الأخيــــــــر
14-02-2003, 07:06 AM
على بعد عشرة كيلومترات تقريبا جنوب الكوليسيوم قرب طريق كريستوفر كولومبوس السريع، توجد واحدة من أروع ضواحي روما. وتصطف الاشجار على جانبي الطرق الواسعة التي تفصل بين المباني المشيدة بالرخام الابيض الفاخر. ويضيف لبهاء تلك الضاحية بحيرة صناعية وحدائق معتنى بها جيدا.
واليوم تعتبر ضاحية أور، التي كانت من تفكير بينيتو موسوليني لاستضافة معرض دولي لم يقدر له أن ينعقد بسبب الحرب العالمية الثانية، بمثابة منطقة سكنية وتجارية تلقى إقبالا شديدا.
ولكن مثل النظام الفاشي الذي شيدها، تنطوي ضاحية أور على خفايا غير مريحة. فعلى عمق ثمانية أمتار تحت سطح الارض، في بدروم مبنى بالاتسيو ديلي أوفيتشي الذي أقيم ليكون المقر الرسمي للمعرض، يوجد مخبأ سري تحت الارض في حالة جيدة جدا. ولا يزال وجوده يثير حتى الان حيرة أشهر خبراء الفاشية والدارسين لتاريخها في إيطاليا. ويمكن بلوغ هذا المخبأ المحصن تماما والمقام من الاسمنت المدعم عن طريق استخدام مصعد للهبوط طابقين تحت سطح الارض، ثم النزول بعد ذلك على مجموعة سلالم تؤدي إلى باب خشبي مطلي باللون الاخضر يخفي وراءه مدخلا سريا آخر مصنوعا من الصلب ومبطنا بالمطاط يشبه كوة الغواصة.
وتوجد في الداخل ألواح معدنية عليها اسم كل ركن في المخبأ كما تخبر الموجودين بضرورة التزام «الصمت» والحفاظ على «الهدوء» ويضم المخبأ أيضا مولدا كهربائيا ونظاما معقدا لتنقية الهواء وثلاثة مراحيض لتوفير سبل الحياة لنحو خمسين شخص لعدة أشهر دون الحاجة إلى العالم الخارجي. ويقول فرانشيسكو إيناموراتي، وهو كبير المهندسين المعماريين في حي أور، لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) لابد أن هذا المخبأ، كان واحدا من أحدث المخابئ في عصره.
وكان الموظفون في مبنى بالاتسيو ديلي أوفيتشي، الذي تشغله الان إدارة تخطيط وتنمية حي أور، يعلمون دوما بوجود المخبأ فلسنوات ظلوا يستخدمون مساحته التي تصل إلى 470 مترا مربعا كمكان مثالي لتخزين الوثائق والاثاث القديم.
ولكن الان بعد تنظيف المخبأ وترميمه، يأمل إيناموراتي أن يسمح قريبا بدخول الزوار إلى هذا المكان الذي يتحول إلى أحد أكبر الاسرار التاريخية في روما. ويشير إيناموراتي إلى أن موسوليني كان يشرف بنفسه على تشييد المخبأ، وهو الوحيد من نوعه الذي تم اكتشافه في روما حتى الان.
ويبدو أن هذا المخبأ، الذي أقيم في الفترة ما بين 1937 و1939، أي قبل اندلاع الحرب بسنوات، قد صمم لحماية كبار الشخصيات الفاشية من غارات الاعداء الجوية. وقال إيناموراتي لقد كان الغرض من هذا المبنى هو أن يكون مركز دعاية بالغ الاهمية. فهو يجسد الفاشية ولا أعتقد أن بناءه في هذا المكان كان من قبيل المصادفة.
ويعتقد المهندس المعماري أن التكاليف والجهود المبذولة لبناء هذا المخبأ المجهز جيدا لزمن الحرب تشير إلى أنه قد صمم لاستخدام الدوتشي (موسوليني) نفسه. ولكن اثنين من كبار المؤرخين قالا لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أنهما لم يكونا على علم إطلاقا بوجود المخبأ.
وقال إيميليو جنتيلي وهو أحد أبرز خبراء الفاشية في إيطاليا لا أعلم شيئا عنه، ولكني أعتقد أنه لو كان موسوليني يرغب في إقامة مخبأ، لكان قد أقامه أسفل مقر إقامته بروما في فيلا تورلونيا. وقال إيتالو إنسوليرا الذي ألف كتابا عن المعمار الفاشي في روما هذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها عن وجود مثل هذا المخبأ.
