لنتبـادل الأدوار.. أنا الغني وأنت الفقـير

[ابوفهد]

اخواني واخواتي
كلمات رائعة معبرة قوية في التأثـير على من في قلبه مثقال ذرة من احترام وتقدير لهذا الفقير المسكين .

كلمات تدمى العيون وتعصر القلوب الماً وحسرة على مايجـده الفقـير في هذه البلاد من جحود وحرمان واذلال وصدود من اغنياء البلاد .

حقيقة احبتي في الله
لقد حز في نفسي ان يكون مصير هذه الخاطرة الرائعة القوية الصادقة , والتي ليس عندى ادنى شك بان كاتبتها كتبتها باحرف من دم وقلبها يعتصـر ألمــاً وحسرة على وضع هذه الفئة المسكينة فكتبت ما كتبت .

لكنه للاسف لم يجد من يضعه في الصفحات المهمه وينمقه بالوان الغش والخداع والنفاق حتى يكون ملفتاً لنظر القارىء ....

انما وللاسف الشديد فلم يجد مكاناً الا في صفحة منزوية ليس فيها مايحدك على فتحها فما بالك بقراءة مافيها وقد كان فيها اعلانان تعزية واعلان حضور اجتماع جمعية ..

لذلك تشجيعاً ووقوفاً وتقديراً واحتراماً لهذا الجهد الكبير والتعبير الرائع والهدف السامي للاخت مشاعل العيسى , فقد اخذت على نفسي عهداً بنشرها عبر شبكة الانترنت وفي كل المنتديات التي اشارك فيها ...

أسأل المولى عز وجل ان يثيبها على هذه الخاطرة وان يرزقها مقابل كل حرف فيها وكل حرف قرأه قاريء مائة حسنة ......

وللجميع مني خالص التحية والتقدير .......



يا كُلَّ الأغنياء

يا سمو الأمير

ويا سيدي التاجر

ويا معالي الوزير

سعادة السفير

المكرم المـدير

أيها العالم الخبير

أيها الشاعر الشهير

ويا رؤساء التحرير

ويا دعـاة التطوير

ويا صاحب القصر الكبير

ويا صاحب المزرعة

والشركة والمؤسسة

ويا صاحب الحانوت والدكان

ويا أيها الفنــان

ما رأيكم أن نتبادل الأدوار؟

أُصبح أنا الغني

وتُصبح أنت الفقير!

أيها الغني..

ليتك دخلت داري.. كما

دخلها سمو ولي العهد الأمير

لابد أن أخبرك.. ماذا يحدث في داري

وسأصوره لك كل شيء أدق تصوير

حتى لا تقول خدعني الفقـير

ثلاجتي زير

وفراشي الوثير

بساط من حصير

وبابي.. مفرش يتدلى من قماش حقير

شماعتي.. مسامير

وخزانتي.. لفافة.. صُرَّة

في داخلها.. أسوأ الملابس

معظمها متشقق..

وكلها تخلو من الأزارير..

أما خزانة جدتي..

فصندوق من حديد متهالك

حينما تفتحه

يوجع أذني صوت الصرير

وألعابي.. بعض أخشاب

وأعواد

وعلب الكولا.. وأغطية القوارير

وحقيبتي.. سجادة متهتكة

أمهر في داخلها كتابي

وبقايا دفيتير

وقلمي المتهشم.. وبرايتي

ولا أملك آلة التسطير

وبيتنا الكبير.. كله غرفة

وبهونا الواسع.. هو الشرفة

ووسادتي.. يدي

أتدري.. أنني أصحو في البواكير

أقف في الشارع

لأبيع المناديل

وأبيع للسيارات رائحة

البخور ورائحة العبير

وابن عمي.. ما شاء الله عليه

أغنى مني بكثير

فهو يبيع الأقفاص

وفي داخلها البلابل والكناري

والعصافير

أتدري.. ان طعامي خبز يابس

يحتاج إلى تخمير

طعامي.. أحياناً.. ملح دموعي

حينما أنام بلا عشاء

وربما.. بعض الأيام

أجد عند الباب

لفافة من ورق القصدير

في داخلها بعض أرز ولحم

أو جريش أو مخامير

أتدري.. اننا الصبح.. نمر بأزمة

نقف أمام باب الكنيف طوابير

وفي داخل الحمام.. أسوأ الصنابير

وبيتنا.. يا سيدي..

