المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *)(تأملات في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة)(*



عمر باعقيل
27-05-2010, 12:57 PM
تأملات في الاعجاز العلمي في القرآن والسنة .. ( كل يوم اعجاز )
قال تعالى (سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)

هذه البينة القرآنية الحية قائمة بين أيدينا تشع بأنوارها عبرالقرون وتدهش بحقائقها اليوم علماء الكون في شتى التخصصات..
وسنتابع سوياً وعلى عدة موضوعات إن شاء الله مقالات وحقائق فى الإعجاز العلمى - فتابعوا الموضوع ، ونسألكم الدعاء بظهر الغيب..
أولا :
أهداف الاعجاز (http://forum.mn66.com/t177621.html)العلمي (http://forum.mn66.com/t177621.html)في القرآن (http://forum.mn66.com/t177621.html)الكريم :
1- إظهار عظمة كتاب الله تعالى من خلال تعريف القرّاء بإعجاز القرآن من الناحيتين العلمية والرقمية. والمساهمة في وضع الأساس العلمي والشرعي لعلم الإعجاز واستنباط المعجزات العلمية والعددية من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، دون أن نحمل النصوص ما لا تحتمل من المعاني.
2- إقناع المشككين برسالة الإسلام بأن القرآن هو كتاب منزَّل من عند الله تعالى، وخطابهم بأسلوب علمي.
3- شحذ همم الباحثين عن عجائب القرآن وتشجيع القراء ليزدادوا بحثاً وتدبراً لكتاب ربهم عز وجل، وتبيان أن القرآن الكريم يحوي جميع العلوم، وعلى كل باحث أن يبحث في القرآن حسب اختصاصه وسيجد إعجازاً واضحاً.
4- إثبات أن القرآن كتاب منزل من عند الله تعالى وأنه حق بكل ما جاء فيه، وأن الله قد حفظه من التحريف أو التبديل، وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله.
5- عرض أحدث الحقائق العلمية بأسلوب ميسَّر يمزج بين العلم والإيمان، والمساهمة في وضع ضوابط علمية وشرعية لعلوم الإعجاز في القرآن والسنة.
6- اكتشاف الحقائق العلمية من القرآن والسنة، ونشر هذه الحقائق على أوسع نطاق ممكن.


نفعني الله واياكم به ..

ام سلمان
28-05-2010, 01:40 AM
جزاك الله خيرا
نفعنا الله واياكم
ننتظر كل يوم

عمر باعقيل
28-05-2010, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نبــــــــــدأ

من فوائد الصلاة الطبية والنفسية
لماذا لا نشعر بحلاوة الصلاة؟ ولماذا نشعر بأن الصلاة ثقيلة؟ السبب بسيط وهو أننا لا ندرك فوائد الصلاة للنفس والروح والجسد، لنقرأ....




http://www.kaheel7.com/userimages/prayer-muslim.JPG

دراسات كثيرة تحدثت عن فوائد الصلاة طبياً، وقد أحببتُ أن أذكر ببعض الفوائد التي ينبغي علينا أن ندركها لنشعر بحلاوة ولذة الصلاة والعبادة. وإليكم بعض هذه الفوائد باختصار:
1- الصلاة هي أفضل رياضة عقلية وروحية وجسدية، والمحافظة عليها يعني المحافظة على جسد سليم وحالة نفسية هادئة ومستقرة. ولذلك فإن أهم صفة من صفات المتقين بعد الإيمان هي الصلاة، يقول تعالى في أول سورة بعد الفاتحة: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 2-3].
2- إذا أردتَ أن تعالج آلام أسفل الظهر والقدمين فعليك بالصلاة والحفاظ عليها. والصلاة ليست مجرد عبادة نتقرب بها إلى الله لنكون من المفلحين في الآخرة، بل هي نجاح في الدنيا أيضاً، وهي خير للمؤمن، وهذا ما نجده في قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 110].
3- الصلاة هي رياضة خفيفة ومفيدة للعضلات وتعالج الوهن الجسدي والعجز والضعف الذي يصيب الكثيرين. وهي أفضل علاج لمشاكل العصر إذا ما ترافقت بالصبر، فالصلاة والصبر علاج ناجع لكثير من الأمراض النفسية، ولذلك قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
4- في الركوع والسجود فائدة عظيمة للأوعية الدموية وتحسين دورة الدم، وتحسين أداء القلب، والمذهل أن هذه التأثيرات العجيبة لا تظهر إلا مع المحافظة على الصلوات، ومن هنا ربما ندرك لماذا أمرنا الله بالمحافظة على الصلاة! يقول تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
5- إن حركات الصلاة متنوعة وشاملة وتساعد على دوران الدم بشكل جيد وإيصاله لكافةأعضاء الجسد وبخاصة الدماغ، فانحناء الجسم أثناء الركوع وأثناء السجود يساعد على تنشيط الدورة الدموية. وأهم ما في الصلاة أنها عمل منتظم ومستمر وتستمر حتى آخر لحظة من حياة المؤمن. والصلاة تساعد على علاج الخوف والاضطرابات النفسية والقلق، ولذلك قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 277].
6- الصلاة تمنح المؤمن طاقة عجيبة بسبب اتصاله مع خالقه عز وجل، هذه الطاقة تزداد مع الخشوع، ولذلك أمرنا الله بالخشوع أثناء الصلاة فقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
7- وأخيراً تعتبر الصلاة رياضة خفيفة لا تضر الجسم مثل الرياضة العنيفة التي تتطلب الجري السريع وإجهاد العضلات وتحميلها أكثر من طاقتها. لذلك فإن الصلاة راحة للإنسان وهذا ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لسيدنا بلال: (أرِحنا بها يا بلال)، وقد اعتبر النبي أن أحب الأعمال إلى الله: الصلاة على وقتها، فهل نقتدي بهذا النبي الكريم؟!

أبو مصعب السكندرى
29-05-2010, 01:36 AM
رائعة
جعلها الله في ميزان حسانتك
واساله سبحانه وتعالي

ان يثبت قلبك

عمر باعقيل
29-05-2010, 05:30 PM
الحبيب والغالي
ابا مصعب
يعلم الله كم احبك فيه

عمر باعقيل
29-05-2010, 05:31 PM
النمل يحمل الموتى إلى المقبرة!!
في بحث جديد حيَّر العلماء: كيف يتمكن النمل من معرفة النملة الميتة بسرعة مذهلة فيسارع إلى حملها وإلقائها في مقابر خاصة خارج المستعمرة... إنها قدرة الخالق عز وجل....



سبحان الله النمل الأرجنتيني البالغ يكتشف النمل الميت فينقله خلال ساعة من الوفاة إلى خارج مستعمرة النمل ليجمعه على شكل كومة من الجثث حيث يطلق النملة الميتة نوعاً من الروائح الكيميائية التي تدل على وفاتها وكأنها تخبر النملات: أنا ميتة خذوني خارج المستعمرة. ويعتبر التخلص من الجثث سلوكاً تلجأ له النملة للمحافظة على سلامة بيئة المستعمرة وحمايتها من الأمراض، وهو مشابه لما يقوم به البشر. ويأمل العلماء استخدام هذه المواد الكيميائية لتطوير المبيدات الحشرية للقضاء على النمل. في الصورة تبدو نملة عاملة تحمل نملة صغيرة في طور الحضانة إلى تلك الكومة.


http://www.kaheel7.com/userimages/200905051478920.jpg

إن النمل بهذا التصرف يشبه البشر، ومن هنا ربما نستطيع توسيع فهمنا لمعنى قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. وفي هذه الآية إجابة شافية لحيرة العلماء الماديين الذين لا يعترفون بالخالق سبحانه وتعالى.
ملاحظة ورد على شبهة
وعندما كنتُ أقرأ هذه الآية وجدتها تقع بين آيتين تتحدثان عن تكذيب الكفار، وقلتُ سبحان الله! لماذا تأتي آيات القرآن هكذا حتى إن بعض المشككين انتقد القرآن وقال إن آياته غير مترابطة، حيث يكون الحديث عن الكفار مثلاً ثم تأتي آية تتحدث عن الكون أو الأرض أو البحار... ثم يعود الحديث عن الكفار من جديد... ويقولون إن هذا دليل على عدم ترابط آيات القرآن، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ولذلك فقد دققتُ النظر بالآية التي سبقت هذه الآية فوجدتها تتحدث عن طلب للملحدين بأن تنزل معجزة على النبي صلى الله عليه وسلم: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الأنعام: 37]، ثم تأتي الآية 38 من سورة الأنعام وهي آية تحوي العديد من المعجزات، وهي قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
فلو كان لدى هؤلاء الملحدين علم كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) لم يطلبوا أي معجزة، لأن كل شيء في الكون يشهد على وجود الخالق الحكيم، ولذلك جاءت هذه الآية لتحدثهم عن حقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، وهي أن بقية المخلوقات هي أمم أمثالنا، وبالفعل لا زال العلم يكتشف مصداق هذه الآية يوماً بعد يوم.
والآن لنقرأ النص القرآني المؤلف من ثلاث آيات: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام: 37-39].
إذاً لا يوجد انقطاع في معاني الآيات إنما جاءت الآية 38 لترد على الكفار طلبهم بنزول معجزة، فقد وضع الله آية عظيمة مليئة بالمعجزات (الآية 38)، ولكنهم لم يشغلوا عقولهم، ولذلك قال تعالى في الآية التي تسبق هذا النص مباشرة: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [الأنعام: 36].

عمر باعقيل
30-05-2010, 08:37 PM
البحر المسجور

إنها حقائق تشهد على عظمة منزل القرآن تبارك وتعالى، حدثنا عن بحر محمّى، بل وأقسم به، وجاء العلماء ليصوروا هذا المشهد الرائع في أعماق المحيط.......



تمتد التصدعات الأرضية لتشمل قاع البحار والمحيطات، ففي قاع البحار هنالك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهر من باطن الأرض. وقد اكتشف العلم الحديث هذه الشقوق حيث تتدفق الحمم المنصهرة في الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق! هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].

إن القرآن لو كان صناعة بشرية لامتزج بثقافة عصره، فمنذ أربعة عشر قرناً لم يكن لدى إنسان من الحقائق إلاَّ الأساطير والخرافات البعيدة عن الواقع، وإن خلوّ القرآن من أيٍّ من هذه الأساطير يمثل برهاناً مؤكداً على أنه كتاب ربِّ العالمين، أنزله بقدرته وبعلمه.

ولكن قد يتساءل المرء عن سرّ وجود هذه الصدوع. ولماذا جعل الله الأرض متصدعة في معظم أجزائها؟ إن الجواب عن ذلك بسيط، فلولا هذه الصدوع، ولو كانت القشرة الأرضية كتلة واحدة لا شقوق فيها، لانحبس الضغط تحتها بفعل الحرارة والحركة وأدَّى ذلك إلى تحطم هذه القشرة وانعدمت الحياة.

لذلك يمكن القول إن هذه الصدوع هي بمثابة فتحات تتنفس منها الأرض، وتخرج شيئاً من ثقلها وحرارتها وضغطها للخارج. بتعبير آخر هي صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأرض وتوازنها.

إن حقيقة البحر المشتعل أو (البحر المسجور) أصبحت يقيناً ثابتاً. فنحن نستطيع اليوم مشاهدة الحمم المنصهرة في قاع المحيطات وهي تتدفق وتُلهب مياه المحيط ثم تتجمَّد وتشكل سلاسل من الجبال قد يبرز بعضها إلى سطح البحر مشكلاً جزراً بركانية. هذه الحقيقة العلمية لم يكن لأحد علم بها أثناء نزول القرآن ولا بعده بقرون طويلة، فكيف جاء العلم إلى القرآن ومن الذي أتى به في ذلك الزمان؟

إنه الله تعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى والذي حدثنا عن اشتعال البحار ويحدثنا عن مستقبل هذه البحار عندما يزداد اشتعالها: (وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]، ثم يأتي يوم لتنفجر هذه البحار، يقول تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3].

وهنا نكتشف شيئاً جديداً في أسلوب القرآن أنه يستعين بالحقائق العلمية لإثبات الحقائق المستقبلية، فكما أن البحار نراها اليوم تشتعل بنسبة قليلة، سوف يأتي ذلك اليوم عندما تشتعل جميعها ثم تنفجر، وهذا دليل علمي على يوم القيامة.

والآن مع بعض الصور التي تشهد على قدرة الخالق عز وجل، لنتأمل ونسبح الله تعالى: كيف تختلط النار بالماء وعلى الرغم من ذلك لا تطفئ الماء النار ولا تبخر النار الماء، بل يبقى التوازن، فسبحان الله!

http://www.kaheel7.com/userimages/lava_0001.JPG

حمم منصهرة تتدفق في قاع المحيط، وتظهر كيف تحمي ماء البحر، فهو بحر مسجور كما وصفه الله تعالى.

http://www.kaheel7.com/userimages/lava_0002.JPG

صورة حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم الله به، ولم يكتشف العلماء حقيقته إلا بعد أربعة عشر قرناً، وهذا المشهد يؤكد صحة ما جاء في القرآن بعكس ما يدعيه الملحدون من أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.

http://www.kaheel7.com/userimages/lava_0003.JPG

بعد تراكم الحمم المنصهرة تتشكل الجزر البركانية، ويؤكد العلماء إن جميع بحار الدنيا يوجد في قاعها شقوق تتدفق منها الحجارة المنصهرة، وأن هذه الظاهرة من الظواهر الكونية المرعبة، ولذلك أقسم الله بها أن عذابه سيقع: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 6-8].
وأخيراً لنقرأ النص كاملاً: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8].

عمر باعقيل
31-05-2010, 06:15 PM
اكتشاف ذكره القرآن حول الوحوش المفترسة


تبين أن الوحوش المفترسة تقتل فريستها بطريقة الخنق، وهذه معلومة جديدة على العلماء ولكنها ليست جديدة على كتاب الله تعالى، لنتأمل....



الحيوانات المفترسة حيَّرت الباحثين في طريقة عملها، فكيف يستطيع النمر مثلاً قتل الضحية خلال زمن قصير نسبياً؟ لقد وجد العلماء وبعد دراسات ومراقبة طويلة ما يلي:
إن تصميم أسنان هذه الحيوانات مناسب جداً لأداء المهمة، فهناك نابان بارزان في الفك العلوي ونابان بارزان في الفك السفلي، وبقية الأسنان صغيرة، لماذا؟
الذي لفت انتباه العلماء هو لماذا تستسلم الفريسة بسهولة للحيوان المفترس؟ لقد تبيَّن أن هذه الوحوش تقوم بغرز أنيابها في رقبة الضحية وتطبق أسنانها الصغيرة على القصبة الهوائية فتمنع الأكسجين من الدخول للدماغ وتموت الضحية مختنقة!
إذاً الاكتشاف الجديد يقول بأن الوحوش المفترسة تقتل الفريسة بطريقة الخنق، وهذه المعلومة حديثة جداً ولم يكن لأحد علم بها قبل مئة سنة مثلاً! يقول العلماء اليوم في مقالة بعنوان "إستراتيجية الصيد عند القطط الكبيرة" :
Once an animal is off its feet, the cat goes for the throat or muzzle, clamping its jaws tight to suffocate the prey. With small prey, a bite is delivered to the neck to sever the spinal chord.
يختار الحيوان المفترس منطقة الحنجرة ليطبق فكيه عليها ليخنق الفريسة بشدة، مع الفريسة الصغيرة فإن عضة من الرقبة لقطع الحبل الشوكي.
http://www.kaheel7.com/userimages/prey-3.JPG
انظروا معي إلى هذا التصميم الخارق لأسنان النمر، لولا هذه الأنياب البارزة لم يستطع أن يقتل فريسته، وسبحان الله نرى الملحدين يقولون بأن الطبيعة هي التي منحت هذا المخلوق شكله وهي التي علمته الصيد والطبيعة هي التي ترشده إلى رزقه... ولكننا نقول بأن الله تعالى هو الذي أعطى هذا المخلوق شكله وهداه إلى رزقه، يقول تعالى على لسان سيدنا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].
http://www.kaheel7.com/userimages/prey-2.JPG
يقوم الوحش المفترس بإحكام فكيه على رقبة الفريسة وبالتحديد منطقة الحنجرة التي هي أخطر جزء في الحيوان، وعندما يغرز فكيه في الرقبة ويطبق أسنانه بشدة على القصبة الهوائية يقطع إمدادات الدم والأكسجين عن الدماغ فتتخدر الفريسة وتستسلم بسهولة وتموت مختنقة... سبحان الله، من الذي علم هذا الفهد كل هذه التقنيات؟ أليس هو الله تعالى القائل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]؟!
الآن ماذا يقول القرآن يا أحبتي؟ وهل هو كتاب من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعي الملحدون؟ طبعاً من ميزات القرآن أنه يقدم لك المعلومة ليس لمجرد الاطلاع – كما يفعل العلماء اليوم – إنما يقدمها لك لهدف وحكمة وفائدة بل ويربطها بأمر يهمك في حياتك أو آخرتك.
فقد تحدث القرآن عن اللحوم التي حرم الله أكلها، فحرَّم لحم الخنزير وحرَّم الميتة وحرَّم "المنخنقة" والحقيقة هذا التعبير عجيب، يقول تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ) [المائدة: 3].
فهذه الحيوانات التي تفترسها الوحوش وربما تأكل بعضها وتترك بعضاً منها فلا يجوز أكلها، مع العلم أن الشائع في بعض الحضارات أكل مثل هذه الحيوانات، بل وحتى يومنا هذا هناك قبائل تأكل مثل هذه الحيوانات، فحرَّمها القرآن لأنها ضارة جداً، والسؤال: كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الوحوش المفترسة تخنق فريستها خنقاً؟!
ملاحظة:
إن القرآن يحوي إشارات خفية يفهمها كل قارئ على مر العصور، ولذلك فإن كلمة (الْمُنْخَنِقَةُ) تتضمن إشارة إلى الحيوانات التي تخنقها السِّباع، ومنها ما يأكل بعضها السبع، ولذلك قال تعالى: (وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ).
وهناك طرق كثيرة يموت بها الحيوان مختنقاً عندما يعلق بين أغصان شجرة مثلاً، وبالنتيجة كل حيوان يموت مختنقاً بأي طريقة كانت فقد حرَّم الله أكله، لما فيه من الضرر والأذى. والآية لا تدل فقط على الحيوانات التي تخنقها السباع، بل كل حيوان يموت خنقاً.
هناك إعجاز آخر في الآية في قوله تعالى: (الْمُتَرَدِّيَةُ) أي التي تسقط من جبل مرتفع فتموت، وهذه حرَّم الله أكلها لما فيها من الضرر أيضاً، ولكن كيف يمكن لحيوان أن يتردى من فوق جبل؟ ونحن نعلم أن الحيوانات لا تنتحر؟
سبحان الله! هناك بعض أنواع النسور تصطاد فريستها بطريقة غريبة، وهي أنها تلجأ إلى المرتفعات حيث تكثر الحيوانات الجبلية مثل الوعل وغيره، وبسبب الوزن الكبير للحيوان فإن النسر لا يتمكن من اصطياده، فيقوم بحيلة ذكية جداً حيث يقتل الفريسة بطريقة التردّي!!!
حيث يهبط النسر بشكل مفاجئ ويمسك بالفريسة ويسحبها قليلاً ثم يرميها من فوق الجبل فتسقط على الصخور وتموت، فينزل ويأكلها، انظروا كيف تعلم هذا النسر هذه التقنية العجيبة؟
فهذا النوع يدخل في قوله تعالى: (الْمُتَرَدِّيَةُ) فقد حرَّم الله أكلها، مع العلم أن الآية تحرّم أكل كل حيوان يسقط من مرتفع فيموت. وقد كان الناس في الماضي يعثرون على هذه المتردية في أسفل الجبل فيأكلونها، فتصيبهم الأمراض بسبب ذلك، حتى جاء الإسلام فحرّم هذه اللحوم.

((كــــــــادي))
01-06-2010, 01:30 AM
الله يجزاك خييير ....

شفت فيلم للنسر الذهبي كيف يرمي بالوعول من اعلى الجبل .. "" مخييييف ""



~*~*~*~*~

إضافة ،،،


الموقوذة : هي البهيمة التي ماتت من الضرب

عمر باعقيل
01-06-2010, 05:40 PM
كادي الخير
اللهم امين اوخيه
والف شكر على الاضافة

عمر باعقيل
01-06-2010, 05:51 PM
http://www.kaheel7.com/userimages/quran_effect_00.JPG
تأثير الاستماع لصوت القرآن على القلب

القرآن يحدثنا عن تأثير الاستماع إلى آياته على القلب، والعلماء اليوم يؤكدون أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها الإنسان لعلاج قلبه من النوبات القلبية، بل ولعلاج معظم الأمراض...




الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها، والقرآن فيه شفاء للمؤمن وخسارة للكافر، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. وربما يعترض بعض الملحدين إذا قلنا له إن صوت القرآن يؤثر على القلب ويجعله مستقراً وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ولكن الاكتشاف الجديد أن أطباء من فنلندا عرضوا 60 مريضاً يعانون من نوبة قلبية إلى صوت الموسيقى ووجد أن للموسيقى أثر في شفاء القلب وزيادة مقاومته للمرض. ويقول الباحث Teppo Sarkamo من جامعة هلسنكي: الموسيقى يمكن أن تكون مهمة جداً لمرضى القلب والذين يعانون من نوبات قلبية وهي مادة رخيصة لا تكلف شيئاً.
لقد وجدوا أن النوبات القلبية التي يتعرض لها المريض تؤثر سلبياً على إدراكه وذاكرته، ولكن بعد أن تم وضع كل مريض في الجو الموسيقي الذي يرغب به أو الذي يرتاح لسماعه حدث تحسن ملموس في مستوى الذاكرة، واستقرار في أداء القلب.
ويؤكد الباحثون إن هذا البحث وللمرة الأولى يظهر تأثير الاستماع إلى الأصوات المرغوبة من قبل المريض وأثر هذه الترددات الصوتية على قلبه وبخاصة بعد تعرضه للنوبة القلبية مباشرة. حتى إن بعض هؤلاء الباحثين بدأ ينظر إلى أهمية الصوت في علاج المشاكل النفسية العصبية مثل مشاكل النطق التي عجز الطب عن علاجها.
قالوا إن بعض الترددات الصوتية تؤثر على مناطق معينة من الدماغ فتنشط الخلايا وتجعلها أكثر قدرة على العمل بكفاءة وترفع من قدرة نظام المناعة لدى المريض. ويتساءل هؤلاء الباحثين عن سر تأثير الترددات الصوتية على خلايا القلب والدماغ.
http://www.kaheel7.com/userimages/quran_effect_01.JPG
قلب الإنسان هو ذلك الجزء الصغير والذي حيَّر العلماء ولازال يحيرهم. ففي كل يوم تكتشف لنا الأبحاث الطبية شيئاً جديداً عن القلب وأمراضه وعلاجه وتأثيره الحاسم على حياة الإنسان. وكما نعلم إذا كان قلب الإنسان بخير فلا بد أن بقية أعضاء جسده ستكون بخير. أما إذا اختل توازن هذه العضلة فإن ذلك سيؤثر على الجسم كله.
يعتبر القلب مضغة دم من الدرجة الأولى يضخ كل يوم ثمانية آلاف ليتر من الدم!! و يقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة!!! هذا الجزء المهم من جسد الإنسان يُعدُّ بمثابة المحرك للدورة الدموية، ونحن نعلم بأن الدم يقوم بحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم ويعود بالفضلات والسموم ليطرحها.
وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام غذاء أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسد. إذن صلاح هذه المضغة وهي القلب يعني صلاح الجسد كله، وفسادها يعني فساد الجسد كله. هذه الحقيقة العلمية اليقينية تحدث عنها البيان النبوي قبل أربعة عشر قرناً!
يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [البخاري ومسلم]. هذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
إن مرض تضيق الشرايين والذبحة الصدرية يعتبر سبباً أساسياً في وفاة كثير من البشر. حتى إننا نجد علوم التغذية والطب الحديث والطب الواقي جميعها يركز اهتمامه على أهمية العناية بالقلب من خلال عدم تناول الشحوم والدسم والتأكيد على الأغذية الخفيفة مثل الفواكه والخضار.
http://www.kaheel7.com/userimages/quran_effect_02.JPG
ومن عجائب هذه المضغة القلبية أنها تربط شبكة من الأوعية، إذا وصلت مع بعضها لبلغ طولها (150) كيلو متراً!!! وتأمل قبضة الإعجاز الإلهي: عضلة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد ووزنها الثلث كيلو غرام تقوم بضخّ الدم والوقود والغذاء إلى جميع أجهزة الجسم عبر شبكة من الأوعية الدموية يتجاوز طولها 150 كيلو متراً، وطيلة حياة الإنسان، فتبارك القائل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) [النمل: 88].
إذا تأملنا أقوال العلماء نجدهم يؤكدون على أهمية تأثير الصوت المرغوب فيه من قبل المريض، وأود أن أقول لكم قصة حدثت معي من باب اسأل مجرباً. فقد كنت في وقت سابق أعزف على عدة آلات موسيقية وأتفاعل مع الموسيقى لدرجة أنني لم أكن أتخيل الحياة من دون موسيقى!
وبعد سنوات من اللهو والاستماع إلى الموسيقى، صحيح كنتُ أتأثر بسماع الموسيقى ولكن كانت تسبب لي عدم ارتياح لأنني مؤمن بالله وأعلم أن العزف واللهو من أعمال الشيطان. وقدر الله لي أن استمع إلى حديث نبوي عظيم يقول: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه)، وقد أثر في هذا الحديث لدرجة قلت معها: هل يوجد ما هو خير من الموسيقى؟ وتركت الموسيقى بالفعل وجلست أنتظر الخير من الله تعالى لأنني مؤمن بكلام الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام.
وخلال أيام بدأتُ أحب الاستماع إلى القرآن! وسبحان الله كنتُ أتفاعل مع صوت القرآن لدرجة كبيرة لم يعد معها تأثير للموسيقى. وهذا ما جعلني أحفظ القرآن بطريقة الاستماع فقط. لاحظتُ بعدها أن صوت القرآن له تأثير قوي جداً، فأنت تشعر وكأنك تخرج من هذا العالم وتحلق في عالم الآخرة عندما تسمع القرآن.
وخلال سنة تقريباً لم يعد شيء يطربني ويفرحني إلا أن أستمع إلى صوت القرآن، فإذا ضاقت بي الأمور وتعرضت لأي مشكلة نفسية أو اجتماعية أو ضائقة مادية لجأت إلى القرآن فكنتُ أجد فيه العلاج والشفاء والراحة والسكون. وأود أن أخبركم أن تأثير القرآن على الإنسان أكبر بكثير من تأثير الموسيقى، فإذا كان علماء الغرب اليوم يتحدثون عن تأثير للموسيقى على الأمراض، فإنهم لو جرَّبوا القرآن لكانت النتائج مبهرة!
والآن يا أحبتي وبعد عشرين عاماً تقريباً وصلتُ إلى نتيجة وهي أن الله تعالى قد فطر كل خلية من خلايا دماغنا على صوت القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا بالحنين وكأن أحدنا طفلاً يحن إلى صوت أمه! حتى إنني وصلتُ إلى نتيجة ثانية وهي أن دماغ الإنسان يحوي خلايا خاصة لتخزين المعلومات القرآنية!!
وربما يعجب أحدكم من هذا الكلام ويقول أين المستند العلمي لذلك؟ وأقول: للأسف لقد قصَّرنا كثيراً بحق القرآن ونحن ندعي أننا نحب القرآن! أليس غريباً أن الغرب ينتج كل يوم أكثر من ألف بحث علمي، ونحن طيلة سنوات لم ننتج بحثاً قرآنياً واحداً نتباهى به أمام الغرب؟!
على كل حال سوف أحدثكم عن أحد المؤمنين الذي تعلق بالقرآن وكان يحافظ على تلاوته وحفظه والتلذذ بسماعه. أُصيب هذا المؤمن بعدة جلطات دماغية متتالية ففقد الذاكرة ولم يعد يذكر اسم ابنه! ولم يعد يتذكر أي شيء، ولكن الغريب أن ابنه كان يقرأ القرآن أمامه وأخطأ فصحح له الوالد قراءته!
إنه نسي كل شيء إلا القرآن! لماذا؟ إنه وهو على فراش الموت وقد عجزت المسكنات والدواء عن تخفيف الألم، ولكنه كان يطلب أن يستمع إلى القرآن فتجده يهدأ ويفرح بكلام الله وكان يشير إلى أهله أن يقرأوا له أكبر عدد من الآيات وكأنه يريد أن يتزود بها للقاء الله تعالى. ألا تثبت هذه الظاهرة أن هناك خلايا مسؤولة عن تخزين آيات القرآن في الدماغ؟
http://www.kaheel7.com/userimages/quran_effect_03.JPG
خلية عصبية من خلايا القلب، يؤكد بعض الباحثين من معهد رياضيات القلب أن لهذه الخلايا التي يبلغ عددها أبعين ألفاً تأثيراً قوياً على خلايا الدماغ، وأن للقلب دوراً مهماً في الإدراك والذاكرة وتخزين المعلومات والقلب يتأثر بالترددات الصوتية.
ويمكنني أن أقول إن هناك خلايا خاصة في القلب مسؤولة أيضاً عن تخزين آيات القرآن! فهناك أحد الحفاظ للقرآن مات وتوقف دماغه عن العمل وكل أعضائه ماتت ولكن القلب بقي ينبض! وقد حيرت الأطباء هذه الظاهرة فسألوا أهله فقالوا إنه كان يستمع ويقرأ القرآن في كل لحظة! وسبحان الله!! مات الدماغ وبقي القلب ينبض، ألا يدل ذلك على الأثر القوي جداً للقرآن على القلب، حتى بعد موته بقي قلبه يعمل!!!
لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت: استمعوا إلى هذا القرآن قدر المستطاع، فكلما سمعت أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى درجة لا تعاني معها من أي مرض، بل إن المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب ويساعدك على الاستماع أكثر إلى القرآن.
نشر موقع البي بي سي شهادات لأناس تعرضوا لجلطات قلبية وحوادث سير وبعضهم تعرض لالتهاب السحايا وجلطات دماغية وغير ذلك من الأمراض وأجمعوا على أنهم استفادوا كثيراً من الموسيقى التي كانوا يحافظون على سماعها كل يوم. وبعبارة أخرى يؤكدون على أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها المريض، ولكننا كمؤمنين ندعي حبنا للقرآن هل هناك أحب إلينا من صوت القرآن؟
إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لأنه ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلام له معاني ودلالات ولحروفه قوة تأثير على الدماغ والقلب، ولذلك إذا كانت الموسيقى تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو أضعاف كثيرة، ببساطة لأن خالق المرض هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا.
وسؤالي: أليس الأجدر بنا ونحن أصحاب أعظم كتاب على وجه الأرض أن نستفيد من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن تطبق هذه الآية على نفسك لتختبر درجة خشيتك لله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [ الزمر: 23].

عمر باعقيل
03-06-2010, 11:29 AM
http://www.kaheel7.com/userimages/85555.JPG
معاني طبية جديدة لقوله تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)


لقد أمر الله تعالى سيدتنا مريم أثناء حملها بالمسيح بعدة أوامر، والعجيب أن العلم جاء ليثبت صدق هذه التعاليم الإلهية وفوائدها الطبية للجنين والأم... لنقرأ....



في كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة تثبت صدق كل كلمة في هذا القرآن، واليوم نتأمل قصة سيدتنا مريم عليها السلام عندما حملت بسيدنا عيسى عليه السلام، وقد أحسَّت بالضيق والحزن، فماذا أمرها الله تعالى أن تفعل؟ وكيف ينظر العلم الحديث إلى هذه النصائح الإلهية؟
لنقرأ هذا النص القرآني، يقول تعالى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) [مريم: 23-26].
أراد الله أن يجعل من خلق المسيح عليه السلام معجزة فأرسل لسيدتنا مريم جبريل عليه السلام ليبشرها بعيسى، فحملت به من دون أبّ، بقدرة الله تعالى، ولكنها حزنت حزناً شديداً، فكيف تواجه الناس بهذا الطفل وهي الطاهرة المطهرة؟ وماذا تقول لهم وهي لم تتزوج بعد؟ ولكن هل تركها رب العالمين وحيدة في هذا الموقف؟ وهل يتخلى الله عن عباده المؤمنين؟
إن الله تعالى يعلم أن الحزن يضر بالجنين فنهاها عن الحزن وقال لها (أَلَّا تَحْزَنِي)، ويعلم أن الحركة والرياضة الخفيفة للأم مفيدة فأمرها أن تهزّ جذع النخلة (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)، وهو يعلم أن أفضل غذاء للأم الحامل هو التمر لما يحويه من عناصر غذائية ضرورية فأمرها بأكل هذه الثمرة فقال: (تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي)، ويعلم أن الحالة النفسية تؤثر على الجنين فأمرها أن تفرح وتقرّ عينها فقال: (وَقَرِّي عَيْنًا)... والآن هل تتفق هذه التوجيهات الإلهية مع العلم الحديث؟
لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم فلا يمكن أبداً أن يأتي بمعلومات دقيقة تتفق مع الأبحاث التي يجريها العلماء في العصر الحديث، ولكن إذا كانت هذه التعاليم صحيحة علمياً فهذا يعني أن منزلها هو الله، وأنه عز وجل جعل من هذه الآيات معجزات تتجلى في عصر العلم لتثبت أن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى. والآن إلى هذه الدراسات العلمية الجديدة:
دراسة بريطانية جديدة تؤكد أن الضغوط النفسية تؤذي الجنين
وجد بحث علمي أن تعرض المرأة لضغوط نفسية أثناء فترة الحمل ربما يجعل المولود أكثر عرضة لخطر الإصابة بالربو. هذا وقد أكَّدت دراسات سابقة أن الحالة النفسية المضطربة للأم الحامل تؤذي الجنين وقد تصيبه بتشوهات، وقد تؤثر على مستوى ذكائه.
http://www.kaheel7.com/userimages/71417111.JPG
وجدت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة بريستول البريطانية، أن وطأة "الضغوط النفسية الشديدة" على الحامل، قد تعرض المولود لخطر الربو، وبواقع 60 في المائة، وتضيف نتائج الدراسة، التي نشرت في "دورية علم المناعة والحساسية"، للأدلة المتوفرة والمتزايدة بأن الضغوط النفسية قد تكون إحدى العوامل البيئية المفرزة لنوبات الربو بين الأشخاص الأكثر ميلاً، جينياً، للإصابة بالمرض.
ويعتقد الباحثون بأن تلقي المرأة للعلاج اللازم من الضغوط النفسية والتوتر أثناء فترة الحمل، قد يكون الوسيلة الفعالة لمكافحة الربو. ويقول البروفيسور جون هيندرسون، الذي قاد الدراسة "بالطبع فإن التجاوب الطبيعي للجسم أثناء التعرض لضغوط، هو إفراز هرمونات مختلفة قد يكون لها تأثير على الجنين وجهاز المناعة لديه أثناء تطوره."
وراقب الباحثون أثناء الدراسة 14 ألف طفل، من 5800 عائلة تقطن في مدينة "بريستول"، لأكثر من عقد. وتعرض 16 في المائة من أطفال عانت أمهاتهم "ضغوطاً نفسية حادة" أثناء فترة الحمل، للإصابة بالربو في مرحلة من مراحل الطفولة، وتدنى المعدل إلى 10 في المائة، بين من تمتَّعن بفترة حمل "بعيداً عن التوتر والضغوط."
ويرى العلماء أن تزايد إفراز الجسم لهرمون "كورتيزول - cortisol" أثناء فترة الحمل جراء التوتر أو التعرض لضغط عصبي شديد، ربما يؤثر على نمو نظام المناعة الطبيعي لدى الجنين. ويذكر أن "كورتيزول" هو هرمون يفرز بواسطة الغدة الكظرية، ويلعب دوراً مهماً في وظائف معظم أجزاء الجسم تقريباً، والوقوع تحت تأثير التوتر أو ضغط عصبي شديد يرفع مستوياته، فيؤثر بصورة سلبية على الصحة العامة للجسم.
دراسة أمريكية تؤكد أن التمارين الرياضية مهمة للأم الحامل
ترى دراسة حديثة أن ممارسة الحامل للتمارين البدنية قد تحسّن صحة الجنين وتساعد في منع وفيات المهد. وتقول ليندا مي، من "جامعة كنساس سيتي"، التي قدمت الدراسة في مؤتمر "علم الأحياء التجريبي"، الذي انعقد في نيوأوليانز، إن التمارين تساعد في منع وفيات المهد، لأنها تساعد في نمو الجهاز العصبي، حيث يعتقد الباحثون إنه المسبب وراء الظاهرة التي يقف العلم عاجزاً عن تفسيرها أو إيجاد وسائل لمنعها. واكتشف الباحثون أن نبض الجنين في الرحم ينخفض ويتحسن تنفسه إذا ما كانت الأم نشطة بدنياً.
وقسم الباحثون 26 حامل من المشاركات في الدراسة، تتراوح أعمارهن بين سن 20 و35 عاماً، إلى قسمين، أنيط بالمجموعة الأولى القيام بتمارين متوسطة، مثل المشي، أو الجري أو ركوب الدراجات لمدة نصف ساعة ثلاثة مرات في الأسبوع. ولم تشرك المجموعة الثانية في أي تمارين بدنية. وتتحقق العديد من الدراسات العملية حالياً من مدى ارتباط الجهاز العصبي للمواليد وظاهرة موت المهد، الذي يعد القاتل الأول للرضع تحت سن 12 شهراً.
دراسات تؤكد أن التمر مفيد للأم والطفل
من خلال دراسة تركيب التمر وما يحويه من مواد وعناصر غذائية يتبين أنه غذاء مثالي للأم الحامل، حيث يؤكد بعض الباحثين أن التمر يساعد على تقلص عضلات الرحم مما يسهل عملية الولادة، وهو سهل الامتصاص ومفيد للأمعاء، وهو مفيد للجنين أيضاً حيث يحوي الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الجنين.
وبينت دراسة أجراها المركز القومي المصري للبحوث أن اثر الوقاية الصحية في التمر يعود إلى احتوائه على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، أهمها الحديد والمغنزيوم ومجموعة فيتامين (ب) ومادة الفلوريد التي تزيد نسبتها في التمر عن الفواكه الأخرى بخمسة أضعاف.
http://www.kaheel7.com/userimages/1900043.JPG
يحتوي التمر على فيتامين ( ج) وبروتين وسكريات بنسبة 85 بالمائة، ودهون وألياف وأحماض أمينية تنشط التفاعلات الكيميائية، ودعت الدراسة المصرية إلى ضرورة إدخال التمر ضمن غذاء الأطفال لأنه يمنحهم المزيد من السكريات اللازمة لتوليد الطاقة. وأظهرت الدراسة أن التمر أو البلح المجفف يساعد في الحماية من السرطان وتسوس الأسنان ويقوى العصب البصري. وبما أن التمر مادة ملينة ومسهلة فهي ضرورية للحامل قبل الولادة لتنظيف الكولون والأمعاء وتسهيل الولادة.
الحزن يضر بالجنين أثناء نموه
تؤكد دراسة حديثة أن الضغط النفسي والحزن الذي تتعرض له الأم أثناء حملها يؤثر سلبياً على الجنين، وقد يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة. وينصح الباحثون أن تتمتع الأم بحالة نفسية جيدة وأن تكون متفائلة وتُبعد أي مظهر من مظاهر الحزن والاكتئاب عنها.
والسؤال الآن يا أحبتي:
بعد هذه الدراسات العلمية التي لا نشك في صحَّتها، يمكن أن نقول إن القرآن يطابق العلم الحديث:
1- فالعلماء وجدوا أن الحزن يضر بالجنين، ولذلك أمر الله تعالى سيدتنا مريم ألا تحزن فقال لها: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم: 24].
2- والعلماء يؤكدون في دراساتهم على أن الحركة الخفيفة والتمارين الرياضية مفيدة للأم وللجنين، وهذا ما أمر الله به سيدتنا مريم فقال لها: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)، فلم يأمرها بالقعود أو عدم الحركة، بل أن تمارس بعض النشاطات البدنية.
3- والعلماء ينصحون الأم الحامل بتناول حبات من الرطب، وينصحونها بالتفاؤل والفرح، والله تعالى أمر سيدتنا مريم أن تأكل الرطب وأن تتفاءل وتفرح وتقرَّ عينها فقال: (تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) [مريم: 25-26].
ألا نرى التطابق الكامل بين آيات القرآن وبين ما يقرره العلماء حديثاً؟ ألا يدل هذا التطابق على أن القرآن لا يخالف العلم والحقائق العلمية؟ وهذا ما أخبرنا الله به عندما أمرنا بتدبر القرآن، لندرك أن القرآن لو كان من عند غير الله لرأينا فيه التناقضات والاختلافات، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

عمر باعقيل
04-06-2010, 05:22 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

http://www.kaheel7.com/userimages/215487888.JPG
القرآن يكشف المجرات
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الأبنية الكونية زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن وجود بناء محكم في السماء، بل إن السماء كلها بناء، لنتأمل ونسبح الله تعالى!....



