المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَ زَلَّ بيَّ لسانِي فَأهلَكَني !‏!



الفـارس
31-10-2010, 04:41 PM
إليكُم..



أيها الماضون بدرب الفلاح، أيها الهاربون من طي الرذائل والناجون من لجة الهوان..




إنَّهاللسان ما بين الكفر والإيمان ناطق الشهادتين ومعلن الردة، نعمة البديع في صنعه ومؤذي القلب في جرمه..



قال حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم:


(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم)


فمن استعمله بلفظ الحِكَم وقول النفع وسيل القلم، وضبطه بخلق الدين وتعاليم الشرع، فقد فاز بأعظم النعم وكسب محبة الرب وارتقى بالشعوب والأمم.


ومن أطلق لسانه، وساده فاحش الكلم وبذيء التصرف وقلة الحياء، فقد فـقد القيم وازدانه رذيل الخلق، فهلك واعوج طريقه ولحق به العذاب ولظى نار جهنم.


فاللسان سلاح ذو حدين.. وجب حفظه إذ انه عقرب تنخر لب الإنسان فتهلكه وطريق خير تهديه وتصوب طريقه فتنجيه.


وهنا وقفات يسيرة مع أقبح وأعظم آفات اللسان، حفظنا الله وإياكم منها..





-الشرك بالله تعالى والقول عليه عز وجل بغير علم:


يقول الحافظ ابن رجب:
(فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم)


قال الله تعالى:
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)


- قذف المحصنات:


وَالتَف الجمعُ.. وَنطق الوغد بفاحش الكلم ورذيل الحديث، فسب العذراء وقذف الطهر واتهم البراءة ظلمًا وظن بالنقاء السوء، وفسر النية بالهوى، فسلخ القلب وكوى الفؤاد ونزفت العفيفة دم الظلم ونقش على صدرها دناءة المعصية بالتهمة..


قال الله تعالى:
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)


- السب والشتم والسخرية:


حادثهم ومضى في سبيله..
اطرق هنيهة حتى توارت قدما الرجل ثم دنا من خليل السوء يهمس في أذنه.. بقبح الفعل وبشاعة التصرف.. فشتم الصالح وسب قبيلته ولقبه بفاحش الألقاب، وأشار إلى عيوبه فهمزه ولمزه.. وسخر من لونه واستهزا بمظهره.. ثم انتفض ضاحكا مكهكها تتناقله بذاءة الخلق وقلة الحياء..


قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن)


- شهادة الزور:


وجلس على حواف قلبه، يرقب الحقيقة ممتدا على عرش العدل يبغي الصواب ليرفع عن عاتقه التهم، فأدلى بالحجج وأعطى البراهين على قدر مسكين ضاع بدوامة الغدر وشدت رقابه ثروة المتسلط وضراوة سيفه..
ثم قام الثري بجمع غفير ممن ابتغوا المال وركعوا للدينار لاهثين وراء جرعة ترف ومظهر غنى، فنصروا الظالم بقولٍ باطل ودافعوا عن المجرم بالبهتان واكلوا مال الناس بالجاه والسلطان بقول ما لم يسمعوه وشهادة ما لم يروه .. فقتلوا نفس الضعيف بالفسق وألبسوه ثوب الضرر وشنقوه بشهادة الزور..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور)


- اللعن:


واعتلى المنبر رأس الفتنة وخطب في أناس سذج، تهاوى المركب بهم مع وجه الرياح فأصغوا للباطل وتركوا الحق المبين..فاسترسل حديثه بأقبح الكلم وتوسطه بزرع الخرافات والبدع بين أوساط الجمع الغفير ثم ختمه بلعن * مصابيح الدجى وصفوة الأمة أصحاب خاتم الأنبياء أسياد الطهر الأمناء... فنشر بين الناس بالجهل الكره والشحناء وأشعل نار الفتنة والبغضاء بفتيلة زادها لعن باطل سوّد القلوب بالأحقاد والضغائن..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)


- الغيبة:





بقلب تائب طاهر من الذنوب والخطايا، عزمت على دعوتهن ليشاطرنها الفرحة ويقتسمن معها المسرة بكل تفاصيلها.. فلما حضرن، أجلستهن وأكرمتهن بحسن الضيافة من قول وفعل.. ثم هممن بالخروج ومضين، وفي الطريق أشارت إحداهن لعيب المضيفة وذكرت صفات تابت منها ومقتت تكرارها فاسترسلت في حديث يشمئز منه الصغير والكبير فطعنتها وآذتها ونالت هي الخزي والعذاب والهلاك..


قال الله تعالى:
(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)



- الكلام بالباطل أو السكوت عن الحق:


و نزل بمنزل امتزج به اللغو بالباطل والحديث بالتطرف.. فحط رحاله وشاركهم المجلس، فما إن احتسى الخمر المعجون بالخطيئة وارتخى على بساط الذنوب، قام احد الجمع يتحدث فيهم بالباطل فكان شيطانا ناطقا يمشي بالرذائل ويتفوه بالخطأ والهوى، وكان الجمع شياطين خُرس سكتوا عن قول الحق وساهموا في نشر الباطل فكسبوا الإثم وعاشوا بين المعاصي..