يعج.. بالنمل وبالصراصير

اعذرني أيها الغني

فأنا لا أجيد التعبير

ولا أعرف معنى التزيين والتحبير

فمستوى تعليمي متدن.. وجهلي كبير

أحياناً..يطلب مني أخي الغني.. أن استسقي له

ما أجمل الجو المطير!!

ولكن هل فكر في داري

إذا نزل بها المطر.. يحدث فيها تنقيط وتقطير

ثم سرعان ما نسمع صوت الخرير

وكأن في البيت نوافير

لذلك.. نحن لا نفرح مثلكم بالمطر

ونقول إذا نزل:

اللهم حوالينا ولا علينا يا قدير

أيها الغني.. اضمن لي سقفي

واضمن لك أن أدعو الله بضعفي

كي يرزقنا معاً.. الغيث العميم الوفير

إحدى الأساطير

تروى عن أحد الحكماء

ربما كان طاغور.. المهم أنه حكيم

أراد التنوير

طلب من كل مهموم.. أن يأخذ همه

ويرمي به في البهو بلا تفكير

ثم طلب منهم تبادل الهموم

لقد وضعهم أمام رهبة الاختيار

وصعوبة التخيير

ووضعهم أمام خوف الإنسان من التغيير

أتدري ماذا حصل

لم يرض أحد أن يحمل هم أحد

وكل واحد حمل هم نفسه.. فهو بالهم خبير

هي طاقة.. أودعها الله فينا

كي نحتمل أقدار القدير

وأنا يا سيدي الغني.. سأحمل همي

فأنا على حمل همي لقدير

عفواً سيدي الغني

لقد اعترى رأيي تغيير

وفي داخلي ألف تبرير

أيها الغني..

فقد تكون مريضاً بمرض مزمن وخطير

وقد تكون عقيماً.. تتمنى أن يذهب

مالك.. وترزق الطفل الصغير

وقد تكون فاسقاً.. منافقاً..

مقامراً.. سكير

وقد تكون أفسدت المال بالاختلاس

أو الربا... أو الرشوة.. بغرض الزيادة

والتكثير

حينها.. سأندم وسأقول..

يا ليتني أعود مثلما كنت

المسكين الفقير

أيها الغني المسكين

لقد قررت أن أرفض هذا التبادل

لا أريد التغيير

أنا لم أقل هذا الكلام

إلا لمجرد إثارة التفكير

في وضع الفقير

أردت أن ألفت نظرك إلى ما صدر منك من تقصير

أردت بصراحة.. حينما تحدثت عن نفسي

أن أُحدث فيك بعض التأثير

وإلا فإني أريد أن أبقى الفقير

وأقسم لك.. ان الله هو الغني

ولو قدر لي رزقاً عندك

صدقني سيأتيني منك

حتى لو كنت أنا في السجن أسير

إن الذي شق لي فماً

قادر على أن يأتيني.. با لعسل

وبالثمر وباللبن وبالعصير

والذي أنزل مائدة من السماء للأغنياء

هل سيعجزه؟!

طعام الضعيف أو الكسير

لا تخف عليّ

فرزقي.. مالي.. أكلي.. لبسي وعيالي

يضمنهم لي.. رب سميع بصير

نعم المولى.. ونعم النصير

ولا يهمني الفقر.. سأصبر عليه

فهذه الدنيا حقيرة.. وكل شيء فيها حقير

ولئن قدر الله لي أن أدخل الجنة

سأدخلها قبلك أيها الغني بعدد من السنين

وأنت لا زلت على قدميك تسير

وسوف أحاسب عن المال الحساب

اليسير

وأنت ستحاسب على كل ريال

إن أفسدته الحساب العسير

وصدقني أنني هناك

سأنسى بإذن الله.. كل ابتلاء

وكأن العمر كان دقيقة

تنقضي بسرعة وتطير

لكن..

