المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح احذر أن تجلس جلسة المغضوب عليهم !



ام سلمان
18-05-2010, 07:12 PM
إن نعمة الله علينا عظيمة بأن منَّ علينا أن هدانا للإيمان وكنا مسلمين،
ومن أعظم نعمه علينا بأن جعل التمايز بين الحق والباطل واضحاً، فلا
تميُّع بينهما، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم-: ((قد تركتكم على
البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك . . .))(1)، لذلك
كانت مخالفة الكفار وترك التشبه بهم من أعظم المقاصد العليا للشريعة
الإسلامية،
وهذ المخالفة يجب أن تكون في الظاهر كما هو بداهة بالنسبة للباطن، فإن
موجب الطباع ومقتضاها يحتم أنه إذا اشترك شخصان في نوع وصف بأن كان
متشابهين ظاهراً فإن ذلك مظنة المودة، وهذا الأمر يشهد به الحس والتجربة
فضلاً عن النصوص، ويؤدي إلى أمر عظيم من المودة والتآلف ثم إلى المحبة
والمولاة التي تنافي الإيمان، وذلك أن الظاهر والباطن بينهما ارتباط
ومناسبة، فإن ما يقوم به القلب من الشعور والحال يوجب أموراً ظاهرة، وما
يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعوراً وأحوالاً، ذلك أن
المشابهة في الظاهر تورث تشاكلاً وتناسباً بين المتشابهين، يقود إلى
موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فمن لبس ثياب أهل العلم
وجد من نفسه نوع انضمام إليهم، ومن لبس ثياب الجند المقاتلة يجد من نفسه
تخلقاً بأخلاقهم وتطبعاً بطباعهم، وكل ما ذكرت أعلاه حاصل لا محالة إلا
أن يمنع من ذلك دين أو غرض خاص(2).

وحديثنا في هذه المرة عن مسألة مهمة، وجدت كثيراً من الشباب قد غفلوا
عنها، وذلك أنه في شهر رمضان الفائت -تقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه-
وأثناء انتظارى لصلاة القيام، كنت أجد بعضهم يتكئ على يسراه خلف ظهره،
فأحببت أن أفيد بهذه المسألة نفسي أولاً ومن ثم إخواني، وذلك بنقل كلام
العلماء والأئمة في هذه المسألة.

ونبدأ الآن بالحديث وطرقه، ثم نسوق ما تيسر من شرح العلماء بعده:

الحديث:

قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ثَنَا عِيسَى بْنُ
يُونُسَ ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ
عُمَرَ بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: مَرَّ بِي
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا جَالِسٌ
هَكَذَا -أَيْ وَقَدْ وَضَعْت يَدِي الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي
وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِي- فَقَالَ : أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ؟

فقه الحديث:

قال صاحب عون المعبود:
\" قوله: ‏((وأنا جالس هكذا)) ‏‏:
المشار إليه مفسر بقوله:‏
‏((وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي)) ‏‏: أي اليمنى
والألية بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام. ‏
‏((فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟)) ‏: القِعدة بالكسر للنوع والهيئة.

‏قال الطيبي: والمراد بالمغضوب عليهم اليهود. ‏
‏قال القاري: في كونهم هم المراد من المغضوب عليهم ههنا محل بحث؛ وتتوقف
صحته على أن يكون هذا شعارهم, والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من
الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من
قعودهم ومشيهم ونحوهما, نعم ورد في حديث صحيح أن المغضوب عليهم في سورة
الفاتحة هم اليهود انتهى. ‏‏والحديث سكت عنه المنذري.\" اهــ

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- شارحاً لهذا الحديث في كتاب
\"رياض الصالحين\"(6):
\" لا يكره من الجلوس إلا ما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلَّم- بأنه
قعدة المغضوب عليهم، بأن يجعل يده اليسرى من خلف ظهره ويجعل بطن الكف على
الأرض ويتكئ عليها، فإن هذه القعدة وصفها النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلَّم-بأنها قعدة المغضوب عليهم.
أمَّا لو وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس.
ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس.
إنما التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة المغضوب عليهم؛
أن يجعل اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها -أي أليتها- على الأرض، ويتكئ
عليها؛ فهذه هي التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها قعدة
المغضوب عليهم.\" اهـ