ويقر إيناموراتي أنه لم يقم بزيارة المخبأ حتى الان أي مؤرخ ويقول إنه ما زال يبحث في السجلات عن معلومات محددة بشأن الغرض الحقيقي منه. غير أنه في تقرير لصحيفة لاريبوبليكا اليومية التي تصدر في روما، لم تتردد الصحيفة في تعريف المكان باعتباره «المخبأ السري للدوتشي».
المصدر : جريده البيان
واليوم تعتبر ضاحية أور، التي كانت من تفكير بينيتو موسوليني لاستضافة معرض دولي لم يقدر له أن ينعقد بسبب الحرب العالمية الثانية، بمثابة منطقة سكنية وتجارية تلقى إقبالا شديدا.
ولكن مثل النظام الفاشي الذي شيدها، تنطوي ضاحية أور على خفايا غير مريحة. فعلى عمق ثمانية أمتار تحت سطح الارض، في بدروم مبنى بالاتسيو ديلي أوفيتشي الذي أقيم ليكون المقر الرسمي للمعرض، يوجد مخبأ سري تحت الارض في حالة جيدة جدا. ولا يزال وجوده يثير حتى الان حيرة أشهر خبراء الفاشية والدارسين لتاريخها في إيطاليا. ويمكن بلوغ هذا المخبأ المحصن تماما والمقام من الاسمنت المدعم عن طريق استخدام مصعد للهبوط طابقين تحت سطح الارض، ثم النزول بعد ذلك على مجموعة سلالم تؤدي إلى باب خشبي مطلي باللون الاخضر يخفي وراءه مدخلا سريا آخر مصنوعا من الصلب ومبطنا بالمطاط يشبه كوة الغواصة.
وتوجد في الداخل ألواح معدنية عليها اسم كل ركن في المخبأ كما تخبر الموجودين بضرورة التزام «الصمت» والحفاظ على «الهدوء» ويضم المخبأ أيضا مولدا كهربائيا ونظاما معقدا لتنقية الهواء وثلاثة مراحيض لتوفير سبل الحياة لنحو خمسين شخص لعدة أشهر دون الحاجة إلى العالم الخارجي. ويقول فرانشيسكو إيناموراتي، وهو كبير المهندسين المعماريين في حي أور، لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) لابد أن هذا المخبأ، كان واحدا من أحدث المخابئ في عصره.
وكان الموظفون في مبنى بالاتسيو ديلي أوفيتشي، الذي تشغله الان إدارة تخطيط وتنمية حي أور، يعلمون دوما بوجود المخبأ فلسنوات ظلوا يستخدمون مساحته التي تصل إلى 470 مترا مربعا كمكان مثالي لتخزين الوثائق والاثاث القديم.
ولكن الان بعد تنظيف المخبأ وترميمه، يأمل إيناموراتي أن يسمح قريبا بدخول الزوار إلى هذا المكان الذي يتحول إلى أحد أكبر الاسرار التاريخية في روما. ويشير إيناموراتي إلى أن موسوليني كان يشرف بنفسه على تشييد المخبأ، وهو الوحيد من نوعه الذي تم اكتشافه في روما حتى الان.
ويبدو أن هذا المخبأ، الذي أقيم في الفترة ما بين 1937 و1939، أي قبل اندلاع الحرب بسنوات، قد صمم لحماية كبار الشخصيات الفاشية من غارات الاعداء الجوية. وقال إيناموراتي لقد كان الغرض من هذا المبنى هو أن يكون مركز دعاية بالغ الاهمية. فهو يجسد الفاشية ولا أعتقد أن بناءه في هذا المكان كان من قبيل المصادفة.
ويعتقد المهندس المعماري أن التكاليف والجهود المبذولة لبناء هذا المخبأ المجهز جيدا لزمن الحرب تشير إلى أنه قد صمم لاستخدام الدوتشي (موسوليني) نفسه. ولكن اثنين من كبار المؤرخين قالا لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أنهما لم يكونا على علم إطلاقا بوجود المخبأ.
وقال إيميليو جنتيلي وهو أحد أبرز خبراء الفاشية في إيطاليا لا أعلم شيئا عنه، ولكني أعتقد أنه لو كان موسوليني يرغب في إقامة مخبأ، لكان قد أقامه أسفل مقر إقامته بروما في فيلا تورلونيا. وقال إيتالو إنسوليرا الذي ألف كتابا عن المعمار الفاشي في روما هذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها عن وجود مثل هذا المخبأ.
ويقر إيناموراتي أنه لم يقم بزيارة المخبأ حتى الان أي مؤرخ ويقول إنه ما زال يبحث في السجلات عن معلومات محددة بشأن الغرض الحقيقي منه. غير أنه في تقرير لصحيفة لاريبوبليكا اليومية التي تصدر في روما، لم تتردد الصحيفة في تعريف المكان باعتباره «المخبأ السري للدوتشي».
المصدر : جريده البيان