أرسطوالعرب
26-02-2003, 10:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تلال خضراء وسماء ملبدة بالغيوم والوقت... الوقت بالكاد توقف صباحاً ، وهو بقميصه الأسود وبضع رسومات ذهبية عليه...وقلم في جيبه العلوي...وبنطال أبيض .
يقف على التلال وبعينه نشوة تنطق ( أنا بطل هذه الصورة)
عفواً يبدو أنني نسيت أن أخبركم أنني أصف صورة لي تصورتها حديثاً
ونسيت أيضاً أن أخبركم أنني أعمى البصر.....العفو فهذه قصة قديمة سأحكيها لكم...
*
كُنت بصيراً قبل زمن وأجدني كُنت ضريراً حينها ولكني بصيراً...
شاهدت الكثير والكثير ولم يكن بحسباني أنني سأشاهد ما شاهدته...
صديقي ونور عيني - سابقاً :) - شاهدته يتكئ على إحدى الشمعات التي إعتدنا إشعالها في زوايا الحي...
إقتربت منه حتى جلست بين يديه وقلت له (أحزر من رأيت ؟) لم يجبني فقد كان مطأطأ الرأس لا أرى منه سوى شعر رأسه الذي بدأ يقل ...
في عمق هذا التأمل وإنتظار مشاركته الحوار سقطت دمعة منه أثارت نقع غبار الشمع المتلبد على الأرض وراق الشمع دماً قانِ....توقف عقلي عن التفكير...
عُقد لساني....قفز قلبي حتى أنني شعرت به يزاحم عقلي هرباً لولا صلابة جمجمتي آن ذاك :)
كل ما كُنت أريده شيء واحد.....ألا تقع عيني على عين صديقي فأرى دمعته... فذاك سيكلفني الكثير...فلم أهيء نفسي بعد لمشاهدة وجهه المألوف ....باكياً !
عيني لاتتقبل تقاسيمه وتعابيره تلك...إطلاقاً.
رفع وجهه إلي ونظر إلي باكياً ترتجف على شفتيه إبتسامات متلاحقة كأنها أجنحة صقر تضرب جسده الطائرليطير!!
ثم تستريح مفرودة لتعاود تلاحق تلك الحركة في ديناميكية غير مقنعة !!
كانت المرة الأولى التي أشاهد بها إبتسامة العذاب......حقاً إنها إبتسامة عذاب كاملة !!
**
....سألته بعد جهد كبير (ماذا حدث؟!!)
إلا أنني لم أنطقها ولم أعزفها على أوتاري الصوتية إنما نجحت تعابير السؤال المرسومة على وجهي تُعبر وترسم مالذ وطاب على وجهي
رُحماك ربي....أنطقني!..
أنطقني باسم أسمى أفعالي التقربية إليك..!
ثم ظهر أمامي حديث المصطفى عن العابد الذي رفض دخول الجنة برحمة ربه بل بعمله فغلبت نعمة البصر على كُل أعماله ...فأسرعت أناجي ربي
(إذن ربي خذ نعمة بصري ولا تجعلني أرى حزن صديقي)....وكانت الإجابة سريعة....
***
....أظلمت الدنيا ثم إبيضت مرة أُخرى ولكن بلا شيء
نسيج من القطن الأبيض على سماء سوادء...كُل ما أراه كان غمام ووسائد وأشباه سماوات فقط!!
تقييم الموقف أصبح مُركزاً...ولكنه غير منطقي.....فكيف يصبح الظلام مضيئاً ؟!!!!
فكل ما أراه لا ملامح له...وأنا في هذه المعمعة تذكرت أنني بين يدي صديقي وأن هذه أمنيتي ...سألته (مابك؟!)
أجابني صمته....بالصمت!!
أطلقت أمنيتي الثانية أن أصبح أصم مقابل التخفيف عنه....وكان لي ما كان...!
****
.......لم أعد أبصر ولا أسمع.....ذلك شيء رهيب
أن تفقد أقوى حاستين وأهم حاستين للأغبياء....شعور عجيب أن تنعزل عن وجودك وأنت بها !!
لولا موقفي ذلك....لضحكت
لا أعلم الكثير عن تلك اللحظة مرتبكٌ الآن وسردي البسيط المتقطع يبدو لكم هشاً أعلم ذلك وأقوله لكم كي يتأكد الأعمى من جدوى حديثه معكم
إلا أن هذا ما قد حدث!
