المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منوعات & الـريـــــــاء &



ابو تركي 1976
24-12-2010, 10:01 PM
http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/42.gif





http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/02.gif


الـــــــــريـــــــــــــــــ ـــــــــــاء



9009





إن في النفس من الأسرار و الخفايا ما لا يكشفه إلا عون الله لنا ... فمن لم يخلص لله يتعثر ،

و من لم يسلم روحه لمولاه يغرق في لجج هواه ..
كما قال الفضيل بن عياض

" لا يعرف الرياء إلا مخلص " أي ؛ من ذاق حلاوة

الإخلاص عرف مرارة الرياء ، و لكن القلب المر لا يشعر بهذه المرارة

لأصالتها في الطبع و المزاج .. و الرياء من أخطرآفات القلب !
قال الشافعي رضي الله عنه:

من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. ..
فواجب على كل المسلم إزاء

ذلك أن يتعرف على هذا الفيروس الخبيث الذي يسري في النفوس بلا

ضجيج و لا حسيس.. لتحطيم أحصنة القلوب للإستيلاء على جواهرها ...

قال الزاهد عبد الله التستري :" معرفة النفس أخفى من معرفة العدوّ " أي

أن عيوبها تتستر و تموه أمرها على صاحبها لتأخذه على حين غرّة في الظلمة فتهلكه شر هلكة..

و لكن هذا الخفاء لا بد له من اقتحام لمعرفة الأورام و من

قال الفقيه الزاهد الثقة وهيب بن الورد : " إن من

صلاح نفسي علمي بفسادها ، و كفى للمؤمن من الشرّ أن يعرف فسادا لا

يصلحه ..! " . . و حين حضرت الوفاةُ الصحابي الزاهد " شداد بن أوس

رضي الله عنه - طلبوا منه وصية يودع خلالها خلاصة فقهه قال : " إن

أخوف ما أخاف عليكم : الرياء ، و الشهوة الخفية .." لأنها تزحف في ظلمة الرياء متسللة عبر نوافذ الأهواء





دوافع الرياء :




أولا : الصحبة السيئة

إن الطبع لص كما قال ابن الجوزي في صيده ..و قد لاحظ المربون بأن القائد

إذا كان مراءٍ يطبع مريديه بتلك الصفة الخبيثة .. و مخالطة الفرد لأصحابه وأقرانه الذين لا همّ لهم سوى

الرياء أو السمعة ؛ تجعله يقلدهم و يحاكيهم لا

سيما إذا كان إمعّةً ؛ ضعيف الشخصية شديد التأثر بغيره لا رأي له ..



ثانيا : عدم المعرفة الحقيقية بالله :

إن الجهل بالله أو نقصان المعرفة به يؤدي إلى عدم تقديره حق قدره ، و من ثمّ

يظن هذا الجاهل بالله أن العباد يملكون شيئا من الضر أو النفع فيحرص على

مراءاتهم .. و قديما قيل من جهل شيئا عاداه .. و لهذا قال رُويم أول فرض

افترضه الله عزَّ وجلَّ على خلقه هو المعرفة ؛ لقوله جلَّ ذكره:
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "

. قال ابن عباس: إلا ليعرفون ..
وقال الجنيد: إن

أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة: معرفة المصنوع صانعه، و المحدث كيف

كان إحداثه، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، و صفة القديم من المحدث،

ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته؛ فإن من لم يعرف مالكه لم يعترف

بالملك لمن استوجبه .. و قال أبو الطيب المراغى: " للعقل دلالة ، و للحكمة

إشارة ، وللمعرفة شهادة ؛ فالعقل يدل ، والحكمة تشير، والمعرفة تشهد : أن

صفاء العبادات لاينال إلاّ بصفاء التوحيد .."والتوحيدلايُتحصل عليه
بالتقليد ..




