المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل في القرآن حب؟(4)



rose-sh
01-11-2010, 01:15 AM
الميول الغريزية عند الإنسان :


تناول القرآن الكريم مسألة الميول الغريزية عند الإنسان ؛ فقد جاء في سورة آل
عمران قوله تعالى : : { زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير
المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة
الدنيا و الله عنده حسن المآب} (آل عمران 14)


و مما يميل إليه الإنسان و يحبه :


حب النساء : و يمكن أن يكون مشروعا كحب الرجل لزوجته ، أو محرما كحب
الرجل للمرأة الأجنبية عنه .


و حب البنين : و قد يكون مذموما إذا كان غريزة يقصد بها التفاخر ، أو محمودا إذا
قصد تكوين أسرة مسلمة تنشأ في طاعة الله .


و حب المال من الذهب و الفضة : و قد أشار القرآن الكريم إلى حب امتلاك المال
الكثير ، و سواء كان سعي المؤمن لإنفاقه في سبيل الله ، أو كان مقصده العبث به ؛
فكلاهما مما يشتهيه الإنسان و يحبه .


و حب الخيل المسومة : و القرآن ذكر الخيل لأنها مركوب تلك الأيام ، و لكن الأمر
يتعداه إلى مراكب الناس في هذه الأيام .


مقامات الحب :


من عرف الله تعالى أحب الله ، و على قدر معرفته بالله يكون حبه لله.


و الله تعالى يحب ، و من أحبه الله كان مع الله في معيته و تحت حفظه و عنايته جل
في علاه ؛ قال الله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون}
( النحل : 128 )


و معية الله تعالى لمن يحب هي معية خاصة يخص بها أحباءه و أولياءه .. معية نصر
و تكريم، و رعاية و عناية ، فضلا عن المعية العامة التي هي معية العلم المحيط
الشامل ؛ ففي الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني (رواه
البخاري)


و الله تعالى يحب ، و من أسمائه : الودود .. و قد ذكر لفظ الودود في القرآن الكريم
مرتين: في سورة هود؛ حيث يقول تعالى: { و استغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي
رحيم ودود} (هود: 90)
، و في سورة البروج حيث يقول سبحانه و تعالى : { و هو الغفور الودود}
(البروج14)
و الود معناه الحب ، و معنى الودود : المحب للمؤمنين ( الذين يودهم و يودونه ، و
يحبهم و يحبونه ).
فانظر في نفسك : هل يحبك الناس أم هم لك كارهون ؟..


هل يحبك من حولك و يفرح بلقائك ؟ ..


تأكد من حب الناس لك حبا خالصا لله تعالى ، لا حبا من أجل مال أو متاع ، و لا


مراءات و لا مداهنة .


يروى أن الله تعالى قال لداود عليه السلام :
يا داود ! أبلغ أهل أرضي أني حبيب لمن أحبني ، و جليس لمن جالسني ، و مؤنس لمن أنس بذكري .. ما أحبني عبد من قلبه إلا قبلته لنفسي و أحببته حبا لا يتقدمه أحد من خلقي .


فكن حبيبا لله تعالى ، تكن حبيبا لمن في الأرض و السماء .


أتمنى أن أكون قد وفقت في اختياري لموضوع الحب في القرآن الكريم و أرجو الفائدة للجميع .