الزئبق الذي لا تستطيع الإمساك به.. تكشف عن أننا أصبحنا أمة "وانت جاي".. كل شيء "وأنت جاي"، رغم أنك لا تستطيع -وهذه بديهة- أن تأتي بشيء "وانت رايح" .. وهي مسألة لها علاقة بأي شيء.. إلاّ أن يكون لها علاقة بالاقتصاد المنزلي المزعوم.. في ظل سياسة "المفاطيح"، و"لمسايي" وملحقاتهما.. والتي سيحار السيد "آدم سميث" الاقتصادي الشهير لو قيض الله له العمر للوقوف على هذه المعطيات الاقتصادية في العثور على توصيف تقني يناسبها.. لأنها خارج نطاق مادة الاقتصاد.. لأنها "ميتافيزيقيا اقتصادية" لا علاقة للأرقام والعملات فيها لا من قريب ولا من بعيد!، حتى وإن تمت تحت عباءتها.
نقلاً عن جريدة الرياض الحبيبة
صراحة قمة الإزعاج ورفع الضغط بالنسبة لي
بس كلمة ( لو أنت ولد أبوك قل لا ) هذي قوية بحقنا
أنا لا أقبل إلا إذا كنت قريب من السوق أو السوبر ماركت
أما أن تطلب وأنا قريب من البيت فأبعد عليها من لحس إذنها :214:
لحساسية الموضوع نقلته لكم حرفياً بانتظاركم يا رجال ويا نساء
دمتم بخير
http://s.alriyadh.com/2011/02/18/img/964487567185.jpg
رجل ينهي طلبات أسرته وهو «جاي للبيت»
تحقيق - «الريـــاض»
كم مرة في اليوم تسمع مثل هذه العبارة؟، وكم مرة باغتك هذا الأمر الذي يتلبس السكينة واللطف والمجانية، وهو يخفي في داخله روح الفرمان؟.. لتنحرف بسيارتك إلى مكان تجاوزته بعصبية مكتومة ل"تجيب معك" هذا الشيء أو ذاك..
"وانت جاي"، وكم مرة تسلمت قائمة الطلبات، وسألت: ماذا بعد؟، وحين جاءك الجواب: لا شيء على الإطلاق، توكلت على الله لتصطادك عبارة "جب معك وانت جاي" في منتصف الطريق، وأنت في عز القرف من حركة المرور.. أو عبثية بعض السائقين من الشباب والعمالة. لتفرض عليك طلبات ما وراء القائمة؟.
رجاءً.. احتفظ بإجابتك لنفسك، لكن لا تدّعي بأنك خارج بث سياسة "جب معك وانت جاي" هذه.. وإلاّ لن تكون سعودياً.. لأنها فيما نعلم ماركة مسجلة للأسر السعودية، وكيفية إدارتها لاقتصاديات المنزل. ما جعل الكثيرين منا أعجز من أن يستطيعوا أن يضعوا موازنات شهرية لمصاريفهم المنزلية.
«أم العيال أكلف ما عليها ترفع السماعة وتطلب.. وإذا أنت ولد أبوك قل لا»!!!!
من أين جاءت هذه الشيفرة السحرية؟
أحد الظرفاء يقول إنه يستطيع أن يخمن ما هو الإعلان التجاري الذي يُبث على التليفزيون وهو في عمله أو في سيارته؛ لحظة ورود اتصال إليه من أحد أفراد أسرته ليقول له هذه العبارة!، بمعنى أن المحرك الأساسي لطلبات ما وراء الفاتورة هو إعلانات التليفزيون؛ لأن ثقافة الاستهلاك أصبحت أكبر وأقوى من احتمالات حصر القوائم اليومية.. ولأنها طارئة.. فإنها تختفي خلف هذه الشيفرة التي تظهر الاستكانة وهي تتمسح بالعواطف كقطة شيرازية.. فيما هي تملي رغباتها بصرامة الأمر، وكأنها تلعب دور السنّارة، التي يقوم بدور "الطُعم" فيها.. عبارة "وأنت جاي".. هذه العبارة الأليفة والوديعة حدّ الذوبان كقطعة آيسكريم في كف طفل على ساحل البحر في صيف جدة!.