كان الاعتقاد السائد في الماضي أن النجوم هي الوحيدة الموجودة في الكون، وقد سادت الخرافات والأساطير حولها وحول علاقتها بالبشر، وكل هذا لا أساس له من العلم.

ولكن عندما جاء عصر الكشوفات العلمية، عندما اختُرع المنظار المقرِّب (التليسكوب) تم اكتشاف نجوم جديدة ولكنها بعيدة جداً.

وبعد تطور قدرة المناظير على الرؤيا تبيَّن أن هذه النجوم لم تكن نجوماً عادية بل هي مجرات وكل مجرَّة تحتوي على بلايين النجوم!!

إن كل مجرَّة هي عبارة عن بناء مُحكم من النجوم، والشمس هي عبارة عن نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من مئتي ألف مليون من النجوم! تتوزع هذه النجوم بنظام وكأننا أمام برج ضخم متماسك! والعجيب أن القرآن العظيم يحدثنا عن هذه الأبراج الضخمة بدقة تامة، يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16].

إن تفسير الآية لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل إننا نلاحظ أن هنالك مجموعات من المجرات ترتبط فيما بينها لتشكل بروجاً أيضاً. إذن في السماء بروج من النجوم وهي تجمعات النجوم ضمن المجَّرة، وبروج من المجرات وهي تجمعات للمجرات ضمن بروج، وسبحان الله عالم الغيب والشهادة.

لو نظرنا إلى هذا الكون من خارجه لرأينا مجموعة ضخمة من الأبنية المُحكمة. تتجمع المجرات في جزر كونية لتعطي أشكالاً وألواناً مختلفة. ولو دخلنا إلى داخل هذه الجُزر لرأينا لكل مجرة بناءً أيضاً وشكلاً يختلف عن المجرة الأخرى ولوناً آخر أيضاً. والبرج هو البناء، وما هذه المجرات والجزر الكونية والنجوم إلا أبراجاً متماسكة وقوية لا يمكن لبشر أن يتصور حجم الجاذبية فيها أو حجم النجوم التي تحتويها.

وهنا نجد قول الحق يتجلى ليؤكد حقيقة البروج بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) [البروج: 1]. ويقول أيضاًوالسماء وما بناها) [الشمس: 5]. ونجد قوله تعالى عن بناء السماء: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12].

وآيات كثيرة تؤكد وجود بناء محكم للسماء وما تحويه من مجرات سماها الله تعالى بالبروج: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61].

وحديثاً كشفت الصور الملتقطة بالمراصد الموضوعة في الفضاء الخارجي عن جدران من المجرات بطول مئات الملايين من السنوات الضوئية، وكشفت عن جسور من المجرات تربط بين هذه الجدران، والسؤال: أليست هذه أبنية كونية ضخمة؟؟

http://www.kaheel7.com/userimages/2154587002325680.JPG

صورة لمجرة تسبح في هذا الكون الواسع، وتحوي هذه المجرة كحد أدنى 100000000000 نجم!!! وتشكل هذه المجرة مع بلايين المجرات غيرها بناء كونياً رائعا يشهد على عظمة الخالق عز وجل، فتبارك الله أحسن الخالقين!

إذن من الذي أخبر محمداً عليه الصلاة والسلام بوجود بناء كوني عظيم في السماء؟؟ أليس هو الله تعالى الذي أقسم بهذا البناء فقال: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]؟ ثم إن حديث القرآن عن البروج الكونية في قوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً) أليس حديثاً عن هندسة بناء الكون؟؟

أشهدُ يا رب أن كل كلمة في هذا القرآن هي الحق وأن ما يدّعيه أولئك الملحدون هو الباطل، فتبارك القائل: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54]!

عمر باعقيل
05-06-2010, 02:15 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif


http://www.kaheel7.com/userimages/326598956456.JPG
هل الشمس تدور أم تجري؟
لنتأمل هذه النفحة الإعجازية من كلام الحق تبارك وتعالى، وهي رد على من يشكك في هذا القرآن، لنستخدم لغة الحقائق والصور العلمية لنثبت أن القرآن هو الحق....





أحبتي في الله! لن أطيل عليكم في هذه المقالة، فقط أحببت أن أبث إليكم هذه النفحة الإعجازية الرائعة، فالمؤمن الذي يحب القرآن يحب دائماً أن يحدث الآخرين عما يحب: عن عجائبه وأسراره والأشياء المذهلة فيه، وإذا ما تحدث عنه أحد بسوء تجده يغار على "حبيبه" ويدافع عنه وهذا ما يدعوني دائماً للاستمرار في هذه المقالات.
فالمشككون لم يتركوا كلمة في كتاب الله إلا وانتقدوها بغير حق، لم يتركوا حقيقة علمية إلا وحاولوا أن يثبتوا خطأها، ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك، ومن الأشياء التي خرجوا بها علينا أن القرآن قد أخطأ علمياً في استخدام كلمة (يجري) بالنسبة للشمس والقمر، والأدق علمياً كما يقولون أن يستخدم كلمة (يدور) لأن القمر يدور حول الأرض والشمس تدور حول مركز المجرة.
لنتأمل أولاً كيف عبر القرآن عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. والآن لنذهب إلى علماء الغرب أنفسهم والذين لم يؤمنوا بالقرآن، ماذا يقولون؟ إن ظاهرة حركة الشمس لفتت انتباه أحد العلماء ففكر أن يدرس المسار الحقيقي للشمس فيما لو نظرنا إليه من خارج المجرة، وبالطبع الشمس هي نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من 100000000000 نجم!!



http://www.kaheel7.com/userimages/sdfgsdfgdf.JPG
هذه صورة لمجرة تشبه مجرتنا، وتحوي هذه المجرة أكثر من مئة ألف مليون نجم، وكل نجم يمكن أن يكون أصغر من الشمس أو أكبر منها أو بحجمها، وأريد أن أخبركم أن الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه!!! فهل تدركون معي عظمة هذا الكون وعظمة خلق السماوات والأرض؟ إذا اقرأوا قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. المصدر NASA .

إن حركة الشمس كانت لغزاً محيراً لآلاف السنين، فطالما نظر الناس إلى الأرض على أنها ثابتة وأن الشمس تدور حولها، ولكن تبين فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ، والسبب في ذلك هو ببساطة أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض بأكثر من مليون مرة، وبالتالي لا يمكن للأرض أن تجذب الشمس إليها بل العكس هو الصحيح.
فالشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير، ولذلك أيقن العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها! ولكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟
لقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. فقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة، وأخيراً وجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، لقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس (المجموعة الشمسية) لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق!



http://www.kaheel7.com/userimages/323565689898.JPG
هذه صورة للشمس بالأشعة السينية، إنها تمتد لأكثر من مليون كيلو متر وتظهر وكأنها فرن نووي ملتهب، إنها تزن أكثر من 99 % من وزن المجموعة الشمسية، لذلك فهي تجذب الكواكب إليها وتجعلها تدور حولها، وتتحرك الشمس وتسبح مع كواكبها ومنها الأرض والقمر. وتبلغ درجة الحرارة على سطحها 6000 درجة مئوية، وهي تبث من الطاقة في ثانية واحدة ما يكفي العالم بأكمله لمدة مئة ألف سنة!! المصدر NASA .

لقد وجد العلماء أن للشمس حركتين داخل المجرة: الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.
أيها الأحبة لقد قمتُ بدراسة حركة جريان الخيول في السباق بهدف رؤية المسار الحقيقي لجريان هذه الخيول وقد وجدتُ أن المنحني الذي يرسمه الحصان في جريانه يتطابق مع ذلك المنحني الذي ترسمه الشمس في جريانها! هل هذه مصادفة!



http://www.kaheel7.com/userimages/2121200002.JPG
نرى في هذه الصورة على اليمين المسار الذي ترسمه الشمس خلال حركتها في المجرة، فهي تتم دورة كاملة كل 250 مليون سنة، وتتم هزة كاملة للأعلى والأسفل كل 60 مليون سنة تقريباً. على اليسار نرى المسار الذي ترسمه الخيول أثناء جريانها، ونلاحظ أنه يشبه إلى حد بعيد مسار الشمس، ولذلك فإن كلمة (تجري) دقيقة جداً من الناحية العلمية. المصدر (Nature).

الجريان باتجاه المستقر
لقد وجد العلماء بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي:
A point toward which the solar system is moving; it is about 10° southwest of the star Vega.
أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المهم أن القرآن قد أشار إلى وجود مستقر ما للشمس في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38].
جريان النجوم
من عجائب المقالات التي قرأتها مقالة بعنوان Star Streaming أي "جريان النجوم"، فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن النجوم بما فيها الشمس جميعها تتدفق بما يشبه النهر أو الجدول، ووجدتهم يستخدمون كلمة (يجري) أو Stream للتعبير عن حركة الشمس والنجوم، وهي الكلمة القرآنية ذاتها!!! ووجدتهم يستخدمون كلمة Rest أي المستقر وهي نفس الكلمة القرآنية أيضاً!!

http://www.kaheel7.com/userimages/00000000.JPG
نرى في هذا الرسم كيف يعبر علماء الغرب عن حركة الشمس والنجوم، ويرسمونها ضمن مجرى يشبه مجرى النهر، ووجدوا أن حركة الشمس في هذا المجرى تشبه حركة الأمواج صعوداً وهبوطاً ولذلك يعبرون عن هذه الحركة بكلمة Stream أي تجري! وتأملوا معي كيف يعبر العلماء عن حركة هذه النجوم بالتدفق مثل الماء الذي يجري في النهر، وكيف أن القرآ، سبقهم إلى هذا التهبير بشكل أدق، يقول تعالى: (وكل في فلك يسبحون) فسبحان الله! المصدر Star Streaming, www.astrology.com (http://www.astrology.com)
المجرات تجري...
ولذلك فإن علماء الغرب اليوم وفي أحدث الأبحاث العلمية يشبهون حركة المجرات أيضاً بحركة الماء داخل مجرى النهر، بل إنهم عندما رسموا خريطة للكون وجدوا أن الكون عبارة عن "شبكة طرق" تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع يشهد على عظمة الخالق عز وجل! ويصف أحد علماء ألمانيا وهو الدكتور ميلر حركة المجرات بأنها أشبه بسائل يتدفق Flow ويجري ضمن قنوات محددة، أليس القرآن يصف هذا المشهد بشكل أدق في قوله تعالى: (وكل في فلك يسبحون) [يس: 40]؟؟

http://www.kaheel7.com/userimages/000001.JPG
تأملوا معي هذه الشبكة من المصابيح المضيئة، إن كل نقطة مضيئة هي عبارة عن مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، ويقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتأملوا معي "العقدة" المضيئة في الوسط (وهي تجمع لآلاف المرجيات) وكأنها تربط بين هذه الخيوط في نسيج محكم لا يعلم مداه إلى الله تعالى! المصدر مختبرات ماكس بلانك – ألمانيا.
جريان القمر
يقول تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]. هذه الآية تؤكد بأن القمر يجري أيضاً، ولو تأملنا حركة القمر نلاحظ أنه يرسم مساراً متعرجاً يشبه مسار الشمس في دورانها حول مركز المجرة.

http://www.kaheel7.com/userimages/000002.JPG
تتحرك الشمس مع الكواكب التابعة لها (مع الشمس والقمر) وتجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، ولذلك فقد عبَّر القرآن عن هذه الحركة بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان: 29].
ونلاحظ من خلال الشكل أن الكواكب تدور حول الشمس وتنجرف أيضاً بحركة ثانية ضمن حركة الشمس الاهتزازية حول مركز المجرة، وبالتالي يمكننا القول إن القمر أيضاً يجري والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري...
جريان السفينة
لقد عبَّر القرآن عن حركة الفُلك في البحر بكلمة (تجري) وهي الكلمة ذاتها التي استعملها القرآن من أجل التعبير عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم: 32]. فهذه السفن والبواخر التي نراها في البحر هي من نعمة الله تعالى، وهي مسخرة بأمره، سخر الرياح وسخر الماء وسخر وسائل صناعة هذه السفن للإنسان من أجل السفر والتنقل وحمل المتاع.
وهنا نلاحظ أيضاً وجهاً إعجازياً يتجلى في كلمة (لِتَجْرِيَ) فلو تأملنا حركة السفن في البحر نلاحظ أنها تأخذ شكل الأمواج صعوداً وهبوطاً، ولكن هذه الحركة قد لا تظهر لنا مباشرة، إنما تظهر خلال المسافات الطويلة التي تقطعها السفينة في البحر. وهنا نجد أن التعبير القرآني دقيق علمياً.

http://www.kaheel7.com/userimages/000003.JPG
لو تأملنا حركة السفن في البحر نجد أنها أيضاً تشكل مساراً اهتزازياً صعوداً وهبوطاً، طبعاً قمنا بتكبير المسار المبين في الشكل باللون الأصفر بهدف إيضاح الحركة فقط.
ولذلك فليس غريباً أن يعبر القرآن عن حركة الشمس بكلمة (تجري) لأن الله تعالى يحدثنا عن الحقائق وهو يراها من أعلى! وليس غريباً كذلك أن نجد بعض الملحدين يحاولون التشكيك في صحة هذا القرآن، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الحق، وهذا ما صوَّره لنا القرآن عندما أنكر فرعون آيات الله ومعجزاته وهم يعلمون أنها الحق، فكيف كانت عاقبتهم؟ تأملوا معي قول الحق تبارك وتعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 13-14].
وأقول يا أحبتي إن القرآن فعلاً كتاب رائع، إنك تجد فيه ما تريد، وتجد فيه الرد المناسب للمعترضين عليه، إذا أردت أن تزداد إيماناً فمعجزات القرآن كفيلة بزيادة إيمانك، وإذا أردت أن تكون سعيداً في هذه الدنيا فالقرآن يضمن لك السعادة في الدنيا والآخرة، فما أجمل هذا القرآن وما أعظم كلماته، في كل كلمة تجد معجزة تستحق الوقوف طويلاً، اللهم انفعنا بهذه الحقائق، واجعلها حجة لنا في ظلمات هذا العصر!

عمر باعقيل
06-06-2010, 11:18 AM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

السماء تتكلم في بداية خلقها (http://www.aadd2.com/ar/index.php?option=com_*******&view=article&id=69:2010-02-19-22-36-33&catid=35:2010-02-02-19-01-18&Itemid=62)


http://www.kaheel7.com/userimages/universe-12121.JPG
لنتأمل هذا الاكتشاف الكوني الجديد عن كلام السماء في بداية الخلق وكيف أصدر الكون ترددات صوتية هادئة!....

بدأت قصتي مع هذا البحث عندما قرأت مقالة لأحد الكتّاب يهاجم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. هذا الكاتب لم يرُق له أن يكون كتاب الله معجزاً من الناحية الكونية والعلمية. فهو يستغرب من أي حقيقة كونية يتحدث عنها القرآن تكون بعيدة عن المنطق المألوف.
يقول هذا الكاتب: إن كتّاب الإعجاز العلمي يفسرون الآيات كما يحلوا لهم ويحمّلون النصوص القرآنية غير ما تحتمل من الدلالات والمعاني والتأويل.
وسبحان الله! وبعدما قرأت هذه المقالة، وكعادتي تحوّلتُ إلى بعض المواقع العلمية لمتابعة أخبار الفضاء وجديد الاكتشافات، وبينما أقلب صفحات الإنترنت ظهرت لي مقالة غريبة بعنوان "الكون الناشئ يتكلم"!! وظننتُ بادئ الأمر أن هذا عنوان قصة من قصص الخيال العلمي أو قصيدة شعر أو قصة قصيرة، ولكن وجدتُ بأن هذا الخبر يبثه أحد أشهر مواقع الفضاء في العالم www.space.com وصاحب هذا الاكتشاف الجديد هو أحد علماء الفضاء وهو البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا.

http://www.kaheel7.com/userimages/sky-1.jpg
الكون في مراحله المبكرة عندما كان الغاز يتمدد ويتوسع ليشكل النجوم، وقد كانت النتيجة أمواجاً صوتية هادئة.
لقد أثبت هذا العالم في بحثه أن الكون عندما كان في مراحله الأولى أي في مرحلة الغاز والغبار والحرارة العالية، أصدر موجات صوتية. وقد ساعد على انتشار هذه الأمواج وجود الغاز الكثيف الذي يملأ الكون والذي عمل كوسط مناسب لانتشار هذه الأصوات. هذا الاكتشاف هو نتيجة لدراسة الإشعاع الميكرويفي لخلفية الكون في مراحله الأولى بعد الانفجار الكبير.
وقلت من جديد: سبحان الله! لماذا لا يُبدي صاحبنا كاتب الهجوم استغرابه لأمر كهذا؟ وهل يملك الكون لساناً وحنجرة ليتكلم بهما؟ وليت هذا الكاتب يعلم بأن القرآن تحدث بصراحة عن هذا الأمر! بل سوف نرى أكثر من ذلك، فقد تحدث القرآن عن أشياء أكثر دقة وبعبارات مباشرة وواضحة ولا تحتاج لتأويل، سوف نأتي الآن بأقوال هؤلاء العلماء الماديين من أفواههم، ونرى في كتاب الله تعالى حديثاً عنها، ليكون هذا إعجازاً كونياً مذهلاً؟
أمواج صوتية تُسمع من بدايات الكون
جاء في هذا الخبر العلمي الذي نشرته العديد من المجلات المتخصصة والمواقع العلمية على لسان كاتب المقال وبالحرف الواحد (1):
"The universe expanded rapidly after the Big Bang, during a period called inflation. Later, it continued to expand at a slower rate as it cooled enough for gas to condense and form stars. All this time, density variations contributed characteristics to the sound that Whittle's team has determined."
"لقد توسّع الكون بسرعة بعد الانفجار الكبير، خلال فترة تدعى التضخم. فيما بعد، تابع الكون توسُّعه بشكل أبطأ مما أدى إلى تبرد الغاز وتكثـفه وتشكيله للنجوم. كل هذا الوقت، ساهمت تغيرات الكثافة في تشكيل خصائص الصوت المحدد من قبل فريق ويتل".
نرى من خلال تصريحات العلماء واكتشافهم أن الكون في مراحله المبكرة أي عندما كان في مرحلة الغاز الحار، وعندما بدأت النجوم بالتشكل من هذا الغاز الكوني، أصدر الكون صوتاً استمرّ حتى أصبح عمر الكون مليون سنة، وقد أمكن تحديد مواصفات هذا الصوت واتضح بأنه هادئ ومطيع، وبعد ذلك بدأت النجوم بالتشكل.
لقد وجدتُ في هذا الكشف الكوني الجديد إجابة عن تساؤل شغلني لفترة طويلة في محاولة لفهم معنى قوله تعالى عن الكون في بدايات خلقه: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11].
فقد قرأت تفاسير القرآن ووجدتُ أكثرهم يؤكد بأن كلام السماء هنا هو كلام حقيقي. فهذا هو الإمام القرطبي رحمه الله تعالى يقول في تفسير قوله تعالى: (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ): "وقال أكثر أهل العلم : بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى" (2).
ذبذبات كونية هادئة
ولكن هذه الحقيقة العلمية هل هي حقيقة فعلاً، أم أنها نظرية وتوقع؟ وكما نعلم لا يجوز لنا أبداً أن نقول في كتاب الله عز وجل برأينا دون يقين وتثبّت. لذلك فقد تطلّب هذا الأمر مني جولة واسعة في عالم الأخبار العلمية الجديدة ووجدتُ بأن جميع وسائل الإعلام الغربية قد تناولت هذا الخبر، وبالطبع لم يعارضه أحد لأنه مدعوم بالمنطق العلمي والعملي.
والذي يتأمل القوانين الرياضية التي أودعها الله تعالى في الدخان أو الغاز يجد ومن خلال ما يسمى بهندسة ميكانيك السوائل أن أي غاز عندما يتمدد ويكبر حجمه يصدر عن هذا التمدد موجات قد تكون صوتية. وذلك بسبب التغير في كثافة الغاز وحركة جزيئاته واحتكاكها ببعض مما يولد هذه الأمواج.
وهذا ما حدث فعلاً في بداية نشوء الكون عندما كان دخاناً، فالتوسع والتمدد أدى إلى احتكاك وتصادم مكونات هذا الحساء الكوني الحار، وإطلاق هذه الأصوات التي تشبه حفيف الشجر. حتى إن بعض العلماء قد رسموا خطاً بيانياً يمثل هذه الذبذبات الكونية (3)، ويوضح المخطط البياني المرفق أن الذبذبات كانت غير عنيفة بل أشبه بالفحيح.

http://www.kaheel7.com/userimages/sky2.jpg
رسم تخطيطي للترددات الصوتية التي أطلقها الكون في مراحله الأولى. يمثل الخط الأفقي تردد الأمواج الصوتية، أما المحور العمودي فيمثل مستوى الصوت. وكما نرى من خلال هذا المنحني عدم وجود نتوءات حادة، بل هو منحن هادئ يدل على كون مطيع لخالقه غير متمرد على أمره. وتأمل معي دقة البيان القرآني عندما حدثنا عن كلام الكون في مراحله الأولى أي مرحلة الغاز أو الدخان: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11].
إن هذه الآية تتحدث بوضوح شديد عن كلام للكون وهو في مرحلة الدخان، ولكن لماذا سمى الله تعالى تلك المرحلة المبكرة من عمر الكون بالدخان؟ إن هذه الكلمة هي الأقدر على التعبير عن حقيقة الكون في ذلك الزمن. فالكون كان ممتلئاً بالغاز الحار جداً بالإضافة إلى الغبار الكوني، وكان هذا الغاز يشبه الغيوم (4).
وبالفعل نجد أن العلماء استطاعوا رؤية غيوم من الغاز حول أحد النجوم البعيدة جداً على حافة الكون المرئي، ويؤكدون أن النجوم تتشكل من غيوم الغاز هذه.
دقة كلمات القرآن
إن القرآن اختصر كل هذه المصطلحات "غيوم من الغاز، غاز حار، غبار، ذرات متأينة.." اختصرها في كلمة جامعة ومعبرة وهي (دُخان)! أليست هذه الكلمة تدلّ على الغاز، وكذلك تدلّ على الحرارة، وأيضاً فيها إشارة إلى ما يشبه الغيوم؟ ليت هؤلاء العلماء قرءوا القرآن ووفَّروا على أنفسهم هذا الجهد في اختيار المصطلحات العلمية، لأن القرآن أعطانا التعبير الدقيق مباشرة فهو صادر من خالق هذا الكون وهو أعلم بأسراره!

http://www.kaheel7.com/userimages/sky3.jpg
الدخان الكوني في بداية الخلق، نرى في هذه الصورة الغاز الحار الذي ساد الكون قبل بلايين السنين، ومعه كميات كبيرة من الغبار الكوني، ةالسؤال: أليست هذه مكونات الدخان؟ هذا ما حدثنا عنه القرآن في قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان).
ولكن من الأشياء الغريبة والملفتة للانتباه والتي يصرح بها العلماء اليوم ما يقوله البروفيسور ويتل في خبر علمي (5):
"the cry from the birth of the cosmos can be heard".
"يمكننا سماع البكاء الناتج عن ولادة الكون".
وتخطر ببالي آية تحدث فيها البارئ تبارك وتعالى عن بكاء السماء فقال: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 29]. ولكن الأعجب من ذلك أن هذه الآية التي تتحدث عن بكاء السماء وردت في سورة الدخان!!!
وهذا الخبر العلمي يعطي إمكانية حدوث الصوت والبكاء وغير ذلك مما لم نكن نفهمه من قبل. وهذا يؤكد أن كل كلمة في القرآن هي الحق، بل لماذا لا يكون هذا الصوت الكوني هو امتثال لأمر الله تعالى؟ فجميع العلماء يؤكدون أن توسع الكون وتمدد الغاز فيه أحدث هذه الأصوات ونتج عن هذا التمدد النجوم التي نراها اليوم. إذن المرحلة الثانية بعد مرحلة الغاز أو الدخان هي مرحلة النجوم، هذا ما يراه العلماء يقيناً.
من الدخان إلى المصابيح
ولكن ماذا عن المرحلة التالية للدخان في القرآن؟ ماذا يخبرنا كتاب الله تعالى؟ لو تأملنا الآية التي تلي آية الدخان مباشرة نجد قول الحق عز وجل: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. وكما نرى الآية تتحدث عن تزيين السماء بالنجوم، وهذا ما يقوله العلماء اليوم بالحرف الواحد كما رأينا!

http://www.kaheel7.com/userimages/sky4.jpg
المراحل التي اكتشفها العلماء حديثاً لنشوء وتشكل النجوم من الدخان. فجميع العلماء يؤكدون أن المرحلة التالية للدخان هي مرحلة تشكل المصابيح أو النجوم شديدة اللمعان، وهذا ما أخبرنا به القرآن، عندما تحدث عن الدخان أولاً: (وهي دخان)، ثم تحدث في الآية التالية مباشرة عن النجوم اللامعة: (وزينا السماء الدنيا بمصابيح)، فهل جاء هذا الترتيب بالمصادفة أم هو بتقدير الله سبحانه وتعالى القائل: (ذلك تقدير العزيز العليم)؟؟
المصابيح الكونية العملاقة
فجميع علماء الفضاء يقررون أن الكون كان مليئاً بغاز حار ثم تبرد وأول ما تشكل هو النجوم. والقرآن يقرر بأن السماء أو الكون كان دخاناً ثم زيَّن الله السماء بالنجوم وسماها المصابيح، وهنا لا بدّ من تساؤل:
لماذا لم يقل الله تعالى في هذه الآية بالذات: (وزينا السماء الدنيا بنجوم، أو كواكب أو مجرات...)؟ لماذا ذكر المصابيح في هذه المرحلة من عمر الكون عندما كان دخاناً؟ ونحن نعلم من خلال معاجم اللغة العربية بأن المصباح يستخدم لإضاءة الطريق، ونعلم بأن ضوء هذه النجوم لا يكاد يرى، فكيف سمى القرآن هذه النجوم بالمصابيح، فماذا تضيء هذه المصابيح؟
هذا التساؤل تطلب مني رحلة شائكة في عالم الاكتشافات الكونية حول الكون المبكر وتشكل النجوم والدخان الكوني، ولكن الذي أدهشني بالفعل أن العلماء التقطوا صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات، وأدركوا أن هذه النجوم الأقدم في الكون تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها، وبواسطتها استطاع العلماء دراسة ما حولها واستفادوا من إضاءتها الهائلة والتي تبلغ ألف شمس كشمسنا!!!
لذلك أطلقوا عليها اسماًَ جديداً وغريباً وهو "المصابيح الكاشفة" أي flashlights ، وسبحان الذي سبقهم إلى هذا الاسم فقال عن النجوم التي تزين السماء: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].

http://www.kaheel7.com/userimages/sky5.jpg
شكل نرى فيه النجوم البعيدة تظهر كالمصابيح المتلألئة في السماء. إن العلماء اليوم يسمون هذه النجوم "مصابيح" وقد سبقهم القرآن إلى هذا الاسم قبل 1400 سنة، فقال: (وزينّا السماء الدنيا بمصابيح). أليست هذه معجزة واضحة للقرآن؟
ألا نرى من خلال هذا الاسم التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم من حقائق كونية يقينية، وبين كلمات القرآن الكريم؟ ولكي يكون كلامنا موثقاً وعلمياً وفيه رد على أولئك المشككين بالإعجاز العلمي والكوني لكتاب الله تعالى، سوف نأتي بأقوال العلماء بحرفيتها ومن مصادرها.
لقد جاء في إحدى المقالات بعنوان: "متى تشكلت الأبنية الكونية الأولى" (6)، يقولون بالحرف الواحد:
"Since light from a quasar illuminates all of the material along its path to us, quasars serve as distant flashlights revealing the properties of the early universe".
وهذا معناه: "بما أن النجوم اللامعة تُنير كل المادة على طول الطريق الواصل إلينا، فإن هذه النجوم تعمل مثل مصابيح كاشفة بعيدة تكشف خصائص الكون المبكر".
وقد وجدتُ بأن جميع العلماء عندما يتحدثون عن هذه النجوم المبكرة البرّاقة يشبهونها بالمصابيح، حتى إن أحد هؤلاء العلماء يقول (7):
"they act as the brightest flashlights"
ومعنى هذا الكلام : "إن هذه النجوم تعمل مثل المصابيح الأكثر لمعاناً". (8).
إن هؤلاء العلماء عندما رأوا هذه النجوم البعيدة، رأوا تطابقاً تاماً بينها وبين المصابيح التي تضيء لهم الطريق، ولذلك سارعوا إلى تسميتها بهذا الاسم، وسبحان من سبقهم إلى هذا الاسم، كيف لا يسبقهم وهو خالق المصابيح وخالق الكون!

http://www.kaheel7.com/userimages/sky6.jpg
أحد النجوم البراقة أو الكوازارات يُرى على حافة الكون المرئي، ويبعد عنا آلاف الملايين من السنوات الضوئية، ويظهر تماماً كالمصباح المضيء في وسط الظلام الدامس، لاحظ أن إضاءة هذا النجم أكبر من إضاءة المجرات التي تظهر من حوله. وتبارك الله العظيم الذي خلق هذه النجوم وزين بها السماء وسماها قبل هؤلاء العلماء بالمصابيح!
ونتساءل...
ما معنى هذا التطابق والتوافق بين ما يكشفه العلماء في القرن الحادي والعشرين وبين كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وما معنى أن يسمي العلماء الأشياء التي يكتشفونها تسميات هي ذاتها في القرآن وهم لم يقرءوا القرآن؟
إنه يعني شيئاً واحداً وهو أنكم أيها الملحدون المنكرون لكتاب الله وكلامه، مهما بحثتم ومهما تطورتم ومهما اكتشفتم، فسوف تعودون في نهاية الطريق إلى هذا القرآن، وسوف ترجعون إلى خالقكم ورازقكم والذي سخر لكم هذه الأجهزة لتشاهدوا خلق الله تعالى وآياته ومعجزاته، والذي تعهّد في كتابه بأنه سيُريكم آياته في الآفاق وفي القرآن حتى تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله الحق. فهل تبيّن لكم الحقّ؟
إذن استمعوا معي إلى هذا البيان الإلهي المحكم: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) [فصلت: 53-54].
وجوه متعددة لإعجاز الآيات
في الآيتين السابقتين عدة معجزات لا يمكن إنكارها، وسوف نناقش هذه المعجزات دون أي تأويل، بل سنبقى في المعنى المباشر والواضح للآيات. وسوف نرى أن هذه المعاني شديدة الوضوح، وبما يتناسب مع الاكتشافات الكونية الحديثة.
· فالآية الكريمة تتحدث عن مرحلة مبكرة من عمر الكون في بدء الخلق، عندما كان الغاز الحار يملأ الكون، وهذا ما نجده في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ).
· لقد عبرت الآية أيضاً عن حقيقة الكون وقتها بكلمة واحدة هي: (دُخَانٌ)، وهذه الكلمة تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة تلك المرحلة من عمر الكون واختصرت الجمل الكثيرة التي يطلقها العلماء للتعبير عن تلك المرحلة بكلمة واحدة فقط. وهذا إعجاز مذهل للقرآن الكريم في دقة كلماته وتوافقها مع العلم الحديث والحقائق اليقينية.
· تحدث القرآن عن قول السماء في ذلك الوقت وطاعتها لخالقها، وقد يستغرب البعض من هذا الأمر، فكيف تتكلم السماء؟ ولكن الأبحاث والاكتشافات الجديدة أثبتت إمكانية إصدار الأمواج الصوتية من الكون في مرحلة الدخان أو الغاز.
· لقد حددت الآية المرحلة التي تكلمت فيها السماء، وهي مرحلة الدخان، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم. فهم وجدوا بأن الكون في مرحلة الغاز الحار والغبار أصدر موجات صوتية نتيجة تمدده.
· المنحنيات البيانية التي رسمتها أجهزة الكومبيوتر لكلام الكون جاءت متناسبة مع قوله تعالى: (أَتَيْنَا طَائِعِينَ). فهذه المنحنيات لم يظهر فيها أية نتوءات حادة أو عنف أو تمرد، بل كما أكد العلماء كان صوت الكون هادئاً وشبهوه بصوت الطفل الرضيع!
· يقول العلماء: إن المرحلة التالية للدخان (أو الغاز الحار والغبار) كانت تشكل النجوم اللامعة أو الكوازارات، وعندما درسوا هذه النجوم وجدوها تعمل عمل المصابيح فهي تكشف وتنير الطريق الواصل إلينا ويمكن بواسطتها رؤية الأجسام المحيطة بها. والإعجاز الأول هنا يتمثل في السبق العلمي للقرآن في تسمية هذه النجوم بالمصابيح، بما يتطابق مئة بالمئة مع ما يراه العلماء اليوم. أما الإعجاز الثاني فيتمثل في أن القرآن حدد المرحلة الزمنية التي تشكلت فيها هذه النجوم وهي المرحلة التالية لمرحلة الذخان.
· إننا نجد في قول الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، حديثاً عن زينة السماء بالنجوم البراقة، وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم. فهم يشبهون هذه النجوم والمجرات والتي تشكل النسيج الكوني باللآلئ التي تزين السماء!! وهذا سبق علمي للقرآن في استخدام التعابير الدقيقة والمتوافقة مع الواقع (9).
· لو تأملنا النص القرآني لوجدنا بأن الخطاب فيه موجه للكفار الذين لا يؤمنون بالخالق تبارك وتعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) [فصلت: 9-12].ِ وهذا يشير إلى أن هؤلاء الملحدين هم من سيكتشف هذه الحقائق الكونية، وهم من سيراها، وهذا سبق علمي للقرآن في تحديد من سيرى هذه الحقائق، لذلك وجَّه الخطاب لهم.
خاتمة
في هذه الوجوه المتعددة ردّ على دعوى أولئك الذين يهاجمون الإعجاز العلمي لكتاب الله تعالى، وردّ على كل من يعتقد بأن المسلمين ما داموا متخلفين علمياً وتقنياً، فلا يجب عليهم أن يبحثوا في الإعجاز العلمي! وردّ على من يقول بأن المسلمين ينتظرون دائماً الغرب الملحد ليقدم لهم الحقائق والاكتشافات العلمية، ثم ينسبوا هذه الاكتشافات للقرآن.
بل على العكس من ذلك! ففي اكتشافات الغرب لهذه الحقائق وحديث القرآن عنها بدقة مذهلة وخطاب القرآن لهؤلاء الملحدين، في كل ذلك أكبر دليل على صدق كتاب الله تعالى، وأنه كتاب حقّ. ولو كان هذه القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، لنسبَ هذه الاكتشافات لنفسه، لماذا ينسبها لأعدائه من الملحدين ويخاطبهم بها؟؟
وفي نهاية هذا البحث لا نملك إلا أن نسجد خشوعاً أمام عظمة كتاب الله تعالى وأمام عظمة إعجازه، ولا نملك إلا أن نردّد قول الحق جلّ وعلا: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].

عمر باعقيل
08-06-2010, 12:53 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

التوازن المعجز أثناء نشأة الكون





http://www.55a.net/firas/photo/21032kon2.jpg


قال تعالى

أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:14).



قال تعالى وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) (الرحمن:7) .



يقول باول ديفز أستاذ الفيزياء النظرية( رافقت قوة انفجار الكون العشوائية دقة في طاقة جاذبيته الثقالية لا يمكن تخيلها، والانفجار الكبير لم تكن واضحة.. فهي ضربة قديمة..إلا أن مقادير انفجارها كانت مرتبة بعناية فائقة مختارة)[1].


يقدر العلماء أنه يوجد أكثر من ثلاثمائة بليون مجرة في كل الكون، ولتلك المجرات عدد من الأشكال المختلفة (الحلزون، الإهليلجية..الخ )، ولك واحد تحتوي من النجوم بقدر ما يحتوي الكون كله من المجرات، وأحد تلك النجوم هو الشمس ولها تسعة كواكب أساسية تدور حولها في توافق عظيم، وكل منا يعيش على الكوكب الثالث من تلك الكواكب الثالث من تلك الكواكب المعدودة بدءاً من الشمس.

انظر حولك: هل أن ما تقع عليه عينك يتسم بالفوضى والعشوائية أم بالانتظام والدقة ؟ لكن كيف يمكن للمادة أن تكون قد شكلت مجرات منظمة إذا كانت تبعثرت عشوائياً ؟ لماذا تجمعت وتراكمت المادة عند نقاط معينة وشكلت النجوم ؟ كيف أمكن لتوازن الدقيق المرهف لمجموعتنا الشمسية أن انبثق من انفجار عنيف. تلك الأسئلة هامة جداً لأنها تقودنا إلى السؤال الحقيقي الذي هو: كيف تركب الكون بعد الانفجار الكبير ؟.