****
أخذتني يد صديقي التي لا أُخطؤها إلى بيتي....ثم غاب فترة وعاد ليقدم لي أزهار تحسستها كانت (لافندر)
ثم قدم لي لوحاً خشبياً - أظنه كذلك - به جملة منحوتة بعنف ((لماذا؟؟....لاشيء يستحق))
لم أكترث للإجابة عن سؤاله ذاك....فحقاً إستجاب الله دعوتي وأزال حزنه لدرجة أنه أصبح يصف حزنه (بلا شيء يستحق)....هُنا إستكانت ثائرتي
وتلك بداية النهاية لصديقي فإبتسامتي حينها أغضبته وعدم حديثي معه علله بالتجاهل ولم يعلم أنني إضافة لكوني أعمى...فأنا أصم لا أسمع...
فإنفعالات يده وهزه لكتفي بعنف جعلني أعلم أنه كان يتكلم ويخاطبني...ولكني لا أسمع!!!
لم تراودني حاجة التبرير......لذلك لم أتكلم عن إتفاقي مع ربي...لصديقي
فأصبحت أعمى وأصم حقيقةً...وأبكم لتلك اللحظة.!
****
في عمق تلك اللحظة وبكل مافيها من ضجيج أشعر به ولا أسمعه ضحكت قليلاً وإبتسمت إبتسامات العذاب المتتالية ثم نطقت (أحضر لي البرواز...ستجده فوق مكتبي)
شعور غريب أن تتكلم....ولا تسمع ما تكلمته!!
فأنت لاتستطيع تحديد إذا كان نطقك بصوت عالٍ أو همساً...!!!
غاب للحظات فقد خف الضجيج التي بدأت ألمسه وأتذوقه ثم وجدت البرواز في يدي
تحسست البرواز.....إطار فضي عريض وبه زخارف بخشب الزان أتذكر تناسقها الجميل الذي يضيف ((للرؤية)) هدوء جميل وسعادة قد تخدع الناظر بوسامتي في تلك الصورة...
تحسست الزجاج وإبتسمت......فقد كان شفافٌ مائلاً إلى اللون الوردي قليلاً....وفي داخله صورة لي وأنا على مكتبي وخلفي تظهر من الشباك حدائق اللافندر وفي يدي قلمي وعن يميني محبرتي وبين يدي كتابي وعلى وجهي إبتسامتي
أزلت الزجاجة فلا حاجة لتحسين الصورة....لأعمى !
وأصبحت أتحسس الصورة في كل يوم وأنا أحاول تحديد مواقع مابالصورة لمساً....
توالت الأيام ولم يعد صديقي يزورني كما كان بالسابق.....فيبدو أنه غضب وحتماً لن أعلم مالذي أغضبه فأنا أعمى وأصم إضافة لكتلة غبائي
وأنا والبرواز.......نتذكر......هكذا أصبحت حياتي
ثم طرأت لي فكرة!
وطفقت أطبقها كل يوم.....فأصبحت أتخيل صوراً حديثة لي من مخيلتي بخلفيات أحددها كما أحب وأتحكم بالطقس إن كنت أريده ممطراً أم صافياً
جميل حقاً أن تمتلك القدرة في تغيير أي شيء في صورة داخل بروازها كما تحب....
ها ها ها ....أضحكني تخيلكم وأنتم تغيرون صوركم في البراويز....فقد وجدتني أسأل كم مرة ستغيرون ملامح الصورة الواحدة؟:)
لاتغضبوا وإن غضبتم فلن أعلم أنكم غاضبون فلن أسمعكم ولن أراكم غاضبين
ولعلكم تتهامسون ما هو آخر تخيل لصورة البرواز الذي في يدي الآن :)
حسناً إليكم وصفها.....
تلال خضراء وسماء ملبدة بالغيوم والوقت... الوقت بالكاد توقف صباحاً ، وهو بقميصه الأسود وبضع رسومات ذهبية عليه...وقلم في جيبه العلوي...وبنطال أبيض .
يقف على التلال وبعينه نشوة ... أنه بطل هذه الصورة......أنا . *إنتهى*
:star:وميض الإنفلات
هل من المهم التضحية للصديق بغض النظر عن حجم التضحية....أم الأهم هو تقديم تضحية متناسبة مع عقليته وأهميته بالنسبة لك ؟!