يقول ابن القيم رحمه الله:


(.. الساكت عن الحق شيطان اخرس عاص الله مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص الله وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته..)


حدثني محمد بن وضاح قال: قال فضيل:
في آخر الزمان يمشي المؤمن بالتقية وبئس القوم قوم يُمشى فيهم بالتقية


- الكذب


اعتاد عليه وشب به الطمع فراح يمشي في الناس بالكذب عله يحقق أطماعه ويشبع نهمه.. حتى تجرأ على المولى عز وجل بالحلف كذبا وبهتانا، وكانت يمينه كاذبة فيا لجريمته النكراء وهول إثمه وفضاعة ما ارتكبه لسانه...


قال الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)


............






وعليه وجب علينا صيانة ألسنتنا من الغلو والتطرف واجتناب الفواحش والرذائل ما سبق ذكره


لقوله تعالى:
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)





و قوله عليه الصلاة والسلام:
( يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه.. (...) وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)



يقول الشافعي رحمه الله:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا
كما وجب أيضا ترطيب ألسنتنا بذكر الله والصلاة على الحبيب.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)









منقول للفآئده

fahodi
31-10-2010, 06:58 PM
جزاك الله خير وبارك فيك ونفعنا جميعاً

بما طرحت ان شاء الله

تحيتي وتقديري لجهودك وعطائك

راجية الجنة
31-10-2010, 09:56 PM
جزاك الله خيرا جدا موضوع قيم

بوركت

ام سلمان
01-11-2010, 12:10 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن اللسان جرم صغير، ولكن خطره كبير ولهذا قالوا في المثل: المرء بأصغريه؛ قلبه ولسانه، فقرنوا اللسان بالقلب.
وقد دعا موسى _عليه السلام_ رب العز والجلال أن يهبه ما يؤدي به واجب البلاغ المبين فقال : "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي"، ثم قال _عليه السلام_ باثاً مخاوفه من عقبة عدم القدرة على البيان "وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ" ثم طلب بعد ذلك معيناً له على تأدية مهمته ممن منّ الله عليهم بنعمة البيان، فقال: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ".

واللسان نعمة امتن الله بها على الإنسان، فقال: "أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَين ولساناً وَشَفَتَيْنِ" وهذه النعمة سلاح ذو حدين، إن استعمل في الخير كان سبباً لرضوان الله وإن استعمل في الشر كان سبباً لسخط الله قال _تعالى_ في أمر الإفك: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، وقال _تعالى_ مبيناً رضاه عمن استعمل لسانه في طاعته: "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ"، وجاء أن رسول اللّه _صلى اللّه عليه وسلم_ قال: "إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ _تعالى_ ما كَانَ يَظُن أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ _تَعالى_ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ يَلْقاهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ _تَعالى_ ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ _تَعالى_ بِها سَخَطَهُ إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ".

فليحذر الإنسان من لسانه وليعمل جاهداً أن يكون لسانه قائده إلى الجنة وموصله إلى رضوان الله، فإن كل ما يقول محسوب، إما له أو عليه، قال _تعالى_: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" وجاء في الحديث أن معاذ بن جبل _رضي الله عنه_ قال للنبي _صلي الله عليه وسلم_: "يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" وقد عرّف النبي _صلي الله عليه وسلم_ المسلم الحق الذي استسلم لله ظاهراً وباطناً، فقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وإن شهوة الكلام من أكثر الشهوات غلبة للناس حتى لا تكاد تجد من يكبح جماحها، وما النجاة إلا لمن وفقه الله فألزم لسانه حدود ما أراد الله _تعالى_، عن عقبة بن عامر قال: "قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" قال أبو عيسى هذا حديث حسن.

فإذا كان اللسان أول أسباب النجاة فانظر إلى واقعنا لتعرف مقدار الناجين ثم لا تعجب ممن هلك كيف هلك ولكن العجب ممن نجا كيف نجا، ولذا فإن الجوارح كلها تعنف اللسان وتوبخه كل صباح وتذكره أن نجاة سائر البدن به إن استقام، وهلاك الأعضاء كلها به إن انحرف، عن أبي سعيد الخدري رفعه قال: "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".

وقد كان السلف على ما بهم من حرص في كلامهم يتهمون ألسنتهم، وروي أن عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ رأى أبا بكر الصديق _رضي الله عنه_ وهو يمد لسانه بيده، فقال له: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟! قال: هذا أوردني الموارد، إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته.
فهل نحن عن آفات اللسان منتهون ولشهوة اللسان كابحون ولما يرضي ربنا طالبون؟

الفـارس
04-11-2010, 11:30 PM
بارك الله في الجميع