إذا كان الانفجار الكبير في الحقيقة هو انفجار هائل وعظيم فمن المعقول أن المادة تبعثرت في كل مكان بشكل عشوائي، لكنها حالياً ليست كذلك وبدلاُ من ذلك نراها منظمة في كواكب ونجوم ومجرات وعناقيد مجرية، ومجرات فوق عنقودية، وعناقيد عملاقة، وكأن ذلك يماثل انفجار قنبلة في مخزن قمح، وأدى


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192562584lecturing.jpg

صورة لفريد هويل

لسقوط كل حبات القمح على شبكة ذات أكياس مرتبة ملساء ومرزومة بشكل بالات ومحمولة على ظهور عربات نقل وجاهزة للتسليم بدلاً من تناثرها كالمطر بشكل قطرات في كل اتجاه، ولقد عبر (فريد هويل (http://en.wikipedia.org/wiki/Fred_Hoyle) ) الذي يعتبر معارضاً شرساً لنظرية الانفجار الكبير لعدة سنوات عن دهشته الشديدة لهذا التركيب فقال:

" تقتضي نظرية الانفجار الكبير أن الكون بدأ بانفجار واحد، وحالياً كما نشاهد فإن أي انفجار يلقي المادة ويفرقها كلياً، بينما الانفجار الكبير أنتج بشكل غامض وسري تأثيراً معاكساً فجعل المادة تتجمع وتتراكم مع بعضها البعض في شكل مجرات " [2]



http://www.55a.net/firas/photo/52083kon3.jpg




الشكل التالي يوضح نشوء الكون بما يعرف اصطلاحا الضربة الكونية أو الانفجار العظيم الذي فيه شيء من الخطأ كاسم فالانفجار كما هو معروف ينشأ عنه فوضا وليس نظام أما القرآن الكريم فيسمي هذه العملية بالفتق (ففتق الثوب لا يكون إلا بشكل دقيق وموجه ومن قبل خياط ماهر وليس بشكل عشوائي)




قُدر للمادة التي نتجت من الانفجار الكبير أن تكون أشكالاً منظمة مرتبة وهذا في الحقيقة شيء غريب وغير متوقع، وحدوث مثل تلك التوافقية والانسجام بين أجزاء الكون كله يقودنا إلى حقيقة هي أن الكون كله كان نتيجة الخلق الكامل من قبل الله، وفي هذا البحث سوف ندرس هذا الكمال المدهش والرائع ونفصل فيه القول.

سرعة الانفجار:

الناس الذين سمعوا عن الانفجار الكبير لم يهتموا بالموضوع بتفاصيل تام ولم يفكروا في هدفه هذا الانفجار والغاية منه وما يختفي خلفه، ذلك بأن فكرة الانفجار لا توحي لمعظم الناس بوجود أي توافق أو خطة أو تنظيم بين مكونات الانفجار لكن الأمر في هذا الانفجار الكبير مختلف لوجود عدد من المظاهر المحيرة جداً في الترتيب المعقد الذي نتج عن هذه الظاهرة.

أحد تلك الأمور المحيرة والمربكة تلك التي تتعلق بالتسارع الناتج عن قوة الانفجار، فعندما حدث الانفجار بدأت المادة تتحرك بسرعة هائلة في كل الاتجاهات، وتوجد هنا نقطة أخرى هامة يجب أن نلفت الانتباه إليها، وهي وجوب وجود قوة تجاذب كبيرة جداً منذ اللحظة الأولى للانفجار، أي القوة الجاذبة كانت من الكبر بشكل يكفي لتجمع كل الكون في نقطة واحدة.


وهكذا كان هناك قوتان مختلفتان تعملان متعاكستين، الأولى قوة الانفجار وهي تدفع المادة بعيداً ونحو الخارج بينما قوة التجاذب والتي تحاول أن تقاوم الأولى تجذب كل شيء إلى الخلف، وهما تعملان معاً في كل أرجاء الكون وفي كل لحظة، وقد ظهر الكون إلى الوجود بسبب عمل هاتين القوتين اللتين كانتا في حالة توازن، لأنه إذا كانت قوة التجاذب أكبر منها للانفجار فالكون سوف ينهار داخلياً، على نفسه، أما إذا كانت قوة الانفجار الخارجية المعاكسة أكبر، فالمادة سوف تتناثر في كل اتجاه بطريقة لا اتحاد إطلاقاً.


إذن كم هي عظيمة حساسية ذلك التوازن ؟


وكم هو دقيق عامل الارتخاء (تخفيف السرعة ) والموجود بين هاتين القوتين ؟


أجرى عالم الفيزياء الرياضي (باول ديفز ) الأستاذ في جامعة (إديليارد) في استراليا حسابات مطولة للشروط والظروف التي ربما وجدت لحظة الانفجار الكبير، وتوصل إلى نتيجة على الأقل يمكن وصفها بأنها مذهلة، فوفق حسابات (ديفز) إذا اختلفت معدل التمدد بأكثر من (10-18من الثانية ) (واحد من كوينتليون من الثانية ) فيجب ألا يكون هناك كون.


ووصف (ديفز ) استنتاجه كما يلي:


أوصلت القياسات الدقيقة معدل التمدد لقيمة حدية قريبة جداً للقيمة التي عندها سيهرب الكون من جاذبيته الخاصة ويبقى يتمدد إلى الأبد. أما لو أبطأ قليلاً وكان معدل تمدده أقل من القيمة الحدية له فسوف ينهار الكون على نفسه، ولو كان أكثر سرعة بقليل فإن مادة الكون ستكون قد اختفت كليلاً ومنذ زمن بعيد.


من المثير أن نسأل بدقة كيف هي رقة ورهافة معدل التمدد هذا ؟ وكيف أمكن ضبطه وتنظيمه ليقع على خط التقسيم الضيق الفاصل بين الحدثين الأخيرين ؟ فتقول أنه إذا أسسنا نموذجاً زمنياً للانفجار وبشكل صارم فبعد ثانية واحدة يكون معدل التمدد قد تغير عن قيمته الحدية بما يزيد عن 10 –18و هذا كاف لأن يلقي بالتوازن الدقيق ( المرهف ) بعيداً، وهنا تكتشف أن قوة الانفجار للكون تلاءمت وتوافقت بدقة لا معقولة مع قوة جاذبيته الثقالية، والانفجار الكبير هو بالتأكيد ليس انفجاراً عبثياً إنما كان انفجاراً منظماً ومقدراً بعناية فائقة وإتقان[3].


وقد نشرت مجلة العلم (Science (http://www.sciencemag.org/))المشهورة مقالاً عن النظام المدهش الذي تكون مع بداية وجود الكون جاء فيه: إذا كانت كثافة الكون أكثر بجزء صغير جداً مما هي عليه ففي تلك الحالة ووفق نظرية (اينشتاين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%C2%A3%D8%B8%E2%80%9E%D8 %B7%C2%A8%D8%B7%C2%B1%D8%B7%DA %BE_%D8%B7%C2%A3%D8%B8%D9%B9%D 8%B8%E2%80%A0%D8%B7%C2%B4%D8%B 7%DA%BE%D8%B7%C2%A7%D8%B8%D9%B 9%D8%B8%E2%80%A0) ) في النسبية فالكون سوف لن يتمدد بسبب قوة التجاذب الهائلة للجسيمات الذرية وبدلاً من ذلك فإنه يتقلص وأخيراً ينتهي ويزول في نقطة.


أما إذا كانت الكثافة الابتدائية أقل بجزء ضئيل صغير فالكون سوف يتمدد فجأة، لكن في هذه الحالة لا تتجاذب الجسيمات الذرية مع بعضها وبالتالي لا تتشكل ِإطلاقاً أية نجوم أو مجرات، وبالنتيجة لن يظهر الإنسان في هذا الكون أبداً، ووفق الحسابات في الفرق بين الكثافة الحقيقية الابتدائية للكون وكثافته الحدية والتي لا يحتمل حدوثها هي أقل من واحد بالمائة من (الكوادر ليون ) فهذا يشبه وضع قلم رصاص في وضعية يقف فيها على طرفه الحاد لمدة تزيد عن بليون سنة، والأكثر من ذلك وطالما أن الكون يتمدد فإن ذلك التوازن سوف يصبح أكثر دقة[4]


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192561594200px-stephen_hawking.starchild.jpg

صورة لعالم الفلك الأمريكي ستيفن هويكنز




العالم (ستيفن هاوكنغ (http://en.wikipedia.org/wiki/Stephen_Hawking) ) الذي حاول بشدة أن يحيد في تفسير الخالق للكون واعتبر أن ذلك الخلق ليس سوى سلسلة من المصادفات في كتابه "مختصر تاريخ الزمن" A Brief History of Time (http://books.google.fr/books?id=A9nWaIpeXhkC&q=a+brief+history+of+time&dq=a+brief+history+of+time&pgis=1) اعترف بالتوازن العجيب في معدل التمدد وقال: " إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون، فالكون سينهار ثانية على نفسه قبل أن يصل إلى حجمه الحالي.[5]


والسؤال الآن هو: على ماذا يدل مثل هذا التوازن الدقيق المميز كما تبين لنا من قبل ؟.. والجواب المقنع الوحيد على هذا السؤال هو أن تلك الدقة تبرهن على وجود تصميم مدرك، وأنه لا يمكن أن يكون ذلك مصادفة، ورغم أن الدكتور " ديفز (http://cosmos.asu.edu/) " مادي ومتحمس لماديته إلا أنه يعترف بهذه الحقيقة قائلاً: " من الصعب أن نقاوم تركيب الكون الحالي، إذا يبدو أنه حساس جداً لتبديلات الأعداد، فهي تميل لأن تكون مدروسة بحذر شديد، وعلى ما يبدو فإن الطبيعة اختارت لثوابتها الأساسية قيماً عددية بتوافق إعجازي معها، بحيث تبقى الدليل الأكثر قوة في جوهر التصميم الكوني [6]


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192561835150px-briefhistorytime.jpg

كتاب مختصر تاريخ الزمن




القوى الأربعة:


تعتبر سرعة الانفجار الكبير واحدة من الحالات المعتبرة للتوازن الدقيق منذ اللحظة الابتدائية للخلق، وفور وقوع الانفجار كانت القوى التي تشكل الكون الذي نعيش فيه مضبوطة عددياً بشكل صحيح تماماً، لأنه لو وجد أي خلاف عن ذلك فلن يكون هناك كون.


ميّزت الفيزياء الحديثة وجود أربع قوى أساسية تعمل في الكون، وكل تركيب وحركة في الكون تخضع لحكم تلك القوى وسيطرتها، وهذه القوى تعرف على أنه قوى الجاذبية الثقالية والقوة الضعيفة والقوة النووية القوية والقوة الكهرطيسية فهما محكومتان بتراكم الذرات، أي بكلمة أخرى محكومتان بالمادة، وهذه القوى الأربع كانت في حالة عمل فوري عقب الانفجار الكبير، وهي نتجت ورافقت خلق الذرات والمادة.


إن الهدف من مقارنة قيم هذه القوى هو تنوير دورها ومدى فعاليتها وبيان لقيمها والاختلافات المذهلة من واحدة لأخرى، ويعطي الجدول التالي تلك القيم بوحدات القياس العالمية:


قوة نووية قوية 15


قوة نووية ضعيفة 7.03×10 –3


قوة كهرطيسية 3.05×10 –12


قوة تجاذب ثقالية 5.90× 10 –39


لاحظ كم أن الفروق كبيرة في قوة تلك القوى الأساسية الأربع، وأن الفرق بين أقواها (القوى النووية القوية ) وأضعفها (قوة التجاذب الثقالية ) هو حوالي 52 متبوعة بـ 83 صفراً. فلماذا هذا الفرق ؟



http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192562631clip_2.jpg




عالم الأحياء الجزيئية (مايكل دينتون) ذكر نقطة هامة في كتابه " قدر الطبيعة وهي: لقد خلق الكون ونظّم بشكل يهدف إلى الحفاظ على حياة الإنسان "


عالم الأحياء البيولوجية (ميشل دينتون (http://en.wikipedia.org/wiki/Michael_Denton)) Michael John Denton (http://en.wikipedia.org/wiki/Michael_Denton) طرح هذا السؤال في كتابه " قدر الطبيعة " قائلاً:


" مثلاً إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية أقوى بتريليون مرة فالكون سيكون غاية في الصغر وتاريخ حياته قصير جداً، فمن أجل نجم متوسط كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس فسوف لن تمتد حياته لحوالي سنة ومن ناحية أخرى إذا كانت الجاذبية الثقالية أقل طاقة فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً، وكذلك فإن العلاقات الأخرى والقيم ليست أقل حدية من ذلك، فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جداً فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة، وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية عندئذ تحتوي نواة الذرة على بروتونين وسيكون ذلك مظهراً لاستقرار الكون عندئذ وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين، وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه فسوف تكون تماماً عن طبيعتها الحالية. واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها القيم التي أخذتها بالضبط فسوف لن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة "[7].


علق (باول ديفز (http://cosmos.asu.edu/)) على كيفية تقديم قوانين الفيزياء شروطاً مثالية لحياة الناس:


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192562701paul_recent.jpg



بول ديفز:" ثمة أدلة قوية جداً تبين أن هناك تصميماً في الكون"
ماذا لو اختارت الطبيعة وآثرت مجموعة أعداد تختلف قليلاً عما هي عليه فعلاً ؟..الجواب هو: أن العالم سيكون مكاناً مختلفاً تماماً، ونحن سوف لن نكون هنا لنراه، والاكتشافات الحالية المتعلقة بالكون البدائي يجبرنا على قبول أنه قد تم ضبط الحركة في الكون المتمدد بنظام ودقة مدهشة. [8]



كان العالمان (Arno Allan Penzias (http://en.wikipedia.org/wiki/Penzias) وRobert Woodrow Wilson (http://en.wikipedia.org/wiki/Robert_Woodrow_Wilson))يعملان معاً اكتشفا الإشعاع الخلفي للكون (Cosmic microwave background radiation (http://en.wikipedia.org/wiki/Cosmic_microwave_background_ra diation))وقد نالا على هذا الاكتشاف جائزة نوبل في عام 1965 وعلى ضوء اكتشافهما بوجود إشعاع خلفي للكون علق (بنزياس ) على التصميم الجميل للكون بقوله:


" يقودنا علم الفلك إلى حادثة فريدة ووحيدة لكون خلق وانبثق من لا شيء … و مصحوب بتوازن دقيق كان ضرورياً ليقدم الظروف المناسبة والتي تسمح بالحياة بالضبط..... فكان هذا الكون الذي نعيش فيه والذي صمم وفق مخطط خارق كما يقول البعض "[9]


العلماء الذي اقتبسنا بعضاً من أقوالهم للتو توصلوا إلى استنتاجات هامة من مشاهداتهم، فبالفحص والتفكير حول التوازنات اللامعقولة وكذلك ترتيبها الجميل في التصميم الدقيق والصارم للكون يقود الشخص إلى الحقيقة التالية وهي: يوجد في الكون تصميم أسمى وتناسق كامل، وبدون تردد فالمؤلف والمنفذ لهذا التصميم والتناسق هو الله، هو الذي خلق كل شيء بدون أي خلل، ولقد لفت الله انتباهنا في إحدى آياته إلى الترتيب والتخطيط و الحساب في تفصيل في خلق الكون: قال تعالى: ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (الفرقان:2).


الحسابات الرياضية في الاحتمال تدحض الصدفة:


يوضح كل ما قيل سابقاً التوازنات الغريبة بين القوى التي جعلت حياة الإنسان ممكنة في هذا الكون، فسرعة انفجار الكبير وقيم القوى الأربعة الأساسية وكل المتحولات الأخرى التي سوف نتناولها بالدراسة في الفصول القادمة والتي هي حيوية للبقاء تم ترتيبها وفق دقة عالية غير عادية. والآن دعنا نصنع استطراداً مختصراً ونهتم بنظرية الصدفة التي تبنتها النظرية المادية:


الصدفة هي تعبير رياضي يمكن استخدامه في دراسة إمكانية وقوع حدث ما. و من الممكن حسابها باستخدام علم الرياضيات في فرع الاحتمال، ودعنا نفعل ذلك: لنأخذ في الحسبان المتغيرات الفيزيائية، ونتساءل عن الاحتمال القوي للكون الذي أعطانا الحياة والذي أتى إلى الوجود مع الصدفة ؟ فهل هو واحد في بليوناتت البليونات ؟ أو في تريليونات التريليونات ؟ أم أكثر من ذلك ؟؟


(روجر بنروزRoger Penrose (http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose) ) وهو رياضي إنكليزي وصديق مقرب لـ (ستيفن هاوكنغ ) تساءل حول هذا الموضوع وحاول حساب الاحتمال لمثل تلك الصدفة وضمنه كل ما اعتبره متحولات ضرورية لبقاء الكائنات البشرية وحياتها على سطح كوكب مثل كوكبنا.


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1192562814sir_roger_penrose_1. jpg

صورة لعالم الفيزياء روجر بنروز




وطبق حسابات بنروز كانت الأرجحية ضد وقوع مثل ذلك الاحتمال هو من رتبة (10 10 123 ) إلى واحد !! وهذا لا يمكن حتى تخيله لما يعني ذلك العدد من غرابة، ففي الرياضيات القيمة (10 123) تعني واحداً متبوعاً بـ مئة وثلاثة وعشرين صفراً. (وهذا على سبيل المثال أكثر من العدد الكلي للذرات ومقدراها 10 78 والتي يعتقد أنها موجودة في كل الكون لكن جواب (بنروز (http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose)) كان أكبر من ذلك بكثير فهو يتطلب رقماً واحداُ متبوعاً بـ 10 123 صفراً.


إذا اعتبرنا أن 10 3 هي ألف، و (10 10 123 ) هو رقم يعني واحد و متبوعاً بألف صفر، وفي حال وجود ستة أصفار فقط نسمي العدد مليون، وإذا كان عددها تسعة نسميه بليون، وإذا كان أثنا عشر صفراً سمي تريليون.. و هكذا. ولا يوجد حتى اسم إطلاقه على رقم متبوع بـ 10 123 صفراً.


وباستخدام تعابير تطبيقية في الرياضيات فاحتمال قيمته واحد في 10 50 يعني احتمالاً يساوي الصفر، وعدد (بنروز) هو أكثر من تريليون ترليون تريليون مرة أقل من الصفر، وباختصار يخبرنا عدد (بنروز) أن الخلق صدفة أو بصدفة اعتمدت على حدوث نوع من التوافق في الزمان والمكان في كوننا مستحيل تماماً.


و بالتركيز على هذا العدد الآن عن مدى دقة الهدف الذي ينشده الخالق أي يبين لنا مدى تلك الدقة التي يجب أن يكون عليها الكون كي ينبثق، و تعني تلك الدقة اسمياً جزءاً واحداً في (10 10 123)، وهذا عدد غير طبيعي، والشخص لا يمكنه حتى كتابة هذا العدد بشكله الكامل بطريقة التدوين العشري فهو واحداً متبوعاً ب 10 123 صفراً متتابعاًن فإذا فرضنا أننا كتبنا صفراً على كل بروتون منفصل وكذلك على نيوتون منفصل وفي كل الكون و أن نوزع بباقي الأصفار على الجسيمات الأخرى ذات المقياس الجيد، فسوف نفشل و نعجز تماماً عن كتابة هذا العدد من الأصفار لعدم توفر العدد اللازم من دقائق الكون كله من البروتونات والنترونات..ألخ [10]


يحدثنا (روجر بنروز (http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose)) عن هذا الموضوع بقوله: " يخبرنا هذا العدد عن مدى دقة هدف الخالق والتي يجب أن يكون عليها هذا الهدف (الكون ) ".


وقد صرح (بنروز (http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose)) بهذا الأمر قائلاً: أن الأعداد التي تحدد التصميم والتنفيذ لتوازن الكون تلعب دوراً حاسماً في وجوده، وهي من الغرابة بحيث تتجاوز الفهم والإدراك، وتبرهن تلك الأعداد على أن الكون لا يمكن بأية حال أن يكون ناتجاً عن صدفة في الزمان والمكان وتبين تلك الأعداد مدى دقة هدف الخالق والتي يجب أن يكون عليها ذلك الهدف (الكون ) لكي ينبثق ويبقى قائماً في هذا الوجود.


في الحقيقة لكي نميز أن الكون ليس ناتجاً من الصدفة فالشخص حقيقة لا يحتاج إلى أي من تلك الحسابات إطلاقاً، وببساطة إذا نظر الإنسان حوله فإنه يستطيع بسهولة أن يعي ويدرك حقيقة الخلق أو حتى في اصغر التفاصيل لما يراه، وكيف يمكن لكون مثل هذا.. كامل في أنظمته (الشمس والأرض والناس والبيوت والسيارات والأشجار والأزهار والحشرات، وكل الأشياء الأخرى فيه ) أن تأتي إلى الوجود نتيجة لتساقط الذرات مع بعضها بالصدفة بعد الانفجار وتصنع كوناً.


كل شيء يقع أمام أعيننا هو دليل على قدرة الله وعظمته، فقط أولئك الذين يفكرون هم وحدهم الذي يفهمون تلك الإشارات.


قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164).


رؤية الحقيقة الواضحة:


أتت علوم القرن العشرين بدليل مطلق وهو أن الكون خلق من قبل الله، ويوضح مبدأ الأنتبروبي الذي ذكرناه من قبل كل تفصيل للكون والذي تم تصميمه كي يعيش فيه البشر والذي لا وجود للصدفة فيه.


الشيء المثير للانتباه هو أن الأشخاص الذي اكتشفوا كل لذلك وتوصلوا إلى الاستنتاج وهو أن الكون لا يمكن أن يكون قد أتى إلى الوجود بالصدفة هم نفس الأشخاص الذي دافعوا قديماًُ عن الفلسفة المادية وحموها، ومن هؤلاء العلماء (باول ديفز وأرنوبنزاياس وفريد هويل وروجر بنروز (http://en.wikipedia.org/wiki/Roger_Penrose)) فهم لم يكونوا أتقياء ورعين وبالتأكيد لم يكن ليدهم نية برهان وجود الله أثناء متابعتهم أعمالهم، ويستطيع الشخص أن يتخيل المفاجأة التي واجهتهم عندما توصلوا إلى استنتاجاتهم حول تصميم الكون من قبل قدرة سامية بغير قصد منهم.


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11925950772121.jpg

كتاب الكون التكافلي




وقد اعترف الفلكي الأمريكي جورج غرنشتاين ( (http://www.amherst.edu/~gsgreenstein/)George Greenstein) (http://www.amherst.edu/~gsgreenstein/)في كتابه الكون التكافلي(The symbiotic universe: Life and mind in the cosmos (http://www.amazon.com/symbiotic-universe-Life-mind-cosmos/dp/0688076041))كيف من الممكن لقوانين الفيزياء أن تتشكل من نفسها وتتماثل مع الحياة و مع كل دليل تتم معاينته فإنه تتجلى بإلحاح فكرة وجود قوة خارقة للطبيعة. إنه من الممكن وبشكل مفاجيء أن نثبت علمياً وجود الكائن الخارق ؟ فهل هو الله من تدخل وبشك متعمد خلق وأبدع الكون لمنفعتنا.


رغم أن الملحد (غرنيشتاين ) يتجاهل تلك الحقيقة البسيطة و مع ذلك فهو لا يستطيع إلا أن يفكر ويتعجب، ومن ناحية أخرى فهناك علماء آخرون أقل إنكاراً وغروراً ومع ذلك فهم مستعدون للإقرار أن الكون قد صمم خصيصاً لحياة الجنس البشري فيه، أما لفلكي الأمريكي (هيوج روس Dr. Hugh Ross, Ph.D (http://www.reasons.org/about/staff/ross.shtml))فقد أنهى مقالة:" تصميم ومبدأ الأنتروبي Design and the Anthropic Principle (http://www.reasons.org/resources/apologetics/design.shtml)" بالكلمات التالي.


" لابد أن هناك خالقاً عبقرياً متعالياً فائقاً ووراء نطاق الخبرة البشرية هو الذي أتى بالكون إلى الوجود، وهو الخالق الذي خلق الكون وهو الخالق المبدع المتعال الذي خلق كوكب الأرض وهو الذي خلق الحياة فيها "


وهكذا فإن العلم يدلل على حقيقة الخلق، وبالتأكيد يوجد إله خلق كل شيء حولنا المرئي منه واللامرئي. هو الخالق الوحيد الذي أقام هذا التوازن البارع اللاطبيعي، وصمم خصيصاً ليمكن المخلوقات الإنسانية من الحياة والعيش فيها، وقد وضح العالم ديفز في كتابه (النسخة الكونية The Cosmic Blueprint (http://www.amazon.fr/Cosmic-Blueprint-Discoveries-Creative-Universe/dp/1932031669)) هذه


http://www.55a.net/firas/ar_photo/119259578541855ce0m7l._aa240_. jpg

كتاب النسخة الكونية




الحقيقة، في الفقرة الأخيرة وتحت عنوان:" بصمة التصميم غامرة " [11]فقال:


" بدون شك إن تصميم الكون هو دليل على قدرة الإله في الخلق، والموازين الدقيقة، وكل الكائنات البشرية والمخلوقات الأخرى هي دليل على الإله ذي القدرة الأسمى وقوة الخلق"، تلك النتيجة اكتشفت من قبل علوم حديثة وهي بالضبط تجديد لحقيقة تم الإعلان عنها قبل أربعة عشر قرناً في القرآن الكريم:


(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا


لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54).

عمر باعقيل
09-06-2010, 03:55 PM
بناء الجسور عند النمل: مثال رائع للتضحية والتعاون

إنه عالم عجيب وغريب لا نهاية لأسراره ... إنه عالم النمل ... ففي كل يوم يكشف العلماء شيئاً جديداً يظهر روعة هذا المخلوق الصغير الذي يستحق فعلاً أن ينزل الله سورة يسميها باسمه، لنقرأ....



كلما حاول المشككون الاستهزاء بهذا القرآن وقدموا مثالاً على ذلك، سخر الله لهذا القرآن من يكشف معجزاته وعجائبه التي ترد على الملحدين قولهم، وقد استهزأ الكفار ومنذ نزول القرآن بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) يذكر في كتابه الحشرات ومنها النمل!
وسبحان الله! يأتي اليوم بعض المشككين ليرددوا نفس الكلام ويقولون إن القرآن مليء بالأساطير ويضربون مثالاً على ذلك أن محمداً يسمي السور بأسماء الحشرات. ولكن الله تعالى يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]. ولذلك فإن الذي يتأمل اكتشافات العلماء يلاحظ أنهم في حيرة من أمرهم، بل يقفون مندهشين أمام هذا المخلوق الصغير ألا وهو النمل.
يقول العلماء إن وزن دماغ النملة هو جزء من مئة من الغرام، وإن دماغ الحوت الكبير أكبر بمئة ألف مرة من دماغ النملة، وعلى الرغم من ذلك فإن النملة تقوم بمهام وأعمال ذكية تتفوق بها على هذا الحوت! وهذا ما يثير تعجب العلماء وحيرتهم، ولكنهم لو فكروا قليلاً واطلعوا على كتاب الله تعالى، لوجدوا أن الله هو من خلق هذا النمل وهو من علَّمه وهداه إلى الطريق الصحيح، وهو القائل عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].
http://www.kaheel7.com/userimages/ant_bridge_01.JPG
في كل يوم يصرح العلماء بأن عالم الحشرات وبخاصة النمل هو من الأمور المعقدة جداً، ومن غير المنطقي أن تكون النملة قد طورت نفسها بنفسها، لأن دماغ النملة المحدود لا يكفي لمعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات التي تستخدمه النملة أثناء أداء مهامها. نرى في الصورة رأس نملة وبداخله الدماغ الصغير لها والذي يحوي بحدود 300000 خلية عصبية، إن دماغ الإنسان يحوي أكثر من تريليون خلية أي أكثر من خلايا دماغ النملة بمئات الآلاف من المرات، وعلى الرغم من هذا الدماغ الصغير نجده يتمكن من معالجة كل المعلومات التي تحتاجها النملة، بشكل يدل على وجود برنامج مسبق في هذا الدماغ.
راقب العلماء عالم النمل طويلاً وظنوا في البداية أنه عالم محدود لا يفكر ولا يعقل ولا يتكلم! ولكن تبين أخيراً أن النمل هي أمة مثلنا تماماً، له قوانينه وحياته وذكاؤه، وتبين أن هندسة البناء عند النمل أقدم بكثير من البشر، حيث يقوم النمل منذ ملايين السنين ببناء المساكن وحديثاً كشف العلماء طريقة بناء الجسور عند النمل.
فقد جاء في دراسة جديدة (حسب موقع رويترز) أن الطريقة التي يعتمد عليها النمل لعبور الحُفر هي بناء الجسور بالأجساد! فقد ذكر باحثان بريطانيان أن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها تضحي بالبعض منها في سبيل الباقين حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنع مسار أكثر انسيابية لباقي السرب.
وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً من أنواع النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجم أجسادها حجم الحفرة المراد سدها. وذكرا في تقرير نشرته مجلة السلوك الحيواني أنه ربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر!
http://www.kaheel7.com/userimages/ant_bridge_02.jpg
تأملوا معي هذا الجسر الحي وكيف قامت بعض النملات بالتضحية في سبيل الآخرين، ويقول العلماء إن النملات التي تصنع من أجسادها هذا الجسر تتألم كثيراً أثناء مرور النمل فوقها، ولكنها تصبر وتتحمل وتبقى متماسكة كالجسر الحقيقي حتى تمر آخر نملة!
ودرس سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمل يسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أمريكا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصل الى 200 ألف نملة!
ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلال طابور طويل من النمل. لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمر أفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات.
http://www.kaheel7.com/userimages/ant_bridge_03.JPG
نرى في هذه الصورة كيف يتمسك النمل بعضه ببعض ليبني جسراً متيناً، هذا الجسر يستخدم لعبور النملات عليه من ضفة لأخرى، ويؤكد العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أن النمل يختار بعناية فائقة الأحجام المناسبة للنملات التي ستضحي بنفسها وتصنع هذا الجسر!
يقوم عدد قليل من النمل بملء الفجوات ليصنع مساراً سلساً. ويقول العلماء: إن النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لإصلاح الطرق، وأضاف باول: عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفر وتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة. بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكاً بسيطاً تؤديه بكثير من الإتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي إلى فائدة تعم المستعمرة ككل.
يقول الباحث James Traniello بعد أبحاث أجراها في جامعة بوسطن حول علم أعصاب النمل: إن هذا السلوك المعقد للنمل مبرمج، فكل نملة تعرف مسبقاً ما يجب عليها القيام به، فالنملة الصغيرة لها مهام محدودة تناسب حجمها، ولكن النملة الشابة والقوية تقوم بمهام الدفاع عن المستعمرة وجمع الطعام وغير ذلك من المهام الصعبة، أما النملة كبيرة السن فتُعزل وتحظى بالرعاية والاهتمام!
لقد أجرى فرانكس وباول تجارب في المختبر لإظهار هذا السلوك. وقال فرانكس وضعنا ألواحاً خشبية مليئة بثقوب من أحجام مختلفة في مسارات النمل لنرى كيف ستتوافق أحجام النمل المختلفة مع أحجام الثقوب المختلفة. في الحقيقة تصرف النمل بصورة رائعة. فقد كان النمل يختار الطريقة الأنسب لبناء الجسر بشكل يحير العلماء ويجعلهم يتساءلون: كيف تعلمت النملة هذه التقنية في البناء، في حين نجد أن البشر ليبنوا جسراً مماثلاً فإن ذلك يتطلب حسابات هندسية معقدة.
http://www.kaheel7.com/userimages/ant_bridge_04.JPG
يقول الدكتور Scott Powell عندما يصادف النمل حفرة لا يستطيع عبورها فإنه يختار مجموعة من النملات ذوات الحجم المناسب للحفرة، وتضحي بنفسها وتتحمل أعباء ومشقة بناء الجسر الحي من أجسادها، لتعبر عليه بقية النملات! وتقوم النملات بعدة تجارب قبل بناء الجسر حتى تجد أفضل النملات المناسبة من حيث حجمها وقوتها لتحمّل أوزان النمل الذي سيعبر على ظهورها!
ويقول العلماء الذين أجروا هذا البحث إن النمل يضحي بعدد قليل من النملات لبناء الجسر ولكنه يجني فوائد عظيمة في تأمين المرور اللازم لآلاف النملات، وهذا النظام الاجتماعي تقوم به النملة بكل طواعية وسرور، بل إن كل نملة تسارع لتجرب حجمها إذا كان مناسباً لبناء هذا الجسر الحي!
وسبحان الله! إن هذا التكافل والتراحم موجود في عالم النمل، فكيف بنا نحن البشر؟! لقد صوَّر لنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام حالة المؤمن عندما أكد أن المؤمنين أشبه بالبنيان المرصوص في تعاونهم وتضحيتهم، فإذا كان النمل يتعاون ويضحي من أجل معيشته، أليس الأجدر بنا أن نتعاون ونضحي من أجل الله تبارك وتعالى؟!
http://www.kaheel7.com/userimages/ant_bridge_05.JPG
إن هندسة بناء الجسور عند النمل تعتبر تقنية متطورة جداً وبدون تكاليف، فقط بقليل من التضحية والتعاون، والذي يستغربه العلماء هذه الطاقة الكبيرة التي يقدمها النمل أثناء صنعه للجسر الحي، ويعجبون من صبره وبذله لهذا الجهد الكبير والمبرمج، ولذلك يؤكدون أن النملة تتمتع بذكاء عالٍ وحب لأخواتها النملات، وهنا أتوقف قليلاً وأتذكر قول الحبيب الأعظم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) انظروا كيف تطبق النملات قول هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام، فماذا عنا نحن المؤمنين الذين ندعي محبة هذا النبي الرحيم وأننا نطبق أوامره؟
وهنا نتذكر دائماً البيان الإلهي الذي أكد أن النمل وغيره من المخلوقات الحية هو أممٌ أمثالنا، يقول تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
وأخيراً نتمنى من أي ملحد يطلع على هذه الاكتشافات أن يفسر لنا سر عالم النمل ومَن الذي علَّمه وهداه إلى هذه التقنيات الرائعة، ونقول له الجواب مسبقاً: إنه الله تعالى القائل على لسان نبيه موسى عليه السلام في حواره مع فرعون: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].

عمر باعقيل
11-06-2010, 05:41 PM
http://www.kaheel7.com/userimages/1443225533.jpg
الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلام

لفت انتباهي إلى هذا الموضوع أحد الإخوة القراء من خلال سؤال عن سر مجيء كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط....




ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها بكلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاث مراحل من هذه القصة:

1- عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.

2- عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.

3- عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه.

هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته مع فرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أي تناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟

الموقف الأول

في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.

ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17-21].

الموقف الثاني

أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:

1- (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104-109].

2- (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23-34].

الموقف الثالث

بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين الناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاه فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر، فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.

وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].

التحليل البياني للمواقف الثلاثة

لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.

أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة[1] (http://forum.mn66.com/redirector.php?url=%68%74%74%7 0%3a%2f%2f%77%77%77%2e%6b%61%6 8%65%65%6c%37%2e%63%6f%6d%2f%6 d%6f%64%75%6c%65%73%2e%70%68%7 0%3f%6e%61%6d%65%3d%4e%65%77%7 3%26%61%6d%70%3b%66%69%6c%65%3 d%61%72%74%69%63%6c%65%26%61%6 d%70%3b%73%69%64%3d%33%33%38%2 3%5f%66%74%6e%31). وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.

ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟

إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [الأعراف: 115-122].

إحصائيات قرآنية

إن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمر الله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفي كلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.

ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأن الكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].

عمر باعقيل
12-06-2010, 04:42 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif



http://kaheelaalmanaar.jeeran.com/بسسم.gif


















http://quran-m.com/firas/ar_photo/127481070532.jpg

الظلال آية دالة على الله سبحانه وتعالى

أ.د/ يحيى وزيرى
عضو الهيئة العالمية للاعجاز العلمى فى القرآن والسنة.
1- مقدمة:
الظلال هى أحدى النعم التى امتن بها الله سبحانه وتعالى على عباده، والظل في اللغة نقيض الضح (بالكسر) أو هو الفيئ، أو هو بالغداة والفيئ بالعشى، ومكان ظليل ذو ظل، والظلة شيء كالصفة يستتر به من الحر والبرد، والظلال والمظلة (بالكسر والفتح) الكبير من الأخبية، والظليلة مستنقع الماء في أسفل مسيل الوادي والروضة الكثيرة الحرجات، والظلل الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس[1].
وفي المعجم الوجيز[2]:الظل هو ضوء الشمس إذا استترت عنك بحاجز، والظليل ذو الظل ويقال ظل ظليل أي دائم، وعلى ذلك فان الظل بمعناه العام يشمل الخيال الناتج عن الأشياء في اتجاه سقوط أشعة الشمس.
ويهدف هذا البحث الى اظهار أحد جوانب الاعجاز القرآنى فى حديثه عن الظل والظلال، من خلال محورين أساسيين: الأول: توضيح الدلالات العلمية فى آيات الظل والظلال بالقرآن الكريم.
الثانى: ابراز وجه الاعجاز القرآنى فى توضيحه أن الظل المشاهد فى الطبيعة ليس كله واحدا، واعطائه نماذج محددة ومختلفة لأنواع الظلال وهو مايعد اعجازا وسبقا قرآنيا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.
2- كيفية تكون الظلال وأسلوب حركتها فى الطبيعة:
إن تكوّن الظل هو أحد نتائج انتشار الضوء في خطوط مستقيمة، ويطلق تعبير الظل على احتجاز النور عن منطقة ما بوجود حاجز معتم يعترض مسار موجات هذا النور (الضوء المرئي) القادم من أحد مصادر الضوء في اتجاه واحد[3].
وإذا تعرض أي جسم للإشعاع الشمسي (الضوء الطبيعي) فان الجانب المعرض مباشرة للشمس يكون مضيئا، أما الجانب الآخر من الجسم الذي ليس في مواجهتها فيكون واقعا في الظل، فعلى سبيل المثال لو وضع أي مجسم هندسي معرضا للشمس فإن النصف المعرض للشمس يكون مضيئا أما النصف الآخر فيكون في الظل ويطلق عليه الظل الحقيقي[4] أي الذي يلقيه الجسم بنفسه على نفسه، ثم نجد أن هذا الجانب المظلل من المجسم الهندسي يقوم بإلقاء ظل على الأرض أو أي مستوى أو جسم آخر وهو ما يعرف باسم الظل الساقط[5] أو الظل الظاهرى ، شكل (1).

http://quran-m.com/firas/ar_photo/12747361931.jpg
شكل (1): أسلوب تكون ظلال الأشكال المجسمة نتيجة تعرضها للإشعاع الشمسي المباشر.