ثالثا : الرغبة في الصدارة أو المنصب

حب الأضواء ، و شهوة امتطاء صهوة الجياد من الدوافع القوية إلى الرياء وقد تفطنّ لذلك عابد الحرمين حين جزم قائلاً :
" ما أحب أحد الرئاسة إلاّ أحب ذكر الناس بالنقائص و العيوب
ليتميز هو بالكمال ، و يكره أن يذكرالناس أحدا عنده بخير !!
و من عشق الرياسة فقد تُودّع من صلاحه .." و قد
وثق هذا القول المربي العارف يوسف بن اسباط بقوله " الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا "
وهذا الصنيع يجر عابد نفسه إلى إرضاء الناس واستمالتهم بالتصنع
و الإنكسار وبالكذب إن لم تنفع معهم تلك الحيل النفسية






رابعا : إشباع غريزة المحمدة ، أو حب الثناء من الناس
منفخة وبروزة يعني
قد يدعوه هذا إلى الرياء حتى يكون حديث لسان و إشارة بنان .. و محمدتهم أن يحب أن يكرموه بعمله ،

و يروا له به شرفاً و منزلة في صدورهم .. والممدوح

يعلم حجمه و وزنه و لكن شهوة المدح التي ألفها تشرح صدره ،

و تطرب نفسه .. فتنسيه غمرة المدح حقيقته متجاهلاً قول الشاعر :

يا جاهلا غرّه إفراط مادحه ***** لا يغلبن جهل من أطراك علمك بك

أثنى و قال بلا علم أحاط به **** و أنت أعلم بالمحصول من ريبك

و هذه من علامات المنافق إذ أنه يحب المدح بما ليس فيه ، و يكره الذم بما فيه

، و يبغض من يبصره بعيوبه و يعاديه و يألب عليه الخصوم ...!!! و قد يلجأ هذا المرائي إلى حيلٍ خبيثة

حين يفتضح أمره فيسارع إلى ذمّ نفسه أمام الملإ ليظن الناس به العكس ؛

و لكن مدرسة الحسن البصري كشفت هذا الكمين

قائلة : " من ذمّ نفسه في الملإ فقد مدحها ، و ذلك من علامات الرياء " ..

من علامات ذلك عدم قبول الحق والانقياد إليه والتكبر على من يقول الحق

خصوصاً إن كان دونهم في أعين الناس. والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم

بإظهار الرجوع إلى الحق وربما أظهروا بألسنتهم ذم

أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون

فيمدحون بذلك وهو من دقائق أبواب الرياء كتسمية الواحد

نفسه بـ : المنكسر لله ، و الغارق في ذنوبه ، و المحترق بنار البعد ...و المتفاني في حب الله

لأن المتفاني لا تجده إلا بين يدي مولاه والصحابة رضي الله عنهم
و التابعون ما كانوا يتسمون بهذه الأسماء
هذه بعض من الدوافع المفضية إلى الرياء و التصنع ذكرتها لإنتشارها بكثرة في حقول المسلمين
و لاينجي من ذلك كله إلا الالتجاء إلى الله و طلب العون منه كما كان يقول يوسف بن اسباط

" اللهم عرفني حقيقة نفسي " لأن الرياء كما ذكرت مرض

مهلك قوي تحتاج إزالته إلى دواء ومعالجة ليتخلص منه ، وذلك يتوقف على معرفة أسبابه ؛

لأنه ما لم يزل سبب الأمراض لم يزل المرض .. و معرفة

غوائل الرياء , - و الغوائل هي استحقاق العذاب الأليم وإبطال العمل -

تساعد على النفرة و على معرفة أسباب ضده لأن الأمراض تعالج

بالأضداد والضد إنما يحصل بمعرفة أسبابه .. و الله وحده المستعان .