---------
إن التعامل مع معطيات الذات بغض النظر عن المحيط هو قمة السيادة على الذات
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تلال خضراء وسماء ملبدة بالغيوم والوقت... الوقت بالكاد توقف صباحاً ، وهو بقميصه الأسود وبضع رسومات ذهبية عليه...وقلم في جيبه العلوي...وبنطال أبيض .
يقف على التلال وبعينه نشوة تنطق ( أنا بطل هذه الصورة)
عفواً يبدو أنني نسيت أن أخبركم أنني أصف صورة لي تصورتها حديثاً
ونسيت أيضاً أن أخبركم أنني أعمى البصر.....العفو فهذه قصة قديمة سأحكيها لكم...
*
كُنت بصيراً قبل زمن وأجدني كُنت ضريراً حينها ولكني بصيراً...
شاهدت الكثير والكثير ولم يكن بحسباني أنني سأشاهد ما شاهدته...
صديقي ونور عيني - سابقاً :) - شاهدته يتكئ على إحدى الشمعات التي إعتدنا إشعالها في زوايا الحي...
إقتربت منه حتى جلست بين يديه وقلت له (أحزر من رأيت ؟) لم يجبني فقد كان مطأطأ الرأس لا أرى منه سوى شعر رأسه الذي بدأ يقل ...
في عمق هذا التأمل وإنتظار مشاركته الحوار سقطت دمعة منه أثارت نقع غبار الشمع المتلبد على الأرض وراق الشمع دماً قانِ....توقف عقلي عن التفكير...
عُقد لساني....قفز قلبي حتى أنني شعرت به يزاحم عقلي هرباً لولا صلابة جمجمتي آن ذاك :)
كل ما كُنت أريده شيء واحد.....ألا تقع عيني على عين صديقي فأرى دمعته... فذاك سيكلفني الكثير...فلم أهيء نفسي بعد لمشاهدة وجهه المألوف ....باكياً !
عيني لاتتقبل تقاسيمه وتعابيره تلك...إطلاقاً.
رفع وجهه إلي ونظر إلي باكياً ترتجف على شفتيه إبتسامات متلاحقة كأنها أجنحة صقر تضرب جسده الطائرليطير!!
ثم تستريح مفرودة لتعاود تلاحق تلك الحركة في ديناميكية غير مقنعة !!
كانت المرة الأولى التي أشاهد بها إبتسامة العذاب......حقاً إنها إبتسامة عذاب كاملة !!
**
....سألته بعد جهد كبير (ماذا حدث؟!!)
إلا أنني لم أنطقها ولم أعزفها على أوتاري الصوتية إنما نجحت تعابير السؤال المرسومة على وجهي تُعبر وترسم مالذ وطاب على وجهي
رُحماك ربي....أنطقني!..
أنطقني باسم أسمى أفعالي التقربية إليك..!
ثم ظهر أمامي حديث المصطفى عن العابد الذي رفض دخول الجنة برحمة ربه بل بعمله فغلبت نعمة البصر على كُل أعماله ...فأسرعت أناجي ربي
(إذن ربي خذ نعمة بصري ولا تجعلني أرى حزن صديقي)....وكانت الإجابة سريعة....
***
....أظلمت الدنيا ثم إبيضت مرة أُخرى ولكن بلا شيء
نسيج من القطن الأبيض على سماء سوادء...كُل ما أراه كان غمام ووسائد وأشباه سماوات فقط!!
تقييم الموقف أصبح مُركزاً...ولكنه غير منطقي.....فكيف يصبح الظلام مضيئاً ؟!!!!
فكل ما أراه لا ملامح له...وأنا في هذه المعمعة تذكرت أنني بين يدي صديقي وأن هذه أمنيتي ...سألته (مابك؟!)
أجابني صمته....بالصمت!!
أطلقت أمنيتي الثانية أن أصبح أصم مقابل التخفيف عنه....وكان لي ما كان...!
****
.......لم أعد أبصر ولا أسمع.....ذلك شيء رهيب
أن تفقد أقوى حاستين وأهم حاستين للأغبياء....شعور عجيب أن تنعزل عن وجودك وأنت بها !!
لولا موقفي ذلك....لضحكت
لا أعلم الكثير عن تلك اللحظة مرتبكٌ الآن وسردي البسيط المتقطع يبدو لكم هشاً أعلم ذلك وأقوله لكم كي يتأكد الأعمى من جدوى حديثه معكم
إلا أن هذا ما قد حدث!