نحن من جانبنا ألفناها حتى لم نعد نفكر فيها وفي دلالاتها.. ألفناها على أنها جملة تودد وكأن كل ما فيها من ألغام الطلبات لا يعدو كونه شيئاً من فعل القدوم "مادام أنت جاي جيب معاك كذا"، على غرار ذلك المثل الشعبي الذي يقول بذات اللغة: (على وجهك شيل خشبه)!.
لماذا "وانت جاي"؟
لو فتشت عن أي سرّ دفين لهذه العبارة.. لما انتهيت لما هو أكثر من انتهاء دورك كمقرر.. أو كولي أمر كما يُقال في الصيغ الرسمية.. فأنت في نهاية الأمر مجرد "مرسال" شأنك شأن السائق أو أي أحد آخر.. لا بد أن يمتثل للأمر.. ولكي يبدو الأمر خارج نطاق مناقشة الميزانية التي يفترض أنك صاحب القرار فيها أو على الأقل أحد طرفيها بحكم أن "المدام المصون" هي صاحبة اليد الطولى، وإذا أنت "ابن أبوك" قل غير هذا الكلام.. فطالما أنك "جاي" ولا بد أنك "جاي" رغماً عن أنفك.. هذه حقيقة لا جدال حولها.. ترنم بأغنية: (بابوري رايح.. رايح.. بابوري جاي.. بابوري محمل سكر وشاي)، و(جب مع) المطلوب، وفك عمرك!.
إذن هي عبارة تستخدم دون براءة غالباً.. للتخلص من تبعات المناقشة في الميزانية، أو هي على الأقل مخرج للالتفاف على بنود الميزانية المنزلية.. هذا إذا كان هنالك ميزانية منزلية.
ماذا نقرأ من خلالها؟
ما يمكن قراءته بسهولة من وراء هذه العبارة الماكرة.. التي وفرت خدمات شبكات الهاتف الجوال حضورها، حتى ولو كنتم في بروج مشيدة.. أو في دورة المياه "أعزكم الله".. أنها استطاعت أن تعرّي أسلوب إدارة اقتصاديات المنزل بالنسبة للكثير من السعوديين.. الذين قلّ أن تجد من بينهم من لا يرفع عقيرته -حلوة عقيرته هذي التي لا أريد أن أضيع وقتي في البحث في القاموس عن معناها الذي لن يقدم ولن يؤخر- بأن الراتب صار أكثر شبهاً بمادة الزئبق الذي لا تستطيع الإمساك به.. تكشف عن أننا أصبحنا أمة "وانت جاي".. كل شيء "وأنت جاي"، رغم أنك لا تستطيع -وهذه بديهة- أن تأتي بشيء "وانت رايح" .. وهي مسألة لها علاقة بأي شيء.. إلاّ أن يكون لها علاقة بالاقتصاد المنزلي المزعوم.. في ظل سياسة "المفاطيح"، و"لمسايي" وملحقاتهما.. والتي سيحار السيد "آدم سميث" الاقتصادي الشهير لو قيض الله له العمر للوقوف على هذه المعطيات الاقتصادية في العثور على توصيف تقني يناسبها.. لأنها خارج نطاق مادة الاقتصاد.. لأنها "ميتافيزيقيا اقتصادية" لا علاقة للأرقام والعملات فيها لا من قريب ولا من بعيد!، حتى وإن تمت تحت عباءتها.
نقلاً عن جريدة الرياض الحبيبة
صراحة قمة الإزعاج ورفع الضغط بالنسبة لي
بس كلمة ( لو أنت ولد أبوك قل لا ) هذي قوية بحقنا
أنا لا أقبل إلا إذا كنت قريب من السوق أو السوبر ماركت
أما أن تطلب وأنا قريب من البيت فأبعد عليها من لحس إذنها :214:
لحساسية الموضوع نقلته لكم حرفياً بانتظاركم يا رجال ويا نساء
دمتم بخير