المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح همة الدعاة الي الله واضحة،



أبو مصعب السكندرى
26-01-2011, 01:00 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد مضت سنوات تعمقت فيها معاني الغربة، وأصبح من يقول: "رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا"، في موضع تهمة.

يُرمى بالأصولية إذا أطلق لحيته وارتاد المساجد، ويوصف بالتطرف إذا قال للناس: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"! ويَحدث ذلك من أناس يُنسبون لديننا، وهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا!

وإذا كان اليهود الغاصبون للبلاد والعباد يرمون فصائل الجهاد الإسلامي بأنها إرهابية، والغرب يصف المجاهدين في العراق وأفغانستان بنفس النعت، وهؤلاء وأولئك ينطبق عليهم المثل السائر: "رمتني بدائها وانسلت"؛ وإلا فنعوت التنفير تليق بمن كفر بالله وانحرف عن منهجه -سبحانه-، وعاث في البلاد والعباد فسادًا.

وهم يفعلون ذلك في الوقت الذي ينادون فيه بحقوق الإنسان! ويطالبون فيه بحرية الشعوب، وتفخر إسرائيل على سائر دول المنطقة بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة!

وقد لا يُستغرب صنيع هؤلاء فهم يكيلون لنا بمكاييل العداوة، ويكيدون لكل ما هو إسلامي، فخذ وصفهم من خالقهم: (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)
ولذلك قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) والعجب ممن انخدع بحيل الأعداء، وصار حربًا على دينه وأبناء ملته، يرميهم بشتى نعوت التشويه والتنفير، ويصدهم عن سبيل الله، ويصفهم بأنهم رجعيون متخلفون ظلاميون، ويطالبهم بالتنوير والتطوير، وبأخذ الإسلام المودرن، المعلب في باريس ولندن وواشنطن!

وقد تأثر البعض بهذا الإرهاب الفكري؛ فصار إسلامه مسخًا؛ يلهج بالديمقراطية، ويسبح بحمدها، ويطالب بتطبيقها.

فالديمقراطية أصبحت أغنية المتحدثين، وطرب المستمعين، وهي فيصل الخصومات والمنازعات عند هؤلاء وأولئك، وكأن الإسلام قد غاب مِن حساباتهم، ولم يعد لشعائر الدين وأحكامه مكان في حياتهم عند التطبيق.

يجب علينا أن نجتمع على كلمة سواء تحسم مادة الشر والفساد في حياتنا، وتوحد كلمتنا وتلم شملنا، يقول -تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ، وقال -سبحانه-: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ، وقال -تبارك وتعالى-: (أَفَغَيْر َدِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)

إن الإسلام هو العقيدة الحقة الصحيحة الشاملة لكل نواحي الحياة، وما سواه فعقائد فاسدة لا تغني عن أصحابها من الله شيئًا، سواء أكانت من وضع البشر كالديمقراطية، أو منزَّلة، ولكنها حُرفت وغُيِّرت وبدلت: كالتوراة والإنجيل، فلا يصح لأحد أن يتحرج من النطق بكلمة الإسلام، ولا العمل بمقتضاه أو إظهار شعائره، قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَل ْأَنْتُمْ مُسْلِمُون ) َلقد بدأ الإسلام غريبًا، وها هو يعود غريبًا كما بدأ، وغربته اليوم وسط أهله وبنيه، يصفها البعض بأنها أشد من غربته الأولى، فقد واجه الصحابة الأفاضل الغربة الأولى بإيمان ويقين وصبر وثبات، أما اليوم فالتقوى زائلة، والصبر ضعيف، والضعفاء مهملون ومضيعون.. فكيف ننتصر على عدو الله وعدونا؟!

بل صارت قطاعات كبيرة من المسلمين بمثابة معاول هدم لهذا الدين وحربًا عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولن يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، كما أخبرنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.

ولا يسعنا في هذا المقام أن ننتظر خروج المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا، أو انتظار نزول المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- كحاكم من حكام المسلمين يحكم بشريعة الإسلام كما تواترت بذلك الأخبار، بل الواجب علينا أن نبذل وسعنا، وأن نبرئ ساحتنا، وأن نأخذ بأسباب تجفيف منابع الضلال، وكلنا ثقة بوعد الله، فالنصر عقبى الصابرين، وربنا لا يضيع أجر المحسنين، ولا يصلح عمل المفسدين، وقد قال -سبحانه- وقوله الحق: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم:47).

(عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)


لقد سجد الحبيب -صلى الله عليه وسلم- في مكة، وأُلقي عليه الشقيُّ سلا الجزور، وصناديد قريش يضحكون، وظل الحبيب -صلى الله عليه وسلم- ساجدًا لا يرفع رأسه، ولما رفع رأسه قال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ) (متفق عليه)، فلم ينصرف -صلى الله عليه وسلم- عن عبادته وصلاته لأذى المشركين، ولما أراد أن ينصرف دعا على قريش، فلا تحركه الأحداث ولا توجهه؛ وإنما يتحرك عندما تكون الحركة هي طاعة الوقت، وبالطريقة التي يراها، فلما رأت قريش أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لا يصرفه عن دعوته شيء؛ فكروا مرة أخرى لقمع الدعوة بأساليب جديدة؛ منها تشويه تعاليمه، وإثارة الشبهات، وبث الدعايات الكاذبة، والتعذيب والإيذاء، والمقاطعة والحصار، والمساومة.


ولكن هذا كله لم يفت في عضده؛ إذا كان هدفه واضحًا: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر؛ ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه" كما روي في السير.


ولما يأتيه خباب متألمًا من شدة العذاب قائلاً: "أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلا تَدْعُو لَنَا؟"، فلا يدعو لهم؛ بل يوضح له طبيعة الطريق قائلاً: (كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ) ، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ) (رواه البخاري).


وتأمل في (وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ)، لا يلتفت عن هدفه وطريقه وعبادته وواجبه مهما اشتد العذاب، أو تعالت الأصوات الناعقة، فلا يضرنا نباح الكلاب.



لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا لأصبح الصخـر مثقالاً بـديـنار


أخي الحبيب..


يجب علينا أن ننشغل بتعبيد الخلق للخالق، وتعليمهم، وتربيتهم، وإرشادهم إلى الحق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، والحفاظ على عقيدتنا ومنهجنا وثوابت ديننا، فزلزلة الثوابت أخطر على المسلمين مما عداها من البلايا، ولذا يجب أن نفوِّت على أعدائنا محاولة إقحامنا في أمور بعيدة عن أهدافنا وغاياتنا.


ولنتذكر.. قوله -تعالى- لنبيه لوط -عليه السلام-: (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) (الحجر:65).


أخي الحبيب.. إن الطحالب العائمة لا توقف السفن الماخرة..


سنتفاعل مع الأحداث، ونتألم لمصاب المسلمين في كل مكان في بلادنا وفي غيرها، ومن سقط منا نرجو أن يكون شهيدًا، ونهتم ونغتم، ولكننا لن نتوقف، ولن ننحرف عن طريقنا وهدفنا إن شاء الله، وشعارنا دومًا: (وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ).


لقد كان مصاب الأمة في نبيها أعظم مصاب، لقد أذهل عمر، وأخرس عثمان، واضطرب الأمر حتى جاء الصِّدِّيق، فأسكت عمر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، مَن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، وتلا قوله -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144).


إن الحدث جلل، والأمر عظيم، ولكن فقدان الدين أعظم، فشمَّر الصديق لتحمل المسئولية قبل دفن الحبيب -صلى الله عليه وسلم-؛ لتستمر المسيرة، فهذه الدعوة لا تموت بموت رائدها.


(وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ).

fahodi
26-01-2011, 02:02 PM
موضوع اكثر من رائع وهادف

تسلم يمينك اللي صاغت اجمل العبارات

حفظك الله ورعاك وللخير هداك

بارك الله فيك

عاشق البيت
27-01-2011, 04:13 AM
اصبحت الحرب على الاسلام اشد ضراوة واعظم خطرا من ازمنة ماضية
والذين يوالون اليهود ويسيرون فى ركب ضلالاتهم ويناصرون فكرهم ويؤيدون
مكائدهم ومكرهم وغدرهم وظلمهم .. اما سفهاء من اجهل الدهماء
او اصحاب مصالح مخدوعون مغرر بهم .. او خائنون لا عهد لهم ولا ميثاق
وكلهم يغالطون ويلبسون على الناس الحقائق ويطمسون ضياء الحق
والله متم نوره ولا يحيق المكر السيئ الا باهله
والله غالب على امره .. فقط نذكر المسلمين بالغيرة على دين محمد
والتبصر بواجبهم حتى لا يثنيهم ضجيج المجرمين واصرارهم على الكيد والمغالطة
والحمد لله فشباب المسلمين قد فطنوا وتيقظوا لما يحاك ويدبر فى الظلام
وان اصوات الناعقين بالكذب والتضليل لم تعد الا هراء وسينقلب السحر على الساحر