أما بالنسبة لأسلوب حركة الظلال بصورة عامة، فيمكن أن يتضح بمراقبة ظل جسم أو شاخص معرض للإشعاع الشمسي، حيث نرى أن الشمس عند طلوعها صباحا من جهة الشرق وحتى منتصف النهار (الزوال) فان ظلال الأجسام تقع جهة الغرب، فإذا اتجهت الشمس من وسط الفلك إلى الجانب الغربي (جهة الغرب) وقعت ظلال الأجسام في الجانب الشرقي[6]، شكل (2- أ)، وهذه هى حركة الظل بالانتقال من الغرب الى الشرق. ويلاحظ أيضا أن أطوال الظلال تكون أكبر مايمكن عند شروق الشمس ثم تبدأ في التناقص كلما ارتفعت الشمس في السماء، حتى تصل إلى وسط الفلك (وقت الظهيرة تماما) وفى هذه الحالة نجد أن ظلال الأشياء على اختلافها تكون أقل مايمكن، ثم بعد انتقال الشمس إلى جهة الغرب تبدأ ظلال الأشياء في الازدياد مرة أخرى إلى أن تصل إلى أقصى طول لها وقت غروب الشمس، ارجع إلى شكل (2- ب)، وهذه هى حركة الظل بالامتداد والانقباض.

http://quran-m.com/firas/ar_photo/1274736515untitled.jpg
شكل (2-أ): حركة الظلال بانتقالها من جهة الغرب الى جهة الشرق على مدار اليوم.

http://quran-m.com/firas/ar_photo/127473643333662.jpg

شكل (2- ب): حركة الظل بالامتداد والانقباض على مدار النهار

وتوجد علاقة وطيدة بين زوايا ارتفاع الشمس في السماء وطول الظلال الملقاة على الأرض أو المستويات المختلفة، فكلما كانت زاوية ارتفاع الشمس قليلة (منخفضة) فان أطوال الظلال الملقاة تكون كبيرة وهو مايحدث عند طلوع الشمس أو عند غروبها، وكلما كانت زاوية ارتفاع الشمس كبيرة (عالية) كلما قل طول الظلال الملقاة على الأرض، حيث يكون أقل طول للظلال وقت الظهيرة تماما (الزوال)، أي أن العلاقة بين الشمس والظلال وطيدة ومتلازمة فبمقدار مايزداد أحدهما ينقص الآخر، وكما أن المهتدى يهتدي بالهادي والدليل يلازمه فكذا الظلال كأنها مهتدية وملازمة للأضواء فلهذا جعل الله سبحانه وتعالى الشمس دليلا عليها.
3- الدلالات العلمية لآيات "الظل والظلال" فى القرآن الكريم:
تحدث القرآن الكريم عن "الظل والظلال" فى العديد من الآيات القرآنية فى سور مختلفة، وسنحاول فى هذا المحور من البحث أن نوضح الدلالات العلمية للعديد من الآيات القرآنية التى تحدثت عن الظل والظلال، وفيما يلى حصر لأهم هذه الآيات مع تصنيفها من الناحية الموضوعية، وذكر تفسير مختصر لكل آية:
أ- التنبيه الى الفرق بين الظل والحرور:
يقول سبحانه وتعالى: "وما يستوي الأعمى ولا البصير، ولا الظلمات والنور، ولا الظل ولا الحرور" (فاطر: من 19 إلى 21).
إن الآية الكريمة تؤكد وتنبه على حقيقة يلمسها جميع البشر حيث يشعرون بالفرق الكبير بين الأماكن المظللة والأماكن المعرضة مباشرة للشمس وما ينتج عن ذلك من حر شديد. ب- وصف أسلوب حركة الظلال: * ذكر حركتى الظل اجمالا: يقول سبحانه وتعالى: "ولله يسجد من فى السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال" (الرعد:15)، يقول الإمام القرطبى في تفسير هذه الآية الكريمة[7]: "ظلال الخلق ساجدة لله تعالى بالغدو والآصال لأنها تبين في هذين الوقتين، وتميل من ناحية إلى ناحية، وذلك تصريف الله إياها على مايشاء، وهو كقوله تعالى: "أو لم يروا إلى ماخلق الله من شيئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون" (النحل:48)، والسجود بمعنى الميل فسجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب".
فهذه الآية الكريمة قد نبهت الى حركتى الظل اجمالا، حيث ركزت على وقتى الغدو والآصال لأنها تبين فى هذين الوقتين، فالحركة الأولى للظل هى حركة الانتقال من جهة الغرب الى جهة الشرق، والحركة الثانية هى حركة الظل بالامتداد والانقباض، وهاتان الحركتان متلازمتان ومتزامنتان فى نفس الوقت.
* ذكر الحركة الأولى للظل: يقول سبحانه وتعالى: "أولم يروا الى ماخلق الله من شيئ يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون"(النحل: 48)، حيث يخبر الله سبحانه وتعالى أن كل ماله ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال أي بكرة وعشيا، فانه ساجد بظله لله تعالى، قال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شئ لله عز وجل[8]، كما أورد الإمام الشوكانى في تفسير الآية الكريمة مايلى[9]:" ..(تتفيؤا ظلاله) قال أبو عبيد: أي يميل من جانب إلى جانب، ويكون أول النهار على حال ويتقلص ثم يعود في آخر النهار على حالة أخرى..". لقد تم تفصيل الحركة الأولى للظل فى هذه الآية الكريمة، وهى حركة الانتقال من جهة الى أخرى أى من الغرب الى الشرق، كما يشاهد فى الطبيعة.
* ذكر الحركة الثانية للظل: يقول سبحانه وتعالى: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا" (الفرقان: 45، 46)، لقد ورد في تفسير "التحرير والتنوير" مايلى[10]:"..وهذا الامتداد يكثر على حسب مقابلة الأشعة (يقصد أشعة الشمس) للحائل (الجسم) فكلما اتجهت الأشعة إلى الجسم من أخفض جهة كان الظل أوسع، وإذا اتجهت إليه مرتفعة عنه تقلص رويدا رويدا إلى أن تصير الأشعة مسامتة أعلى الجسم ساقطة عليه فيزول ظله تماما أو يكاد يزول، وهذا معنى قوله تعالى: "ولو شاء لجعله ساكنا"، أي غير متزايد لأنه لما كان الظل يشبه صورة التحرك أطلق على انتفاء الامتداد اسم السكون، بأن يلازم مقدارا واحدا لاينقص ولايزيد، أى لوشاء الله لجعل الأرض ثابتة في سمت واحد تجاه أشعة الشمس، فلا يختلف مقدار ظل الأجسام التي على الأرض وتلزم ظلالها حالة واحدة فتنعدم فوائد عظيمة". لقد تم تفصيل الحركة الثانية للظل فى هاتين الآيتين الكريمتين، وهى حركة الظل بالامتداد والانقباض، مع سبق القرآن الكريم عند ذكره امكانية حدوث مايمكن أن نطلق عليه "الظل الساكن"[11]، فى قوله تعالى: "ولو شاء لجعله ساكنا".
ج- الظل ليس كله واحدا: يقول الله سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (النحل:81)، ورد فى التفسير الميسر مايلى[12]: "والله جعل لكم ماتستظلون به من الأشجار، وجعل لكم فى الجبال من المغارات والكهوف أماكن تلجأون اليها عند الحاجة...".
ان ذكر كلمة "ظلالا" بصيغة الجمع وليس "ظلا" بالافراد، فيه تنبيه الى أن الظل الذى نراه بأعيننا ليس كله واحدا فى التأثير، وهذا من اعجاز القرآن الكريم، وهو ماسوف ندلل عليه عند بيان أوجه الاعجاز العلمى فى المحور الرابع من البحث.
د- ذكر نماذج محددة لأنواع الظلال : من اعجاز وسبق القرآن الكريم أن يذكر نماذج واضحة ومحددة لأنواع الظل، وهو ماسوف نوضحه فيما يلى:
1- الظل النافع (ظل الرحمة): أورد القرآن الكريم العديد من نماذج الظل النافع (ظل الرحمة)، نفصلها فيمايلى:
* ظل الغمام (السحاب الأبيض): يقول سبحانه وتعالى: "وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى، كلوا من طيبات مارزقناكم وماظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" (الأعراف:160)، أورد الامام القرطبى فى تفسيره مايلى[13]: ".. أي جعلناه عليكم كالظُّلّة والغمام جمع غمامة، كسحابة وسحاب؛ قاله الأخفش سعيد. قال الفراء: ويجوز غمائم وهي السحاب؛ لأنها تغمّ السماء أي تسترها؛ وكل مغطّى فهو مغموم؛ ومنه المغموم على عقله. وغُمّ الهلال إذا غطّاه الغَيْم. والغين مثل الغيم؛ ومنه قوله عليه السلام: "إنه ليُغان على قلبي" قال صاحب العين: غِين عليه: غطّى عليه، والغَيْن: شجر ملتّف، وقال السُّدّي: الغمام السحاب الأبيض. وفعل هذا بهم ليقيهم حرّ الشمس نهاراً، وينجلي في آخره ليستضيئوا بالقمر ليلاً، وذكر المفسرون أن هذا جرى في التِّيه بين مصر والشام لما ٱمتنعوا من دخول مدينة الجبّارين وقتالهم..".
* الظل الظليل: يقول سبحانه وتعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا" (النساء: 57)، ولقد أورد الامام ابن كثير فى تفسيره مايلى[14]: ".. وقوله: { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } أي: ظلاً عميقاً كثيراً غزيراً طيباً أنيقاً، قال ابن جرير: حدثنا ابن بشار، حدثنا عبد الرحمن، وحدثنا ابن المثنى، حدثنا ابن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها: شجرة الخلد".
* ذكرن الظل الممدود مقترنا بالماء المسكوب: يقول سبحانه وتعالى: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب" (الواقعة:27-31)، ورد فى التفسير الميسر[15]: "وأصحاب اليمين ماأعظم مكانتهم وجزاءهم، هم فى سدر لاشوك فيه وموز متراكب بعضه على بعض، وظل دائم لايزول وماء جار لاينقطع..".
ان الآيات الكريمة تعطينا نموذجا هاما للظل النافع وهو الظل الدائم، مقترنا بالماء الجار المسكوب والذى يساهم مع الظل فى تخفيف درجة الحرارة.
2- الظل الضار (ظل العذاب): أورد القرآن الكريم العديد من نماذج الظل الضار (ظل العذابة)، نفصلها فيمايلى:
* ظل الدخان الأسود: يقول سبحانه وتعالى: "وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ، لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ" (الواقعة:43، 44)، ورد فى كتاب "جامع البيان في تفسير القران" للامام الطبري[16]: "...فعن ابن عباس ومنصور عن مجاهد "وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ"، قالا: دخان، وحدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَظِلٍّ مِنْ يَحْمومٍ } كنا نحدَّث أنها ظلّ الدخان، وقال: قال ابن زيد، في قوله: { وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ } قال: ظلّ الدخان دخان جهَنم، وقوله:"لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ"، يقول تعالى ذكره: ليس ذلك الظلّ ببارد، كبرد ظلال سائر الأشياء، ولكنه حارّ، لأنه دخان من سعير جهنم، وليس بكريم لأنهم مؤلم من استظلّ به،... وعن قتادة، قوله: { لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ } قال: لابارد المنزل، ولا كريم المنظر".
* ظل دخان ذى ثلاث شعب: كما يقول سبحانه وتعالى: "انطلقوا الى ظل ذى ثلاث شعب، لاظليل ولا يغنى من اللهب" (المرسلات:30، 31)، أورد الامام الطبرى فى تفسيره مايلى[17]: "يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بهذه النِّعم والحجج التي احتجّ بها عليهم يوم القيامة: { انْطَلِقُوا إلى ما كُنْتُمْ بِهِ } في الدنيا { تُكَذّبُونَ } من عذاب الله لأهل الكفر به { انْطَلِقُوا إلى ظِلِّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ } يعني تعالى ذكره: إلى ظلّ دخان ذي ثلاث شعب { لاظَلِيلٍ }، وذلك أنه يرتفع من وقودها الدخان فيما ذُكر، فإذا تصاعد تفرّق شعباً ثلاثاً، فذلك قوله:{ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ}".
* عذاب يوم الظلة (سحابة عذاب) : يقول سبحانه وتعالى: "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (الشعراء، 189)، فمن أمثلة "ظل العذاب" فى الدنيا ماأخبر به القرآن الكريم عن عذاب قوم شعيب، فى قوله تعالى: "فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ"، فلقد جاء فى تفسير روح المعانى للألوسى مايلى[18]: "{ فَكَذَّبُوهُ } فاستمروا على تكذيبه وكذبوه تكذيباً بعد تكذيب { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } وذلك على ما أخرج عبد بن حميد. وابن جرير.
وابن المنذر، وابن أبـي حاتم. والحاكم عن ابن عباس أن الله تعالى بعث عليهم حراً شديداً فأخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم فخرجوا منها هرباً إلى البرية فبعث الله تعالى عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس وهي الظلة فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عز وجل عليهم ناراً فأكلتهم جميعاً، وجاء في كثير من الروايات أن الله عز وجل سلط عليهم الحر سبعة أيام ولياليهن ثم كان ما كان من الخروج إلى البرية وما بعده وكان ذلك على نحومااقترحوه لاسيما على القول بأنهم عنوا بالسماء السحاب، وفي إضافة العذاب إلى يوم الظلة دون نفسها إيذان بأن لهم عذاباً آخر غير عذاب الظلة وفي ترك بيانه تعظيم لأمره".
4- بيان أوجه الاعجاز العلمى فى آيات "الظل والظلال":
تحتوى الآيات القرآنية التى تتحدث عن الظل والظلال على العديد من الملامح الاعجازية، وهو ما سوف نقوم بتفصيله فيما يلى:
4-1 شمولية ودقة الوصف القرآنى للظل والظلال:
من جوانب اعجاز القرآن الكريم أن يتحدث عن الظل والظلال بوصفها أحد الظواهر الطبيعية، التى ترتبط أساسا بحركة الشمس الظاهرية، بأسلوب يتسم بالشمولية وبدقة الوصف الذى لايتنافى مع الحقائق العلمية التى تم التأكد منها فى العصر الحديث، حيث أشارت الآيات القرآنية الى مايلى:
أ- التنبيه الى الفرق بين الظل والحرور.
ب- الوصف الدقيق لأسلوب حركة الظلال اجمالا وتفصيلا.
ج- التنبيه الى أن الظل ليس كله واحدا.
د- ذكر نماذج محددة لكل من نوعى الظل النافع (ظل الرحمة) والظل الضار (ظل العذاب).
4-2 اثبات أن الظل ليس كله واحدا:
أوضح القرآن أن الظلال هي إحدى نعم الله سبحانه وتعالى للبشر، حيث يقول سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون" (النحل:81)، ان ورود كلمة ”ظلالا“ بصيغة الجمع، ينبه الى أن الظل أنواع، وأن الظل ليس كله واحدا حيث تختلف درجة الحرارة حسب العنصر الذى يقوم بالقاء الظل.
وإذا كان بعض المفسرين (جزاهم الله خيرا) قد أوضحوا أن المقصود بالظلال في الآية الكريمة هى ظلال الأشجار على وجه التحديد، فلقد أوضحت إحدى التجارب في اليابان أثر استخدام النباتات في خفض درجة حرارة الحوائط الخارجية، حيث تم استخدام أحد أنواع النباتات اليابانية Japanese Ivy في تغطية حائط غربي معرض للشمس فوجد أن درجة حرارة الحائط قبل تغطيته بالنباتات أعلى بحوالي 10 درجات مئوية عن درجة حرارة الهواء المحيط، أما بعد التغطية فوجد أن درجة حرارة الحائط تقل بحوالي 1 درجة مئوية عن درجة حرارة الجو المحيط [19]، كما أوضحت دراسة أخرى أجريت لمعرفة تأثير استخدام النباتات الطبيعية في تظليل المباني مدى التباين في تقليل درجات الحرارة نتيجة اختلاف أسلوب استخدام هذه النباتات في عملية التظليل، أنظر جدول (1)، فعلى سبيل المثال فان متوسط الانخفاض في درجات الحرارة نتيجة التظليل باستخدام الأشجار الكبيرة الحجم (في وجود إشعاع شمسي مباشر) يقدر بحوالي 14.50 درجة فهرنهيت، أما في حالة استخدام شجيرات متوسطة الحجم shrub فيصل الانخفاض إلى 24.30 درجة فهرنهيت[20].

http://quran-m.com/firas/ar_photo/12748101473.gif
جدول (1): متوسط الانخفاض في درجة حرارة سطح الحائط نتيجة استخدام عناصر تظليل مختلفة. القياسات مسجلة في الصيف بولاية ميامى بفلوريدا[21]

عناصر التظليل المستخدمة Landscape elements متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في عدم وجود إشعاع شمسي مباشر. متوسط الانخفاض في درجة الحرارة (فهرنهيت)، في وجود إشعاع شمسي مباشر.
كما أوضحت دراسة أخرى أن الانخفاض في درجة حرارة الحوائط المظللة باستخدام خليط من الأشجار والشجيرات يصل لحوالي من 13.50 إلى 15.50 درجة مئوية، أما في حالة استخدام النباتات المتسلقة فان درجة حرارة الحائط تنخفض حوالي من 10 إلى 12 درجة مئوية[22].
إن الدراسات العديدة السابقة توضح أمرا هاما وهو اختلاف النقص في درجات حرارة المباني أو الحوائط المظللة تبعا للعنصر المستخدم في التظليل، فالظل الناتج عن طريق تظليل المباني بعضها البعض يختلف عن الظل الناتج عن استخدام النباتات الطبيعية، كما أن الظل الناتج عن استخدام الأشجار أو الشجيرات يختلف عن الظل الناتج عن النباتات المتسلقة، لذلك نجد أن الآية الكريمة ذكرت لفظ (ظلالا) بصيغة الجمع وكأنها تلفت النظر إلى أنه توجد اختلافات في تأثير الظلال تبعا للعنصر الذي يلقى الظل. كما أن الآية ألمحت الى أن هذه الظلال ناتجة عن العناصر التي خلقها الله سبحانه وتعالى (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) لتوضح لنا أن الظلال الناتجة من العناصر الطبيعية التي خلقها الله كالنباتات والأشجار والأكنان بالجبال يكون تأثيرها في خفض درجة الحرارة أكبر.
4-3 الاعجاز فى ذكر نماذج محددة للظل النافع والظل الضار:
سنحاول فى هذا الجزء من البحث توضيح جوانب الاعجاز العلمى فى بعض الآيات القرآنية، التى أوردت نماذج محددة لكل من الظل النافع والظل الضار. 4-3-1 ذكر الظل الممدود مقرونا بالماء المسكوب:
نظرا لأهمية الظلال بالنسبة لتوفير جو مريح بالنسبة للبشر خاصة في المناطق الحارة، فلقد نبهت العديد من الآيات إلى العديد من الأمثلة والنماذج لمايمكن ان نسميه "بالظل النافع"، ومنها الظلال الناتجة عن الغمام (السحب البيضاء) كما في قوله تعالى: "وظللنا عليهم الغمام" (الأعراف: من الآية 160).



وفى بعض الآيات القرآنية ورد ذكر الظل الممدود مقرونا بالماء المسكوب، حيث يقول سبحانه وتعالى: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب" (الواقعة: من27 الى 31)، ان استخدام الماء لترطيب الهواء بالإضافة إلى عملية التظليل، يؤدى إلى زيادة خفض درجة حرارة الهواء مما يؤدى إلى زيادة الشعور بالراحة الحرارية[23] خاصة في المناطق الحارة الجافة مثل منطقة الجزيرة العربية، والتي كانت مهبطا للوحي القرآني.
سبق وأن أوضحنا أهمية الظلال وتأثيرها في خفض درجات الحرارة سواء داخل المباني أو في الفراغات الخارجية المكشوفة، ثم تأتى هاتان الآيتان الكريمتان لتعطى ملمحا اعجازيا قرآنيا آخر في مجال التصميم البيئي، ألا وهو الربط بين ذكر الظل الممدود الذى لاينقطع وبين ذكر الماء المسكوب الجاري وهو ما سوف نوضح جوانبه العلمية في السطور التالية. فلقد قام مقدم البحث بعمل تجارب وقياسات على أحد الأفنية المظللة بمبنى ورش كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، وذلك باستخدام رشاش مائي sprinkler بوضعه في هذا الفناء المكشوف وقياس مدى تأثير استخدام الماء في وجود الظلال، شكل (3)، وقد توصل الباحث إلى أنه خلال عدة أيام من التجارب أثناء الصيف،انظر جدول (2)، يمكن أن يؤدى استخدام الماء الخارج من الرشاش إلى خفض درجة الحرارة داخل الفناء المكشوف بمقدار 4 درجة مئوية[24]، وهو ما يفسر أيضا حرص المسلمين الأوائل على وجود النوافير والماء المسكوب والجارى داخل أفنية المباني والبيوت الإسلامية وفى الحدائق الخارجية المحيطة بها بهدف خفض درجات الحرارة، إلى جانب تحقيق العامل الجمالي أيضا[25].

http://quran-m.com/firas/ar_photo/127473645336232.jpg
شكل (3): صورة للفناء المكشوف المظلل أثناء استعمال الرشاش المائي (المشار اليه بالسهم)، وأخذ القياسات بجامعة حلوان خلال الصيف عام 2000م.


http://quran-m.com/firas/ar_photo/12748101829656.gif
جدول (2): تأثير استخدام الرشاش المائي في خفض درجة حرارة الفناء المكشوف المظلل[26].

إن نتائج التجربة والقياسات السابقة توضح أهمية استخدام الماء خاصة المسكوب، إلى جانب التظليل لزيادة خفض درجات الحرارة في الفراغات الخارجية المكشوفة، وهو ما يوضح جانب الإعجاز العلمي في الربط ما بين الظل الممدود والماء المسكوب في آيتين متتاليتين من سورة الواقعة، وهو يعتبر سبق قرآني بكل المقاييس يتفق مع أحد أهم مبادئ علم التصميم البيئي.
4-3-2 ذكر الظل الظليل:
أوضحت احدى الآيات القرآنية أن "الظل الظليل" هو إحدى المتع التي أعدها الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة، مصداقا لقوله تعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا" (النساء: 57)، وهو الظل المتراكب فوق بعضه بعضا ومثاله فى الطبيعة ظل ورق الأشجار الذى يظلل بعضه بعضا. لقد أوضحت القياسات العلمية الحديثة أن أفضل شيئ لتقليل درجة الحرارة داخل الفراغات المبنية، يكون عن طريق تظليل الأسقف العلوية للمبانى، بمعنى وجود سقف يظلل السقف الأصلى للمبنى، وهو أحد نماذج الظل الظليل، حيث يعمل السقف الخارجى (العلوى) على تظليل سقف المبنى الأصلى من الاشعاع الشمسى المباشر، وخفض الانتقال الحرارى للفراغات (المعمارية) أسفله[27]، شكل (4).

http://quran-m.com/firas/ar_photo/1274736496656565.jpg
شكل (4): قطاع فى مبنى حديث يوضح أسلوب تظليل أسقف المبانى باستخدام أسقف معدنية عاكسة للاشعاع الشمسى[28].

4-3-3 ذكر ظل الدخان الأسود: من أمثلة الظل الضار ما ورد فى قول الله سبحانه وتعالى: ”وظل من يحموم، لابارد ولاكريم“ (الواقعة: 43،44). ان ذكر الظل الضار يعتبر سبقا قرآنيا، لآن اليحموم عبارة عن دخان أسود حار سيئ المنظر، ومثاله مايعرف الآن باسم ”الضبخان“ smog (السحابة السوداء)، ويتكون من الضباب والدخان، ولم تعرف ظاهرة الضبخان الا بعد الثورة الصناعية وانتشار الملوثات من أدخنة وأبخرة ساخنة متصاعدة، فى وجود ظروف مناخية معينة، تؤدى الى تكون سحب سوداء من الضبخان تحجب الشمس، ولكنها تضر بالصحة وتزيد من ارتفاع درجات الحرارة والشعور بجو خانق، ومن جانب آخر فانها سيئة المنظر[29]، شكل (5).

http://quran-m.com/firas/ar_photo/127473640732323.jpg

http://quran-m.com/firas/ar_photo/1274736474565622.jpg
شكل (5): صور ورسومات مختلفة تبين كيفية تكون "الضبخان" (ظل السحابة السوداء) بشكله السيئ.

5- الخلاصة ونتائج البحث:
أوضح البحث أحد جوانب الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم فى وصفه للظل والظلال، حيث أعطت العديد من الآيات القرآنية فى مواضع متفرقة بسور القرآن الكريم، رؤية شاملة وعامة فى التنبيه الى الظل كأحد النعم التى امتن بها الله على عباده خاصة فى المناطق الحارة، الى جانب الحديث عن أسلوب حركة الظلال فى الطبيعة اجمالا وتفصيلا، مع ذكر أنواع الظلال من خلال نماذج محددة تصف نوعى الظل الأساسيين وهما: الظل النافع (الرحمة)، والظل الضار (العذاب). كما أثبت البحث من خلال الاستعانة بالأدلة والحقائق العلمية التى تتأسس على القياسات والتجارب العلمية الحديثة، أن الظل ليس كله واحدا وهو مانبهت عليه احدى آيات سورة النحل من خلال ورود لفظ "ظلالا" بصيغة الجمع.
كما أورد البحث وجوه الاعجاز العلمى في ذكر القرآن لنماذج محددة لكل من الظل النافع والظل الضار، وهو مايعد اعجازا وسبقا قرآنيا بكل المقاييس العلمية التى تم التوصل اليها حديثا، حيث أن كل البشر وقت نزول القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا لم يكونوا يعرفون الا الظل النافع، ولم يتخيل أحد منهم أى وجود للظل الضار أو ظل العذاب الا بعد أن نبهت اليه بعض الآيات القرآنية، وأثبته العلم الحديث متمثلا فيما يعرف باسم "الضبخان" أو "السحابة السوداء". ان حديث القرآن الكريم عن وصف أسلوب حركة الظلال وأنواع الظل المختلفة، بحيث يعطى رؤية شاملة ومتكاملة لهذه الظاهرة الطبيعية، دونما أى تعارض مع الحقائق العلمية الحديثة، يعتبر شاهدا للقرآن الكريم بأنه كلام الله الذى أنزله بعلمه على المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليهدى به البشر في كل زمان ومكان وليريهم طريق الحق الواضح المبين

عمر باعقيل
13-06-2010, 08:26 PM
سبع حقائق علمية تشهد بصدق النبي صلى الله عليه وسلم


سوف نعيش من خلال هذا البحث مع بعض الحقائق العلمية التي وردت في أحاديث الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام، وكيف أثبت العلم الحديث صدق هذه الحقائق يقيناً.....



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من كان القرآنُ خلُقه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: فإن أجمل اللحظات التي يمر بها المؤمن، عندما يرى معجزة تتجلى في كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وبما أننا نعيش عصر العلم والاكتشافات العلمية، تبرز الحاجة للبحث في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام لإدراك الإشارات العلمية، بما يشهد على صدق هذا النبي الأميّ، ومثل هذا البحث يمكن أن يساهم في تصحيح نظرة الغرب عن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام.
الحقيقة الأولى
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (سيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار) أي أن الإسلام سينتشر في كل مكان يصله الليل والنهار أي في كل الأرض، وبالفعل تقول الإحصائيات الغربية إن الإسلام موجود في كل مكان من العالم اليوم!! فالإحصائيات تخبرنا بأنه عام 2025 سيكون الإسلام هو الدين الأول من حيث العدد على مستوى العالم، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة، بل هي أرقام حقيقية لا ريب فيها. هذه الأرقام جاءت من علماء غير مسلمين أجروا هذه الإحصائيات.
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_01.JPG
يؤكد خبراء الإحصاء بأن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشاراً، وأن جميع دول العالم فيها مسلمون بنسبة أو بأخرى، وأن المسلمين منتشرون في كل بقعة من بقاع الأرض، وسؤالنا: أليس هذا ما حدثنا عنه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم؟!
الحقيقة الثانية
الإعجاز العلمي في قول النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام: (جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً) [رواه مسلم]، فقد اكتشف العلماء في بحث جديد وجود مضادات حيوية في تراب الأرض، وهذه المضادات يمكنها تطهير وقتل أعند أنواع الجراثيم، بما يُثبت أن التراب مادة مطهرة. وفي دراسة جديدة يقول العلماء فيها إن بعض أنواع التراب يمكن أن تزيل أكثر الجراثيم مقاومة. ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من التراب. وبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن التراب يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، نفس هذه المستعمرة وُضعت من دون طين فتكاثرت 45 ضعفاً!
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_02.JPG
تبين للعلماء أخيراً أن تراب الأرض يحوي مضادات حيوية، ولولا هذه الخاصية المطهرة للتراب، لم تستمر الحياة بسبب التعفنات والفيروسات والجراثيم التي ستنتشر وتصل إلى الإنسان وتقضي عليه، إلا أن رحمة الله اقتضت أن يضع في التراب خاصية التطهير ليضمن لنا استمرار الحياة، ألا يستحق هذا الإله الرحيم أن نشكره على هذه النعمة؟
الحقيقة الثالثة
تحدث النبي الكريم بدقة فائقة عن حقيقة علمية لم يتمكن العلماء من رؤيتها إلا قبل سنوات قليلة، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم]. وقد ثبت علمياً أن منطقة شبه الجزيرة العربية كانت ذات يوم مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى الأنهار حتى يومنا هذا. وقد دلت على ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، والتي تظهر بوضوح العديد من الأنهار المطمورة تحت الرمال في جزيرة العرب. ويصرح كبار علماء الغرب في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اليوم بأن "الصور الملتقطة بالرادار للصحراء أظهرت أن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالبحيرات والأنهار، وكانت البيئة فيها مشابهة لتلك التي نراها في أوربا، وأنها ستعود يوماً ما كما كانت".
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_03.JPG
يؤكد علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا على أن صحراء الربع الخالي والجزيرة العربية عموماً كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والغابات الكثيفة والمروج، وكانت الحيوانات ترعى بكثرة فيها، ويؤكدون عودة هذه الأرض كما كانت في المستقبل، وهذا ما أشار إليه الحديث النبوي الشريف.
الحقيقة الرابعة
في حديث المرور على الصراط، يعتبر هذا الحديث من أحاديث الإعجاز العلمي في السنَّة النبويَّة المطهَّرة، هذا الحديث الشريف ينطوي على معجزة علمية في قول الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه: (ألم تروا إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟) [رواه مسلم]. حيث تبيَّن التطابق الكامل بين الكلام النبوي الشريف، وبين ما كشفه العلماء مؤخراً من عمليات معقدة ودقيقة تحدث في ومضة البرق، حيث وجد العلماء أن أي ومضة برق لا تحدث إلا بنزول شعاع من البرق من الغيمة باتجاه الأرض ورجوعه! في هذا الحديث إشارة إلى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد تحدّث عن أطوار البرق بدقة مذهلة، بل وحدَّد زمنها أيضاً، وربما نذهل إذا علمنا أن الزمن اللازم لضربة البرق هو الزمن ذاته اللازم لطرفة العين! وهذا ما أخبر به النبي الأعظم.
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_04.JPG
وجد العلماء أن البرق يتألف من عدة أطوار أهمها طور المرور وطور الرجوع، وأن زمن ومضة البرق هو 25 ميلي ثانية هو نفس زمن طرفة العين، أليس هذا ما حدثنا عنه النبي قبل أربعة عشر قرناً؟!
الحقيقة الخامسة
اكتشف العلماء حديثاً أن منطقة الناصية (أعلى ومقدمة الدماغ) تتحكم باتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر نشاطاً وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، ولذلك نجد دعاء النبي الكريم: (ناصيتي بيدك) [رواه أحمد]. وفي هذا تسليم من النبي إلى الله تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء. والشيء الآخر الذي كُشف عنه حديثاً هو أن منطقة الناصية تلعب دوراً مهماً في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك والتوجيه وحل المشاكل والإبداع، ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا إشارة علمية لطيفة إلى أهمية هذه المنطقة.
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_05.JPG
بعد دراسات طويلة لنشاط الدماغ تبين للعلماء أن أهم منطقة هي الناصية، أي المنطقة الأمامية الجبهية، وأنها مسؤولة عن عمليات القيادة والإبداع، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذه المنطقة من خلال دعائه وتسليمه لله عز وجل، وهذه معجزة تشهد على صدقه، إذ كيف علم بأهمية هذه المنطقة في زمن لم يكن لأي واحد على وجه الأرض علم بذلك؟ أليس الله هو الذي علمه وخاطبه بقول: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) [النساء: 113].
الحقيقة السادسة
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني]. في هذا الحديث تتجلى معجزة علمية في حقائق طبية لا تقبل الجدل، وهذه المعجزة تشهد للنبي الأعظم عليه الصلاة والسلام أنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى. وذلك من خلال الإحصائيات الدقيقة للأمم المتحدة والتي تؤكد أن ظاهرة الموت المفاجئ، لم تظهر إلا حديثاً وهي في تزايد مستمر على الرغم من كل الإجراءات الوقائية.
http://www.kaheel7.com/userimages/facts_06.JPG
يؤكد أطباء القلب أن ظاهرة الموت المفاجئ انتشرت كثيراً في السنوات الماضية، وأنه على الرغم من تطور علم الطب إلا أن أعداد الذين يموتون موتاً مفاجئاً لا تزال في ازدياد، وسؤالنا: أليس هذا بالضبط ما أشار إليه الحديث النبوي الشريف؟
الحقيقة السابعة
يؤكد معظم العلماء أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان، وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول البروفيسر "لي سيلفر" من جامعة برينستون الأمريكية: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة". لقد خرج العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة. وهذا ما أشار إليه النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بقوله: (تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً: الهرم) [رواه أحمد].
وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عمر باعقيل
14-06-2010, 12:50 PM
النظر إلى النساء يضعف الذاكرة
هذه دراسة جديدة تؤكد صدق ما جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً، حيث تبين للعلماء أن النظر إلى النساء يؤثر على الذاكرة القصيرة لدى الإنسان....



تؤكد دراسة هولندية جديدة أجراها أحد الباحثين على طلاب وطالبات في الجامعة أن مجرد حضور النساء الفاتنات والحديث معهن يسبب التشويش للرجال ويضعف الذاكرة لديهم ويخفض أداءهم العقلي بشكل كبير.
ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر كلما كان التأثر أكبر، ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها. وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل صوابه وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قرار صائب، على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير.
وربما يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله بغض البصر، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وانظروا معي إلى الخطاب الرحيم الذي جاء بصيغة (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ) ليذكرنا بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا، وكأنه يأمرنا في كل لحظة أن نغض البصر. يذكرنا البيان الإلهي بالنبي في هذا الموقف عسى أن نتذكر سيرته العطرة وأخلاقه وأنه لم ينظر إلى امرأة قط نظر شهوة.
وانظروا معي إلى هذه العبارة الرائعة: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، فالنظر إلى المرأة يفسد التفكير والعقل ويعكر خلايا الدماغ ويشوش العمليات الفكرية فيه، ولكن عندما ينتهي الإنسان عن النظر إلى هذه المحرمات فإن دماغه يعمل بطريقة أكثر كفاءة ويستطيع اتخاذ القرار الصحيح بسهولة.
وانظروا معي كيف ختم الله هذه الآية العظيمة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ليذكرنا بمراقبة الله لنا في كل لحظة، فهو القائل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]. وهذه أفضل طريقة للعلاج، حيث يقول علماء النفس إن إحساس الإنسان بالمراقبة الخارجية يمكن أن يمنعه من ارتكاب الممنوعات.
وانظروا أيضاً كيف بدأ الأمر بغض النظر (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) حفظ الفرج (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) لأن الله يريد أن يبعد عنا أي شبهة أو فعل يؤدي إلى الفاحشة، فالنظر هو الخطوة الأولى لارتكاب المحرمات، والإنسان عندما يغض بصره فإنه يحس بحلاوة رائعة، وهذا ما أخبر به النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن النظرة سهم من سهام إبليس من تركه مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه... سبحان الله!
وأخيراً أود أن أذكركم بأن عدد من علماء المسلمين قاموا بدراسة عن تأثير النظرة المحرمة، ومداومة النظر إلى النساء، وتبين لهم أن النظر إلى النساء يورث الكثير من الأمراض، على رأسها تصلب الشرايين نتيجة الهيجان الذي تحدثه هذه النظرات، وكذلك ضغط الدم وبعض الاضطرابات النفسية التي لا تظهر إلا أثناء الكبر... وغير ذلك من الأمراض، وقد أراد الله تعالى أن يطهرنا ويزكينا، ولذلك قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27].
ملاحظة: إن الدراسات أظهرت أن تأثير المرأة المتبرجة أكبر بكثير من المرأة العادية، ومن هنا ربما ندرك لماذا حرم الإسلام تبرّج المرأة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر المرأة من التبرج وأخبر بأنها لا تشم رائحة الجنة - إلا أن تتوب إلى الله تعالى. وفي حديث نبوي عظيم أخبر سيد البشر بأن التبرج والفتنة وخروج النساء (كاسيات عاريات مائلات مميلات) من علامات الساعة، وبالفعل، كيفما تلفتنا نرى أثراً من آثار التبرج، سواء على الفضائيات أو في الشوارع أو في جو العمل... ولذلك ينبغي أن نتذكر الأمر الإلهي: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].

عمر باعقيل
15-06-2010, 11:07 PM
ماذا يحدث إذا اختفت القطط من الطبيعة؟

هذا خبر علمي قرأته ووجدت فيه إشارة لطيفة إلى أهمية كل مخلوق من حولنا، وليس كما يدعي الملحدون أن في الطبيعة مخلوقات لا حاجة إليها، لنقرأ....