اللهم عرفنا حقيقة أنفسنا ... و لا تجعلنا من أهل الرياء
واجعلنا من المخلصين لك والطالبين لرضاك

ام سلمان
25-12-2010, 09:40 PM
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=9acbe71 f75762ffc890f


{ 136 }
مساوئ الرياء:
الرياء من السجايا الذميمة، والخلال المقيتة، الدالّة على ضعة النفس، وسقم الضمير، وغباء الوعي، إذ هو الوسيلة الخادعة المدجلة التي يتخذها المتلونون والمنحرفون ذريعة لأهدافهم ومآربهم دونما خجل واستحياء من هوانها ومناقضتها لصميم الدين والكرامة والاباء.
وحسب المرائي ذمّاً أنه اقترف جرمين عظيمين:
تحدّى اللّه عز وجل، واستخف بجلاله، بايثار عباده عليه في الزلفى والتقرب، ومخادعة الناس والتلبس عليهم بالنفاق والرياء.
ومثل المرائي في صفاقته وغبائه، كمن وقف أزاء ملك عظيم مظهراً له الولاء والاخلاص، وهو رغم موقفه ذلك يخاتل الملك بمغازلة جواريه أو استهواء غلمانه.
أليس هذا حرياً بعقاب الملك ونكاله الفادحين على تلصصه واستهتاره.
ولا ريب أنّ المرائي أشدّ جرماً وجناية من ذلك، لاستخفافه باللّه عز وجل، ومخادعة عبيده. والمرائي بعد هذا حليف الهم والعناء، يستهوي قلوب الناس، ويتملق رضاهم، ورضاهم غاية لا تنال، فيعود بعد طول المعاناة خائباً، شقياً، سليب الكرامة والدين.
ومن الثابت أنّ سوء السريرة سرعان ما ينعكس على المرء، ويكشف واقعه، ويبوء بالفضيحة والخسران.
{ 137 }
ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
وقد أعرب النبي صلى اللّه عليه وآله عن ذلك قائلاً: «من أسرّ سريرة ردّأه اللّه رداءها، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر»(1).
علاج الرياء:
وبعد أن عرفنا طرفاً من مساوئ الرياء، يجدر بنا أن نعرض أهم النصائح الأخلاقية في علاجه وملافاته، وقد شرحت في بحث الاخلاص طرفاً من مساوئ الرياء ومحاسن الاخلاص فراجعه هناك.
علاج الرياء العملي:
وذلك برعاية النصائح المجملة التالية:
1 - محاكمة الشيطان، وإحباط مكائده ونزعاته المرائية، بأسلوب منطقي يقنع النفس، ويرضي الوجدان.
2 - زجر الشيطان وطرد هواجسه في المراءاة، طرداً حاسماً، والاعتماد على ما انطوى عليه المؤمن من حبّ الاخلاص، ومقت الرياء.
3 - تجنب مجالات الرياء ومظاهره، وذلك باخفاء الطاعات والعبادات وسترها عن ملأ الناس، ريثما يثق الانسان بنفسه، ويحرز فيها الاخلاص.
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 147 من خبر عن الكافي.
{ 137 }
ومن طرائف الرياء والمرائين ماقيل:
إن أعرابياً دخل المسجد، فرأى رجلاً يصلي بخشوع وخضوع، فأعجبه ذلك، فقال له: نعم ما تصلي.
قال: وأنا صائم، فإن صلاة الصائم، تضعف صلاة المفطر.
فقال له الأعرابي: تفضل واحفظ ناقتي هذه، فإن لي حاجة حتى أقضيها. فخرج لحاجته، فركب المصلي ناقته وخرج، فلما قضى الأعرابي حاجته، رجع ولم يجد الرجل ولا الناقة، وطلبه فلم يقدر عليه، فخرج وهو يقول:
صلى فأعجبني وصام فرامني*** منح القلوص عن المصلي الصائم
وصلى أعرابيّ فخفف صلاته، فقام اليه علي عليه السلام بالدرة وقال: أعدها، فلما فرغ قال: أهذه خير أم الأولى؟ قال: بل الأولى قال: ولِمَ قال: لأن الأولى للّه وهذه للّدرة.

ابو تركي 1976
25-12-2010, 10:08 PM
جزاك الله خير اختي ام سلمان على الإضافة
وكتبها في ميزان حسناتك

fahodi
26-12-2010, 06:44 PM
موضوع اكثر من رائع وهادف

تسلم يمينك اللي صاغت اجمل العبارات

حفظك الله ورعاك وللخير هداك

بارك الله فيك