Sami96SA
05-01-2003, 11:07 AM
صباح الخير
متعبة حقا ما آلت إليه السياسه في السنوات الأخيره خاصة بعد أحداث سبتمبر .. متعبه ذهنيا ونفسيا خاصة لمن لم يتعود على متابعة الأخبار وقرائة السياسه وسماعها ومشاهدتها .. ويبدو أن الشيئ الإيجابي الوحيد بعد هذه الأحداث بالتحديد هو انجراف الأغلبيه من المواطنين العرب في التهام الأخبار ومتابعتها وحتى تحليلها عوضا عن شغفهم الكبير في قرائة التاريخ السياسي الحديث منه والقديم للتوصل إلى ثقافه سياسيه معقوله .. غير أن البعض لا يعتبر ذلك إيجابيا أبدا لأن التعلق بمتابعة ما يحدث في العالم وما تنوي أمريكا فعله في المنطقه قد سلب منهم الراحه والسبات الهادئ الغير مصحوب بأرق مزمن ويتمنوا لو أنهم لم يدمنوا متابعة الأحداث كما كانوا قبل .. تمنوا لو لم توجد مؤامره يطلق عليه مصطلح "سياسه".
جاء اليوم الذي يتسائل فيه الجميع عن ماذا تريد أمريكا من العراق ولماذا هذا التعنت والإصرار منها في خلق مشكله وسبب للتدخل العسكري لحلها .. الأمم المتحده وحتى بعض الدول العربيه تبرر لأمريكا ضرب العراق في حال إثبات امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل .. ولماذا العراق؟ لأن نظامه قد احتل دولة أخرى وهي الكويت قبل أكثر من عشر سنوات بالإضافه إلى تاريخ رئيسه المناضل صدام حسين ضد معارضيه والأكراد واستخدامه السلاح الكيماوي المبيد للإنسانيه .. إذن الإطاحه بصدام ونظامه هو الهدف المنشود الذي تحاول أمريكا تبرير الضربه المزعومه وال "قادمه" للعراق .. ما سبق هو ما يعرفه الشارع العربي من دون العنايه المركزه في التحليل السياسي .. ماذا بعد؟
جاء في مجلة المجله في عددها الأخير استفتاء حول ردات فعل بعض المواطنين من دول عربيه مختلفه في حال ضرب أمريكا للعراق فكانت الأغلبيه العظمى من أرائهم بأنهم سيتخذون موقفا معاديا ضد أمريكا والكيان الصهيوني وكانت المقاطعه للبضائع الأمريكيه هي الأولى في ترتيب ردات الفعل .. وآخرون ذكروا بأنه لن يكون لديهم حول وقوه سوى الشجب والإستنكار ضد هذا الفعل العدواني الغاشم على دوله عربيه .. والشجب والإستنكار أصبح ديدننا نحن العرب ولا بدعة في ذلك .. بل من الطبيعي ان نكون على شجب واستنكار وليس بالضروره أن ندرج هذين المفردتين ضمن ردات فعلنا المتوقعه .. وتسائل آخر من ضمن المستفتين بأن يخترع عليه أحد المقهورين من صحافة وإعلام عربيه وسيله جديده يكون لها تأثير سريع على إيقاف الضربه والزحف الأمريكي تجاه بغداد غير المظاهرات والمقاطعات ونشر غسيل أمريكا في المنتديات والصحف وحرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي وسب بوش مع ابن عمومته شارون .. وأيضا غير الشجب والإستنكار.
أجابه صاحب الإستفتاء بأن يحذو حذو إخوانه المسلمين في الإكثار من الدعاء والتوسل إلى الله تعالى في فك كربة أبناء العروبه .. أبناء دجله والفرات.
والدعاء سلاح "المؤمن".
