المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرشوة



rose-sh
28-12-2010, 01:09 AM
" خطورة الرشوة "
أكلُ الحرام سببٌ للشقاء والعناء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«كل لحمٍ نَبَتَ من سُحتٍ فالنار أولَى به».
ومما جاء فيه النهي الأكيد والزجرُ الشديد:
جريمةُ الرِّشوة أخذًا وإعطاءً وتوسُّطًا، يقول ربُّنا - جل وعلا -: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[البقرة: 188]،
ويقول - جل وعلا - في شأن اليهود الذين لهم في الدنيا الخِزيُ المبين، وفي الآخرة العذابُ المُهين: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) [المائدة: 42]،
ويقول عنهم:
(وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[المائدة: 62].
وقال عمر - رضي الله عنه -: "بابان من السُّحْت يأكلهما الناس: الرَّشا ومهرُ الزانية".
فالرِّشوة مغضبةٌ للرب، مجلبةٌ للعذاب،
في الحديث الصحيح:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن الراشي والمُرتشي والرائش.
وروى الطبراني بسندٍ جيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الراشي والمُرتشي في النار».
فالرِّشوة فهي من أكبر الذنوب، وأعظم الجرائم، ولذا عدَّ أهل العلم الرِّشوةَ كبيرةً من كبائر الذنوب لما جاء فيها من النصوص الشرعية الصريحة.
الرِّشوة داءٌ وَبيل، ومرضٌ خطير، تحلُّ بسببها من الشرور بالبلاد ما لا يُحصَى،
ومن الأضرار بالعباد ما لا يُستقصَى، فما وقع فيها امرؤٌ إلا ومُحِقَت منه البركة في صحته وفي وقته ورزقه وعياله وعمره، وما تدنَّس بها أحدٌ إلا وحُجِبَت دعوتُه، وذهبَت مروءتُه، وفسَدَت أخلاقُه، ونُزِع حياؤه، وساء مَنبَتُه.
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى يقول: «كل لحمٍ نَبَتَ من سُحْتٍ فالنار أَوْلَى به». قيل: ما السُّحْتُ يا رسول الله؟ قال: «الرِّشْوة في الحكم»؛ صحَّحه جماعةٌ من المُحقِّقين.
حقيقةُ الرِّشوة:
كل ما يدفعه المرء من مالٍ ونحوه لمن تولَّى عملاً من أعمال المسلمين لتوصَّل به المُعطِي إلا ما لا يحِلُّ له.
ومن أعظم أنواعها:
ما يُعطَى لإبطال حقٍّ، أو إحقاق باطلٍ، أو لظلمِ أحد.
ومن الرِّشوة:
ما يأخذه المُوظَّف من أهل المصالح ليُسهِّل لهم حاجاتهم التي يجب عليه قضاؤها بدون دفع هذا المال، فمن استغلَّ وظيفته ليُساوِم الناس على إنهاء مصالحهم التي لا تنتهي إلا من قِبَل وظيفته فهو ملعونٌ على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فمن مُقرَّرات دين الإسلام: أن هدايا العُمَّال غُلول،
والمراد بالعُمَّال: كل من تولَّى عملاً للمسلمين،
وهذا يشمل السلطان ونوَّابه ومُوظَّفيه أيًّا كانت مراتبهم.
ومن صور الرِّشوة :
من رَشَا ليُعطَى ما ليس له ولو كان مما تعود مُلكيَّته للمال العام، أو ليدفع حقًّا قد لزِمَه، أو رَشا ليُفضَّل على غيره من المُسلمين، أو يُقدَّم على سواه من المُستحقِّين في وظيفةٍ ونحوها.


الرِّشوة مُحرَّمةٌ بأي صورةٍ كانت، وبأي اسمٍ سُمِّيَت، هديةٌ، أو مكافأةٌ، أو كرامة، فالأسماء في شريعة الإسلام لا تُغيِّر من الحقائق شيئًا، فالعبرة للحقائق والمعاني لا للألفاظ والمباني.
روى البخاري ومسلم عن أبي حميدٍ الساعدي - رضي الله عنه - قال: استعملَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأَزْد، فلما قدِمَ قال: هذا لكم وهذا أُهدِيَ إليَّ، فلما علِمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قام خطيبًا على المنبر، فحمِدَ الله وأثنى عليه، وقال: «ما بالُ عاملٍ أبعثُه فيقول: هذا لكم وهذا أُهدِيَ إليَّ، أفلا قعَدَ في بيت أبيه أو أُمِّه حتى ينظُر أيُهدَى إليه أم لا؟! والذي نفسي بيده؛ لا ينالُ أحدٌ منكم منها شيئًا إلا جاء يوم القيامة يحملُه على عُنقه ..»
وفي "سنن البيهقي" قوله - صلى الله عليه وسلم -: «هدايا العُمَّال غُلول».
قواعد لا تقبل التأويل، وهي تأصيلٌ لمبدأ: من أين لكَ هذا؟


ذكر ابنُ كثيرٍ في "تأريخه" أن جيش المسلمين لما ظفَروا بالنصر على إقليم تركستان وغنِموا شيئًا عظيمًا، أرسَلوا مع البُشرى بالفتح هدايا لعُمر - رضي الله عنه -، فأبَى أن يقبَلَها، وأمر ببيعها وجعلها في بيت مال المسلمين.
وفي قصة عبد الله بن رواحة لما بعثَه النبي - صلى الله عليه وسلم - خالصًا على يهود خيبر،
فجمعوا له حُليًّا من حُلِيِّ نسائهم، فقال: إنكم من أبغض خلق الله إليَّ، وما ذاك بحاملي على أن أحيفَ عليكم، أما ما عرضتُم من الرِّشوة فإنها سُحتٌ، وإنَّا لا نأكلها، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.


وفي مُعلَّقات البخاري الموصولة عند غيره:
ما جاء أن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - اشتهى التفاح، فلم يجدوا في بيته ولا ما يشتري به، فخرج وهو الخليفة آنذاك، فتلقَّاه غلمانٌ بأطباق التفاح، فتناول واحدةً فشمَّها ثم ردَّها إلى الأطباق،فقيل له في ذلك، فقال: "لا حاجة لي فيها"، فقيل له: ألم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية، فقال: "إنها لأولئك هدية، وإنها للعُمَّال بعده رِشْوة".


إخواني فلنتذكر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال: 27].
ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يُحذِّر كل من يتهاون في الأموال العامة للدولة الإسلامية،
فيقول: «إن أقوامًا يتخوَّضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة»؛ رواه البخاري.
وعند أبي داود: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا أيها الناس! من عمِلَ منكم لنا على عملٍ فكتَمَنا فيه خيطًا فما فوقه فهو غلٌّ يأتي به يوم القيامة».
فما أحوجنا اليوم - وقد كثُر الفساد -، وعبَدَ بعضٌ الدرهمَ والدينارَ،
ما أحوجنا للعمل بشريعة الإسلام، والتمسُّك بزواجر القرآن،
وسنة سيد ولد عدنان - عليه أفضل الصلاة والسلام -.



منقول



و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

ام سلمان
01-01-2011, 02:05 PM
خسارة انتشرت الرشوة في مجتمعاتنا
نسال الله العافية
جزاك الله خير

لؤلؤه دمشق
01-01-2011, 06:20 PM
جزاك الله الف الف خيرا

((كــــــــادي))
02-01-2011, 01:45 AM
استغفر الله العظيم ...


كل هذه الأيات و الأحاديث الواضحة المعني و المحذرة و المنذرة من التعامل بالرشوى لم تجد لها آذان صاغية و قلوب وجلة !!


الله المستعان .


والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم .


تسلم الأيادي و جزاك الله خير

fahodi
02-01-2011, 05:55 PM
موضوع رائع جدا

بارك الله فيك

على روعة ما تقدم

جزاك الله الجنة

rose-sh
06-01-2011, 02:33 AM
خسارة انتشرت الرشوة في مجتمعاتنا
نسال الله العافية
جزاك الله خير



و الله فعلا خسارة انتشار الرشوة بشكل كبير بمجتمعاتنا الاسلامية


أشكر مرورك العطر غاليتي أم سلمان


حفظك الله و رعاك

rose-sh
06-01-2011, 02:41 AM
جزاك الله الف الف خيرا


أختي في الله لؤلؤة دمشق ..


أشكرك على مرورك


بارك الله فيك و حفظكِ من كل سوء


دمت بخير .

rose-sh
06-01-2011, 02:46 AM
استغفر الله العظيم ...


كل هذه الأيات و الأحاديث الواضحة المعني و المحذرة و المنذرة من التعامل بالرشوى لم تجد لها آذان صاغية و قلوب وجلة !!


الله المستعان .


والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم .


تسلم الأيادي و جزاك الله خير



أختي في الله أم سلطان

ربنا يعافينا و يعافي أمة نبينا من الرشوة

بارك الله فيك و حفظكِ أنت و من تحبين

دمتِ بخير.

rose-sh
06-01-2011, 02:51 AM
موضوع رائع جدا

بارك الله فيك

على روعة ما تقدم

جزاك الله الجنة



أخي في الله fahodi

شكرا على مرورك

و أرجو من الله أن تكون استفدت من الموضوع

بارك الله فيك .