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (http://www.google.com.eg/url?q=http://halashahata.maktoobblog.com/109/%25D9%2588%25D9%258E%25D8%25B3 %25D9%258E%25D9%258A%25D9%258E %25D8%25B9%25D9%2592%25D9%2584 %25D9%258E%25D9%2585%25D9%258F-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258E %25D9%2591%25D8%25B0%25D9%2590 %25D9%258A%25D9%2586%25D9%258E-%25D8%25B8%25D9%258E%25D9%2584 %25D9%258E%25D9%2585%25D9%258F %25D9%2588%25D8%25A7-%25D8%25A3%25D9%258E%25D9%258A/&sa=U&ei=iMVATaGhFdGD5AblpPmDAw&ved=0CBYQFjAE&usg=AFQjCNGcWadfGgNwm-r1hylkbKwe2pvIEA)

-----------
جزاك الله خيرا ابا مصعب على التذكرة والنصح والتوضيح
ولا تعجب فمن قبل سموا شارون اللعين ب رجل السلام

أبو مصعب السكندرى
28-02-2011, 12:26 PM
موضوع اكثر من رائع وهادف

تسلم يمينك اللي صاغت اجمل العبارات

حفظك الله ورعاك وللخير هداك

بارك الله فيك

شاكرمرورك العطر بارك الله فيك

أبو مصعب السكندرى
18-03-2011, 08:20 AM
اصبحت الحرب على الاسلام اشد ضراوة واعظم خطرا من ازمنة ماضية
والذين يوالون اليهود ويسيرون فى ركب ضلالاتهم ويناصرون فكرهم ويؤيدون
مكائدهم ومكرهم وغدرهم وظلمهم .. اما سفهاء من اجهل الدهماء
او اصحاب مصالح مخدوعون مغرر بهم .. او خائنون لا عهد لهم ولا ميثاق
وكلهم يغالطون ويلبسون على الناس الحقائق ويطمسون ضياء الحق
والله متم نوره ولا يحيق المكر السيئ الا باهله
والله غالب على امره .. فقط نذكر المسلمين بالغيرة على دين محمد
والتبصر بواجبهم حتى لا يثنيهم ضجيج المجرمين واصرارهم على الكيد والمغالطة
والحمد لله فشباب المسلمين قد فطنوا وتيقظوا لما يحاك ويدبر فى الظلام
وان اصوات الناعقين بالكذب والتضليل لم تعد الا هراء وسينقلب السحر على الساحر

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (http://www.google.com.eg/url?q=http://halashahata.maktoobblog.com/109/%25D9%2588%25D9%258E%25D8%25B3 %25D9%258E%25D9%258A%25D9%258E %25D8%25B9%25D9%2592%25D9%2584 %25D9%258E%25D9%2585%25D9%258F-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258E %25D9%2591%25D8%25B0%25D9%2590 %25D9%258A%25D9%2586%25D9%258E-%25D8%25B8%25D9%258E%25D9%2584 %25D9%258E%25D9%2585%25D9%258F %25D9%2588%25D8%25A7-%25D8%25A3%25D9%258E%25D9%258A/&sa=U&ei=iMVATaGhFdGD5AblpPmDAw&ved=0CBYQFjAE&usg=AFQjCNGcWadfGgNwm-r1hylkbKwe2pvIEA)

-----------
جزاك الله خيرا ابا مصعب على التذكرة والنصح والتوضيح
ولا تعجب فمن قبل سموا شارون اللعين ب رجل السلام


عاشق البيت
شاكر لك هذا التواجد

الذي أسعدني حضورهـ تقبل مني أجمل باقة زهور معطرهـ تقبل خالص شكري

وتقديري لشخصك الكريم قبل قلمك وبارك الله فيكم