يوجد في الطبيعة مئات الملايين من الحيوانات والحشرات والكائنات الدقيقة، وتؤكد الدراسات أن كل هذه المخلوقات لم توجد عبثاً، إنما لها هدف ومهام تقوم بها، ولو اختفى نوع من الكائنات فإن ذلك سيؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، وهذا ما حدث مع اختفاء القطط من إحدى الجزر!
فقد أدت جهود التخلص من القطط في جزيرة "ماكيري" الواقعة جنوب المحيط الهادئ، إلى إحداث تدمير بيئي في الجزيرة، التي تعتبر أحد معالم التراث العالمي، وذلك دون قصد من العلماء. وكشف تقرير نشرته مجلة "البيئة التطبيقية" المتخصصة أن العلماء قرروا التخلص من القطط على الجزيرة، ما أدى إلى زيادة هائلة في أعداد الأرانب، وأسفر بصورة غيرة مباشرة عن إلحاق أضرار كبيرة في بيئة الجزيرة الواقعة بين أستراليا والقارة المتجمدة الجنوبية.
وتمثل الضرر البيئي في تدمير الغطاء النباتي للجزيرة جراء انتشار الأرانب التي تقوم بحفر أنفاق لها للتكاثر والإقامة فيها، وتتغذى على النباتات لتعيش. وقد أظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تغيراً كبيراً في الغطاء النباتي للجزيرة بجانب زيادة هائلة في أعداد الأرانب.
وقدر التقرير أن نحو 40 في المائة من مساحة الجزيرة تغيرت جراء ذلك، فيما لحقت أضرار بالغة ومتوسطة في نحو 20 في المائة من المساحة المتبقية. واعتبر غياب القطط السبب الرئيسي وراء هذا الدمار البيئي الذي تعرضت له الجزيرة، فغيابها أخل بالسلسلة الغذائية. على أن الخطر الحقيقي كان سببه الإنسان أساساً، فهو من كان وراء إحضار القطط والأرانب إلى الجزيرة غير المأهولة.
وجلب البحارة القطط لمكافحة الفئران على الجزيرة التي كانت تهدد بالقضاء على مخزونهم من الحبوب. أما الأرانب، فقد جلبها البحارة عام 1878 لتكون مصدراً لتناول اللحوم. على أن القطط، إلى جانب اصطيادها للأرانب، بدأت تصطاد طيور الجزيرة النادرة، فتقرر التخلص منها عام 1985. ويقدر التقرير تكاليف استعادة الوضع البيئي للجزيرة بحدود 16 مليون دولار. يذكر أن الجزيرة اكتشفت عام 1810، وتتواجد فيها مستعمرات لطائر البطريق وحيوان الفقمة.
http://www.kaheel7.com/userimages/74747.JPG
صورة للجزيرة المنكوبة جراء غياب القطط، انظروا كيف وضع الله التوازن في كل شيء، وعندما حاول البشر تغيير هذا التوازن حدث الخلل البيئي، ونتج عنه تدمير مساحات شاسعة من الغطاء النباتي للجزيرة، إن هذا يدعونا للتفكر في نعمة من نعم الخالق تبارك وتعالى، ألا وهي نعمة التوازن البيئي، يقول تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 19-21].
إن الله تبارك وتعالى قدَّر في هذه الأرض أقواتها، وسخر لنا كل شيء لخدمتنا، بشرط أن نصلح في الأرض ولا نفسد فيها، وعندما قام البشر بالحروب المدمرة، ومارسوا الفاحشة، وأكثروا من الترف واللهو وتلويث البيئة نتيجة العبث بهذه الأرض كانت النتيجة كما نرى اليوم ارتفاع منسوب البحار وارتفاع معدل درجات الحرارة وارتفاع نسبة غاز الكربون... وكل هذه تنذر بفساد أرضنا في السنوات القليلة القادمة كما يؤكد الخبراء.
كذلك يمكن أن نستفيد من الدراسة السابقة في أن جميع المخلوقات على الأرض ضرورية لاستمرار الحياة، وكل المخلوقات التي نظن أنه لا فائدة منها، إنما هي مسخَّرة لعمل محدد، وهنا نتذكر قول الحق عز وجل يذكرنا بنعمه: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ) [لقمان: 20].
ولذلك فإن الأرض تحوي توازناً دقيقاً جداً، ينبغي علينا أن ندركه ونعمل على إعادته، لأن غياب التوازن في البيئة يعرض البر والبحر للفساد والسبب هو الإنسان طبعاً، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
وعندما نتأمل كتاب الله تعالى نلاحظ أن الله حدثنا عن التوازن في البيئة في آية عظيمة تعتبر من آيات الإعجاز العلمي، يقول تعالى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 19-21]. فالحمد لله على نعمه ما ظهر منها وما بطن، وأمام هذه الآيات المعجزة نقول كما علمنا الله: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].

عمر باعقيل
24-06-2010, 08:16 PM
http://forum.mn66.com/imgcache/2/1296alsh3er.JPG (http://forum.mn66.com)
الأرض تتكلم!

هل تصدق عزيزي القارئ أن الأرض تبث ترددات صوتية بشكل دائم ولكننا لا نسمعها؟ هذا أحدث اكتشاف في علم الأرض، فماذا قال القرآن في ذلك؟......



"الأرض تتكلم Earth Speaks " هذا عنوان وجدته على أحد المواقع العالمية (مجلة الاكتشاف) طبعاً يبدو هذا العنوان طبيعي جداً في مثل هذا العصر، لأن العلماء اكتشفوا أن كل شيء تقريباً في الكون يبث الترددات الصوتية.
ولكن زمن نزول القرآن كان هذا الأمر مستغرباً، لأن الإنسان وقتها لم يكن يتصور بأن الأرض يمكن أن تصدر ذبذبات صوتية، إلا أن القرآن حدثنا عن مثل هذا الأمر في العديد من الآيات، والتي فسرها المفسرون بأن الله جعل في الأرض القدرة على الكلام فتكلمت. يقول تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. ويقول أيضاً عن فرعون وملئه بعد أن أغرقهم الله بكفرهم: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 29].
ولو رجعنا إلى أقوال المفسرين نجدهم لم يستغربوا هذا الأمر، بل آمنوا بكل ما جاء في كتاب الله تعالى، وقالوا: بأن الأرض تكلمت بصوت حقيقي، والسماء كذلك، وأن الأرض تبكي بكاء حقيقياً، وكذلك السماء.
والعجيب أن أحد أهم مواقع الفضاء في العالم نشر مقالة بعنوان "السماء تتكلم" وقد وجد البروفيسور مارك ويتل من جامعة فيرجينيا أن الكون في بداية خلقه أصدر ترددات صوتية بنتيجة التمدد المفاجئ للغاز الموجود وقتها، وهذا الاكتشاف حدثنا عنه القرآن كما في الآية السابقة: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11].
إن الأمر لا يقتصر على كشف هذه الترددات الصوتية بل إن العلماء وجدوا أن هذه الترددات وهي في المجال دون الصوتي infrasound مهمة جداً ولها عمل حساس وهي نعمة من نعم المولى تبارك وتعالى!!
فالأرض تصدر مثل هذه الذبذبات وهي في المجال أقل من 20 هرتز (أي أقل من 20 ذبذبة في الثانية)، قبل حدوث الزلازل والهزات الأرضية، وتصدر هذه الذبذبات أيضاً قبل حدوث البراكين، وكذلك قبل حدوث ظاهرة الأمواج الممتدة (تسونامي).
فعندما ضرب التسونامي عام 2004 شواطئ إندونيسيا وذهب ضحيته مئات الآلاف، قبل هذه الحادثة بقليل هربت الكلاب من المنطقة وبدأت الفيلة في حديقة الحيوانات المجاورة تتذمر وتصرخ وترتجف، وفسر العلماء هذه الظاهرة بأن الحيوانات تسمع هذه الترددات وتخاف منها.
فقد وجد العلماء أن الفيلة تتخاطب بالذبذبات تحت الصوتية أما الحيتان فتكلم أصدقاءها بهذه الذبذبات وتنتشر عبر الماء لآلاف الكيلومترات! والأغرب من ذلك أن الفيلة تسمع الترددات الصوتية المنخفضة والتي لا يسمعها الإنسان والتي تسبق العواصف، فتهرب منها! كذلك الانهيارات الجليدية العنيفة تسبقها ترددات صوتية منخفضة، وهذا ما يسعى العلماء لاستغلاله للتنبؤ المبكر بالزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية.
http://forum.mn66.com/imgcache/2/1297alsh3er.JPG (http://forum.mn66.com)
لقد سخر الله هذه الترددات الصوتية المنخفضة قبل حدوث البراكين أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل لتكون إنذاراً للحيوانات لتهرب من المنطقة التي سيضربها البركان، لقد زود الله تعالى الحيوانات بأجهزة تسمع هذه الترددات وتحللها، وتتخذ احتياطاتها، أما الإنسان (المتكبر!) فحتى هذا اليوم لم يتمكن من اختراع جهاز يمكنه من التنبؤ بهذه البراكين والزلازل، فسبحان الله!
تأملوا معي كيف أن الله تعالى سخر كل شيء لخدمتنا! قال تبارك وتعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. فلك الحمد يا رب العالمين على هذه النعم، نسألك أن تنفعنا بهذا العلم إنك سميع قريب مجيب.

عمر باعقيل
25-06-2010, 07:09 PM
وعندنا كتاب حفيظ

في هذه المقالة نستعرض بعض الأسرار العلمية لعالم الخلق وكيف أن الله تبارك وتعالى قد خزَّن معلومات بداية الخلق في كل شيء من حولنا....



في بداية الألفية الثالثة يكثر حديث العلماء عن الكتب أو السجلات المحفوظة في الأرض، ولكن ما هي هذه الكتب وما هو شكل صفحاتها وما هو شكل كلماتها؟

منذ (24) ألف سنة مرَّت الأرض بالعصر الجليدي حيث غطى الجليد مساحات شاسعة من الكرة الأرضية وبارتفاع يبلغ آلاف الأمتار. وأصبح علماء المناخ اليوم يخبروننا بدقة مذهلة عن ذلك العصر: حالة الطقس، درجات الحرارة، تركيب الغلاف الجوي، وغير ذلك من المعلومات التفصيلية فكيف استطاعوا معرفة ذلك؟

http://forum.mn66.com/imgcache/2/6032alsh3er.JPG

يبحث العلماء اليوم في طبقات التراب عن أسرار الخلق، وقد لاحظوا أن كل طبقة تسجل تاريخاً محدداً من عمر الأرض. وهنا نتذكر قوله تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)!! ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى أن أسرار بدء الخلق مكتوب في الأرض.

عندما قام أحد الباحثين باقتطاع قطعة جليد من الثلوج المتراكمة على جبال الألب تبين أنها تعود لـ (24) ألف سنة مضت وعندما قام بتحليلها واختبارها ظهرت فيها خطوط دقيقة كل خط يصفُ حالة الطقس خلال سنة، ولا يزال الهواء المحفوظ بين ذراتها كما هو منذ تلك الفترة، حتى إنهم أطلقوا على هذه العينة اسم السجلّ المحفوظ!

http://forum.mn66.com/imgcache/2/6033alsh3er.JPG

يبحث العلماء في طبقات الجليد التي مضى علها آلاف السنين عن أسرار بداية الخلق، وقد وجدوا أشياء عجيبة، وهي أن تاريخ العصر الجليدي مكتوب في طبقات الجليد.

http://forum.mn66.com/imgcache/2/6034alsh3er.JPG

مقطع من لوح جليد اقتطع من عمق أكثر من 1800 متراً، ونرى فيه خطوطاً يعبر كل خط عن مرحلة زمنية مر بها هذا الجليد، فانظروا معي كيف كتب الله لنا تاريخ الأرض وأمرنا أن نسير فيها لنبحث عن بداية الخلق عسى أن ندرك أن قدرة الله على إحياء الموتى يوم القيامة، وأن الله على كل شيء قدير.

العملية ذاتها تكررت مع باحثين في الفضاء عندما قاموا بالتقاط بعض النيازك الصغيرة التي سقطت على الأرض وحلَّلوها فوجدوا في كل جزء من أجزائها سجلاً حافلاً بالمعلومات، استطاعوا بواسطته معرفة حالة الكون قبل أربعة آلاف مليون سنة!

طبعاً هذه المعلومات حصلوا عليها من خلال دراسة بنية هذا النيزك ونوع ذراته وكمية الإشعاع المتبقية فيه، حتى إنهم وجدوا آثاراً لحياة بدائية جاءت من الفضاء!

http://forum.mn66.com/imgcache/2/6035alsh3er.JPG

إن النيازك التي تهبط وتخترق الغلاف الجوي وتنجو من الاحتراق، وبعد دراستها من قبل العلماء تبين أنها تحوي بعض الأسرار المتعلقة ببداية الخلق، وأنها محملة بجزيئات عضوية وهذه المواد هي أساس الحياة.

وتتكرر هذه العملية مع علماء طبقات الأرض، فقد عرفوا من خلال الصخور عمر الأرض، بل عرفوا أكثر من ذلك، فقد نزل أحد الباحثين إلى أعمق منجم للفحم فوجد مياه متدفقة بشكل دائم. وعندما أخذ عينة من هذا الماء وجد أنها تعود لملايين السنوات! وفيها كائنات حية لا تزال كما هي منذ ذلك الزمن تتكاثر وتعيش في ظروف قاسية بانعدام الضوء والهواء. وتعرَّف من خلال تحليل هذا الماء على شكل الحياة في ذلك الزمن وحالة الطقس!



إن هذا الأمر يتكرر مع الباحثين في تاريخ الإنسان، فقد وجدوا سجلات محفوظة داخل كل خلية من خلايا الإنسان. وعندما وجدوا جمجمة بشرية تعود لأكثر من مئة ألف سنة تبين لهم بنتيجة تحليل ذراتها أن كل شيء موجود ومحفوظ في ثنايا هذه العظام: تركيب ذلك الإنسان الذي عاش قبل مئة ألف سنة، ومواصفاته ومتوسط عمره وحتى نوعية غذائه وشرابه!!

إذن القاعدة التي نستنتجها من هذه المعطيات أن كل شيء محفوظ بكتاب ولكن حروف هذا الكتاب هي الذرات! وهذه الكشوف حدثت كلها في القرن العشرين. وهنا نتساءل: هل يوجد في كتاب الله عز وجل حديث عن هذه الكتب المحفوظة؟ إنها الآية التي ردَّ الله بها دعوى المنكرين للبعث بعد الموت عندما قالوا: فقد استغربوا بعد تحولهم لتراب كيف يعودون للحياة.

فماذا أجابهم الله عز وجل؟ يقول تعالى: (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ) [ق: 4]. وإذا كنا نحن البشر نستطيع معرفة الكثير من الأشياء عن الماضي من خلال هذه المعلومات المدونة على الذرات، فكيف بعلم الله عز وجل؟

عمر باعقيل
26-06-2010, 10:59 PM
الماء الفرات والماء الأجاج
http://forum.mn66.com/imgcache/2/6321alsh3er.JPG
فالماء عندما ينزل من السماء يكون طهوراً ثم يمتزج بالمعادن والأملاح في الأرض ليصبح فراتاً. وحتى عندما يتحدث القرآن عن مياه الأنهار نجده يستخدم كلمة (فراتاً) ولا يستخدم كلمة (طَهوراً) لأن ماء النهر العذب يحتوي على كثير من المعادن المحلولة فيه، يقول تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) [فاطر: 12].
الماء الأجاج
لقد استوقفني قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) [فاطر:12]. وتساءلتُ: لماذا أعطى الله تعالى لكل نوع من هذين النوعين صفتين: (عَذْبٌ فُرَاتٌ) – (مِلْحٌ أُجَاجٌ). فنحن نعلم بأن ماء النهر (عذب)، فلماذا أضاف الله صفة ثانية وهي (فرات)؟ وكذلك ماء البحر (ملح) فلماذا أضاف الله له صفة ثانية وهي (أجاج)؟ وفي الوقت نفسه وصف الله تعالى ماء المطر بصفة واحدة فقط وهي (طهوراً)، فهل هنالك تكرار في القرآن أم إعجاز؟
لقد وجدتُ بأن علماء المياه عندما يتعاملون مع الماء لا يكتفون بإطلاق صفة العذوبة أو الملوحة على الماء. فكل المياه التي نراها على الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو مياه الآبار جميعها تحوي أملاحاً بنسبة لا نكاد نشعر بها، ولكنها لا تغيب عن الله تعالى وهو خالقها!
لذلك جاء البيان الإلهي بصفة ثانية وهي (فرات) أي مستساغ المذاق بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه والتي تعطي الماء طعمه المعروف. وبالمقابل نجد أن صفة (ملح) لا تكفي لوصف ماء البحر بشكل دقيق فأتبعها الله تعالى بصفة ثانية وهي (أجاج) أي زائد عن الحد، وهذه الكلمة من فعل (تأجّج) أي زاد وبالغ كما في معاجم اللغة العربية. ولكن هل تكفي صفة واحدة وهي (طهوراً) لوصف ماء المطر؟ نعم لأن ماء المطر كما رأينا هو ماء نقي ومقطر ولا طعم له أو رائحة، ولذلك تكفيه صفة واحدة.
ماء البحر هو الماء الأجاج، وفي اللغة الفعل (أجَجَ) يعني زاد عن الحدّ، وهذا ما نجده في مياه البحر التي تحتوي على درجة ملوحة زائدة. وصف الله تعالى ماء البحر بأنه (ملح أجاج)، لأن كلمة (ملح) لوحدها لا تكفي، فالمياه العذبة تحوي على نسبة من الملوحة، ولكننا لا نحس بها!
وجه الإعجاز
ويتجلى وجه الإعجاز في أن القرآن يستخدم كلمة (طَهوراً) مع الماء النازل من السماء لأنه ماء نقيّ، وهو ما يسميه العلماء بالماء المقطر ويعدّونه مادة مطهرة. بينما كلمة (فراتاً) لا يستخدمها الله تعالى مع ماء السماء أبداً، بل مع الماء الذي نشربه. لأن ماء الأنهار ليس نقياً مئة بالمئة، بل هنالك بعض الأملاح والمعادن المنحلة فيه والتي تعطيه طعماً مستساغاً.
ولو تأملنا حديث القرآن عن ماء البحر نجد كلمة (أجاج) للدلالة على الملوحة الزائدة فيه. والقرآن لا يكتفي بإطلاق صفة الملوحة على ماء البحر، أي لم يقل ربنا سبحانه (وهذا ملح) بل قال: (وهذا ملح أجاج). لأننا من الناحية العلمية إذا قلنا إن هذا الماء يحوي أملاحاً فإن هذا لا يعني شيئاً لأن كل المياه على الأرض فيها أملاح بنسبة أو أخرى، ولذلك يجب أن نحدد نسبة الملوحة فيه، وهذا ما فعله القرآن.
فسبحان الذي أحكم آيات كتابه وكلماته وكل حرف من حروفه! والسؤال الذي نودّ أن نوجهه لأولئك المشككين بإعجاز القرآن: لو كان القرآن من تأليف بشر هل استطاع التمييز بين هذه الكلمات في ذلك العصر؟؟ إذن نستطيع القول بأن القرآن تحدث عن مواصفات وخصائص الماء قبل أن يكتشفها علماء الفيزياء بقرون طويلة. أي أن القرآن هو أول كتاب يفرّق بين أنواع المياه، أليس هذا دليلاً مادياً على أن القرآن صادر من الله تبارك وتعالى؟؟

عمر باعقيل
27-06-2010, 09:32 PM
http://www.kaheel7.com/userimages/11844491386_18cbd899a2.JPG
سيماهم في وجوههم

يؤكد العلماء اليوم أن الوجه والعينين تتأثران بتصرفات الإنسان، بل إن ملامح الوجه تتغير لدى تكرار تصرف ما، فهل أشار القرآن إلى ذلك؟ لنقرأ....



هذه عبارة أصبحت مألوفة لنا من كثرة تكرارها، فكلما رأينا وجهاً منيراً تبدو عليه ملامح الإيمان، قلنا لصاحبه (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) أي أن سمة الإيمان تظهر على الوجه، هذا ما نشعر به، ولكن هل من نبأ علمي حول تأثير التصرفات على ملامح الوجه؟
وجد بعض الباحثين أن كثرة تكرار أي تصرف يؤدي مع مرور الزمن إلى انطباع علامات محددة على وجهه، فشكل الأنف يتغير، شكل الحواجب، فتحة العينين، تقاسيم الوجه، نوع الابتسامة، وأكثر هذه العلامات ظهوراً على الوجه هي عندما يكرر الإنسان الكذب ويعتاد عليه، طبعاً الكذب يترك آثاره باستمرار على الوجه، ولكن لا يشعر صاحبها بها.
ولذلك قال تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 60]. وإذا علمنا أن العلم الحديث وجد أن منطقة الناصية لدى الإنسان وهي أعلى ومقدمة الدماغ، هي المسؤولة عن الكذب، وأنها تنشط بشكل كبير عندما يكذب الإنسان، وإذا علمنا أن هذه المنطقة تتأذى بعد كل كذبة يكذبها الإنسان، ويؤدي ذلك إلى "تآكل" هذه المنطقة وخسارة ملايين الخلايا منها، فإننا ندرك أهمية الصدق.
كذلك يؤكد العلماء أن الصوت الذي ينطق به الإنسان له بصمة خاصة، فكل واحد منا له صوته الخاص، بل كل واحد له عدة حالات، فقد قام الباحثون بتجارب عديدة على التغيرات في الصوت أثناء انتقال الإنسان في حديثه من حالة لأخرى.
فعندما يكون الإنسان صادقاً ويضع في حديثه كِذبة ما، فإن المنحني الذي يرسمه صوته يختلف في هذه الحالة ويظهر عليه تغير في الأداء. ولذلك قال تعالى عن أولئك المنافقين الذي يظهرون عكس ما يُبطنون: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 30]. ولذلك يقول الباحثون هناك تغيرات في نغمة الصوت أو لحن الصوت لدى الإنسان عندما يكذب!!
أما أولئك المتقين الذين اعتادوا على السجود لله تعالى، وهذا أهم ركن من أركان الصلاة، بل أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، في هذه الحالة تظهر تغيرات على الوجه يستطيع المؤمن أن يميز بها المؤمن كثير السجود لله تعالى. ولذلك قال تعالى عن هؤلاء: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) [الفتح: 29].
فكثرة السجود لله تعالى تُكسب الإنسان التواضع، وتُكسبه الصبر، وتزيده خشوعاً، ويؤكد العلماء أن الإنسان عندما يكون في حالة تأمل فإن هذا يساعده على الإبداع وعلى شفاء كثير من الأمراض. طبعاً الدراسات تقوم حالياً على التأمل لدى البوذيين وغير المسلمين، وكم كنتُ أتمنى أن تُجرى تجارب على الخشوع على أناس مؤمنين، وسوف يرى العلماء أشياء مذهلة!
لقد وجد أحد العلماء أن الطريقة التي ترف بها العين تتغير فجأة أثناء الكذب! يقول تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]، خائنة الأعين تعني اللفتات والحركات التي تخدع الناس ولكنها لا تخدع الله تعالى فيعلمها.
فقد قام بعض الباحثين بتصوير إنسان يتحدث ثم بعد ذلك طلبوا منه أن يكذب ضمن حديثه دون أن يُشعرهم بذلك، وقد مرَّ الحديث ولم يلاحظ أحداً أن الحديث يحوي أي كذبة. ولكن بعد أن عرضوا هذا الفيلم على شاشة الكمبيوتر وأخضعوه لبرامج خاصة تبين حركة العين، لاحظوا أن الإنسان بمجرد أن يبدأ بالكذب ترف عينه بطريقة غير مألوفة تختلف عن طرفة العين أثناء الصدق.
وبالتالي فإن العين يمكن أن تكون وسيلة لكشف الكذب، وهذا ما أخبرنا الله أنه يعلمه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)، فهذه الخائنة التي تَخفى على الناس وتخدعهم، فأنت عندما تُظهر للناس صدق حديثك وحبّك لهم وحرصك عليهم، وأنت في الحقيقة عكس ذلك، فأنت تخونهم، كذلك العين لها خيانة أيضاً، يعلمها الله، فلا تظن أن الله لا يعلم ما بداخلك.
هذه العلامات سوف تظهر بشكل واضح على وجه الإنسان يوم القيامة، يقول تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) [آل عمران: 106]. اللهم اجعلنا من الذين تبيضّ وجوههم يوم لقائك، إنك سميع قريب مجيب.

عاشق البيت
28-06-2010, 06:54 AM
والله يا اخى عمر لا اعرف كيف اقدر جهدك الذى تؤثرنا به وتتحفنا بجماله
وكماله ولا يجازيك به الا الله
فقد اغدقت علينا من الدرر والجوهر الكريم موسوعة من المعرفة والجديد
الرائع النافع لكن اخى الحبيب رويدا حتى نلاحق الاطلاع والتفكر والاستفادة
فآيات الله القرانية فى كتابه والكونية فى الآفاق والتكوينية فى انفسنا
اعجاز ايّما اعجاز يذهل العقول ويأخذ بالالباب ويسمو بالنفوس ويزكيها
لنعرف قدر الخالق فنجله ونعظمه ونثنى عليه الثناء الحسن
ونحمده كما ينبغى لجلال وجهه ونعبده ونتقيه
ونحبه ونوحده ولا نشرك به شيئا سبحانه وهو الغنى الحميد


اكرمك الله يا اسير بالخير الوفير والفرح الكثير
وتهنئة المدير

لؤلؤه دمشق
01-07-2010, 11:37 PM
جزاك الله خيرا

لك خالص تحياتي

عمر باعقيل
02-07-2010, 07:16 PM
والله يا اخى عمر لا اعرف كيف اقدر جهدك الذى تؤثرنا به وتتحفنا بجماله

وكماله ولا يجازيك به الا الله
فقد اغدقت علينا من الدرر والجوهر الكريم موسوعة من المعرفة والجديد
الرائع النافع لكن اخى الحبيب رويدا حتى نلاحق الاطلاع والتفكر والاستفادة
فآيات الله القرانية فى كتابه والكونية فى الآفاق والتكوينية فى انفسنا
اعجاز ايّما اعجاز يذهل العقول ويأخذ بالالباب ويسمو بالنفوس ويزكيها
لنعرف قدر الخالق فنجله ونعظمه ونثنى عليه الثناء الحسن
ونحمده كما ينبغى لجلال وجهه ونعبده ونتقيه
ونحبه ونوحده ولا نشرك به شيئا سبحانه وهو الغنى الحميد


اكرمك الله يا اسير بالخير الوفير والفرح الكثير

وتهنئة المدير


اخي الحبيب والغالي
عاشق البيت
لا اعلم ماذا ارد عليك لقد الجمت لساني عن الحراك فلك ياخي دعوة بظهر الغيب
اشكرك جزيل الشكر

عمر باعقيل
02-07-2010, 07:18 PM
جزاك الله خيرا

لك خالص تحياتي

لؤلوة دمشق
الف شكر على تواجدك

عمر باعقيل
02-07-2010, 07:23 PM
نعمة الجلد والعرَق والدموع

حتى إفرازات الجسم سخرها الله لخدمتنا ووقايتنا من شر الجراثيم، فانظروا إلى هذه الأسرار الإلهية وكيف تتجلى في كل شيء من حولنا... لنقرأ ونحمد الله تعالى....



العرق يحتوي على مواد مضادة للجراثيم
أظهرت دراسة ألمانية جديدة أن العرق الذي يفرزه الجسم في الطقس الحار, يحتوي على عامل قوي مضاد للجراثيم قد يمدّ يد المساعدة في الحرب ضد الميكروبات والأمراض الانتانية التي تسببها إفرازات جسم الإنسان.
وقد تمكن الباحثون من رصد وعزل الجين المسؤول عن هذا المركب البروتيني المعروف باسم (ديرميسيدين) الذي يوقف الإصابة الجرثومية بصورة مبكرة, فيكون العرق بهذه الطريقة أول خطوط الدفاع الطبيعية ضد العوامل المرضية.
وأوضح الباحثون في جامعة إبيرهارد-كارلس في مدينة توبينغن الألمانية, أن هذا البروتين يُصنّع في الغدد العرقية في الجسم ويفرز مع العرق ثم ينقل إلى سطح الجلد, مشيرين إلى أنه أول عامل مضاد للميكروبات تنتجه الخلايا في الجلد البشري بصورة دائمة تم اكتشافه, مما يعني أنه يقدم حماية ثابتة ومستمرة ضد الكائنات الدقيقة الغازية.
ولاحظ هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة "الطبيعة لعلوم المناعة", أن بروتين ديرميسيدين كان نشطاً ضد أنواع مختلفة من البكتيريا, كالمكورات المعوية وإي كولاي, التي تعيش بصورة طبيعية في الأمعاء, ولكنها تلوث الجروح والطعام وتسبب المرض, إضافة إلى المكورات العنقودية الذهبية المسؤولة عن الإنتانات الجلدية الشائعة وفطريات الكانديدا المبيضة التي تسبب الإصابات الفطرية للجلد.
http://forum.mn66.com/imgcache/2/12580alsh3er.JPG
تشير الاكتشافات إلى أن العرق البشري يحتوي على مركب مضاد للميكروبات يلعب دوراً في حماية الجلد من الجراثيم, وقد يساعد في الحد من الإنتانات والإصابات الناتجة عن الجراثيم المرضية خلال الساعات القليلة الأولى التي تتبع تكاثر البكتيريا. ويؤكد العلماء أن الجلد والعرق ينتجان مضادات حيوية تكافح الالتهابات، وفي الدراسة الألمانية الجديدة تبين أن العرق لا يسهم فقط في تنظيم حرارة الجسم وإنما يشكل كذلك خط دفاع أولي لمكافحة الالتهابات الناجمة عن البكتيريا والفطريات, كما يتولى الجلد أيضا إنتاج مضاداته الحيوية الخاصة للغرض نفسه.

بروتين في العرق والدموع يمنع مقاومة الجراثيم للدواء
أظهر بحث جديد نشرته مجلة (الطبيعة) العلمية, أن أحد المكونات الطبيعية لإفرازات الجسم, مثل العرق والدموع, تمنع تحول البكتيريا إلى أنواع مقاومة للدواء, مما يساعد في تطوير عقاقير علاجية فعالة ضد الإصابات الإنتانية المزمنة.
وأوضح الباحثون أن الطبقات الحيوية الرقيقة الصلبة التي تشكلها البكتيريا تعتبر مشكلة صحية كبيرة, وهذه الطبقات شديدة المقاومة للمضادات الحيوية, وهي تغطي عادة المفاصل الصناعية, وتسبب التهابات مميتة في الرئتين عند المرضى المصابين بالتليف الكييسي.
http://forum.mn66.com/imgcache/2/12581alsh3er.JPG
لاحظ الباحثون بعد تنمية سلالات بكتيرية من نوع "سودوموناس آريجينوزا" التي تعيش في الرئتين عند المرضى المصابين بالتليف الكييسي على شرائح زجاجية, أن البكتيريا تضاعفت وتكاثرت, ووصلت أعدادها للملايين خلال أسبوع واحد, أما عند معالجتها ببروتين "لاكتوفرين" فلم تستطع البكتيريا التضاعف وتكوين الطبقات الحيوية الصلبة.
ويرى الخبراء أن أثر هذا البروتين على البكتيريا يقدم طريقة جديدة للتخلص من الإصابات الانتانية الناتجة عن الطبقات الحيوية بتجويعها وحرمانها من غذائها, مشيرين إلى أن الكثير من الدراسات ركزت على إعاقة الإشارات الكيميائية التي تستخدمها المستعمرات البكتيرية للتواصل.
ولفت الاختصاصيون إلى أنه بالإمكان رش المزروعات الطبية والجروح ببروتين "لاكتوفرين" أو دواء آخر يمتص الحديد, لمنع تشكل الطبقات الحيوية من البكتيريا, ويمكن لمرضى التليف استخدامه عن طريق الاستنشاق.
http://forum.mn66.com/imgcache/2/12582alsh3er.JPG
وجد العلماء في جامعة آيوا الأميركية, أن البروتين الطبيعي "لاكتوفرين", الموجود بتراكيز عالية في الدموع والمخاط وحليب الثدي, يمنع البكتيريا من التجمع, ويساعد في المحافظة على سلامة الرئتين والتجاويف. وفسروا ذلك بأن هذا البروتين يحرم البكتيريا من الحديد اللازم لتغذيتها وتكاثرها, فتترك الطبقات الحيوية التي كونتها وتنتقل لتبحث عن مصدر آخر, عندما تواجه هذا النقص.
هل نستطيع إحصاء نعم الله تعالى؟
يقول تبارك وتعالى مخاطباً الناس: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]. بالفعل لا نستطيع أن نعدّ نعم الله عز وجل، لأن العلم في كل يوم يكشف عن فوائد جديدة لم نكن نشعر بها من قبل.
فقد يقول قائل: ما فائدة التعرق والدموع وغيرها مما يفرزه الجسد، والدراسات تبين الفوائد العديدة لهذه الإفرازات. وكأن هذا الجلد مسخر لخدمتنا. ومن هنا ندرك معنى جديداً لقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الشورى: 13].
وأهمس في أذُن كل من لا يؤمن برسالة الإسلام وأقول: هذا الجلد سخره الله لحمايتك من الحرارة والجراثيم والفيروسات وصمَّمه لك بطريقة تناسب احتياجاتك فلا يعيق عملك بل يساعدك على أداء الأعمال بمرونة ويتحمل الصدمات. وسؤالي لك: أفلا تؤدي حق الله في هذه النعمة العظيمة؟ هل تحافظ على هذا الجلد فلا تمس شيئاً حرمه الله عليك؟ وهل تحفظ هذا الجلد فلا ترتكب فاحشة أو ذنباً يُغضب المولى تبارك وتعالى؟
وهل تعلم بأن هذا الجلد المخلص لك في الدنيا سيكون عدواً لك يوم القيامة عندما يشهد عليك؟ تصوَّر معي هذا الموقف المرعب، هل تحب أن تكون فيه؟ لنتأمل: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) [فصلت: 19-24].
هذا النص الكريم يتحدث عن أولئك الذين يحاربون الله ورسوله ويستهزئون برسالة الإسلام حيث تنطق جلودهم وتشهد عليهم وتخبر بمعصيتهم لله ورسوله، ولذلك فإن النار ستكون بمثابة الإقامة والمثوى لهم، سواء صبروا أم لم يصبروا، لا يوجد لديهم أي خيار، النار محيطة بهم من كل جانب!
ثم بعد ذلك فإن هذا الجلد الذي كان يدفع عنك أذى الجراثيم في الدنيا سيكون سبباً في تذوقك للألم والعذاب والذل، لنتصور معاً هذا المشهد حيث يصور لنا الله نتيجة كل من يستكبر ويكذب بالله وبرسوله، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56]. وهذا أكبر أنواع العذاب أن يبدَّل الجلد باستمرار ليبقى العذاب مستمراً...
فإذا أردت لهذا الجلد الذي حماك في الدنيا أن يحميك في الآخرة، فما عليك إلا أن تعترف بصدق هذا الدين وأن تؤمن بالله العظيم القائل: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التغابن: 9].
وأخيراً ندعو بالدعاء الذي كان يكثر منه النبي صلى الله عليه وسلم، بل ينبغي أن نحفظ هذا الدعاء ونكرره باستمرار ونقول: "اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك

عمر باعقيل
06-07-2010, 07:02 PM
الضفادع والزلازل

لقد زود الله هذه المخلوقات الضعيفة بأجهزة لقياس الزلازل تتفوق على أي جهاز بشري، فهي تسمع الصوت الذي تصدره الأرض قبل وقوع الزلزال بيومين!!....



إنه زلزال الصين! زلزال دمر مناطق شاسعة من الأرض وأباد مئة ألف إنسان وشرد مئات الآلاف، إنه إنذار من الله ونوع من أنواع العذاب الأدنى الذي قال الله فيه: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21]. طبعاً هذا الإنذار لا يخص أهل الصين فقط بل هو إنذار للناس جميعاً ليرجعوا إلى خالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى، ويتوبوا عن معاصيهم وذنوبهم.
ولكن الظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء هي نزوح عدد هائل من الضفادع قبل الزلزال بيومين وتجمعهم في مكان آمن! وقد لاحظ سكان المدينة المنكوبة هذه الظاهرة ولم يعيروا لها أي انتباه، ولكن تبين فيما بعد أن الله تعالى زوَّد هذه المخلوقات بأجهزة إنذار تتحسس الترددات المنخفضة جداً التي تصدر عن الأرض قبل الزلزال ولا يسمعها البشر، إنما تسمعها الضفادع وتأخذ حذرها وتبتعد عن مكان الخطر!!
http://forum.mn66.com/imgcache/2/17288alsh3er.jpg
صغار الضفادع تهرع وتتجمع في مناطق آمنة بعيداً عن مكان الزلزال الذي ضرب الإقليم بيومين، إن هذه الضفادع التي نحسبها لا تعقل زودها الله بقدرة على تمييز الترددات المنخفضة الخاصة بالزلازل، هذه الترددات لا يمكن للبشر أن يحسوا بها، ولكن الضفادع تميزها، فتأملوا قدرة الله في هذه المخلوقات الضعيفة!
إن هذه الظاهرة لا يمكن أن يمر عليها المؤمن دون أن يتذكر قدرة الله تعالى وأنه لم يخلق أي كائن حي عبثاً، بل كل مخلوق له عمل ومهمة وهدف بل ويمكن الاستفادة منه، وبالفعل يعكف العلماء اليوم في مختبراتهم لاستكشاف سر هذه الضفادع، ويحاولون الاستفادة منها في التنبؤ بالزلازل والكوارث.
لقد عرف العلماء أن بعض الحيوانات تتحسس الترددات الصوتية المنخفضة التي تطلقها الأرض كمؤشر على اقتراب الزلزال، ولكن أجهزة العلماء وعلى الرغم من التطور التقني الكبير تبقى عاجزة عن تحليل هذه الترددات والتنبؤ بالزلزال. ولذلك فإن هذه المخلوقات مسخرة للإنسان أيضاً، ليتعلم منها، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. ويقول العلماء إن معظم الحيوانات مثل الطيور والفيلة والحيتان والأسماك وغيرها لديها القدرة على التنبؤ بالزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية!
فهل نتفكر وندرك رحمة الله ونعمته علينا، ونسارع لفعل الخيرات حتى ينجينا الله من هذه الكوارث التي تعصف بالأرض اليوم؟ إذاً علينا أن نجتهد بالدعاء لأن الله تعالى يقول: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 55-56].

أبو مصعب السكندرى
07-07-2010, 10:45 AM
بارك الله فيك اخى الحبيب ووفقك الى الخير,وأساله الهدى و التقوى و العافيه للجميع ... أبدعت أخانا الحبيب عمروهذه المقالات الجميلة : فعلا رائعة .... سلمت يمينك أخى الحبيب عمر وجزاك الله خيرا ...

عمر باعقيل
09-07-2010, 08:16 PM
اخي الغالي
ابا مصعب
وبجزاك الله كل خير على تواجدك هنا

عمر باعقيل
09-07-2010, 08:40 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif












بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة




يقول الله تعالى في كتابه المجيد : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّد فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(.



أورد النيسابوري في " غرائب القرآن ورغائب الفرقان " قول الليث حول شرح الصدر وضيقه : شرح الله صدره فانشرح، أي : وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو : أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوى طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة : سعة الصدر" وإن حصل في القلب علم أو أعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راحجة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس بنوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال " ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه.




وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام.
وفي معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)يقول ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) : وقال ابن المبارك عن ابن جريج : ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله، حتى لا يستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. ويورد النيسابوري قول الزجاج " الحرج " في اللغة أضيق الضيق، ثم (يصّعَّد في السماء) كأنما يزاول أمراً غير ممكن، لأن صعود السماء يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، فكان الكافر في نفوره من الإسلام وثقله عليه بمنزلة من يتكلف الصعود إلى السماء... وأما كلام النيسابوري بعدم الاستطاعة على صعود البشر السماء فثبت خطأه في القرن العشرين الميلادي، إذ استطاع البشر أن يصعدوا في طبقات السماء " الأولى " ويجوزوا الفضاء ويتجولوا بين أجرامه.