هناك أمر مهم وأخير

ويحتاج منا إلى تبصير

هناك من رضي.. أن يعيش

كل الأدوار معاً

وعمل بهذا التغيير

إنه شخص فقير وهو غني

وغني وهو في نفس الوقت فقير

إنه شخص أخذ أسوأ

ما فيني وفيك

فحرم نفسه

لذة المال وأجر الفقير

أتدري من هــو ؟

إنه أخونا البخيل

نشرت بصحيفة الرياض يوم الثلاثاء 25/11/1423هـ
بقلم الاخت الكريمة / مشاعل العيسى .... الرياض

[عبدالله الكناني]

اولا

الحمد لله مقدر الاقوات ورازق الوحوش في الفلوات والحوت في البحور المظلمات

والصلاة والسلام على خير البرية سيدنا محمد وعلى اله وصحبه

ثانيا
اشكرك اخي ابو فهد

على موضوعك الرائع الذي يستحق التفاعل معه

فأنت بارك الله في جهودك
متميز في كل ماتطرح او تنقل من مواضيع


ولولا انك منحتنا فرصة الإطلاع على هذه الكلمات المعبره الاكثر من رائعه


لما وقفنا على هم من هموم مجتمعنا

اسئل الله التوفيق للجميع
وتقبل خالص تحياتي

[ابوفهد]

عزيزي الطائر الشادي
اسعد الله أيامكم بالخيرات

أشكركم على حضوركم وكلماتكم في حقي

عزيزي

لم أقم إلا بما يمليه علي الواجب في طرح ما هو مفيد سواء كان انتاجي أو ما أقوم بنقله

الحمد لله أنني وفقت في هذا الاختيار والذي اعتبره مهماً جداً
حتى نعيش على الأقل ألماً لما تواجهه هذه الفئة من الناس ولكي نحاول أن نعمل ما يساعدهم على التعايش مع الآخرين ولو في مستوى متوسط .

وما قمت به من نقل نابع من إحساس مؤكد أن ليس كل من اطلع على الجريدة قد تمكن من رؤية هذه الخاطرة بسبب الموقع السيء الذي اختير لنشرها .

أتمنى أن أكون قد وفقت في النقل .

لك خالص تحياتي

[الأمــل]

سبحان الله ... حتى هذه القصيدة أخذت موقعاً فقيراً في الأهمية من

تلك الجريدة ، لأنها تأوهت بآهات الفقير؟؟!!

الفقير >> يبقى فقيراً .... في مجتمعاتنا..للأسف...حتى لو اغتنى ...

تذكرهُ فئة من الناس ... فتقول له: الله يرحم أيام كذا ..وكذا .. كأن هذا

الفقير بغناه وبالنعمة التي أنعمها الله عليه ..قد ارتكب جريمة ... فيحكم

عليه المجتمع بالفقر المؤبد.( أقصد بعقدة النقص التي يجب أن تلازمه).

والحقيقة أن الفقر هو فقر الأخلاق ... فقر المشاعر...فقر الحب

والحنان...فقر الإحساس بالآخرين وليس فقر المال..لأنه أولاً وآخراً رزق

الله الذي يقسمه بين عباده.

هذا هو الحال >>> الفقير محتقر.... والغني مبجّل ..حتى لو كان فقير

الإحساس بمن هم دونه.

بارك الله فيك أخي أبوفهد أنك حاولت تنتصر لهذه القصيدة وتضعها في

هذا المنتدى ، في مكان ربما يكون أفضل بكثير من تلك الجريدة. أشكرك

على مشاعرك النبيلة تجاه الفقراء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم لا

يجدون قوت يومهم... وهل هذا ذنب ، يوجب احتقارهم ؟؟؟!!!!!!!!!!

عجبي::]

خالص تحياتي

[ابوفهد]

الأخت العزيزة الأمل
اسعد الله أيامك بكل خير

اشكر لك حضورك الرائع كعادتك

نعم سبحان الله … كيف لم تجد هذه الخاطرة الاهتمام الكبير أو على الأقل أن تنال نفس اهتمام قصائد النفاق والتي تحظى باهتمام كبير من ناحية موقعها واخراجها !!!

فما هو السبب في ذلك ؟

هل هو عدم شهرة الكاتبة ؟

أم أن المقصود بالخاطرة ليس من ذوات الجاه والمناصب الكبرى ؟!!!

أم لأنها تتحدث عن معاناة فقير مسكين؟

نعم صدقتي فإن الفقر ليس فقر المادة

بل هو فقر الأخلاق والمشاعر والحب والحنان

إن من يفتقد هذه الصفات هو الفقير الحقيقي

أخـــيراً

أشكرك مرة أخرى على هذه المشاركة الرائعة

وأفيدك أن هذه الخاطرة لم انشرها هنا فقط كما أنها وجدت الترحيب والإعجاب في أكثر من (17) منتدى نشرت فيها هذه الخاطرة ولله الحمد والمنه

لك خالص تحياتي(F)