حقا علينا أن نتسائل ونحن نشاهد كل يوم تزايد الحشد العسكري الأمريكي من كل صوب وهذا التهديد المباشر من بوش لصدام وعصبته ما نحن فاعلين عندما تضاء سماء بغداد من انعكاسات ضوء انفجارات القنابل الذكيه والغبيه .. أم أننا كأفراد لا نملك إلا قرارات أنفسنا ونستسلم للحدث كما فعلنا في الحرب السابقه .. وأبسط أنواع الإستسلام هو أن نقيد عيوننا وآذاننا للأخبار والتحليلات الفضائيه .. ولا ننسى أن نجدول متابعتنا أيضا مع برامج "الرأي والرأي الآخر" .. وهل سيكون هناك رأيا آخر خلافا على أن أمريكا دوله غاشمه قد اتخذت من حربها على الإرهاب ذريعة لضرب أي دوله عربيه تشكل خطرا على إسرائيل .. غريبة أمريكا هذه وهي تكيل الأمور بمكيالين وتتفاخر بازدواجية سياستها في المنطقه .. أين منها ومن أسلحة إسرائيل عندما اقتحمت بيروت واحتلت جنوب لبنان؟ ألم تكن اسرائيل وشارونها آنذاك شبيهة بالعراق وصدامها في احتلاله للكويت؟ بل أين الأمم المتحده وعدم تقيد اسرائيل وتنفيذها لجميع قرارات المتحده التي اتخذت حول الإستيطان وأخيرا حول إعادة احتلال غزه والمدن والقرى الفلسطينيه إضافة إلى قرار الأمم المتحده في التحري في مجزرة جنين.
لا أريد أن أطيل ولا أريدكم أن تتململوا وقد اتضح أنني "تدحرجت" في التطرق لنقاط لم أكن أنوي ذكرها .. وما اريد قوله باختصار هو أن السياسة من وجهة نظر أمريكا هي البحث عن المصالح أينما وجدت خاصة تلك التي ستوفر لهم إمدادا من وقود الطاقه بأرخص الأسعار حتى تلتئم جراحهم الإقتصاديه بعد كارثة سيبتمبر .. وأمريكا أخيرا بوجه بوش الغير مقنع عرت للعالم معناها الحقيقي والذي يجب على الدول العربيه التعامل مع أمريكا بسياستها هي وإلا!!! .. إنها سياسة القرن الواحد والعشرين.
والسياسة بالنسبة لي ولك ولها هي الثقافه السطحيه .. وهي أيضا الإنتظار والتكهن بمستقبل مجهول.
------------------
سامي
متعبة حقا ما آلت إليه السياسه في السنوات الأخيره خاصة بعد أحداث سبتمبر .. متعبه ذهنيا ونفسيا خاصة لمن لم يتعود على متابعة الأخبار وقرائة السياسه وسماعها ومشاهدتها .. ويبدو أن الشيئ الإيجابي الوحيد بعد هذه الأحداث بالتحديد هو انجراف الأغلبيه من المواطنين العرب في التهام الأخبار ومتابعتها وحتى تحليلها عوضا عن شغفهم الكبير في قرائة التاريخ السياسي الحديث منه والقديم للتوصل إلى ثقافه سياسيه معقوله .. غير أن البعض لا يعتبر ذلك إيجابيا أبدا لأن التعلق بمتابعة ما يحدث في العالم وما تنوي أمريكا فعله في المنطقه قد سلب منهم الراحه والسبات الهادئ الغير مصحوب بأرق مزمن ويتمنوا لو أنهم لم يدمنوا متابعة الأحداث كما كانوا قبل .. تمنوا لو لم توجد مؤامره يطلق عليه مصطلح "سياسه".