****
أخذتني يد صديقي التي لا أُخطؤها إلى بيتي....ثم غاب فترة وعاد ليقدم لي أزهار تحسستها كانت (لافندر)
ثم قدم لي لوحاً خشبياً - أظنه كذلك - به جملة منحوتة بعنف ((لماذا؟؟....لاشيء يستحق))
لم أكترث للإجابة عن سؤاله ذاك....فحقاً إستجاب الله دعوتي وأزال حزنه لدرجة أنه أصبح يصف حزنه (بلا شيء يستحق)....هُنا إستكانت ثائرتي
وتلك بداية النهاية لصديقي فإبتسامتي حينها أغضبته وعدم حديثي معه علله بالتجاهل ولم يعلم أنني إضافة لكوني أعمى...فأنا أصم لا أسمع...
فإنفعالات يده وهزه لكتفي بعنف جعلني أعلم أنه كان يتكلم ويخاطبني...ولكني لا أسمع!!!
لم تراودني حاجة التبرير......لذلك لم أتكلم عن إتفاقي مع ربي...لصديقي
فأصبحت أعمى وأصم حقيقةً...وأبكم لتلك اللحظة.!
****
في عمق تلك اللحظة وبكل مافيها من ضجيج أشعر به ولا أسمعه ضحكت قليلاً وإبتسمت إبتسامات العذاب المتتالية ثم نطقت (أحضر لي البرواز...ستجده فوق مكتبي)
شعور غريب أن تتكلم....ولا تسمع ما تكلمته!!
فأنت لاتستطيع تحديد إذا كان نطقك بصوت عالٍ أو همساً...!!!
غاب للحظات فقد خف الضجيج التي بدأت ألمسه وأتذوقه ثم وجدت البرواز في يدي
تحسست البرواز.....إطار فضي عريض وبه زخارف بخشب الزان أتذكر تناسقها الجميل الذي يضيف ((للرؤية)) هدوء جميل وسعادة قد تخدع الناظر بوسامتي في تلك الصورة...
تحسست الزجاج وإبتسمت......فقد كان شفافٌ مائلاً إلى اللون الوردي قليلاً....وفي داخله صورة لي وأنا على مكتبي وخلفي تظهر من الشباك حدائق اللافندر وفي يدي قلمي وعن يميني محبرتي وبين يدي كتابي وعلى وجهي إبتسامتي
أزلت الزجاجة فلا حاجة لتحسين الصورة....لأعمى !
وأصبحت أتحسس الصورة في كل يوم وأنا أحاول تحديد مواقع مابالصورة لمساً....
توالت الأيام ولم يعد صديقي يزورني كما كان بالسابق.....فيبدو أنه غضب وحتماً لن أعلم مالذي أغضبه فأنا أعمى وأصم إضافة لكتلة غبائي
وأنا والبرواز.......نتذكر......هكذا أصبحت حياتي
ثم طرأت لي فكرة!
وطفقت أطبقها كل يوم.....فأصبحت أتخيل صوراً حديثة لي من مخيلتي بخلفيات أحددها كما أحب وأتحكم بالطقس إن كنت أريده ممطراً أم صافياً
جميل حقاً أن تمتلك القدرة في تغيير أي شيء في صورة داخل بروازها كما تحب....
ها ها ها ....أضحكني تخيلكم وأنتم تغيرون صوركم في البراويز....فقد وجدتني أسأل كم مرة ستغيرون ملامح الصورة الواحدة؟:)
لاتغضبوا وإن غضبتم فلن أعلم أنكم غاضبون فلن أسمعكم ولن أراكم غاضبين
ولعلكم تتهامسون ما هو آخر تخيل لصورة البرواز الذي في يدي الآن :)
حسناً إليكم وصفها.....
تلال خضراء وسماء ملبدة بالغيوم والوقت... الوقت بالكاد توقف صباحاً ، وهو بقميصه الأسود وبضع رسومات ذهبية عليه...وقلم في جيبه العلوي...وبنطال أبيض .
يقف على التلال وبعينه نشوة ... أنه بطل هذه الصورة......أنا . *إنتهى*
:star:وميض الإنفلات
هل من المهم التضحية للصديق بغض النظر عن حجم التضحية....أم الأهم هو تقديم تضحية متناسبة مع عقليته وأهميته بالنسبة لك ؟!
---------
إن التعامل مع معطيات الذات بغض النظر عن المحيط هو قمة السيادة على الذات
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628