عاشق البيت
02-02-2010, 06:20 PM
الأسد والثعلب والعجل
-------
نظـر الليـث إلـى عجـل سميـن 00 كان بالقـرب علـى غيـط أميـن
فاشتهت من لحمه نفـس الرئيـس 00 وكـذا الأنفـس يصيبهـا النفيـس
قـال للثعلـب: يـا ذا الاحتـيـال 00 رأسك المحبـوب، أو ذاك الغـزال!
فدعـا بالسعـد والعمـر الطويـل 00 ومضى في الحـال للأمـر الجليـل
وأتـى الغيـط وقـد جـن الظـلام 00 فـرأى العجـل فأهـداه الـسـلام
قائلاً: يـا أيهـا المولـى الوزيـر 00 أنـت أهـل العفـو والبـر الغزيـر
حمل الذئـب علـى قتلـي الحسـد 00 فوشى بـي عنـد مولانـا الأسـد
فتراميـت علـى الجـاه الرفـيـع 00 وهو فينا لم يـزل نعـم الشفيـع!
فبكى المغرور مـن حـال الخبيـث 00 ودنا يسـأل عـن شـرح الحديـث
قال: هل تجهل يـا حلـو الصفـات 00 أن مولانـا أبـا الأفيـال مــات؟
فرأى السلطان في الـرأس الكبيـر 00 موطـن الحكمـة والحـذق الكثيـر
ورآكـم خيـر مــن يسـتـوزر 00 ولأمـر المـلـك ركـنـاً يـذخـر
ولقـد عـدوا لكـم بيـن الجـدود 00 مثـل آبيـس ومعبـود اليـهـود
فأقـامـوا لمعاليـكـم سـريــر 00 عن يمين الملك السامـي الخطيـر
واستعد الطيـر والوحـوش لـذاك 00 في انتظـار السيـد العالـي هنـاك
فـإذا قمـتـم بأعـبـاء الأمــور 00 وانتهى الأنـس إليكـم والسـرور
برئونـي عنـد سلطـان الـزمـان 00 واطلبوا لي العفـو منـه والأمـان
وكافكـم أننـي العـبـد المطـيـع 00 خـدم المنعـم جهـد المستطـيـع
فأحـد العجـل قرنـيـه، وقــال: 00 أنت منذ اليـوم جـاري، لا تنـال!
فامض واكشف لي إلى الليث الطريق 00 أنـا لا يشقـى لديـه بـي رفيـق
مضـى الخـلان تــواً للـفـلاه 00 ذا إلـى المـوت، وهـذا للحـيـاه
وهنـاك ابتلـع اللـيـث الـوزيـر 00 وحبـا الثلعـب مـنـه باليسـيـر
فانثنى يضحك من طيـش العجـول 00 وجرى فـي حلبـة الفخـر يقـول:
سلـم الثعلـب بالـرأس الصغيـر 00 فـفـداه كــل ذي رأس كبـيـر!
----------
منقول
من كليلة ودمنة لاحمد شوقى
-------
نظـر الليـث إلـى عجـل سميـن 00 كان بالقـرب علـى غيـط أميـن
فاشتهت من لحمه نفـس الرئيـس 00 وكـذا الأنفـس يصيبهـا النفيـس
قـال للثعلـب: يـا ذا الاحتـيـال 00 رأسك المحبـوب، أو ذاك الغـزال!
فدعـا بالسعـد والعمـر الطويـل 00 ومضى في الحـال للأمـر الجليـل
وأتـى الغيـط وقـد جـن الظـلام 00 فـرأى العجـل فأهـداه الـسـلام
قائلاً: يـا أيهـا المولـى الوزيـر 00 أنـت أهـل العفـو والبـر الغزيـر
حمل الذئـب علـى قتلـي الحسـد 00 فوشى بـي عنـد مولانـا الأسـد
فتراميـت علـى الجـاه الرفـيـع 00 وهو فينا لم يـزل نعـم الشفيـع!
فبكى المغرور مـن حـال الخبيـث 00 ودنا يسـأل عـن شـرح الحديـث
قال: هل تجهل يـا حلـو الصفـات 00 أن مولانـا أبـا الأفيـال مــات؟
فرأى السلطان في الـرأس الكبيـر 00 موطـن الحكمـة والحـذق الكثيـر
ورآكـم خيـر مــن يسـتـوزر 00 ولأمـر المـلـك ركـنـاً يـذخـر
ولقـد عـدوا لكـم بيـن الجـدود 00 مثـل آبيـس ومعبـود اليـهـود
فأقـامـوا لمعاليـكـم سـريــر 00 عن يمين الملك السامـي الخطيـر
واستعد الطيـر والوحـوش لـذاك 00 في انتظـار السيـد العالـي هنـاك
فـإذا قمـتـم بأعـبـاء الأمــور 00 وانتهى الأنـس إليكـم والسـرور
برئونـي عنـد سلطـان الـزمـان 00 واطلبوا لي العفـو منـه والأمـان
وكافكـم أننـي العـبـد المطـيـع 00 خـدم المنعـم جهـد المستطـيـع
فأحـد العجـل قرنـيـه، وقــال: 00 أنت منذ اليـوم جـاري، لا تنـال!
فامض واكشف لي إلى الليث الطريق 00 أنـا لا يشقـى لديـه بـي رفيـق
مضـى الخـلان تــواً للـفـلاه 00 ذا إلـى المـوت، وهـذا للحـيـاه
وهنـاك ابتلـع اللـيـث الـوزيـر 00 وحبـا الثلعـب مـنـه باليسـيـر
فانثنى يضحك من طيـش العجـول 00 وجرى فـي حلبـة الفخـر يقـول:
سلـم الثعلـب بالـرأس الصغيـر 00 فـفـداه كــل ذي رأس كبـيـر!
----------
منقول
من كليلة ودمنة لاحمد شوقى