قال الشيخ المحدث عبد المحسن العباد -حفظه الله- في شرحه لسنن أبي داود:
\" كما روى أبو داود في باب الجلسة المكروهة، باب في الجلسة المكروهة.
والمكروه -يعني- قد يراد به المحرَّم وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه،
ولكن كونه جاء في الحديث جلسة المغضوب عليهم،دلَّ على التحريم، وأنَّ هذا
يدل على التحريم.
أولاً: في حديث الشريد بن سويد -رضي الله عنه- أنه قال: ((مرَّ بي رسول
الله -صلى الله عليه وسلَّم- وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على
ألية يدي...)).
((واتكأت على ألية يدي)): ذكر في عون المعبود تفسيره أنَّه جعل يده
اليسرى خلف ظهره، واتكأ على ألية يده اليمنى، والمقصود بالألية هو ما كان
من الراحة من جهة الإبهام، هذا يقال له ألية اليد.
ويحتمل أن يكون المقصود [بالحديث] أنَّ كل ذلك يتعلق باليد اليسرى،
وأنَّه جعلها وراء ظهره، وأنه جعل أليتها متكأًً عليها، أي جعل الراحة
التي من جهة الإبهام وليست التي من جهة الخنصر.
((قال أتقعد قِعدة المغضوب عليهم؟)): الاستفهام إنكار . . .(7)\" اهـ

ثم سُئل الشيخ العباد: \" فعلى هذا تكون الجلسة لو وضع يده اليمنى فقط
خلف ظهره؟
الشيخ مجيباً: والله، أقول الإنسان -يعني- لو يبتعد عن هذا، أنا ما أعرف
يعني شيئاً يدل عليه، ولكن الشئ الذي فيه شبهة يبتعد عنه الإنسان.\" اهـ

هذا ما تيسر من النقول من العلماء، فأرجو أن تكون الفائدة قد وصلت،
والنفع قد عمَّ، هذا فما أصبت فيه فمن الله، وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن
الشيطان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

((كــــــــادي))
18-05-2010, 07:43 PM
اول مرة اسمع شي زي كذا ...

زادك الله نور على نور .

سارونه
18-05-2010, 07:46 PM
http://img461.imageshack.us/img461/6483/coraaaa4gu.gif






ياليت تتأكدين الحديث صحيح ؟؟
رغم اني مافهمت كثير

لكن أول مرة أقرا عن كذا

الله يحفظنا

شكرا لك

ام سلمان
18-05-2010, 08:06 PM
- حكم اتكاء المصلي على إلية يده

س: ذكر بعض أهل العلم - رحمهم الله - أنه لا يجوز أن يتكئ الرجل على إلية يده اليسرى، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: سنن أبو داود الأدب (4848) ، مسند أحمد بن حنبل (4/388). مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى - عليه الصلاة والسلام - إنها جلسة المغضوب عليهم فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم؟ من فتاوى الحج، الشريط الرابع.

(الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 162)

ج: نعم ورد حديث في إنكار النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على إليتها، هكذا ظاهر الحديث المنع من ذلك










السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 19446 )

س 4 : ورد في بعض الكتب نهي عن جلسة مكروهة دينيا ، وسميت : جلسة المغضوب عليهم ، ولم أفهم ما هي هذه الجلسة المنهي عنها؟

ج 4 : هذه القعدة المكروهة هي الواردة في حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه ، قال : أحمد 4 / 388 ، وأبو داود 5 / 177 برقم (4848) ، وابن حبان 12 / 488 برقم (5674) ، والطبراني 7 / 316 برقم (7242) ، والحاكم 4 / 269 ، والبيهقي في (السنن) 3 / 236 ، وفي (الآداب) ص / 134- 135 بـرقم (340) ت : عبد القدوس نذير مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكـذا ، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي ، فقال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم؟ رواه أحمد وأبو داود ،

(الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 111)

والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء