المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ الدعوة السلفية المباركة !



ابوالخير
08-02-2010, 12:45 AM
تاريخ الدعوة السلفية المباركة !
المحرر : عبد الله بن زيد الخالدي - التاريخ : 2010-02-03 21:44:18 - مشاهدة ( 694 )
فضيلة العلامة محمد ناصر الدين الألباني : قد يقول البعض : إنها دعوة طارئة وجديدة ، وإن أقدم من تنتسب إليه هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم ابن عبد الوهاب في العصر الحالي ، وهذه فكرة خاطئة ، بل هي باطلة ، وإنما الدعوة السلفية هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه ، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وكانت خاتمة الدعوات ، وآخر الشرائع ، وآخر الأجيال ، وإنما لم يكن يطلق عليها ذلك ؛ لأنه لم يكن هناك حاجة ، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح ، فلم تكن هناك حاجة أو داعٍ للقول : الإسلام السلفي ، أو الدعوة السلفية .

كما يقرب ذلك إلينا مثلاً العلوم الأخرى ؛ كعلوم العربية ، كان الناس يتكلمون العربية الفصحى دون لحن ودون خطأ فلم يكن هناك حاجة لوضع قواعد النحو ، وإلى اصطلاحات النحو واللغة والبلاعة ، لأنها كانت معروفة سليقة ، وكذلك الدعوة السلفية كان الناس عليها ، ولم يكن هناك شذوذ ولا انحراف ، ولكنها بدأت تظهر شيئًا فشيئًا عندما بدأت الأفكار الأخرى تظهر ، وعندما بدأت هذه الثقافات الأجنبية تؤثر في المسلمين ، فتحرف بعضها ، وتزين لبعضهم أشياء تخالف الإسلام في العقائد وغيرها .

حين ذلك بدأ أئمة المسلمين من صحابة وتابعين ومن بعدهم يوجهون إلى خطورة هذه الدخائل والمحدثات ، فكانت تظهر وتشتد الدعوة شيئًا فشيئًا كلما زادت هذه المحدثات ، والثقافات التي تؤثر في المسلمين ، وكان من أبرز من ميز هذه الدعوة ووضحها بجلاء الإمام أحمد بن حنبل حيث ظهرت فتنة خلق القرآن في زمانه ، وأريد حمل الناس جميعًا على هذه الفكرة المحدثة الباطلة ، فصمد ذلك الصمود المثالي ، ووقف ذلك الموقف الشجاع الرائع ، وكان معه جمهور المسلمين بقلوبهم وأرواحهم ، وكان أولئك المعتزلة في خط آخر خارج النطاق ، فتميزت الدعوتان ، وظهر الخلط بين الاتجاهين : اتجاه الرأي وأصحاب الرأي ، أصحاب تقديم العقل على النقل ، الذين لا يعتدون بنصوص الكتاب والسنة ، ولا يعتدون بهدي السلف الصالح ، وبين من يجعل الأساس الكتاب والسنة ، ويجعل الأساس هدي السلف الصالح .

وهكذا أخذت تتميز الدعوة السلفية شيئًا فشيئًا كلما ازداد المسلمون بعدًا عن دينهم الصافي الحقيقي ، وكلما أخذت الأفكار الأجنبية ، والثقافات الدخيلة على الإسلام تظهر وتشتد ويعلن بها .

وفي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية كان ذلك قد استفحل ، وكانت الثقافات والتفسيرات الفكرية قد تضخمت حتى صرفت أكثر المسلمين ، فلم يبق إلا قلة نادرة غريبة عن المجتمع هم الذين بقوا يحافظون على دعوة الكتاب والسنة ، ويتقيدون بطريق السلف الصالح ، فحينئذٍ ظهرت الحاجة الملحة إلى توضيح هذه الدعوة وإلى تمييزها ، وكانت كتابات شيخ الإسلام - رحمه الله - الكثيرة والرائعة التي ميز بها الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، كانت كتبه إنارة لمن يطلب الهداية ، وكانت فيصلاً بين الحق والباطل ، وقد أقام الحجة على المخالفين بالمناظرات ، وبالرسائل ، وبالكتب ، وفي المجالس ، ولم يبق حجة لمعاند إلا ما يكون بسبب العناد والاستكبار .

فلذلك في زمنه ميزت وظهر هذا الاسم دعوة السلف ، ومنهج السلف ، وطريقة السلف ، وإن كانت قد استعملت هذه الكلمات قبله أيضًا ، وأظن قائل هذا البيت المشهور في العقائد عن مذهب السلف : وكل خير في اتباع من سلف .:. وكل شر في ابتداع من خلف .

أظنه قبل شيخ الإسلام . هذه اللفظة عربية فصيحة ، وظهرت في كلامهم ولكن كما قلت : توضحت وتوطدت أكثر في عهد شيخ الإسلام - رحمه الله - .

وكما قلت : الأفكار الصوفية سيطرت على الناس ، وطرقها المختلفة ، وأفكار علماء الكلام ، والتعصب المذهبي ، والبدعة في الدين ، والأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فظهرت غربة الإسلام ، وظهر أنه كان بحاجة ماسة إلى أن يتبين ويتضح حتى يعرف الناس الحق من الباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، فقد تابع هذه الرسالة وهذه الدعوة تلاميذ الإمام ابن تيمية : ابن القيم ، وابن كثير ، وغيرهما على مر العصور ، لكنهم كانوا محارَبين مضطهدين ، فمات منهم من مات في السجون ، وقتل منهم من قتل ، وعذب من عذب ، وكانت الغلبة المادية في أكثر العصور للمخالفين ، وإن كانت الغلبة المعنوية غلبة الحجة والبرهان لأهل السنة وفاقًا لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) .

ثم جدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نجد ، حينما كانت في ظلام دامس ، وحينما كانت الوثنيات تسيطر على البلاد ، فتثقف بثقافة شيخ الإسلام وأخذ عنه ، وقرأ كتبه ، وأخذ ينشرها ويدعو إليها ، ونال من جراء ذلك الأذى الكثير ، وحرب العوام ، ولكن وفقه الله - عز وجل - مع من أيده من الأمراء السعوديين الأوائل ، كان من ذلك أن ظهرت هذه الدعوة وأثرت في المسلمين ، ووصلت إلى بلدان كثيرة ، وما تزال منها بقية في بلاد السعودية وغيرها .

لست بكاتبة
09-02-2010, 06:35 AM
جزاك الله خيراً

الكونكورد
09-02-2010, 05:43 PM
ابوالخير

جزاك الله خير وبار الله فيك عالنقل وتوضيح تاريخ السلفية

دمت بخير ..

كن مع الله
09-02-2010, 05:54 PM
صدقت أبا الخير ...


الأصل أن الدين الصحيح هو واحد ...


ولم يكن هناك في السابق مسميات ولا جماعات ولا ....



لكن للأسف لما ظهرت بعض الفرق ...


بعضها خيره أكثر من شره ...

وبعضها شره أكثر من خيره ...


وبعضها كلها شر ولا خير فيها إطلاقا ...



حينها اضطرت الحاجة إلى استحداث بعض المسميات مثل :

أهل السنة والجماعة ... السلفية ... وغير ذلك ...


ولكن الحق هو واحد ولن يتعدد ...

ولكنه صار غريبا كما اخبر صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) اللهم اجعلنا منهم ...


أخي الغالي ...

هو حق ما قلته ...

وتوضيح جيد لمن لا يعرف ذلك ...


فشكرا لك وجزيت خيرا ...


لا حرمنا الله من مواضيعك القيمة ...



تقبل تحاتي وتقديري وقبل ذلك مداخلتي المتواضعة ...



محبك في الله / أبو سلمان محمد المدني

الدكيني
16-02-2010, 11:08 AM
مشكورين جزاكم الله خير