جاء اليوم الذي يتسائل فيه الجميع عن ماذا تريد أمريكا من العراق ولماذا هذا التعنت والإصرار منها في خلق مشكله وسبب للتدخل العسكري لحلها .. الأمم المتحده وحتى بعض الدول العربيه تبرر لأمريكا ضرب العراق في حال إثبات امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل .. ولماذا العراق؟ لأن نظامه قد احتل دولة أخرى وهي الكويت قبل أكثر من عشر سنوات بالإضافه إلى تاريخ رئيسه المناضل صدام حسين ضد معارضيه والأكراد واستخدامه السلاح الكيماوي المبيد للإنسانيه .. إذن الإطاحه بصدام ونظامه هو الهدف المنشود الذي تحاول أمريكا تبرير الضربه المزعومه وال "قادمه" للعراق .. ما سبق هو ما يعرفه الشارع العربي من دون العنايه المركزه في التحليل السياسي .. ماذا بعد؟
جاء في مجلة المجله في عددها الأخير استفتاء حول ردات فعل بعض المواطنين من دول عربيه مختلفه في حال ضرب أمريكا للعراق فكانت الأغلبيه العظمى من أرائهم بأنهم سيتخذون موقفا معاديا ضد أمريكا والكيان الصهيوني وكانت المقاطعه للبضائع الأمريكيه هي الأولى في ترتيب ردات الفعل .. وآخرون ذكروا بأنه لن يكون لديهم حول وقوه سوى الشجب والإستنكار ضد هذا الفعل العدواني الغاشم على دوله عربيه .. والشجب والإستنكار أصبح ديدننا نحن العرب ولا بدعة في ذلك .. بل من الطبيعي ان نكون على شجب واستنكار وليس بالضروره أن ندرج هذين المفردتين ضمن ردات فعلنا المتوقعه .. وتسائل آخر من ضمن المستفتين بأن يخترع عليه أحد المقهورين من صحافة وإعلام عربيه وسيله جديده يكون لها تأثير سريع على إيقاف الضربه والزحف الأمريكي تجاه بغداد غير المظاهرات والمقاطعات ونشر غسيل أمريكا في المنتديات والصحف وحرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي وسب بوش مع ابن عمومته شارون .. وأيضا غير الشجب والإستنكار.
أجابه صاحب الإستفتاء بأن يحذو حذو إخوانه المسلمين في الإكثار من الدعاء والتوسل إلى الله تعالى في فك كربة أبناء العروبه .. أبناء دجله والفرات.
والدعاء سلاح "المؤمن".
حقا علينا أن نتسائل ونحن نشاهد كل يوم تزايد الحشد العسكري الأمريكي من كل صوب وهذا التهديد المباشر من بوش لصدام وعصبته ما نحن فاعلين عندما تضاء سماء بغداد من انعكاسات ضوء انفجارات القنابل الذكيه والغبيه .. أم أننا كأفراد لا نملك إلا قرارات أنفسنا ونستسلم للحدث كما فعلنا في الحرب السابقه .. وأبسط أنواع الإستسلام هو أن نقيد عيوننا وآذاننا للأخبار والتحليلات الفضائيه .. ولا ننسى أن نجدول متابعتنا أيضا مع برامج "الرأي والرأي الآخر" .. وهل سيكون هناك رأيا آخر خلافا على أن أمريكا دوله غاشمه قد اتخذت من حربها على الإرهاب ذريعة لضرب أي دوله عربيه تشكل خطرا على إسرائيل .. غريبة أمريكا هذه وهي تكيل الأمور بمكيالين وتتفاخر بازدواجية سياستها في المنطقه .. أين منها ومن أسلحة إسرائيل عندما اقتحمت بيروت واحتلت جنوب لبنان؟ ألم تكن اسرائيل وشارونها آنذاك شبيهة بالعراق وصدامها في احتلاله للكويت؟ بل أين الأمم المتحده وعدم تقيد اسرائيل وتنفيذها لجميع قرارات المتحده التي اتخذت حول الإستيطان وأخيرا حول إعادة احتلال غزه والمدن والقرى الفلسطينيه إضافة إلى قرار الأمم المتحده في التحري في مجزرة جنين.
لا أريد أن أطيل ولا أريدكم أن تتململوا وقد اتضح أنني "تدحرجت" في التطرق لنقاط لم أكن أنوي ذكرها .. وما اريد قوله باختصار هو أن السياسة من وجهة نظر أمريكا هي البحث عن المصالح أينما وجدت خاصة تلك التي ستوفر لهم إمدادا من وقود الطاقه بأرخص الأسعار حتى تلتئم جراحهم الإقتصاديه بعد كارثة سيبتمبر .. وأمريكا أخيرا بوجه بوش الغير مقنع عرت للعالم معناها الحقيقي والذي يجب على الدول العربيه التعامل مع أمريكا بسياستها هي وإلا!!! .. إنها سياسة القرن الواحد والعشرين.
والسياسة بالنسبة لي ولك ولها هي الثقافه السطحيه .. وهي أيضا الإنتظار والتكهن بمستقبل مجهول.
------------------
سامي