ونعود إلى كلام النيسابوري في شرح وتفسير قول الله تبارك وتعالى : (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام : 125]، أي : كما جعل ضيق الصدر في قلوبهم، كذلك يجعل الرجس عليهم. أما الرجس فتنوع معانيه عند المفسرين، بين الشيطان، وما لا خير فيه، والعذاب، واللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة.



ومن المفسرين المحدثين محمد الطاهر بن عاشور الذي يقول في تفسيره المسمى (التحرير والتنوير) : إن حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام، بحال الصاعد، فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود... والسماء يجوز أن تكون بمعناها المتعارف ويجوز أن تكون الجو الذي يعلو الأرض.



ويقول الدكتور : محمد محمود حجازي في (التفسير الواضح) : فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا وطلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإن يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو..... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب.







في هذه الآية القرآنية [125/سورة الأنعام] معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ونوجز شرح هذا فيما يلي:


اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم [30بوصة] فقط . وعلى هذا الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم. وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق.




ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته من جهة أخرى.. ويتأثر هذا ـ أيضاً ـ تبعاً لاختلاف درجة الحرارة... ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية...!!!
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا . وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي ( الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً.




ولقد ثبت أن الضغط الجوي يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1% من قيمته الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً .
كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريبا من سطح الأرض.
ومن ناحية أخرى، فإن الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10 كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20 كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على ارتفاع 30 كيلومترا.





http://www.quran-m.com/images/ss/rererere.jpg
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة ـ بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك، فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الإبصار، وقد يكون هذا ما يشير إليه القرآن الكريم : (ولو فتحنا عليهم ..


ونعود إلى الآية الرئيسية في موضوعنا، وهي قول الله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأنعام :125].


لنرى كم هي بليغة، وكم هي معجزة، فهي بليغة إذ تشبه حال الكافر المعاند الذي يكابر ويرفض هداية الله،وإتباع الوحي الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الكافر المعاند المكابر يضيق صدره كلما ابتعد عن هدي الله، أي : كلما ضل عن الطريق الإسلامي، وقد سبق أن أشرنا إلى " الحرج " بأنه أضيق الضيق، فهل تجد بعد هذا بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه؟!
كما أنها آية معجزة، إذ أوضحت ظاهرة جوية وحقيقة فضائية لم يتوصل العلماء إلى معرفتها إلا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين، وهي الضيق والاختناق لكما أرتفع الإنسان في طبقات الجو، أي : في السماء والسماء هي كل ما علاك، وهي المعنى المعروف لمعظم الناس، وهو من المعاني الصحيحة لهذه الكلمة القرآنية .. وسبحان من هذا كلامه.

عمر باعقيل
12-07-2010, 07:57 PM
الإحسان إلى الوالدين يزيد من حيويتهما


دراسة تؤكد أن العلاقات الاجتماعية والاهتمام بكبار السن تقيهم من الأمراض وتزيد مناعتهم وتساعدهم على الحياة السعيدة....



معجزات القرآن لا تقتصر على الجانب العلمي أو اللغوي أو العددي... لأننا لو تدبرنا القرآن لرأينا في كل آية معجزة حقيقية، وهذا ما شغل تفكيري لسنوات عندما كنتُ أتأمل قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
وكنتُ أتساءل: لو كان القرآن كلام محمد صلى الله عليه وسلم، فلماذا يخوض في مثل هذه المسائل؟ ولماذا يوصي بالأبوين إلى هذا الحدّ؟ ولماذا لم يأمر الشباب بالتمرد على الأبوين والتمرّد على الأفكار القديمة كما نشاهد في الغرب، حتى أصبحت دور العجزة ممتلئة بالآباء وكبار السنّ؟
ولذلك فقد بدأ العلماء حديثاً يدركون أهمية العناية بالوالدين حيث يساعدهم ذلك على الوقاية من الأمراض ويرفع النظام المناعي لهم. فالصداقة هي "إكسير الشباب الحقيقي" لكبار السن كما يعبر عن ذلك أحد العلماء، والنشاط الاجتماعي يحفظ سلامة أعصاب الدماغ حسب ما جاء في دراسة حديثة.
فقد أكدت دراسة حديثة أن نجاح كبار السن في تنويع صداقاتهم وإبقاء علاقاتهم الاجتماعية يمكن أن يساعدهم على الإحساس بأنهم أصغر من أعمارهم الحقيقية، كما تسمح لهم بالاحتفاظ بحيويتهم وقدرتهم على الحركة بنشاط.
وقالت الدراسة، التي نشرتها مجلة "وثائق الطب الداخلي" إن القدرات الحركية لكبار السن على صلة مباشرة بعلاقاتهم وممارساتهم اليومية التي كلما ازدادت تزداد تأثيراتها الإيجابية على الدماغ. ولفت الدكتور أرون بوشمان، المتخصص في طب الأعصاب بجامعة "راش" بمدينة شيكاغو الأمريكية، والذي أشرف على الدراسة، إلى أن ما دفعهم إلى إنجازها كان ملاحظة تراجع قدرات الحركة وسرعة السير لدى كبار السن مقارنة بما كانوا عليه في شبابهم.
وتابع: "يمكن لدراستنا أن تفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة الرابط بين النشاطات الاجتماعية والقدرات الحركية" وبحسب الدراسة، فقد جرى تحديد مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن المشاركة في نشاطات محفزة للتفكير والمشاركة الاجتماعية وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحد من تراجع الحركة المترافق مع الشيخوخة.
كما تضيف الدراسة أن هذه النشاطات تفرز بروتينات معينة قادرة على حماية أعصاب الدماغ من الموت السريع، كما تعزز قوة الروابط الموجودة بينها، وهذه الحماية هي التي تضمن للجسم القدرة على مواصلة الحركة النشطة، كما في مرحلة الشباب.
وتقول الدراسة التي شملت حالات 906 أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 80 عاماً، إن الذين حافظوا على علاقات الصداقة والروابط والنشاطات الاجتماعية تمكنوا من تأدية عدة حركات يعجز عنها معظم كبار السن، وبينها السير بخط مستقيم والوقوف على قدم واحدة والوقوف على أصابع القدمين والدوران. وبالمقابل، تعتبر الدراسة أن خلل الحركة لدى كبار السن يمثل إشارة مبكرة إلى وجود مشاكل تتعلق بقدراتهم الدماغية.
ماذا عن الإسلام؟
تأملوا يا أحبتي ما يقوله العلماء حول أهمية العلاقات الاجتماعية لكبار السن، لأنهم فقدوا الروابط الأسرية وليس لديهم أي تعاليم تأمرهم بالعناية بالأبوين. ولكن الإسلام لم يغفل عن ذلك، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاعتناء بالأبوين، وحتى بعد موت الأبوين أمرنا أن نبرَّ أصدقاءهما!!!
أما القرآن فقد اعتبر برّ الوالدين من أعظم الأعمال بعد عبادة الله، وانظروا معي إلى هذه الآية العظيمة الشاملة: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) [النساء: 36]. إنها تمثل قمة الاهتمام بالأبوين والأقرباء واليتيم والفقير والجيران وحتى العبيد والخدم!
ولذلك يمكن القول إن ما يكشفه العلماء حديثاً يمثل دليلاً ملموساً على أن الإسلام قد سبقهم إليه، وهذا يدل على أنه تشريع إلهي، وأنه دين الرحمة والسلام والمحبة، وليس دين التخلف كما يدَّعون! يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]

عمر باعقيل
17-07-2010, 09:01 PM
محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
الأستاذ محمد إسماعيل عتوك
باحث في الإعجاز البياني القرآني





أولاً- كتب أحد الإخوة قائلاً:

« أثبت القرآن الكريم لامرأة العزيز مراودتها ليوسف- عليه السلام- قال الله تعالى :﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾(يوسف: 23- 24 ) .
ولكن، هل همَّ يوسف بها؛ كما همَّت به؟ بعض المفسرين نسب الهمَّ ليوسف- عليه السلام- بامرأة العزيز، وذهب إلى أن همه كان هم الفاحشة.. ومعلوم أن الأنبياء معصومون عن الخطأ.. ومنهم من نفى عن يوسف همَّ الفاحشة، واعتبره همَّ الضرب. أي: همَّ بضربها ورفع يده عليها؛ ولكنه لم يضربها؛ لأنه رأى برهان ربه، وهو شعوره بالخجل من ضربها؛ لأنه لا يليق برجل أن يضرب امرأة، فكيف إذا كانت سيدته؟!
ولا أرى الهمَّ بالفاحشة؛ لأنه منـزه عن ذلك، ولا همَّ بالضرب؛ لعدم توفر الأدلة على ذلك؛ ولكن تركيب الآية يوحي بأنه لم يهمَّ بها، وينفي عنه الهمَّ.



قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، فحرف ( الواو ) هنا استئنافية، وليست عاطفة، ويجب الوقوف على الضمير في ( بِهِ)، ثم يستأنف القارئ:﴿ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾.
وجملة ( هَمَّ بِهَا ) جواب ( لَوْلا ) مقدَّم عليها، فتصبح الجملة هكذا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا ). ومعلوم أن ( لولا ) حرف امتناع لوجود، فيمتنع تحقق جواب الشرط، وهو ( هَمَّ بِهَا )، لوجود فعل الشرط، وهو ( أَنْ رأى بُرْهانَ رَبِّهِ ). وبرهان ربه عز وجل هو: إيمانه القوي بالله تعالى، وشعوره بمراقبته، وحرصه على عدم مخالفته، واجتنابه للمعاصي والذنوب» .


ثانيًا- وقد جاء في تعليق الأستاذ محمد إسماعيل عتوك على هذا القول الآتي:
1- أما عن الواو في ( وهَمَّ بِهَا ) من قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، فالظاهر أنها واو العطف.. ولعلماء النحو والتفسير في هذه الآية أقوال، أحدها ما ذكره الأخ الكريم محمد؛ وهو قولهم: ولقد همت به. ولولا أن رأى برهان ربه، لهم بها.
وإلى هذا المعنى ذهب قطرب ( وهو أحد تلامذة سيبويه )، وكذلك الشيخ محمد بن عطية .. وأنكر قوم هذا المعنى؛ منهم ابن الأنباري، وقالوا: تقديم جواب ( لولا ) عليها شاذ ومستكره، لا يوجد في فصيح كلام العرب، خلافًا لعلماء الكوفة؛ ولهذا قالوا: جواب ( لولا ) محذوف، قدره الزجاج بقوله:« لولا أن رأى برهان ربه، لأمضى ما هم به ». وقدره ابن الأنباري بقوله:« لولا أن رأى برهان ربه، لزنا ».
2- وفي الحقيقة أن هذين القولين لا وزن، ولا قيمة لهما في علم العربية والتفسير. ولعل الصواب من القول فيما نذكره من المعنى، إن شاء الله تعالى .. وبيانه : أن الهمَّ في اللغة- كما ذهب إليه المحققون- نوعان:
أولهما : همٌّ ثابتٌ؛ وهو ما كان معه عزم وعقد ورضا؛ مثل هم امرأة العزيز بيوسف عليه السلام. والثاني: هم عارضٌ؛ وهو الخطرة، وحديث النفس، من غير اختيار ولا عزم؛ مثل هم يوسف عليه السلام. والأول معصية، وليس كذلك الثاني. قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾(الأعراف: 201) .. ولأن هم يوسف- عليه السلام- ليس بمعصية، وحاشاه من ذلك، مدحه الله تعالى بقوله في آخر الآية:﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ .



ومما يدل على صحة هذا المعنى: أن همَّ زليخة بيوسف- عليه السلام- هم مطلق .. أما هم يوسف- عليه السلام- بها فهو هم مقيَّد بـ( لولا ) الشرطية .. وبيانه: أن قوله تعالى :﴿ وهَمَّ بِهَا ﴾ جملة قائمة بنفسها، مستقلة بذاتها؛ ولكنها مقيَّدة بالعبارة الشرطية التي تتقدمها أداة الشرط ( لولا )؛ وهي قوله تعالى:﴿ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾، وهذا ما يجعل الهم من يوسف- عليه السلام- على حقيقته ممتنعًا؛ وذلك بتقييده بـ( لولا ) دون غيرها من أدوات الشرط. فثبت بذلك أن الهمَّ همان، وأن همَّ يوسف ليس كمهمِّ زوجة العزيز.
جاء في البحر المحيط لأبي حيان:« أنه لم يقع منه- عليه السلام- همٌّ ألبتة؛ بل هو منفيٌّ، لوجود رؤية البرهان؛ كما تقول: قارفتَ الذنب، لولا أن عصمك الله تعالى. ولا تقول: إن جواب ( لولا ) متقدم عليها، وإن كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك ». ومن قبله قال ثعلب- وهو تلميذ للفراء:« همت زليخة بالمعصية، وكانت مصرة، وهم يوسف، ولم يوقِع ما هم به؛ فبيْن الهمَّين فرقٌ ».
وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الهداية، والله المستعان، والحمد لله رب العالمين.

عمر باعقيل
18-07-2010, 10:09 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif

















http://quran-m.com/firas/ar_photo/127591303112222.jpg




نرجو الإفادة. السؤال عن وجه الإعجاز اللغوي في قوله تعالى: ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾(مريم:4). ولم يرد اللفظ ( وَاشْتَعَلَ الشَّعْرُ شَيْباً ) أتمنى أن الله يوفقك للخير وجزاك الله خيرًا.
ـــــــــــــــــ
ثانيًا- وأحلنا السؤال إلى الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الباحث في أسرار الإعجاز البياني للقرآن للإجابة عنه، فوافانا بالآتي: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى أصحابه الغر الميامين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..












أما بعد:
أولاً- فقوله تعالى:﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾(مريم: 4) جزء من آية دعا فيها زكريا – عليه السلام- ربه، فقال:﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾(مريم: 4).
وهو تفسيرٌ وبيانٌ لقوله تعالى قبلُ:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾(مريم: 34) ؛ ولذلك ترك العاطف بينهما ؛ لشدَّة الوصل. وقوله:﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾. أي: ضعف العظم، ورقَّ من الكبر. وإنما ذكر ضعف العظم ؛ لأنه عموم البدن، وبه قوامه، وهو أصل بنائه. فإذا وهن العظم، دل على ضعف جميع البدن ؛ لأنه أشد ما فيه وأصلبه، فوهنُه يستلزم وهن غيره من البدن. وقوله:﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾. أي: انتشر بياض الشيب في الرأس انتشار النار في الهشيم. والشيب: بياض الشعر، ويعرض للشعر البياض بسبب نقصان المادة التي تعطي اللون الأصلي للشعر، ونقصانها بسبب كبر السن غالبًا ؛ فلذلك كان الشيب علامة على الكبر. والاشتعال يكون للنار شبِّه به انتشار الشيب في الرأس على سبيل الاستعارة. ويجمع علماء البلاغة على أن الاستعارة في هذه الجملة من ألطف الاستعارات وأحسنها لفظًا ومعنى، فقد جمعت بين الإيجاز والإعجاز ؛ إذ فيها من فنون البلاغة، وكمال الجزالة ما لا يخفى، حيث كان الأصل أن يقال( واشتعل شيبُ الرأس ) ؛ وإنما قلب للمبالغة، فقيل (واشتعل الرأس شيبًا )، فأسند الاشتعال للرأس في اللفظ، وهو في الحقيقة مسند للشيب في المعنى، فأفاد بذلك مع لمعان الشيب في الرأس- الذي هو أصل المعنى- العموم على سبيل الاستغراق والشمول، وأن الشيب قد شاع في الرأس كله، وأخذه من نواحيه، وعم جملته، حتى لم يبق من السواد شيء، أو لم يبق منه إلا ما لا يعتد به. وهذا المعنى لا يمكن أن يفهم لو قيل( اشتعل شيبُ الرأس ) ؛ بل لا يوجب اللفظ- حينئذ- أكثر من ظهور الشيب في جانب أو أكثر من جوانب الرأس. ويبين لك ذلك أنك تقول(اشتعل البيت نارًا )، فيكون المعنى: أن النار قد وقعت في البيت وقوع الشمول، وأنها قد استولت عليه، وأخذت في جميع أطرافه ووسطه. وتقول( اشتعلت النار في البيت )، فلا يفيد ذلك المعنى الذي أفاده الأول ؛ بل لا يقتضي هذا أكثر من وقوع النار في البيت وإصابتها جانبًا منه أو أكثر.



فأما الشمول، وأن تكون قد استولت على البيت كله، فلا يعقل من اللفظ ألبتة. ونظير ذلك في القرآن قول الله عز وجل:﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾(القمر: 12)، فالتفجير هنا للعيون في المعنى، وأسند إلى الأرض في اللفظ ؛ كما أسند هناك الاشتعال إلى الرأس، فحصل بذلك من معنى الشمول هاهنا مثل الذي حصل هناك ؛ وذلك أنه قد أفاد أن الأرض قد صارت عيونًا كلها، وأصبح الماء يفور من كل مكان منها. ولو أجري اللفظ على ظاهره فقيل( وفجرنا عيون الأرض )، لم يفد ذلك المعنى، ولم يدل عليه، ولكان المفهوم منه: أن الماء قد كان فار من عيون متفرقة في الأرض، وتبجَّس من أماكن منها. وفي الآية شيء آخر يتعلق باللفظ، وهو تعريف ( الرأس ) بالألف اللام، وإفادة معنى الإضافة من غير إضافة، اكتفاءً بما قيِّد به العظمُ في قوله تعالى:﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾.



وهذا أحد ما أوجب الحسن لهذه الجملة. ولو قيل( واشتعل الرأس مني)، أو( واشتعل رأسي )، فصرِّح بالإضافة، لذهب بعض ذلك الحسن. ثانيًا- بقي أن نعلم: لماذا أسند اشتعال الشيب إلى ( الرأس )، ولم يسند إلى ( الشعر )، وهو المراد ؛ كأن يقال مثلاً ( واشتعل الشعر شيبًا ) ؟ والجواب عن ذلك أن يقال: إن ( الرأس ) هو مكان الشعر ومنبته، فأسند إليه الاشتعال، ولم يسند إلى الشعر ؛ لأنّ الرأس لا يعمُّه الشيب إلا بعد أن يعمّ اللّحية والشاربين غالبًا، فعموم الشيب في الرأس أمارة التوغل في كبر السن ؛ ولذلك يقال للشيب إذا كثر جدًّا( قد اشتعل رأس فلان )، و( شاب رأس فلان ) ؛
كما قال الشاعر:
فإن ترى رأسي أمسى واضحا... سلط الشيب عليه فاشتعل
وقال علقمة بن عبدة:
فإن تسألوني بالنساء فإننـــي... خيرٌ بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله... فليس له في ودهن نصيب




وما أحسن قول الآخر:
وما شاب رأسي من سنين تتابعت... عليَّ ؛ ولكن شيبتني الوقائع
والأصل فيه قوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً ﴾(المزمل: 17).
وقيل لأعرابي عن الشيب: ما هذا البياض الذي في رأسك ؟ فقال زبدة مخضتها الأيام، وفضة سبكتها التجارب. فخُصَّ ( الرأس ) في ذلك كله بالشيب دون ( الشعر ) ؛ لأن الرأس هو آخر ما يشيب من شعر المرء، وهو أمارة التوغل في كبر السن كما تقدم. وهذا المعنى لا يفهم من قولنا( اشتعل شعر فلان )، أو ( شاب شعر فلان ) ؛ لأن شيب الشعر قد يكون عن كبر في السن، وقد لا يكون.
تأمل ذلك في قول الأخوص الرياحي:
إذا شاب شَعْرُ المَرْءِ قَلَّ سُرورُه... وزَارتْه مِن وَفْدِ الهمومِ المَصائبُ
ثم إن قولنا( شاب شعر فلان ) ليس نصًّا في شعر الرأس ؛ لأنه يشمل شعر الرأس، وشعر اللِّحية، بخلاف قولنا( شاب رأسه )، ويدلك على ذلك قول الله عز وجل:﴿ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ﴾(البقرة: 196)، وقوله تعالى:﴿ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ﴾(المائدة: 6 )، فنهى سبحانه في الأول عن حلق الرؤوس مقيَّدًا ببلوغ الهدي محله، وأمر في الثاني بالمسح بالرؤوس. فلو قيل( ولا تحلقوا شعوركم )، و( امسحوا بشعوركم )، لأفاد الأول النهي عن حلق شعر الرأس مع شعر اللحية والشاربين، وأفاد الثاني الأمر بمسح شعر الرأس، مع شعر اللحية والشاربين.. فتأمل ذلك.. والله تعالى أعلم !


بقلم: محمد إسماعيل عتوك

الفقيره الى ربها
19-07-2010, 12:48 AM
اخي المبارك:عمر

جزاك الله كل خير على هذه المعلومات القيمه

بوركت اينما كنت

عمر باعقيل
19-07-2010, 10:24 AM
اوخيه
الفقيره لربها
اعجز عن شكر لتواجدك هنا

عمر باعقيل
19-07-2010, 10:24 AM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif



http://www.kaheel7.com/userimages/earth_rifts_00.JPG
الهـزات الأرضيـة والصدوع


يؤكد القرآن أن الأرض ذات صدع! أي شق يقسم سطحها إلى أجزاء، وهذا ما وجده العلماء، ووجدوا أيضاً أن هذه الشقوق أو الصدوع ضرورية لاستقرار الأرض ، لنقرأ....




عندما ننظر لكرتنا الأرضية من الخارج نراها كرة زرقاء بديعة تسبح في هذا الكون الواسع بكل هدوء، ولكن عندما ندخل لأعماق هذه الكرة الوادعة نرى التصدعات والتشققات والاهتزازات ونرى تفاعلات كيميائية، ونرى عالماً يعجُّ بالحركة والحياة والحرارة...

وقد كان يُظن في الماضي أن الزلازل تقتصر على أجزاء معينة من الأرض، ولكن بعد تطور أجهزة القياس تبين أن جميع أجزاء الأرض تعاني من اهتزازات وتصدعات تنتج عن هذه الهزات، وقد تحدث الهزات ولا نحسُّ بها إلا إذا تجاوزت قوة معينة تحددها مقاييس الهزات الأرضية. إذن يقرر العلم الحديث أن جميع أجزاء الكرة الأرضية تعاني من هزَّات باستمرار ينتج عنها تصدع مستمر. وهذا ما نجد عنه حديثاً في كتاب الله تعالى حيث يقسم بهذه الأرض فيقول: (والأرض ذات الصدع) [الطارق: 12].

وانظر معي إلى هذه الصياغة وهذه الصفة للأرض بأنها (ذات الصدع)، إنها حقيقة ثابتة يعرفها علماء الأرض وقد تحدث عنها القرآن قبل 14 قرناً، أليس هذا إعجازاً علمياً واضحاً؟ فالهزات الأرضية تسبب العديد من الخسائر كل عام، ولولا شبكة الصدوع لكان عدد الهزات الأرضية أضعافاً مضاعفة ولكنها رحمة الله تعالى بعباده.

ويجب أن نتذكر بأن نظرية تصدع القشرة الأرضية بدأت منذ مطلع القرن العشرين أي بعد نزول القرآن بثلاثة عشر قرناً. ولم تصبح حقيقة علمية تؤيدها القياسات والتجارب والأبحاث إلا منذ عدة سنوات فقط. والآن لو دخلنا إلى عمق الأرض ومررنا على طبقاتها لرأينا كتلاً ملتهبة حرارتها تبلغ آلاف الدرجات، تبث إشعاعاً عظيماً وتولد ضغوطاً كبيرة وتحرك الحمم المنصهرة في داخلها حركة دائمة.

http://www.kaheel7.com/userimages/earth_rifts_01.jpg

تدفق الحمم المنصهرة في الصدع الموجود بمنطقة Mauna Loa خلال عام 1950، وهذه المنطقة هي الأكثر نشاطاً في العالم.

كل هذا من شأنه توليد تصدعات مستمرة في القشرة الأرضية. لذلك نجد البيان القرآني يخبرنا عن هذه التصدعات من خلال التشققات التي تحدثها في قاع البحار مطلقة ألسنة اللهب والحمم المنصهرة فيقول تعالى: (والبحر المسجور) [الطور: 6].

فجميع بحار العالم نجد في قاعها براكين نشطة تقذف الحمم المنصهرة وتُسَجِّر الماء وتحرقه ولكن على الرغم من الحرارة العظيمة التي تطلقها فهي لا تستطيع تبخير الماء، وعلى الرغم من ثقل الماء وعمقه وكبر حجمه إلا أنه أيضاً لا يستطيع أن يطفئ هذه النيران! هذه النيران التي تم اكتشافها اليوم، سوف يأتي يوم القيامة حيث تزداد ضراوة لتسجّر وتحرق ماء البحر وهذا ما نجده في قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت) [التكوير: 6].

http://www.kaheel7.com/userimages/earth_rifts_02.JPG

هذه الحمم المتدفقة من صدوع الأرض تتجمد مشكلة الحجارة بأنواعها، فإذا ما تدفقت من باطن البحر شكلت الجزر، وإذا ما تدفقت من اليابسة شكلت المناطق الصخرية والمناطق ذات التربة الخصبة، وهذا من رحمة الله بعباده، فتأمل!

عندما يشتعل البحر يوم القيامة، فإن النتيجة المنطقية لهذا الأمر هو ازدياد ضغط الطبقات الأرضية بفعل الحرارة الهائلة مما يؤدي إلى تحرك ألواح القشرة الأرضية وتحرك الجبال معها. لذلك نجد القرآن يحدثنا عن هذه الحقيقة المستقبلية بقوله تعالى: (وإذا الجبال سُيِّرت) [التكوير: 3]. وفي آية أخرى: (وتسير الجبال سيراً) [الطور: 10].

والعجيب أن كلتا الآيتين حيث الحديث عن اشتعال البحار وتسجيرها نجد الحديث عن حركة الجبال وسيرها. وهذا هو المنطق العلمي فارتفاع حرارة باطن الأرض وقذف ما فيها من كتل منصهرة إلى سطحها يؤدي إلى احتراق البحار، وإلى تسيير الجبال.

ففي سورة الطور نجد قوله تعالى: (والبحر المسجور) ثم يقول (وتسير الجبال سيراً). وفي سورة التكوير يقول تعالى: (وإذا الجبال سُيرت) ثم يقول (وإذا البحار سجرت) فهل نحن مستعدون للقاء الله في ذلك اليوم؟


http://www.kaheel7.com/userimages/earth_miracles_0.JPG
وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ: رؤية جديدة
آيات كثيرة أودعها الله في هذه الأرض وسخرها لنا لنكتشفها ونزداد إيماناً ويقيناً بهذا الخالق العظيم، ولتكون وسيلة نرى من خلالها قدرة الله لنكون من الموقنين....


http://www.kaheel7.com/userimages/4125263939393.GIF
والأرض ذات الصدع: رؤية جديدة
هكذا هو كتاب الله تعالى، لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي أسراره، وفي هذه المقالة الخفيفة نعيش مع رؤية جديدة لمعنى لذلك الصدع المذكور في القرآن الكريم.......


http://www.kaheel7.com/userimages/earth_quake_00.JPG
إذا زلزلت الأرض زلزالها: رؤية جديدة
في كل يوم تبرز حقائق علمية جديدة تؤكد صدق ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ومن هذه الحقائق ما يقوله العلماء اليوم في مجال علم الزلازل، لنقرأ......


ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

عمر باعقيل
21-07-2010, 05:23 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

http://www.kaheel7.com/userimages/moon_colors_2005-04-.jpg
الضياء والنور
من معجزات القرآن أنه أخبرنا بحقيقة الشمس والقمر وحدّد لنا مهمة كل منهما، فالشمس هي مصدر الضوء، أما القمر فهو عاكس لهذا الضوء، وهذا ما ثَبُت علمياً، لنتأمل....





يقول سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس: 5].
وهنا نجد تشبيهاً علميّاً دقيقاً، فالشمس هي سراج، ولكن ماذا يعمل السراج العادي وما علاقته بالشمس؟ إن السراج يحرق الزيت ويصدر الضوء والحرارة، الشمس تقوم بالعمل ذاته فهي تحرق الهيدروجين وتدمجُه (بشكل نووي) لتصدر الضوء والحرارة أيضاً.
أما القمر فلا يقوم بأي عمل من هذا النوع بل هو كالمرآة التي تعكس الأشعة الشمسية الساقطة عليه فيردَّ جزءاً منها إلى الأرض بمراحل متعاقبة على مدار الشهر. فحجم الأشعة المنعكسة من القمر للأرض ليس ثابتاً، بل يتغير مع أيام الشهر بنظام دقيق ومحسوب.
ولولا هذا التقدير المحكم لمنازل القمر لم يستطع الإنسان معرفة الحساب والتاريخ والأوقات، وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده.
وتأمل معي هذه الآية التي تؤكد أن الشمس سراج وأن القمر هو جسم منير أي يستمد النور من غيره: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً) [الفرقان: 61]. وقال أيضاً: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً) [نوح: 16].

http://www.kaheel7.com/userimages/21548796333369.JPG
عندما نتأمل صورة القمر نجده عبارة عن جسم بارد لا يصدر الضوء بل يعكسه على شكل نور، وهذه الحقيقة لم تكن معروفة زمن نزول القرآن، ولم يكن أحد يعلم أن القمر يعكس ضوء الشمس، بل كان الناس يظنونه جسماً متوهجاً، ولكن القرآن صحح المفاهيم وأسماه "نور" وهذه التسمية دقيقة علمياً.


http://www.kaheel7.com/userimages/32658941255.JPG
أما الشمس فهي جسم ملتهب يصدر الضوء فهي (ضياء)!! وحتى عهد قريب لم يكن العلماء يميزون بين الشمس والقمر حتى جاء العصر الحديث حيث أثبت العلم أن القمر كوكب بارد مهمته أن يعكس ضوء الشمس، وأثبت العلم أن الشمس هي مصدر الضياء، وأنها فرن نووي ملتهب تحرق الوقود وتبث الضوء والحرارة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: من كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الشمس هي سراج يحتوي على وقود يحترق باستمرار؟ حتى إن العلماء اليوم يشبهون الشمس بفرن نووي ضخم وقوده هو ذرات الهيدروجين، أما التعبير القرآني (سِرَاجاً) فهو دقيق جداً من الناحية العلمية.
أليس في تعابير القرآن العلمية الدقيقة دليل على أن القرآن صادر من رب السماوات السبع عز وجل؟

عمر باعقيل
24-07-2010, 01:10 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif















http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1211014358546507237_62a7a839cb .jpg




وردنا السؤال التالي:
لدي سؤال اردت ان توضحوا اجابته لي جزاكم الله خيراً.
لماذا قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام "وأخاف أن يأكله الذئب ... الآية" لماذا عرٌف الذئب ولم يقل أخاف ان يكله ذئب ( من الذئاب ) لكن قال الذئب وكأنه يعرف الذئب او ان هناك ذئبا واحدا؟؟ أفيدوني جزاكم الله تعالى خيراً.
أجاب عليه فضيلة الأستاذ محمد إسماعيل عتوك المتخصص في إعجاز القرآن البلاغي.
قوله عز وجل:﴿ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾



أولاً- الذئب حيوان مفترس من الفصيلة الكلبيَّة، وهو كلب بَرِّيٌّ وحشيٌّ . ومن خلقه الاحتيال والنفورُ والغدر . وهو يفترس الغنم . وإذا قاتل الإنسان فجرحه ورأى عليه الدم، ضَرِيَ به فربما مزَّقه . وفيه لغتان: ذئب، وذيب، والأولى هي الأصل، وهي لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور . ومن الثانية قول الشاعر يخاطب جرو ذئب كان قد رباه، واستأمنه على أغنامه بدلاً من الكلب:
أكلت شُوَيْهَتي وربيتَ فينا .. فمن أدراك أن أباك ذيب
ثانيًا- ومعنى ﴿ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾: أن يقتله ويأكل منه . وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء، والمراد بعضه . يقال: أكلَه الأسد، إذا أكل منه . قال تعالى:﴿ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ﴾(المائدة: 3)، عطفًا على المنهيات عن أن يؤكل منها . أي: بقتلها . ومن كلام عمر- رضي الله عنه- حين طعنه أبو لؤلؤة:« أكلني الكلب » . أي: عضَّني .



ثالثا- وخصَّ الذئب بالذكر دون غيره، لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى . وكانت أرضهم- على ما قيل-: مذئبة . أي: كثيرة الذئاب، ولهذا خصَّه بالذكر . وقيل: إنما خصَّه بالذكر، لأنه سبع ضعيف حقير، فنبَّه عليه السلام بخوفه عليه منه على خوفه عليه مما هو أعظم منه افتراسًا من باب أولى .. ولحقارة الذئب خصَّه الربيع بن ضبع الفزاري في كونه يخشاه، لما بلغ من السن ما بلغ في قوله:
والذئب أخشاه، إن مررت به .. وحدي، وأخشى الرياح والمطرا


رابعًا- والتعريف في ( الذئب ) يجوز أن يكون تعريف العهد الذهني، مثل تعريف ( السفينة ) في قوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾(الكهف: 71 ) . قال الكلبي:« رأى في منامه أن الذئب شَدَّ على يوسف، فلذلك خافه عليه » . ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس . أي: ذئب من الذئاب . ومثله تعريف ( الإنسان ) في قوله تعالى:﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾(العصر: 2) .
ومثل ذلك على القولين تعريف ( الكهف ) في قوله تعالى:﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ﴾(الكهف: 16 )، فيجوز أن يكون تعريف العهد، بأن كان الكهف معهودًا عندهم يتعبدون فيه من قبل . ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس . أي: فأووا إلى كهف من الكهوف .
والقول الثاني هو الأرجح والأقوى في التعبير عن المراد، وهو أبلغ من التعبير بلفظ النكرة . فلو قيل:( وأخاف أن يأكله ذئب )، بلفظ النكرة، لما كان له من القوة والبلاغة ما كان لقوله:﴿ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾، بلفظ المعرفة، لأن التنكير ينبىء عن ذئب تافه ضعيف لا ينبغي الخوف منه، فالخوف من ذئب كالخوف من لا شيء، وذلك بخلاف التعريف فإنه ينبىء عن خوف عظيم، لأنه يشمل الذئاب كلها ضعيفها، وقويها .. ومثل هذا التعريف في القرآن كثير، كتعريف ( الحمار ) في قوله تعالى:﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ ﴾(الجمعة: 5)، وتعريف ( الكلب ) في قوله تعالى:﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ﴾(الأعراف: 176).



خامسًا- ما وقع من يعقوب- عليه السلام- من هذا القول كان تلقينًا للجواب من غير قصد، وهو على أسلوب قوله سبحانه:﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(الإنفطار: 6)، والبلاء موكل بالمنطق .. أخرج أبو الشيخ وغيره، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« لا تلقنوا الناس، فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا، فقالوا: أكله الذئب ».

عمر باعقيل
26-07-2010, 04:36 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif










بطون الأنعام وبطون النحل



هناك بعض الآيات في القرآن الكريم تثير التأمل العميق من هذه الآيات قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ) النحل 66 ،،، لماذا قال تعالى بطونه بصيغة المذكر وليس بصيغة المؤنث رغم أن اللبن يخرج من الإناث وليس الذكور كما إن الشائع هو تأنيث جمع المذكر. والمثير للدهشة أن نفس الكلمة وردت في سورة المؤمنون بصيغة المؤنث (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) المؤمنون 21،،،. وإذا رجعنا إلى سورة النحل نجد الآيات رقم 68 ، 69 من السورة تذكر خروج العسل من النحل بصيغة المؤنث (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، هذا رغم أن الشائع هو تذكير كلمة النحل. وحيث أني متخصص في الإنتاج الحيواني وأعد أحد هواة النحل وأربي النحل منذ 14 عام فقد شغلت بالي هذه الصيغ غير المألوفة.



التفسير اللغوي
وقد حاول المفسرون تعليل هذه الصيغ فقال القرطبي في تفسيره عن آية الأنعام "اختلف الناس في الضمير من قوله : مما في بطونه على ماذا يعود فقيل : هو عائد إلى ما قبله وهو جمع المؤنث ، وقال سيبويه : العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد . قال ابن العربي : وما أراه عوّل عليه إلا من هذه الآية وهذا لا يشبه منصبه ولا يليق بإدراكه . وقيل : لما كان لفظ الجمع وهو اسم الجنس يذكر ويؤنث فيقال هو الأنعام وهي الأنعام جاز عود الضمير بالتذكير ؛ وقاله الزجاج . " انتهى كلام القرطبي. وفي تفسير ابن كثير يقول : " أفرده ههنا عودا على معنى النعم أو الضمير عائد على الحيوان فإن الأنعام حيوانات أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان ، وفي الآية الأخرى مما في بطونها ويجوز هذا وهذا " انتهى كلام ابن كثير. ؛ ولم يعلق ابن كثير على تأنيث كلمة النحل أما القرطبي فعلق قائلا : " والنحل يؤنث في لغة أهل الحجاز"
ولكنى شعرت أن الأمر أعمق من مجرد جواز لغوي ، أنظرإلى ختام الآية الكريمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، لابد إذن أن في الأمر سرا من أسرار الإعجاز العلمي. وبفضل الله توصلت إلى تعليل لعله أقرب شئ إلى الصحة.



خروج اللبن عملية بيولوجية
فمن المعروف أن الأبقار مثلا أو أي من الأنعام هي حيوانات ثديية تتكاثر بالتزاوج بين الذكر والأنثى وتنعدم فيها تماما ظاهرة التكاثر البكري (التكاثر دون الحاجة إلى ذكر) التي تعد غير نادرة في الكائنات الأقل رقيا. إذن لابد من وجود الذكر حتي تحمل الإناث وتضع ولن يحدث إدرار للبن دون حمل وولادة أي لن يحدث دون ذكر والآية هنا تؤكد هذا المعني وتشير إلى أهمية الذكر في إدرار اللبن لأن دور الأنثى لا يحتاج إلى بيان. فإن وضعنا ألوف الأبقار على إحدى الجزر دون ذكر فلن نحصل منها على قطرة لبن. والمصطلحات الفقهية تؤكد هذا المعنى ففي قضايا الرضاع نقرأ كلمة (لبن الرجل) والمقصود لبن زوجته، بل نقول أحيانا أن فلان قد ولد فلانا وفي القرآن الكريم (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد 3،،،. ثم أنظر الإعجاز الذي تخضع له الرقاب لقد ذكرت كلمة بطونها مرة وبطونه مرة فيما يخص الأنعام فخروج اللبن لا يستغني بأحد الجنسين عن الأخر. والخلاصة أن إنتاج اللبن عملية بيولوجية لا تستغني عن وجود الذكر بحال من الأحوال وليس الأمر كذلك فيما يخص إنتاج العسل في عالم النحل.



http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205001736clip.jpg
صورة لضرع بقرة
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205001800clip_2.jpg
صورة لجدي يرضع من بقرة
مملكة النحل
فبادئ ذي بدء يعد النحل مجتمع أنثوي بدرجة كبيرة فتتكون طائفة النحل من الملكة (أو أم النحل) وهي الأنثى الوحيدة الخصبة في طائفة النحل ، والشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها كما تعمل على حراسة الطائفة وقتال أعداء النحل وتعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وتقوم ببناء الأقراص الشمعية التي تربي فيها الحضنة وتخزن فيها العسل وحبوب اللقاح كما ترعى الحضنة وتغذيها وتلطف جو الخلية يالتهوية بالأجنحة ... ألخ ، أما الذكور فلا مهمة لها على الإطلاق سوى تلقيح العذراء لتصبح ملكة شابة ولا تتزاوج الملكة بعد ذلك مطلقا وتظل طوال حياتها (حوالي 4 سنوات) تضع بيضا مخصبا حيث تخزن الحيونات المنوية في حويصلة خاصة وتخرج حيوان منوي واحد لكل بيضة تضعها ، وقد تضع ألف بيضة في اليوم الواحد. ولا توجد في الخلية سوى ملكة واحدة وعند فقد هذه الملكة تقوم الشغالات بتغذية بعض اليرقات الصغيرة بالغذاء الملكي فتتحول إلى عذراء خصبة بدلا من شغالة عقيمة. بعد خروج العذراء من الشرنقة تتغذى لبضعة أيام على العسل وتعاملها الشغالات بقسوة لتدفعها إلى الخروج للتزاوج ، تقف العذراء على مدخل الخلية وتصدر أزيزا لا يكاد يسمعه النحال على بعد خطوات بينما تسمعه الذكور على بعد عدة كيلومترات وتأتي سريعا وعندما يجتمع عدد كاف تطير العذراء في رحلة تسمى الزفاف الملكي وتندفع الذكور ورائها ويتم التلقيح في الجو وتعود العذراء إلى الخلية وقد أصبحت ملكة وتتلقاها الشغالات بالترحاب والعناية الفائقة ، أما الذكور فمصيرها هو القتل عند باب الخلية فقد انتهت مهمتها وليس لها أي عمل مفيد ولا تملك حتى أداة لسع لتدافع عن الخلية أو عن نفسها. وقد استطردت في وصف حياة النحل لأن كثير من الناس لا يعرف هذه التفاصيل. إن دور الذكر يعد إذن ثانويا في عالم النحل ليس لما ذكرناه فحسب بل هناك المزيد.



http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205001851clip_3.jpg




الفرق بين ذكر النحل والشغالات
الفرق بين الذكر والشغالة العقيمة هو أن الذكر ينتج من بيضة غير مخصبة بينما تنتج الشغالات والعذارى من بيض مخصب. فعندما ترغب الشغالات في تغيير الملكة (لكبر عمرها وقلة وضع البيض) أو عند الرغبة في الهجرة من المنطقة (التطريد) تقوم ببناء عيون سداسية شمعية واسعة وعندما تدخل الملكة مؤخرتها في هذه العيون الواسعة لتضع بها البيضة لا تضطر إلى ضغط بطنها فلا يخرج حيوان منوى من حويصلة التخزين لتلقيح تلك البيضة. والبيض غير المخصب ينتج ذكورا. ومن البدهي أن تركيب كروموسوم الجنس سيكون XX أو بالأحرى SS والسبب في ذلك كما يعرف دارسو علم الأحياء أن الحشرات وكذلك الطيور (على عكس الثدييات) يكون الفرد ذو التركيبSS ذكر وليس أنثى بينما الفرد(S-) يكون أنثى لذلك فإن البيض غير المخصب في النحل ينتج ذكورا (SS). هذه الذكور الناتجة بكريا يمكنها أن تلقح العذارى لتستمر الحياة.



http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205001959clip_4.jpg
هكذا يبدوا الذكر بين الشغالات

http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205002005clip_5.jpgالملكة تدخل بطنها في أحد العيون السداسية لتضع بيضة


http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1205002056clip_6.jpg
العيون الواسعة يوضع بها بيض غير ملقح فتنتج ذكورا



خروج العسل عملية ميكانيكية


فضلا عن ذلك تعد عملية جمع الرحيق وخروج العسل من النحل عملية غير بيولوجية بل هي عملية ميكانيكية تقوم بها إناث عقيمة ناتجة من أنثى خصبة لا تحتاج إلى ذكر يلقحها بل تستطيع هي انتاج الذكور اللازمة بكريا. ولو وضعنا طائفة من النحل ليس فيها ذكور ولا ملكة على جزيرة منعزلة تخلو من أي نحل فإن الشغالات ستواصل جمع الرحيق وإنتاج العسل وستتولد الذكور بكريا وتستمر الحياة ، فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، ومن الجدير بالذكر أن الشغالات تمتص الرحيق من الزهور وتضعه في حوصلة خاصة في صدرها هذه الحوصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي وتفرز عليه بعض الخمائر ثم تضعه عن طريق الفم في العيون السداسية فليس العسل هو براز النحل كما يظن بعض الناس ولا يخرج من شرج النحل بل من فمه وقد أدرك الناس هذه الحقيقة البسيطة منذ القدم فيقول الإمام الشافعي عن العسل الذي هو خير شراب الدنيا (بزقة ذبابة) تقليلا من شأن الدنيا ، والغريب أن كثير من الناس لا تدرك هذه الحقيقة القديمة. وتقسيم جوف النحلة إلى صدر وبطن هو أمر مستحدث وكلمة بطن تطلق في العربية على تجويف أو قاع أي شئ فنقول بطن الضريح أو بطن البئر. فهذا كتاب ربنا معجزة الإسلام لا يخلق من كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. اللهم انفعنا به واستخدمنا في خدمته.




د./ أيمن محمد صبري فرج حماد

عمر باعقيل
29-07-2010, 01:48 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين )

الثريا
http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic02-09_sk03.jpg


مجموعة نجوم موقعها في برج الثور , عرفت منذ القديم بالأخوات السبع فإسم الثريا مشتق من الثروة والثراء
لاقترانها بالمطر والخير الوفير اليوم وبالعين المجردة تستطيع أن تميز 6 نجوم بسهولة , ولكن
أجدادنا وبقوة بصرهم كانوا يرون السبعة نجوم بوضوح حيث يتوسط النجم السابع هذه المجموعة

وتبعد الثريا عنا حولي 541 سنة ضوئية , وألمع نجومها يعرف بعقد الثريا الكيون . وقوة لمعانة الظاهري
2,86
وحجمه 9 أضعاف حجم الشمس وحرارة سطحه 5 أضعاف حرارة الشمس . وأوضح ما تكون الثريا في فصل الشتاء


---------------------------------

السديم الكوكبي المدهش
http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic03-03_sk10.jpg

تبين الصورة السديم الكوكبي المدهش أن جي . سي 6751 الذي يبدو متوهجا مثل عين عملاقة , وهو عبارة
عن سحابة غازية أطلقها النجم الظاهر في مركز الصورة قبل آلاف السنين

--------------------------------

سديم عين القطة - النجم الميت

http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic03-24_sk09.jpg

قال تعالى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) الواقعة - ( يسأل أيان يوم القيامة * فإن برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) القيامة

تظهر هذه الصورة الملونة بنية السديم الكوكبي : وهي سحب ضخمة من الغاز قذفها نجم ميت في انفجارات
متتالية . وقد طرقت القذيفة المتطاولة للغاز المتوهج الناشئ عن انفجار حديث بغيمتين غازيتين قذفتا في انفجار سابق .
وبقايا تستهلك نواتها الهيدروجينية وستتضخم حتى تبلغ الأرض , وسوف يستمر ما ترميه من المقذوفات الغازية في التوسع حتى
تتحول الشمس إلى سديم كوكبي

------------------

مجرة الاندروميدا أو المرأة المسلسة

http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic02-13_sk18.jpg

تبعد عنا بنحو مليونين من السنين الضوئية , قد صدر منها هذا الضوء منذ مليوني سنة مضت , أي عندما
لم يكن الإنسان قد وجد بعد على سطح الأرض والضوء الذي يصل الينا منها الآن إنما يجعلنا نراها كما كانت
منذ مليوني سنة مضت , ونحن لا نعرف عنها شيئا الآن , ولابد أنها تحركت من مكانها مثلها في ذلك مثل بقية المجرات
الموجودة في الكون


--------------------

سديم السرطان

http://www.tasabeeh.com/falak/4/m1-vlt-1.jpg

نجم نيوتروني يدور على محورة 30 مرة في الثانية
يرسل أشعة سينية من مركز السديم

---------------------
السديم الثلاثي الفصوص - سديم ابتعاث

http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic02-20_sk18.jpg

منطقة يتكتل فيها الغاز والغبار معا ليشكل النجوم

---------------------

مثال جميل للسديم الكوكبي

http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic03-11_sk10.jpg



بشكل الصدف المدهش
المحاط بغاز مضيئ حول مركز النجم
معدل تمدد الغاز حول النجم ما يقارب 9 ميلر لكل ثانية

----------------------

تصادم مجرتين في الفضاء

http://www.tasabeeh.com/falak/4/skypic03-18_sk10.jpg

مجرتين بشكل حلزوني وهما يمران بالقرب من بعضهما البعض مما شكل تصادم مجري خطير وقوة الجذب تبقى للمجرة الأكبر
والتي تقوم بتشويه فضاء المجرة الأصغر حجما

عمر باعقيل
04-08-2010, 05:07 PM
http://aadd2.com/vb/images/bsm.gif

http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif








بقلم الدكتور محمد دودح
الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
الوصف التصويري الذي يقدمه القرآن الكريم عن الكون مبهر حقا لكل مدرك لأسلوبه وللحقائق العلمية, ولكن الباحث عن الشبهات قد يغالط أو يتجرأ فيغامر بالاتهام وتفوته المعرفة ببلاغة الكتاب الكريم وحقائق الكشوف, وجوابا على الشبهة أن ثقب الأوزون يعارض وصف السماء كبناء واحد مترابط بلا شروخ؛ أقول مستعينا بالعلي القدير سائله تعالى التوفيق والسداد: في عام 1913 اكتشف شارل فابري Charles Fabry وهنري بويسون Henri Buisson طبقة الأوزون, والجزيء مكون من ثلاث ذرات أكسجين ويقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها الشمس وتسبب عادة حروق الجلد, ولكنها قد تتلف الإبصار وتضر بجهاز المناعة والمادة الجينية وتسبب سرطان الجلد, وقد تلحق الضرر أيضا بمادة اليخضور Chlorophyll في النبات التي هي الأساس في صنع الغذاء للأحياء مما يهدد الأمن الغذائي على الكوكب, وقد اكتشف ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي عام 1985 وبعد أربع سنوات اكتشف ثقب أقل فوق القطب الشمالي, والمتهم الرئيس هو بعض المركبات الكيماوية المصاحبة للثورة الصناعية حديثا كبعض المبيدات الحشرية والتي اتفقت 191 دولة عام 1987 على الحد منها في مؤتمر مونتريال,



وثقب الأوزون لا يعني خرق وحدة البناء الكوني وإتقانه لأنه ظاهرة محلية عارضة وأثر تخريبي للتوازن في البيئة ناتج عن الإفساد البشري بتلويث الجو, وبديهي أن تأثر البيئة حولنا بالنشاط البشري معرفة حديثة؛ ولكن القرآن الكريم يدل صراحة بغير سابقة في كتاب آخر ينسب للوحي على أن الفساد في البيئة قد تصنعه اليد البشرية في قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الّذِي عَمِلُواْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ الروم: 41.
قال ابن القيم المتوفى سنة 751 هـ (رحمهم الله تعالى جميعا) في زاد المعاد (ج4ص362): "من له معرفة بأحوال العالم.. يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه وأحوال أهله حادث.. بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم.. تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض.. وسلب بركات الأرض..،



فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى‏:‏ (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)‏، ونزّل هذه الآية على أحوال العالم وطابق بين الواقع وبينها"، وليست تلك الدلالة العلمية المطابقة للواقع عارضة وإنما هي سمة عامة قد تميز بها الكتاب العزيز في كل وصف للكون حولنا. ولفظ (السماء) عند الإطلاق يعني كل الوجود الممكن الإدراك في العلاء بالنسبة للناظر فوق كوكب الأرض حتى قالوا: "هو كل ما علاك فأظلك", وقد تقصر قرائن السياق دلالته على كيان محدد مثل أفاق الأجرام السماوية المتلألئة للناظرين كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ﴾ الحجر: 16؛ أو الجو المحيط بالكوكب حيث السحاب مصدر المطر كما في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ الحجر: 22, فاسأل نفسك: أيقول هذا بشر زمن التنزيل حيث لم يُعرف إلا حديثا بدور الرياح في حمل أنوية تلقيح من العوالق يتجمع حولها بخار الماء لتكثفه البرودة في العلاء فيتكون السحاب يثقله المطر الوفير؛ أم هي براهين الوحي تسطع بأنوار اليقين للنابهين!.



وفي قوله تعالى: ﴿وَتَصْرِيفِ الرّيَاحِ وَالسّحَابِ الْمُسَخّرِ بَيْنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ البقرة: 164؛ قصر السياق دلالة لفظ (السماء) على محل بروج الأجرام السماوية, والتعبير (بَيْنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ) قاطع الدلالة على وجود منطقة بين محل البروج وكوكب الأرض تتميز عما يبدو خلاء فوقها بوجود السحاب وتيارات الهواء ويستقيم حملها على الجو, أليست هي نفس الدلالة في نسبة الجو إلى مطلق العلاء بلفظ (السماء) وتمييز الجو بتيارات الهواء حيث تحلق الطير في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىَ الطّيْرِ مُسَخّرَاتٍ فِي جَوّ السّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنّ إِلاّ اللّهُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ النحل: 79, العلم إذن في القرآن يقين بخلو نطق الأجرام السماوية من الهواء حيث تقع الشمس والقمر مع الكواكب في الحيز الأدنى؛ بينما في أسطورة يونانية بلغ إيكاروس القمر بأجنحة من الريش, وفي أخرى صينية طارت عشر إوزات بعربة أحد الملوك إلى القمر, وفي عام 1638 نشر فرنسيس غودوين روايته عن الرحالة الذي حملته إلى القمر عشر إوزات برية قادرة على الطيران, وفي عمله الروائي المنشور في نفس القرن طار بالمثل دومينغو غونزيلز إلى القمر على كرسي يجره الإوز, وفي القرن الثامن عشر ابتدع البارون هيرونيمز كارل فون فونشوزن في عمله الروائي لبلوغ القمر سفينة تحملها الرياح، فإن لم تكن هي أنوار الوحي التي أشرقت في بادية العرب قبل عصر العلم بأكثر من عشرة قرون؛ كيف خلى القرآن من الأساطير والأوهام!.




http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1253557034do1.jpg


لم يدل أي كتاب قبل عصر العلم غير القرآن الكريم على أن الهواء ظاهرة محلية تختص بجو الأرض وأن الفضاء بين أجرام السماء يخلو من الهواء.








وفي قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السّمَآءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ﴾ الأنبياء: 16, وقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ﴾ الدخان: 38, ؛ ألا ترى أن الكتاب العزيز قد استبدل لفظ (السماء) بلفظ (السماوات) وأبقى على نفس الألفاظ قرينة على أن الموصوف واحد وهو محل الأجرام السماوية فوق جرم الأرض ويفصل بينهما الجو, والتعبير عن محل الأجرام السماوية بإفراد لفظ (السماء) يستقيم مع بيان وحدة التصميم والترابط في بدن واحد, والتعبير بالجمع (سماوات) يستقيم مع تميز الآفاق السماوية وفقا لما في كل منها من لبنات البروج؛ أدناها أفق الكواكب دون آفاق بروج النجوم العظيمة الأبعاد:



عنقود نجمي محلي Local Cluster يعلوه عنقود أعظم Super-Cluster داخل أفق المجرة Galaxy التي تعلوها المجموعة المجرية المحلية ثم مجموعة مجرية أعظم تعلوها أشباه النجوم Quasars التي تمثل أقصى ما يمكن أن يمتد إليه بصر, وورود لفظ (السماء) إفرادا وجمعا بالتعريف قرينة على أن المراد باللفظ كان معلوما للأمم منذ القدم بالمشاهدة والرصد؛ وإن تطورت المعرفة بالتفاصيل, قال ابن عاشور المتوفى سنة 1393هـ (رحمهم الله تعالى جميعا) في تفسيره (ج1ص385 ):




"قد عدَّ الله تعالى السماوات سبعًا وهو أعلم بها وبالمراد منها؛ إلا أن الظاهر الذي دلت عليه القواعد العلمية أن المراد من السماوات (آفاق) الأجرام العلوية العظيمة.. ويدل على ذلك أمور؛ (أحدها): أن السماوات ذكرت في غالب مواضع القرآن مع ذكر الأرض.. فدل على أنها عوالم كالعالم الأرضي..
(ثانيها): أنها ذُكرت مع الأرض من حيث أنها أدلة على بديع صنع الله تعالى فناسب أن يكون تفسيرها (آفاق) تلك الأجرام المشاهدة"، ولك إذن أن تستبعد الوهم أن لفظ (السماء) و(السماوات) في الكتاب العزيز لا يعني إلا المجهول لا آفاق المخلوق الممكن العلم للدلالة الصريحة التي لا تقبل تأويل على أن بروج الأجرام السماوية كالشمس والقمر من معالم السماوات المتعددة الطباق والممكنة الإدراك والعلم في قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الّذِي جَعَلَ فِي السّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مّنِيراً﴾ الفرقان: 61, وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنّ نُوراً وَجَعَلَ الشّمْسَ سِرَاجاً﴾ نوح: 15و16.




وتوزع الأجرام السماوية في طبقات يجعل أفلاكها أي مداراتها محلا كالطرائق وليست أجساما صلبة التصقت عليها الأجرام الثوابت وفق الاعتقاد السائد حتى القرن السابع عشر, ويتفرد القرآن الكريم منذ القرن السابع الميلادي دون أي كتاب آخر يُنسب للوحي بنسبة الحركة للأجرام السماوية ذاتها وجعل مساراتها طرائق في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَآئِقَ﴾ المؤمنون: 17, قال ابن جزي المتوفى سنة 741هـ في تفسيره (ج2ص240): "يعني الأفلاك لأنها طرق", وقال ابن عاشور في تفسيره (ج15ص361): وطرائق جمع طريقة.. وهي الطريق.. شبه بها أفلاك الكواكب", والتشبيه بالطرائق يعني أن كل الأجرام تتحرك بخلاف الاعتقاد لعهد قريب بأن النجوم ثوابت, قال تعالى: ﴿وكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ يس:40, و﴿كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ الأنبياء: 33, و﴿كُلّ يَجْرِي لأجَلٍ مّسَمّى﴾ الرعد: 2 وفاطر: 13 والزمر: 5, و﴿كُلّ يَجْرِيَ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى﴾ لقمان: 29, قال القرطبي المتوفى سنة 671 هـ في تفسيره (ج11ص286): "(كُلٌّ) يعني من الشمس والقمر والنجوم والكواكب.. (في فلك يسبحون) أي يجرون.., قال ابن زيد: الأفلاك مجاري النجوم والشمس والقمر", وأقوال العلماء صريحة في أن طرائق الأجرام تفسير للسماوات, قال ابن كثير المتوفى سنة 774 هـ في تفسيره (ج5ص469): "قوله: (سَبْعَ طَرَائِقَ(؛ قال مجاهد يعني السموات السبع", وقال الشيخ السعدي المتوفى سنة 1376 هـ في تفسيره (ج1ص549): "سَبْعَ طَرَائِقَ أي سبع سماوات طباقًا كل طبقة فوق الأخرى قد زينت بالنجوم والشمس والقمر".



وفي قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ. مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الدخان: 38و39؛ رائعة بيانية ولفتة علمية لا تغيب عن الفطين حيث يعبر القرآن بالتثنية (خلقناهما) عن ثلاثة كيانات كاشفا العلم أن الجو امتداد لكوكب الأرض وإن كان بالنسبة للناظر سماء, وقد حافظ الترتيب كما في كل المواضع في الكتاب الكريم بلا استثناء على جعل (ما بينهما) المعبر عن الجو لاحقا بالأرض تابعا لها؛ فاتفق مع المعرفة الحديثة بأن الجو قد تكون من دخان الأرض الملتهبة والذي كان يتبدد لشدة الحرارة ولا يمضي معها خلال حركتها في مدارها, ومع البرودة تلازمت حركتيهما وتميز الجو إلى طبقات تماثل طبقات الأجرام في التعدد, أليست تلك المعرفة الحديثة هي نفس مضمون التصوير في قوله تعالى: ﴿ثُمّ اسْتَوَىَ إِلَى السّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ﴾ فصلت: 11.




http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1253557076do2.jpg


نشأت طبقات الجو من دخان الأرض الملتهبة عند التكوين.









ومن مآثر القرآن الوصف المذهل للكون تصويرا كنسيج ثوب واحد أو بناء واحد شديد الترابط بلا شروخ وفروج أو فطور, وذلك قبل اكتشاف دور قوى الجاذبية في ترابط واتزان حركة كل الأجرام ودور المواد الفائقة الكثافة في حفظ وتماسك لبنات التكوين من الأجرام رغم توزعها في بروج وزمر يعلو بعضها بعضا في طبقات متزايدة البنية متعاظمة الأبعاد, قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوَاْ إِلَى السّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيّنّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ. وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ. تَبْصِرَةً وَذِكْرَىَ لِكُلّ عَبْدٍ مّنِيبٍ. وَنَزّلْنَا مِنَ السّمَآءِ مَآءً مّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنّاتٍ وَحَبّ الْحَصِيدِ. وَالنّخْلَ بَاسِقَاتٍ لّهَا طَلْعٌ نّضِيدٌ. رّزْقاً لّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾ ق: 6-11, ونفي الفروج في تمثيل الكون بالبناء يعني الترابط وإحكام الصنع والإتقان, قال الرازي المتوفى سنة 606 هـ في تفسيره (ج5ص13): "خلق السموات والأرض خلق متقن محكم، ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمََنِ مِن تَفَاوُتِ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىَ مِن فُطُورٍ﴾ الملك: 3, وقوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً. وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهّاجاً﴾ النبأ: 12و13".




http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1253557112do3.jpg


ما أشبه امتدادات الجبال نحو الأسفل في حفظ توازن الألواح القارية الطافية برواسي السفن تمتد في الماء فتحفظ التوازن.








فنظرة القرآن إذن إلى العالم الممكن النظر شمولية تتسع لوصف الكون أجمعه وتتسع بالمثل لتشمل الكوكب أجمعه, ومع تلك النظرة العلمية الشمولية لم يغب بيان دور الجبال بتمثيل طفو ألواح القارات واتزانها فوق باطن أكبر كثافة, فقد تكرر وصف الجبال بالرواسي, وفي مقام بيان تاريخ الأرض في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا﴾ فصلت: 10؛ الدلالة قاطعة على أن الجبال تحمل القارات فوق دوامات باطن أكبر كثافة كرواسي سفن تطفو فوق بحر هائج تغالب أن تميد, وبالمثل في قوله تعالى: ﴿وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾؛ يستقيم حمل دلالة لفظ (الأرض) على الألواح القارية التي تكون سطح الكوكب بقرينة إلقاء اندفاعات الباطن وتمددها وتصلبها واستقرارها بنشأة الجبال كرواسي سفن تحفظها أن تميد, والمكابر يعاند فلا يردعه عن المخاطرة بمحاولة الطعن في القرآن جملة مآثر في العلم وروائع البيان؛ لكن الفطين تكفه مأثرة.

عمر باعقيل
08-08-2010, 09:30 PM
http://www.samysoft.net/forumim/basmla/gfjfghjfg.gif









فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ






http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/6/Pomegranate03_edit.jpg


صورة لثمرة رمان ناضجة







( الواو ) في لسان العرب لها معنيان: أولهما: العطف. وثانيهما: الجمع.
أما العطف بها فيقتضي أمرين:
أحدهما: أن يكون المعطوف بها مغايرًا للمعطوف عليه في الذات أو الصفات، موافقًا له في الجنس، فمن الأول قول الله عز وجل:﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ﴾(النساء: 163).
ومن الثاني قول الله عز وجل:﴿ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾(التحريم: 5).
فالأول من عطف الذات على الذات، والثاني من عطف الصفات على الصفات.. وقد اجتمعا معًا في قول الله عز وجل:
﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾(البقرة: 125).
والثاني: أن يكون المعطوف خاصًّا، والمعطوف عليه عامًّا. وبمعنى آخر: أن يكون المعطوف جزءًا من المعطوف عليه، فيكون العطف من باب عطف الخاص على العام، أو من باب عطف الجزئي على الكلي، أو العكس.


ومن الأول قول الله عز وجل:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98). فعطف ( جبريل وميكال ) على ( الملائكة )، وهما ملكان. وإنما أفردهما بالذكر، تعظيمًا لشأنهما، مع كونهما من جملة الملائكة.
ومن الثاني قول الله عز وجل:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾(الحجر: 87). فعطف ( القرآن العظيم ) على ( السبع المثاني )، وهو من باب عطف الكلي على الجزئي، أو العام على الخاص.
أما قوله تعالى:﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾(الرحمن: 68)، فقيل فيه:


1- ( النخل والرمان ) مغايران للفاكهة. أي: من غيرهما. والعطف من باب عطف المتغايرات. وبيان ذلك: أن ( الفاكهة ) ثمرُها مخلصٌ للتفكُّه. أما ( النخل ) فثمرُه فاكهة وطعام. وأن ( الرمان ) ثمرُه فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه. ومن هنا تغايرا مع الفاكهة، فجاز عطفهما عليها.
2- ( النخل والرمان ) من الفاكهة. والعطف من باب عطف الجزئي على الكلي. وإنما عطفا على ( الفاكهة )، اختصاصًا لهما، وبيانًا لفضلهما. قال الزمخشري:«كأنهما - لما لهما من المزية - جنسان آخران »، كقوله تعالى:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98).
وهذان الوجهان أجازهما الزمخشري في الكشاف، وتبعه كثير من المفسرين. واختار الرازي في التفسير الكبير القول الأول. وعليه بنى أبو حنيفة قوله:« إذا حلف: لا يأكل فاكهة، فأكل رمانًا أو رطبًا، لم يحنث »، لأن الرمان والرطب مغايران للفاكهة.
وأما ما نقل عن الشافعي من أنه قال:« لو قال رجل: والله، لا آكل الفاكهة، فأكل من هذين يحنث » فهو مبني على أن الرطب والرمان هما فاكهة، لا أنهما من الفاكهة. وعليه يكون عطفهما على الفاكهة هو من عطف الشيء على نفسه، وهو مذهب كثير من المفسرين، وحملوا عليه كثيرًا من الآيات التي أشكل عليهم فهمها، وعقد له كل من الزجاج والسيوطي في كتابيهما ( إعراب القرآن ) فصلاً بعنوان ( ما جاء في التنزيل معطوفًا، وليس المعطوف مغايرًا للمعطوف عليه، وإنما هوَ هو، أو بعضه)، فأصابا في الثاني، وأخطآ في الأول، لأنه ليس في التنزيل الحكيم لفظان مترادفان حتى نقول بعطف أحدهما على الآخر، فما يظنه كثير من المترادفات هو من المتباينات كما قال أحدهم.
ومن ذلك قولهم في قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾(الحجر: 87): إن القرآن العظيم هو السبع المثاني، وإن عطف الثاني على الأول هو من عطف الشيء على نفسه. وكذلك قولهم في قوله تعالى:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98): إن جبريل وميكال هما ملائكة، وعطفهما على الملائكة من باب عطف الشيء على نفسه.
ونحن نقول العطف في الآية الأولى هو من عطف الكلي على الجزئي، فالسبع المثاني ليست هي القرآن العظيم، وإنما هي جزء منه. والعطف في الآية الثانية هو من عطف الجزئي على الكلي، لأن جبريل وميكال من الملائكة وليسا هما نفس الملائكة.. وهذا الباب على وضوحه زلت فيه أقدام كثيرة، ونتجت عنه أخطاء قاتلة في تأويل كثير من آيات التنزيل الحكيم، ليس هذا موضع الحديث عنها.. نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل.
بقي أن نذكر ما قاله صاحب كتاب ( القرآن وإعجازه العلمي ) في هذه الآية:« يثبت العلم أن أكثر الطعام فائدة للإنسان الفاكهة بأنواعها المختلفة، فقد جمع سبحانه فيها من الغذاء والدواء ما جعلها مكتملة العناصر اللازمة لصحة الأبدان، وقد خص الله العليم الخبير بما خلق بعض أنواع الفاكهة التي ذكرها في هذه الآية بأنها ذات فائدة غذائية أكثر من غيرها، وهذه هي ( النخل والرمان ).
أما ( النخل ) فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوى على نسبة مرتفعة من السكريات ( 76 تقريبا )، ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير، علاوة على ما يحتوى عليه من عناصر الكلسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من مرض البلاجرا، مما يجعل التمر غذاء كاملاً.
وأما ( الرمان ) فيحتوى لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذي يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم، مما يكون سببًا في تجنب مرض النقرس، وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشرطية ».



بقلم محمد إسماعيل عتوك

عمر باعقيل
26-08-2010, 01:51 AM
منازل القمر






http://www.kaheel7.com/userimages/tle_030320074.JPG


صورة حقيقية للقمر يظهر فيه الوجه المنير له، ومن نعمة الله علينا أن الله جعل لهذا القمر منازل لنعلم التواريخ فقال: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ).
الآية الكريمة:
يقول تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 37-40].
شرح الآية:
يذكرنا رب العزة تبارك وتعالى بنعمه الكثيرة مثل نعمة الليل والنهار، ونعمة الشمس والقمر، ومن رحمته تعالى بخلقه أن سخر لهم القمر وقدَّره منازل فكان كل شيء بنظام محكم، وكل هذه المخلوقات تسبح في أفلاكها، فلا يختل هذا النظام أبداً.
يقول ابن كثير: وقدر القمر منازل فأول ما يبدو صغيراً ثم يتزايد نوره وجرمه حتى يستوسق ويكمل إبداره ثم يشرع في النقص حتى يرجع إلى حالته الأولى في تمام شهر.
أما العرجون القديم فهو كما في تفسير الكشاف: عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة.
الحقيقة العلمية:
عندما نراقب القمر على مدار الشهر نلاحظ أنه يتخذ في كل يوم منزلة ومكاناً يختلف عن اليوم التالي، ويتأخر شروق القمر كل يوم عن سابقه بمقدار 50 دقيقة.
وبداية الشهر القمري هو أول منازل القمر، وأثناء دوران القمر حول الأرض يتلقى القمر كمية من ضوء الشمس فيعكسها إلى الأرض، ولكن بسبب منازله أو أماكنه التي يتخذها من الأرض فإننا لا نرى كل الضوء المنعكس عنه مستمراً طيلة الشهر. إنما نرى في كل يوم كمية من الضوء المنعكس تتناسب مع عدد أيام الشهر.
وبالتالي فإن هذا النظام المحكم، هو وسيلة لنا نحن البشر لمعرفة التاريخ والحساب، ولذلك قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس: 5].
وجه الإعجاز:
وهكذا يتجلى الإعجاز في حديث القرآن عن هذه المنازل، وأنها من نعم الله علينا لأنه لولا وجود منازل للقمر يظهر فيها هلالاً ثم بدراً ثم يعود هلالاً حتى يختفي، وأن القمر يتخذ وضعيات فلكية تتغير حسب أيام الشهر لم يتمكن الناس من حساب التاريخ، ولم يتمكنوا من معرفة أيام الشهر.

عمر باعقيل
31-08-2010, 12:52 AM
الكبـد.. إعجاز وإنجـاز http://miracweb.net/templates/digitalwave/images/pdf_button.pnghttp://miracweb.net/templates/digitalwave/images/printButton.pnghttp://miracweb.net/templates/digitalwave/images/emailButton.png
الكاتب د. محمد باخطمة
http://www.miracweb.net/images/stories/liver.jpg

يشكل الكبد بوزنه 1.5 كم في جسم الإنسان ما يعادل 1/36 من حجم الجسم البالغ، ولكنه يشكل 1/8 من وزن الجنين في بطن أمه

يشكل الكبد بوزنه 1.5 كم في جسم الإنسان ما يعادل 1/36 من حجم الجسم البالغ، ولكنه يشكل 1/8 من وزن الجنين في بطن أمه، بمعنى أن أكبادنا تصغر بالنسبة لحجم أجسامنا عندما نولد ولو استمر الكبد بنفس درجة نموه كما هو في الجنين فإن هذا معناه سرطان الكبد، هناك هرمون مسؤول عن إعطاء إشارات لخلايا الكبد بالتوقف عن النمو والانقسام بعد الولادة، ولكنه يترك لها المجال في أن تستبدل نفسها أو تعيد بناء نفسها، فيتكون الكبد من خلايا ثُمانية الشكل تقريبا تشكل كل مجموعة فيها قسما في مصنع يستلم المواد الخام من الدم عبر الأوردة والشعيرات الوريدية الداخلة إلى الكبد ويضخ إنتاجه في الشعيرات الوريدية والأوردة الخارجة منها، هذا بالإضافة إلى صناعات مواد خام وإعادة تدوير نفايات يتم إرسالها عبر القنوات المرارية إلى الجهاز الهضمي لهضم الطعام وهي ما نسميها بالعصارة الصفراوية.
يمر من الكبد 1.5 لتر من الدم كل دقيقة بغرض استخلاص المواد الخام أو التنقية أو صناعة مواد خام للجسم وهذا يعني أن الكبد في خلال حياة إنسان عمره 60 عامًا تقريبًا يكون قد قام بالتعامل مع 60×12×30×24×60×1.5 لتر من الدم يعني 46.656.000 ستة وأربعين مليونًا ونصف مليون لتر من الدم أي ما يعادل 46.656 مترًا مكعبًا من الدم، علما أن المتر المكعب عبارة عن 6 براميل، وحتى نكون قريبين من الواقع شيئا ما فإن كبد الإنسان الذي عمره 60 عاما يكون قد تعامل مع ما يعادل إنتاج أسبوع من النفط الخام في المملكة العربية السعودية.
وَيُعَدّ الكبد مصنعًا كيميائيٌّا لا يتوقف طوال الأربع والعشرين ساعة طوال مدة حياة الإنسان يقوم بأعباء (الإنتاج، التخزين، إعادة التدوير، التوزيع) ـ لأعداد ضخمة من المواد الغذائية اللازمة لصحة الجسم الإنساني.
ولو أن شركة تصنع كيماويات رغبت في إنشاء مصنع كيميائي يقوم بنفس نشاطات ووظائف الكبد فإنها بحاجة لقطعة أرض تبلغ مساحتها عدة هكتارات لتصنيع الكيميائيات البسيطة التي ينتجها الكبد، أما المعقدة فمن المستحيل القيام بها في هذا المصنع، وتحتاج الشركة لمصنع يقام على 50.000م2 من الأراضي لينشئ مصنعًا يقوم بعمل وظائف الكبد البسيطة، يعني 72 قطعة أرض في مخطط مساحة كل أرض فيه 700م2.
يقوم الكبد بتصنيع الجلـوكوز والبروتينات كمواد أولية خام لجميع الجسم، كما أنه ينتج المواد الخام الرئيسية اللازمة لتخثر الدم والمواد الخام اللازمة لصناعة الهرمونات، كما أن الكبد يقوم بإزالة المواد السامة من الدم، ويقوم بتكسير مواد معقدة مثل الدهون إلى وحدات أولية ليسهل التعامل معها في بقية أجزاء الجسم سواء بالهضم أو الإخراج أو غير ذلك، وهو يقوم بتخزين الحديد والفيتامينات، وإنتاج عدد كبير من الأنزيمات المسؤولة عن عمليات الامتصاص أو التخلص من المواد الكيميائية التي تسبح في الدم، ويقوم الكبد بإبطال سُمّيّة كثير من المواد والمخلفات الكيميائية الناتجة عن هضم الطعام، أو حتى الداخلة إلى الجسم عن غير طريق الطعام مثل التي تدخل عن طريق الهواء الملوث أو السّمّيّات الداخلة عبر الجلد أو الخمور مثلا أو التدخين.


http://www.miracweb.net/images/stories/7-1.jpg
ويقوم الكبد بإبطال مفعول هذه السّمّيّات عن طريق تحوير شكلها الكيميائي، وبالتالي يحولها إلى مواد أقل ضررًا أو حتى مواد نافعة مثل ما يحدث في العصارة الصفراوية التي تهضم الدهون، إن عملية إبطال مفعول مادة ضارة واحدة قد يحتاج إلى أكثر من مائة خطوة كيميائية تحتاج لأكثر من 50 أنزيمًا يقوم الكبد بهذه العملية المعقدة تقريبًا يوميٌّا وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة، بل إن الضغط النفسي يولّد أحيانا سمّيّات يضطر الكبد للتعامل معها.. كيف؟ عند وجود مؤثّر نفسي أو عاطفي أو إرهاق فإن هناك هرمونات يتم إفرازها بكمية أكثر من المعدل الطبيعي، فمثلا السهر المتواصل يجعل الجسم مضطرٌّا لإفراز كميات كبيرة من هرمون الأدرينالين ـ إن صاحَبَه شدة وضغط نفسي، وهذا يفضي إلى كثرة المخلفات الناتجة عن عملياته الكيميائية، وهذا معناه زيادة عبء على الكبد.


http://www.miracweb.net/images/stories/7-2.jpg
يقوم الكبد بإفراز جزء كبير من المخلفات في صورة العصارة الصفراوية، وينتج الكبد ما يعادل لترًا واحدًا يوميٌّا، فقط تَصوَّر مصنعًا يتعامل مع 1.5 لتر لكل دقيقة، ويخرج مخلفات مقدارها 1 لتر يوميٌّا، بمعنى أن نسبة الاستخدام لنسبة المخلفات هي 2000 ـ 1، وبالرغم من هذه النظافة المتناهية فإن لتر المخلفات هذا له فائدة في الهضم والإخراج، في حياة الإنسان البالغ من العمر 60 عامًا يكون الكبد قد صنع 60×12/30 لترًا من العصارة الصفراوية، أي 21.600 لتر من العصارة الصفراوية اللازمة لهضم الدهون، وإخراج المخلفات عبر البول والبراز، تنتقل العصارة الصفراوية من مكان إنتاجها في خلايا الكبد إلى مكان تخزن فيها أو تفرغها في الاثني عشر عبر شبكات أنابيب محكمة الصنع تماما مثل فروع الشجرة تبدأ صغيرة جدا من الأعلى وتنتهي كبيرة في الأسفل فالجذع الواحد للشجرة هو عبارة عن تجمع لمئات آلاف الفروع الصغيرة بمعنى أن العصارة الصفراوية تنتقل عبر شبكة أنابيب بالغة التعقيد، ليس هذا فحسب بل إنها تسير في اتجاه واحد فقط على الرغم من أنها تأتي من اتجاهات متعددة ومختلفة، فقط تَصوَّر شبكة أنابيب بتعقيد شجرة واحدة وكل فرع يصب في اتجاه واحد دون انسداد ودون ارتجاع، دون تأثير للجاذبية أو وضعية محددة، ثم إن هناك عوامل تحدد متى يتم فتح الصمام الرئيس للتصريف ومتى يتم غلقه لتعبئة خزان التخزين (المرارة) وعلما بأن خزان التخزين يفتح فقط استجابة لنداء هضم الدهون في الاثني عشر، وليس في أي مكان.

فهذه المدينة الصناعية الكيميائية تقوم بإنتاج 50.000 أنزيم لازم لعمليات حيوية للهضم، تكرر ملايين اللترات من الدماء تختزن وتصنع المواد اللازمة للطاقة وتبطل مفعول السّمّيّات.
ما معنى ما سبق معناه عزيزي القارئ:
عندما تقوم بأكل بيضة فتذكر أن مدينة صناعية كاملة تساعدك في أكل هذه البيضة، وهناك من المرضى من يعني لهم أكل بيضة واحدة خطورة بالغة لأن أكبادهم لا تستطيع التعامل مع البروتينات الموجودة فيها، عندما تصاب بوخز شوكة من زهرة، أو عندما تقوم بخياطة أزرار ثوبك وتصاب بوخز إبرة وتظهر نقطة دم ثم تتلاشى هذه الوخزة، فإن السبب هو تخثر الدم وسد الثقب في جهاز الأنابيب الذي يوصل الدم من مكان لآخر، وتذكر أن تخثر الدم كان يسبب ما تنتجه المدينة الصناعية من مخثرات الدم، وتذكر أن هناك مرضى من نوع معين يسبب وخز الشوكة أو قطع سكين صغير أثناء عمل طبق من السلطة مشكلة عويصة قد تودي بحياتهم، عندما تعطي ابنك لقاحًا ضد الجدري أو شلل الأطفال مما يعني عدم إصابة ابنك بأحد هذه الأمراض الفتاكة ـ فإن هذا يعني أن المدينة الصناعية قامت بتصنيع مضادات متخصصة لفيروسات أو بكتريا مثل الأمراض وفي حالة دخولها إلى الجسم فإنها سوف تُبادُ فورًا وبلا هوادة، عندما تخطئ وتأخذ جرعة دواء زائدة عن الحد فإن المدينة الصناعية ستقوم بحساب الكمية التي تحتاجها ثم تتخلص من الباقي فورًا، أما عندما تكون محتاجًا لهرمون البلوغ (سواء للذكورة أو الأنوثة) فإن المدينة الصناعية تكون جاهزة لتزويدك بالمواد الخام لصناعة الهرمون الذي يتحكم في نبرة صوتك وتوزيع شعر جسمك وتوزيع الدهن في مناطق جسمك المختلفة.
عندما تكون صائمًا في رمضان أو لا تستطيع أن تجد أكلاً، وبالرغم من ذلك تقوم عمليات جسمك الحيوية بكافة وظائفها وبإتقان تام ـ فإن ذلك بسبب مخزون المدينة الصناعية من الوقود المسمى الجيلاكوجين، والذي يتم تخزينه للأوقات التي لا يتوفر فيها الجلوكوز وهو الوقود الوحيد للجسم، عندما نرفع شيئًا ثقيلاً بجهد عضلي كبير أو حتى عندما تضطر للهرب من شخص يهاجمك أو تهاجم شخصًا للدفاع عن نفسك مثلاً ـ فإن الطاقة الكامنة في العضلات إنما هي وقود مخزن تم تخزينه بمساعدة الإنزيمات المنتجة في المدينة الصناعية، فهناك الكثير الكثير جدٌّا وما سبق فقط أمثلة عن ماذا يحدث، تلك المدينة الصناعية الضخمة التي تقبع تحت القفص الصدري في الجانب الأعلى من بطن كل إنسان فينا، أما كيف يحدث ما تحدثنا عنه فالأمور معقدة جدٌّا وليس هذا المجال مجالها، وهي من التعقيد بمكان لدرجة أن هناك مئات الألوف من البحوث، ومئات مراكز الأبحاث العالمية المتخصصة في هذه القضية.
عزيزي القارئ: قبل أن أختم دعني أذكر حقيقة واحدة وهي أن الكبد يستطيع أن يعوض حتى 75% مما فقد منه إن وجد 25% منه، وهذه القدرة فقط هي ما أعطت المجال أمام تخصص كامل في الطب هو جراحة الكبد، ولولا هذه المقدرة الهائلة على إعادة البناء لما أمكن عمل عملية جراحية واحدة في الكبد كإزالة ورم أو سرطان أو حتى إزالة جزء غير صالح مثل ما يحدث بعد إصابات السيارات. ألا يستحق هذا المصنع أن نؤدي واجبنا نحوه من خلال:
عدم شرب الخمور، عدم التدخين، عدم الإفراط في الأطعمة غير المفيدة مثل وجبات ماكدونالدز؟، والأهم من ذلك كله، ألا يستحق ما سبق منا أن نقف متأملين قول الحق ـ تبارك وتعالى: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا)(إبراهيم 34) دعونا نحمد الله كلما أكلنا أكلة هنيئة لذيذة، دعونا نشكره ـ سبحانه ـ أننا ما زلنا أحياء بعد عشرات بل مئات الوخزات والجروح، بل وربما العمليات بفعل نعمة تخثر الدم، دعونا نسبح بحمد من أعطانا نعمة الكبد ـ والتي هي بحد ذاتها مصدر لآلاف النعم، سبحانه الله.
ـــــــــــــ
المصدر : الهيئة العالمية للإعجاز العلمي

ابو تركي 1976
05-09-2010, 06:51 AM
http://img27.imageshack.us/img27/5637/332061186390610uz.gif

عمر باعقيل
26-09-2010, 05:38 PM
http://img27.imageshack.us/img27/5637/332061186390610uz.gif


وبارك الله فيك يالغالي

عمر باعقيل
26-09-2010, 05:40 PM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics/uploads/images/aadd2-237966eb99.gif


http://www.kaheel7.com/userimages/meat-food.jpg

الإسراف في أكل اللحوم يؤدي إلى الموت




وهذه دراسة هي الأكبر من نوعها أجريت على 500 ألف شخص، تبين فيها أن تناول اللحوم الحمراء يسرّع موت الإنسان، ولنا على هذه الدراسة تعليق إيماني ربما يكون صائباً، لنقرأ....




دراسة علمية جديدة
كشفت دراسة شملت نحو نصف مليون شخص أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء بشكل يومي أو يأكلون لحوماً معالجة معرضون للوفاة أكثر من نظرائهم الذين يتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، وذلك بسبب تعرضهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان.


ويصف الدكتور باري م بوبكين من جامعة نورث كارولينا الدراسة بأنها "الأكبر والأعلى نوعية بين مثيلاتها، لأن الباحثين جمعوا المعلومات المتعلقة بالغذاء بشكل دقيق، وأخبروا الناس بأن لا يأكلوا اللحوم الحمراء يومياً".
ويقول بوبكين إن "استهلاكنا للحوم يجب أن يكون معتدلاً حفاظاً على صحتنا وصحة الكوكب، فالأمريكيون يستهلكون أربعة أضعاف ما يستهلكه العالم من اللحوم والألبان، وما نحتاجه هو الامتناع عن أكل اللحوم المصنعة."


وشملت الدراسة التي قادها الدكتور راشمي سينثا من المعهد الوطني للسرطان في روكفيلي في ميريلاند، أكثر من نصف مليون شخص، تتراوح أعمارهم بين 50 و 71 عاماً عندما بدأت الدراسة.
ورصدت استهلاك أولئك الأشخاص للحوم الحمراء التي تشمل جميع أنواع لحوم الأبقار والخنزير، بما فيها لحم الخنزير المقدد البارد والهمبرغر، والهوت دوغ، وشرائح اللحم، واللحوم في البيتزا والتشيلي واللازانيا والحساء .


وخلال عشر سنوات أظهرت الدراسة أن أولئك الذين يتناولون اللحوم الحمراء بشكل يومي بمعدل 62.5 غرام لكل ألف سعر حراري في اليوم وهو ما يعادل شريحة لحم صغيرة، ارتفعت نسبة الوفاة بينهم بنسبة بلغت 30 في المائة أكثر من أولئك الذين تناولوا كميات أقل من اللحوم الحمراء، وكانت الزيادة في نسبة الوفيات ناتجة عن أمراض القلب والشرايين والسرطان.
كما أظهرت الدراسة أن أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم المصنعة مثل النقانق، قد يكونون عرضة للوفاة أكثر ممن يستهلكون كميات أقل. وفي بالمقابل بينت الدراسة أن من استهلكوا كميات أكبر من اللحوم البيضاء كالدجاج، والديك الرومي والأسماك، كانوا أقل عرضة لخطر الوفاة من أولئك الذين أكلوا كميات أقل من اللحوم البيضاء.



وتوقع الباحثون أن 11 في المائة من حالات الوفاة عند الرجال و 16 في المائة عند النساء أثناء الدراسة يمكن منعها عن طريق تخفيف استهلاك اللحوم عندهم. وأوصى باحثو الجمعية الوطنية للسرطان في الولايات المتحدة بأن لا يتجاوز استهلاك الأفراد من اللحوم الحمراء أسبوعياً مقداراً يساوي وجبة أطفال من الهمبرغر لتجنب الإصابة بالسرطان، فيما أوصت الجمعية الأمريكية للقلب بأن لا يتعدى استهلاك الدهون المشبعة (الدهون من مصادر حيوانية) 7 في المائة من الاستهلاك اليومي للفرد.
وقالت لونا ساندون المتحدثة باسم الجمعية الأمريكية للغذاء إن "على الناس أن يفهموا من هذه الدراسة أنه يجب عليهم التخفيف من أكل اللحوم وليس الامتناع عنها كلياً.. لأنها تحتوي على الحديد والزنك، والسيلينيوم، وفيتامينات ب، وكلها ضرورية للجسم."
وأوصت ساندون الناس بأكل اللحوم البيضاء والأسماك، والفاصولياء والبيض وكلها مواد غنية بالبروتين، بدلاً من اللحوم الحمراء والمصنعة، مضيفة أن "على الناس أن لا يعتقدوا أن هذه الدراسة تعني أن أكل اللحوم الحمراء يؤدي إلى الوفاة، وإنما هناك علاقة بينهما."



كيف نقرأ هذه الدراسة قراءة إيمانية على ضوء الكتاب والسنة؟
1- إن أكثر ما لفت انتباهي في هذا البحث أن اللحوم الحمراء التي استهلكها الناس أثناء فترة الدراسة يدخل فيها لحم الخنزير، وكما نعلم من أسس ديننا الحنيف أن لحم الخنزير محرم، وهناك دراسات عديدة تؤكد وجود أضرار محتملة في لحوم الخنزير، ولذلك قد يكون تناول هذا النوع من أنواع اللحوم هو السبب في الوفاة، والله أعلم.
وهنا نتذكر قوله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 173].


2- هناك أمر آخر وهو أن الدراسة أُجريت في أمريكا حيث الغالبية العظمى من غير المسلمين، وهؤلاء لا يذكرون اسم الله تعالى على الذبائح، بل إنهم "يقتلونها" بطريقة غير إسلامية (بالصعق الكهربائي)، وهذا ما يؤدي إلى بقاء كمية من الدم في هذه اللحوم، وهذه الدماء تحمل السموم والبكتريا الضارة وغير ذلك من المواد التي تخرج مع الدم أثناء الذبح على الطريقة الإسلامية. وهذا ما يؤدي إلى أضرار عديدة تؤدي إلى الوفاة والسرطان وأمراض القلب.

ونتذكر هنا أيضاً قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121].


3- حبذا لو قام أطباؤنا من المسلمين بدراسة مماثلة على استهلاك اللحوم المذبوحة بطريقة إسلامية، وحبذا لو قاموا بدراسة مقارنة على مسلمين يستهلكون لحم البقر والإبل والغنم، وأناس غير مسلمين يأكلون لحم الخنزير، إنها ستكون دراسة مثيرة جداً نثبت من خلالها صدق تعاليم ديننا الحنيف.
وأخيراً فإنني أعرف كثيراً من الناس المؤمنين والذين يحرصون على أكل اللحوم الحلال ومع أنهم يستهلكون كميات أكبر من هذه التي ذكرتها الدراسة إلا أنهم يعيشون طويلاً بإذن الله. وهذه الظاهرة تستحق الدراسة والتفكر. ونؤكد بأن المسلمين بحاجة إلى مثل هذه الدراسات لإثبات صدق كلام الله تعالى لأولئك المشككين!
وبشكل عام نقول إن الإسراف في أكل أي مادة له أضرار وأخطار على صحة الإنسان، هذه حقيقة طبية اليوم، يؤكدها القرآن بقول الحق تبارك وتعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].


ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

داعي إلى الخير
09-10-2010, 01:54 PM
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

عمر باعقيل
24-10-2010, 06:21 PM
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا

ونعم بالله
الف شكر لك ياداعي الخير على المشاركة

عمر باعقيل
24-10-2010, 06:26 PM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics/uploads/images/aadd2-237966eb99.gif







الحمل ومنع الحمل






عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن العزل فقال : " ما من كل الماء يكون الولد ، و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء " . صحيح البخاري في النكاح 1438


و هذا الحديث _ كما يقول المختصون من الأطباء _ إعجاز كامل ، و لم يكن أحد يعلم أن جزءاً يسيراً من المني هو الذي يُخلق منه الولد ، فلم يكن أحدٌ يتصور أن في القذفة الواحدة من المني ما بين مئة إلى ثمانمئة مليون حيوان منوي ، و أن حيواناً منوياً فقط هو الذي يقوم بتلقيح البويضة .

فالحديث صريح بأنه ليس من كل الماء يكون الولد ، و إنما من جزءٍ يسير منه ، و أنى لمن عاش قبل أربعة عشر قرناً أن يعلم هذه الحقيقة التي لم تُعرف إلا في القرن العشرين إذا لم يكن علمه قد جاء من لدن العليم الخبير [ انظر كتاب : خلق الإنسان بين الطب و القرآن ] .




و قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث : " و إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء " إعجاز كامل أيضاً لا يتصوره إلا من دَرَسَ وسائل مَنعِ الحمل و نسبة النجاح فيها ، فبرغم هذه الموانع الكثيرة يحصل الحمل أحياناً إذا قدر الله ذلك .


يقول أحد المختصين في أمراض النساء : جاءتني إحدى المريضات و أخبرتني أنه أجرت عملية تعقيم بقطع قناتي الرحم و ربطهما في لندن ، ثم لم تلبث بعد بضعة أشهر إلا و هي حامل ؛ و ذلك مقرر في الكتب و المجلات الطبية ، فإن نسبة فشل هذه العملية 55 % إذا كانت عن طريق المهبل ، و لكنها تهبط إلى 1 % فقط إذا أُجريت العملية عن طريق فتح البطن و بواسطة جراح ماهر ، و سجل كثير من الباحثين نسبة فشل تصل إلى 37 % مع جراحين مهرة ، بل لقد سجلت حوادث حمل بعد عملية استئصال للرحم . و عليه فإن الحديث النبوي الشريف إعجاز كامل في تقرير هذه الحقيقة العلمية [ انظر كتاب : هل هناك طب نبوي ] .


المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم

mayssa
24-10-2010, 08:05 PM
جزاك الله أخي

عمر باعقيل
28-10-2010, 05:33 PM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics/uploads/images/aadd2-237966eb99.gif










الإحســــــاس بالألــــــــم بين الطــــــــب و القــــرآن



د. سـالم عبـد الله المحـمــود و الشيخ عبد المجيد الزنداني





كان الاعتقاد السائد منذ عدة قرون : أن الجسم كله حساس للآلام، ولم يكن واضحاً لأحد يومذاك أن هناك أعصاباً متخصصة في جسم الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشف علم التشريح اليوم دور النهايات العصبية المتخصصة في نقل أنواع الآلام المختلفة.

وسنرى فيما يعرضه هذا البحث من الحقائق العلمية مايناقض ذلك الاعتقاد الذي كان سائداً وقت التنزيل وإلى زمن قريب جداً. وبمقارنة تلك الحقائق العلمية مع ماورد في القرآن الكريم من الإشارات العلمية حول الجلد وكونه مختصاً بنقل الإحساسات المتنوعة؛ يتأكد لنا أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله خالق الكون ومبدع الإنسان وأنه هو الذي أوحى بتلك الحقائق إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.



النصوص التي وردت في الموضوع :

قال الله تعالى عن عذاب الكافرين يوم القيامة :

{إنَّ الذٌينّ كّفّرٍوا بٌآيّاتٌنّا سّوًفّ نٍصًلٌيهٌمً نّارْا كٍلَّمّا نّضٌجّتً جٍلٍودٍهٍمً بّدَّلًنّاهٍمً جٍلٍودْا غّيًرّهّا لٌيّذٍوقٍوا العّذّابّ إنَّ اللَّهّ كّانّ عّزٌيزْا حّكٌيمْا} (النساء: 56).

وقال تعالى :

{وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً} ( محمد : 15 ).




تفسير الآية الأولى :

قال الطبري في تأويل قوله تعالى: {سوف نصليهم ناراً} سوف ننضجهم في نار يصلون فيها،أي يشوون فيها، {كلما نضجت جلودهم} كلما انشوت بها جلودهم فاحترقت {بدلناهم جلوداً غيرها} يعني غير الجلود التي قد نضجت فانشوت {ليذوقوا العذاب} فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدته بما كانوا في الدنيا يكذبون آيات الله ويجحدونها (1).

وقال الزمخشري : ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع، كقولك للعزيز: «أعزك الله أي أدامك على عزك وزادك فيه»(2).



تفسير الآية الثانية :

قال القرطبي : {وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا} أي حاراً شديد الغليان إذا دنا منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رؤوسهم ، فإذا شربوه قطع أمعاء هم وأخرجها من دبورهم .

والأمعاء : جمع مِعًـى ، والتثنية : مِعَيَانْ ، وهو جميع ما في البطن من الحوايا(1) .

وقال الطبري : وسقي هؤلاء الذين هم خلود في النار ماء قد انتهى حره فقطع ذلك الماء من شدة حره أمعاء هم(2)، كما ذكر مثله الشوكاني في فتح القدير، (3) وابن كثير في تفسيره (4) .

الجلــد وعذاب النار




الحقائق العلمية حول الجلد :

إذا ألقينا نظرة على خارطة الجلد نجد قدرة الخالق جل وعلا تتجلى في الشكل البديع(1) (انظر الشگل رقم1) الذي يوضح كيف تتوزع أعصاب الإحساس في جلد الإنسان حيث نجد أن هناك مايقرب من خمسة عشر مركزاً لمختلف أنواع الإحساس العصبي قد تم اكتشافها من قبل علماء الطب والتشريح ، وقد حمل بعضها أسماء مكتشفيها .

وقد قسم علماء الطب الإحساس إلى ثلاث مستويات: أ - إحساس سطحي .

ب - إحساس عـمـيـق .

جـ - إحساس مركـــب .

ويختص الإحساس السطحي باللمس والألم والحرارة؛ أما الإحساس العميق : فيختص بالعضلات والمفاصل . أي إحساس الوضع أو التقبل الذاتي (proprioception ). وكذلك ألم العضلات العميق وتحســس الاهتزاز (pallesthesia ).

والآلية الحسية لكلا الإحساسين : السطحي والعميق، تشمل التعرف وتسـمية الأشـياء المعروفة والموضوعة في اليد، أي حاسـة معرفة الأشـياء باللمـس) stereognosis ). وكذلك حاسة الإدراك الموضعي ( topognosis )، أي المقدرة على تحديد مواضع الإحساس أو التنبيه الجلدي .

والإحساس باللمس : أي معرفة الأشياء باللمـس ؛ ويعتمد على سـلامة قشرة المخ ، أو لحاء المخ .

وهناك مايعرف بتقسيم د. هد ( head, s classification ) حيث قسم الإحساس الجلدي إلى مجموعتين :

إحساس دقيق (epicritic ) يختص بتمييز حاسة اللمس الخفيف والفرق البسيط في الحرارة .

وإحساس أولي (protopathic ) ويختص بالألم ، ودرجة الحرارة الشديدة .

وكل إحساس منهما : يعمل بنوع مختلف من الوحدات العصبية ، وقد بنى استنتاجه هذا على ملاحظاته لتجدد الأعصاب ؛ الذي يعقب الإصابة ، حيث وجد أن الإحساس الأولي (protopathic ) يعود سريعاً أي خلال عشرة أسابيع ، بينما الإحساس الدقيق يبقى معطلاً لمدة سنة أو سنتين ، أو ربما لايعود نهائياً .

خلايا التغيرات البيئية :

توجد خلايا مخصصة لاكتشاف التغيرات الخاصة في البيئة (receptors)، وهي تنقسم إلى أربعة أنواع :

ü خلايا تتأثر بالبيئة الخارجية :(exteroceptors)، وهي مخصصة لحاسة اللمس، وتشتمل على جسيمات (مايسنر) (meissners corpuscles ) وجســــــــــيمات (ميرگل) (merkels corpuscles ) .

خلايا الشعر ، ونهاية بصيلات كروز :

( erause end bulbes )، وهي مخصصة للبرودة .

اسـطوانات روفيني :

,(ruffini, s cylinders)وهي مخصـصة للحرارة .

نهايات الأعصاب الإرادية أو الحرة للإحساس بالألم .

الأشكال توضح نهايات العصب الحسي وهي متقبلات خارجية (مستقبلات)

وقد أثبت التشريح أن الألياف العصبية الخاصة بالألم والحرارة متقاربة جداً، كما بين الطريقَ الذي تسلكه الألياف العصبية الناقلة للألم والحرارة حيث تدخل النخاع الشوكي (spinal cord ) وبعده إلى المخيخ (cerebellum ) ثم إلى الدماغ المتوسط (mid brain) ومنه إلى المهاد ( thalamus ) ثم إلى تلافيف الفص المهادي للمخ (gyrus of parietal lobe ) .

ونخلص من هذا إلى أن الجلد هو من أهم أجزاء جسم الإنسان إحساساً بالألم ، نظراً لأنه الجزء الأغنى بنهايات الأعصاب الناقلة للألم والحرارة . انظر شگل (3، 4).

درجات الحروق وأنواعها :

لو استعرضنا درجات الحروق التي يصاب بها الإنسان لوجدنا أن هناك حروقاً من الدرجة الأولى ، وحروقاً من الدرجة الثانية .

وجميعها تنقـسم إلى حروق سـطحية، وحروق عـميقـة، ثم حروقا من الدرجة الثالثة .

ولو ألقينا نظرة إلى مايصيب الجلد نتيجة لهذه

الأنواع الثلاثة من الحروق لوجدنا أن حروق الدرجة

الأولى تصـيب طبقة البشرة القرنية ، وتظهر على هيئة التهاب جلدي .

ويسمى أيضاً الحرق الحمامي ، وفي هذه الحالة يحدث انتفاخ وألم بسيط لأن الحرق من الدرجة الأولى يصيب خلايا الطبقة السطحية ، ومن المعتاد أن ظاهرة الاحمرار والانتفاخ والألم تختفي خلال يومين أو ثلاثة أيام .

ولو انتقلنا إلى حروق الدرجة الثالثة لوجدنا أن طبقة الجلد تصاب بكاملها ، وربما تصل الإصابة إلى العضلات أو العظام ، ويفقد الجلد مرونته ويصبح قاسياً وجافاً .

وفي هذه الحالة فإن المصاب لايحس بالألم كثيراً؛ لأن نهايات الأعصاب تكون قد تلفت بسبب الاحتراق .

ونعود الآن إلى حروق الدرجة الثانية ، وهي تنقسم إلى قسمين :

1- سطحي .

2- عمـــيق .

يحدث في حالة الحروق السطحية من الدرجة الثانية أن طبقة البشرة (ظاهر الجلد) تنضج ، وكذلك الأدمة -طبقة باطن الجلد- التي تحت البشرة .

ويحدث في هذه الحالة انفصال طبقة البشرة عن طبقة الأدمة ، وتتجمع مواد مفرزة أو نتحات (1)مابين هاتين الطبقتين ، وتتكون كذلك النفط (2) تحت البشرة وهي مليئة بسوائل تشبه سوائل البلازما أو مصل الدم ويعاني المصاب في هذه الحالة من آلام شديدة وزيادة مفرطة في الإحساس بالألم؛ نتيجة لإثارة النهايات العصبية المكشوفة . ويبدأ التئام الجلد خلال أيام قد تصل إلى أربعة عشر يوماً نتيجة لعملية التجدد والانقلاب التي تحدث في الجلد .

الأحشاء وعذاب يوم القيامة :

وكما يتعرض الكفار لعذاب النار من الخارج عن

طريق الجلد ، فإنهم يتعرضون لعذاب داخلي من نوع آخر ، عن طريق سقيهم بماء حميم؛ إذا دنا منهم شوى وجوههم ووقعت فروة رءوسهم، فإذا شربوه قطع أمعاءهم وأخرجها من دبورهم. قال تعالى : {وسقوا ماء ً حميما فقطَّع أمعاء هم} ( محمد :15).

لقد كشف علم التشريح أن الأمعاء الدقيقة هي أطول جزء في الجهاز الهضمي - يصل طولها إلى خمسة أمتار- ويتكون جدارها من ثلاث طبقات :

1 ـــ الطبقة الخارجية :

وهي الطبقة المصلية : وهي عبارة عن غشاء رقيق رطب بما يفرزه من سائل مصلي .

2 ـــ الطبقة الوسطى :

وهي الطبقة العضلية ؛ التي تتكون بدورها من طبقتين:

أ ـــ طبقة خارجية : تتكون من عضلات طولية .

ب ـــ طبقة داخلية : تتكون من عضلات دائرية .

3 ـــ الطبقة الداخلية وتسمى بالطبقة المخاطية :

وتتكون من صفيحة عضلية مخاطية ، ونسيج تحت الغشاء المخاطي ، وثنايا دائرية أو حلقية محملة بالزغب ؛ وتحتوي على غدد معوية وحويصلات لمفاوية.

ونجد أن هذا الإبداع الإلهي في التكوين والتركيب جعل الأمعاء من الداخل في حماية من المؤثرات الداخلة إليها ؛ التي يمكن أن تحدث آلاماً ، منها آلام الإحساس بالحرارة .

فتجويف البطن مبطن بالبريتون ( الصفاق ) الذي يبلغ حجمه (20400 سم مكعب) ويساوي نفس حجم الجلد الخارجي للجسم، وهو مايسمى بالصفاق الجداري. وأما الذي يغطي الأحشاء ، فإنه يسمى الصفاق الحشوي .

هذا الشكل يوضح طبقات الأمعاء الدقيقة وتركيب الزغابات المعوية

أما الجزء الموجود بين الصفاق الجداري والطبقة المصلية للأحشاء فيسمى المساريقا ، وبه عدد كبير من جسيمات ( باسينى ) .

والمساريقا تشبه الصفيحة المكونة من ورقتين مزدوجتين تمر بينهما الأعصاب والأوعية اللمفاوية والدموية.

فمتـلقـيات الألـم ( receptors ) والوحــدات الحـسـية الأخــرى الموجودة في الأحشاء تشبه تلك الموجودة في الجلد ، لكن هناك اختلافات بينة في توزيعها .

فالأحشاء لايوجد بها أعصاب التقبل الذاتي

proppioceptors))، ولكن يوجد فيها عدد قليل من الأعضاء الحسية للحرارة واللمس . لذا فإنه عندما يخدر جدار البطن بمخدر موضعي ، ويفتح البطن ونمسك الأمعاء أو نقطعها أو حتى نحرقها لاينتج عن ذلك أي انزعاج أو إحساس بألم .

ولكن عندما تتقطع الأمعاء بسبب شرب الماء الحميم (ماء حار شديد الغليان )(1) الذي ينفذ منها إلى التجويف المحيط بالأحشاء والغني بالأعصاب الحاسة فإن العذاب بحرارة الحميم يبلغ أشده .

أوجـــــــــه الإعجاز :

(أ) - بين الله سبحانه وتعالى أن الجلد هو محل العذاب فربط جل وعلا بين الجلد والإحساس بالألم في قوله تعالى :

{كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب} فتبين بذلك أن الجلد وسيلة إحساس الكافرين بعذاب النار .

وأنه حينما ينضج الجلد ويحترق ويفقد تركيبه ووظيفته ويتلاشى الإحساس بألم العذاب يستبدل بجلد جديد مكتمل التركيب تام الوظيفة ، تقوم فيه النهايات

العصبية ــ المتخصصة بالإحساس بالحرارة و بآلام الحريق ــ بأداء دورها ومهمتها ؛ لتجعل هذا الإنسان الكافر بآىات الله تعالى يذوق عذاب الاحتراق بالنار .

ولقد كشف العلم الحديث أن النهايات العصبية المتخصصة للإحساس بالحرارة وآلام الحريق لاتوجد بكثافة إلا في الجلد ، وما كان بوسع أحد من البشر قبل اختراع المجهر وتقدم علم التشريح الدقيق أن يعرف هذه الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً ... وهكذا تتجلى المعجزة وتظهر آيات الله تعالى .

(ب) - هدد القرآن الكريم الكفار بالعذاب بماء حميم يقطع أمعاء هم ، واتضح السر في هذا التهديد أخيراً باكتشاف أن الأمعاء لاتتأثر بالحرارة ، ولكنها إذا قطعت خرج منها الماء الحميم إلى البريتون الجداري ؛ الذي يغذى بأعصاب الجدار التي تغذي الجلد ، وعضلات الصدر والبطن، وتتأثر هذه الأعصاب باللمس أو الحرارة فيسبب الحميم بعد تقطيع الأمعاء أعلى درجات الألم .

أما العذاب عن طريق الجلد فيختلف عن ذلك لاختلاف طبيعة تركـيب الجلد ، فلا يكون استمرار الإحساس بالعذاب في الجلد إذا نضج إلا بتجديد جلد جديد .

فاختلاف الوصف لكيفية تحقيق العذاب بالنار من الخارج : عن طريق تبديل الجلد كلما نضج، ومن الداخل : بتقطيع الأمعاء بالحميم ، والذي أثبته العلم الحديث يتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم في هذين المجالين .

ذلك أن القرآن الكريم كلام الخالق العليم الذي يعلم دقائق تركيب الإنسان وأسراره.

وهكذا يتجلى الإعجاز العلمي في الإحساس بالألم بالتوافق بين حقائق الطب ومعجزات القرآن الكريم.

عمر باعقيل
06-11-2010, 06:52 PM
http://www.aadd2.com/up-2/2010/pics/uploads/images/aadd2-237966eb99.gif


النطفة الأمشاج وتحديد جنس الجنين





آيات الإعجاز:



قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].

وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة الحجرات: 13].




أحاديث الإعجاز:

أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).




التفسير اللغوي:

قال ابن منظور في لسان العرب:


"نطفة: النطفة هي صغار اللؤلؤ والواحدة نَطَفةُ ونُطَفَةٌ شبهت بقطرة الماء".
وقال الزبيدي في تاج العروس: "ونطفت آذان الماشية، وتنطفت: ابتلّت بالماء فقطرت.
أمشاج: جمع مشج وهي الأخلاط، يقال: مشجت هذا بهذا إذا خلطته وهو مشوج به ومشيج أي مخلوط".

فهم المفسرين:

http://www.maknoon.com/e3jaz/images/child2.jpg




قال ابن جرير الطبري المتوفي سنة (310 هـ) في تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: 1-2].

قال: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج: إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة يعني: من ماء الرجل وماء المرأة، والنطفة كل ماء قليل في وعاء، وقوله أمشاج: يعني أخلاط واحدها مشج ومشيج يقال منه إذا مشجت هذا بهذا، خلطته، وهو مشوجٌ به، ومشيج أي مخلوط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة".

وقال الحسن البصري: "مشج (أي) خلط ماء الرجل مع ماء المرأة".
وقال مجاهد: "خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى}".



وقال ابن كثير المتوفى سنة (774 هـ) في تفسير آية سورة الإنسان: "يقول الله تعالى مخبراً عن الإنسان أنه وجد بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً لضعفه وحقارته، فقال تعالى: "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً" ثم بيّن ذلك فقال جل جلاله: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} أي أخلاط والمشج والمشيج، الشيء المختلط بعضه في بعض".

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: من نطفة أمشاج: "يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ثم ينتقل بعد من طور إلى طور، ومن حال إلى حال، ومن لون إلى لون"، وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن البصري والربيع: "الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة".

وقال سيد قطب في ظلال القرآن في تفسيره للآية أيضاً: "الأمشاج الأخلاط، وربما كانت هذه إشارة إلى تكوّن النطفة من خلية الذكر وبويضة الأنثى بعد التلقيح، وربما كانت هذه الأخلاط تعني المورثات الكامنة في النطفة، والتي يمثلها ما يسمونه علمياً "الجينات"، وهي وحدات الوراثة الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولاً ولصفات الجنين العائلية أخيراً، وإليها يُعزى سَير النطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان لا جنين أي حيوان آخر كما تُعزى إليها وراثة الصفات الخاصة في الأسرة، ولعلها هي هذه الأمشاج المختلطة من وراثات شتى".

وهكذا نرى أن أغلب المفسرين من قدامى ومعاصرين متفقون على أن النطفة الأمشاج هي النطفة المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة.

أما آية سورة الحجرات وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، فقد قال ابن جرير الطبري في تفسيره لها: "يقول الله تعالى: يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكر من الرجال، وماء أنثى من النساء".
وقال ابن كثير في تفسيره لها أيضاً: "يقول تعالى أنه خلقهم من نفس واحدة وجعل منها زوجها وهما آدم وحواء".




فهم علماء الحديث:



قال الإمام ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة (852 هـ) في فتح الباري -كتاب القدر- "والمراد بالنطفة المنيّ وأصله الماء الصافي القليل، والأصل في ذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنيناً هيّأ أسباب ذلك". ثم قال: "وزعم كثير من أهل التشريح أن منيّ الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب (أي الموضوع) تُبطِل ذلك".

قال الإمام ابن قيّم الجوزية المتوفى سنة (751 هـ) في كتابه "التبيان في أقسام القرآن": "ومني الرجل وحده لا يتولد منه الولد ما لم يمازجه مادة أخرى من الأنثى".

وقال أيضاً: "إن الأعضاء والأجزاء والصورة تكوّنت من مجموع الماءين، وهذا هو الصواب".

يتبيّن لنا مما ذكرناه أن ما اكتشفته البشرية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قد تحدّث عنه القرآن الكريم والسنة النبوية، واعتقده الصحابة والتابعون وسائر علماء التفسير والحديث تماماً كما نفهم نحن اليوم ما تذكره الاكتشافات العلمية.

المقدمة التاريخية:

لم تكن البشرية تعرف عن النطفة الأمشاج شيئاً فقد كان الاعتقاد السائد لدى الفلاسفة والأطباء أن الجنين إنما يتكون من ماء الرجل، وفي القرن الرابع قبل الميلاد، كان أرسطو أول من أفرد علم الأجنة ببحث خاص بناه على ملاحظاته على كثير من أجنة الطيور والحيوانات، وقد لخّص أرسطو في بحثه عن معتقدات أهل زمانه، وحصرها في نظريتين:

الأولى: وهي أن الجنين يكون جاهزاً في ماء الرجل، فإذا وصل ماء الرجل إلى الرحم، نما كما تنمو البذرة في الأرض آخذاً غذاءه من الرحم.

الثانية: أن الجنين يتخلق من دم الحيض حيث يقوم المني بعقده مثلما تفعل الأنفحة باللبن، فتعقده وتحوله إلى جبن.. وليس للمني في إيجاد الولد دور وإنما له دور مساعد مثل دور الأنفحة في إيجاد اللبن.
وقد أيد أرسطو هذه النظرية الأخيرة ومال إليها.

ومنذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره بالنسبة لتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل المصغّر الموجود في ماء الرجل، وأنصار الجنين الكامل المصغر في بويضة المرأة ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من الذكر والأنثى يساهمان بالتساوي في تكوين الجنين.


وبعد اختراع الميكروسكوب، قال العالم "ليفين هوك" (Leeuwen Hoek) وزميله "هام" (Hamm) باكتشاف الحيوان المنوي في مني الإنسان عام 1677، كما قام العالم "جراف" (Graaf) بوصف حويصلة البويضة التي سُمّيت باسمه إلى اليوم "حويصلة جراف" وذلك عام 1672.
وفي سنة 1839 وصف "شوان" (Schwann) و "شليدن" (Schleiden) خلايا الإنسان وقالا بأنها الأساس لجسم الكائن البشري.
وفي عام 1859 عرف العلماء أن الحيوان المنوي ليس إلا خلية حية وكذلك البويضة.
وفي عام 1875 استطاع "هيرتويج" (Hertwig) ملاحظة كيفية تلقيح الحيوان المنوي للبويضة، وأثبت بذلك أنهما يساهمان في تكوين البويضة الملقحة، وكان بذلك أول إنسان يشاهد عملية التلقيح ويصفها.

وفي عام 1883 تمكن "فان بندن" (Van Beneden) من إثبات أن كلاً من البويضة والحيوان المنوي يساهمان بالتساوي في تكوين البويضة الملقحة، كما أثبت "بوفري" (Boveri) بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة، واستطاع "مورجان" (Morgan) عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.

وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون بامتشاج واختلاط نطفة الذكر ونطفة الأنثى إلا في القرن التاسع عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.

وقوله صلى الله عليه وسلم لليهودي: "يا يهودي، من كلٍّ يُخلق من نطفة الرجل ونطفة المرأة" أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.



حقائق علمية:



- يحوي السائل المنوي ما بين مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي، واحد منها هو المسؤول عن تلقيح البويضة.
- البويضة الملقحة أو النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحوين المنوي لبويضة المرأة.
- إذا لقح البويضة حوين منوي ذكر (Y) فإن الجنين يكون ذكراً، أما إذا لقح البويضة حوين منوي أنثى (X) فإن الجنين سيكون أنثى.


مراجع علمية:

جاء في الموسوعة البريطانية ما نصه:

" النطفة الأمشاج

Gamete = مشيج
خلية جنسية تناسلية تحتوي وحدة واحدة مختلفة من الكروموسومات أو نصف المادة الجينية اللازمة لتكوين كائن كامل (haploid) خلال عملية الإخصاب، تندمج أمشاج الذكر والأنثى لتؤلف خلية واحدة تحتوي على عدد مزدوج من الكروموزومات تسمى اللاقحة. الأمشاج يمكن أن تكون متشابهة بالشكل، مثل القالب الأسود (Rhizopus) أو يمكن أن يكون هناك أكثر من شكل مورفولوجي (Heterogamy).
أمشاج الحيوانات تظهر أشكالاً متطورة (Heterogamy) تُسمى (Oogamy).
والأمشاج الذكرية صغيرة وحَرِكة ويطلق عليها الحيوان المنوي، والأمشاج الأنثوية كبيرة وغير متحركة ويطلق عليها اسم البويضة."



وجه الإعجاز:



وجه الإعجاز في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية هو تقريرها بأن النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة، وأن تحديد جنس الجنين يعود إلى نوعية الحوين المنوي ذكراً أو أنثى، وهذا ما كشف عنه الطب الحديث